بقلم: حسين شكران الأكوش العقيلي
في زمنٍ تتسارع فيه التحولات وتتشظى فيه الهويات، تقف الطقوس كجُزرٍ ثابتة وسط محيطٍ متلاطم من العولمة والتفكك الرمزي. لم تعد الطقوس مجرد ممارسات موروثة تُؤدى في مناسبات دينية أو اجتماعية، بل تحولت إلى نصوصٍ مفتوحة، تُعيد تشكيل الذات وتُعيد رسم حدود الانتماء في سياقاتٍ متغيرة.
فالطقس، في جوهره، ليس تكرارًا آليًا، بل فعلٌ رمزيٌّ يُستدعى فيه التاريخ ليحاور الحاضر، وتُستنهض فيه الذاكرة لتُعيد تعريف من نحن، وماذا نمثل. إنه مساحةٌ يتقاطع فيها الفرد مع الجماعة، ويتجدد فيها الشعور بالانتماء من خلال المشاركة في سردٍ جماعيٍّ يتجاوز اللحظة ويستحضر المعنى.
في المجتمعات الحديثة، حيث تتعدد الهويات وتتنازعها الولاءات، تُصبح الطقوس أداةً لإعادة التوازن. فهي تُعيد إنتاج الرموز الثقافية والدينية بطريقة تتفاعل مع الواقع، فتُصبح الهوية أكثر مرونة، دون أن تفقد عمقها. ومن خلال الطقوس، يُعاد تشكيل مفهوم "نحن" في مقابل "الآخر"، ويُعاد بناء الجسور بين الأفراد، لا على أساس التشابه، بل على أساس التشارك في المعنى.
حتى في الفضاء الرقمي، حيث تُمارس الطقوس عبر الشاشات، تظل قادرة على استدعاء الشعور بالانتماء، وإن كان ذلك بصيغة جديدة. لكن هذا التحول يطرح سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للطقوس أن تحتفظ بعمقها الرمزي في ظل التفاعلية الرقمية؟ أم أن الرقمنة تُهدد بتحويلها إلى محتوى استهلاكي فاقد للروح؟
إن الطقوس، حين تُمارس بوعي، تُصبح فعل مقاومة ضد الاستلاب الثقافي، وتُعيد التفاوض على المعاني في مواجهة التهميش. إنها ليست مجرد أداء، بل خطابٌ رمزيٌّ يُعيد تشكيل الذات الجمعية، ويُعيد رسم خرائط الانتماء وفقًا لاحتياجات العصر.
في النهاية، الطقوس ليست بقايا ماضٍ، بل أدوات مستقبلية لإعادة بناء الإنسان في زمنٍ يُعيد فيه كل شيء تعريف نفسه. إنها دعوةٌ للعودة إلى الجذور، لا للانغلاق، بل للانطلاق من عمق الهوية نحو أفقٍ أكثر اتساعًا.
في زمنٍ تتسارع فيه التحولات وتتشظى فيه الهويات، تقف الطقوس كجُزرٍ ثابتة وسط محيطٍ متلاطم من العولمة والتفكك الرمزي. لم تعد الطقوس مجرد ممارسات موروثة تُؤدى في مناسبات دينية أو اجتماعية، بل تحولت إلى نصوصٍ مفتوحة، تُعيد تشكيل الذات وتُعيد رسم حدود الانتماء في سياقاتٍ متغيرة.
فالطقس، في جوهره، ليس تكرارًا آليًا، بل فعلٌ رمزيٌّ يُستدعى فيه التاريخ ليحاور الحاضر، وتُستنهض فيه الذاكرة لتُعيد تعريف من نحن، وماذا نمثل. إنه مساحةٌ يتقاطع فيها الفرد مع الجماعة، ويتجدد فيها الشعور بالانتماء من خلال المشاركة في سردٍ جماعيٍّ يتجاوز اللحظة ويستحضر المعنى.
في المجتمعات الحديثة، حيث تتعدد الهويات وتتنازعها الولاءات، تُصبح الطقوس أداةً لإعادة التوازن. فهي تُعيد إنتاج الرموز الثقافية والدينية بطريقة تتفاعل مع الواقع، فتُصبح الهوية أكثر مرونة، دون أن تفقد عمقها. ومن خلال الطقوس، يُعاد تشكيل مفهوم "نحن" في مقابل "الآخر"، ويُعاد بناء الجسور بين الأفراد، لا على أساس التشابه، بل على أساس التشارك في المعنى.
حتى في الفضاء الرقمي، حيث تُمارس الطقوس عبر الشاشات، تظل قادرة على استدعاء الشعور بالانتماء، وإن كان ذلك بصيغة جديدة. لكن هذا التحول يطرح سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للطقوس أن تحتفظ بعمقها الرمزي في ظل التفاعلية الرقمية؟ أم أن الرقمنة تُهدد بتحويلها إلى محتوى استهلاكي فاقد للروح؟
إن الطقوس، حين تُمارس بوعي، تُصبح فعل مقاومة ضد الاستلاب الثقافي، وتُعيد التفاوض على المعاني في مواجهة التهميش. إنها ليست مجرد أداء، بل خطابٌ رمزيٌّ يُعيد تشكيل الذات الجمعية، ويُعيد رسم خرائط الانتماء وفقًا لاحتياجات العصر.
في النهاية، الطقوس ليست بقايا ماضٍ، بل أدوات مستقبلية لإعادة بناء الإنسان في زمنٍ يُعيد فيه كل شيء تعريف نفسه. إنها دعوةٌ للعودة إلى الجذور، لا للانغلاق، بل للانطلاق من عمق الهوية نحو أفقٍ أكثر اتساعًا.
