معلقةٌ بين نبضٍ مضى
وارتجافةِ حلمٍ لم يُولد بعد،
أتأرجح كغيمة
أثقلها الحنين،
لكنها لم تمطر.
أسيرُ على خيوطٍ
من ضوءٍ باهت،
أحمل في صدري
أغاني الراحلين،
وفي عينيّ
حيرة الغد.
أُرمم ذاتي
بأطراف الذكريات،
أُلقي السلام على ظلّي،
وأقول له:
“لا بأس،
فالغياب أيضًا
شكلٌ من أشكال الحضور.”
وها أنا
أطفو على...
كل شيء في داخلي خمد،
لا اشتعال، لا رماد، لا أثر لشيء كان حيًا.
لا أشعر بالحزن،
ولا بالسعادة،
وكأن المشاعر كلها أغلقت أنوارها
وغادرت دون أن تودّع
أراقب يومي كأنني لا أنتمي إليه،
أنظر إلى نفسي كأنني أمرُّ بها،
كأنني لست أنا،
بل ظلٌ لا يملك وزنه.
الأصوات من حولي خافتة،
الألوان باهتة،
والزمن...
"زَرَعتُ لهُ في الصدرِ مِنِّي مودَّةً
أقامَت على قلبي رقيبًا مِنَ الحُبِّ
فما خَطَرَت لي نظرةٌ نَحوَ غيرِهِ
مِنَ الناسِ إلّا قالَ: أنتَ على ذَنبِ.."
- أبو تمّام.