- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 125,009
- مستوى التفاعل
- 120,639
- النقاط
- 2,508

مقدّمة
حتماً سأشيخ معها
لم أكتب لأبرّئ نفسي، ولا لأدينها.
كتبت لأن الصمت لم يعد يحتمل، لأن في داخلي أصواتًا صغيرة تتنازع على بقايا ضوء، ولأن الأشياء حين تسكت أكثر مما ينبغي، تبدأ بالاهتراء.
كل حكايةٍ هي نوعٌ من الشيخوخة، وكل حبٍّ يُروى بعد فواته، هو تجعيدة جديدة في الروح.
لم أكن أبحث عن خلاصٍ من امرأة، بل عن شكلٍ آخر للحياة يشبهها.
امرأة تسكن اللغة كما يسكن الليل مدينةً مكسورة الأضواء، تمرّ على التفاصيل برفقٍ، ثم تترك بعدها عطرًا من فكرةٍ لم تكتمل.
هي لم تكن حلماً، بل مرآةً مائلة، رأيت فيها وجهي كما لم أره من قبل: مرهقًا، حقيقيًّا، وعالقًا بين الخوف والرغبة في البقاء.
أحيانًا أشعر أنّ الكتابة عنها ليست سوى محاولة لتأجيل النهاية، لأن من يكتب لا يودّ أن يفرغ من حكايته.
وأحيانًا أخرى، أكتب لأتأكد أنّها كانت موجودة حقًّا، وأنني لم أتوهّمها في حلمٍ طويل.
كل سطرٍ هنا هو نَفَسٌ احتُبس طويلاً.
وكل فصلٍ محاولة لترميم شيءٍ تصدّع في القلب.
ربما لن تفهموا ما أردت قوله، لكنّي واثق أنكم ستشعرون بما لم أقل.
فالكتابة، في النهاية، ليست اعترافًا… بل طريقةٌ بطيئة لنشيخ مع من أحببنا دون أن نغيب.
التعديل الأخير: