عاشق من الزمن الجميل
جوهرة المنتدى
- إنضم
- 12 يناير 2016
- المشاركات
- 35,099
- مستوى التفاعل
- 1,815
- النقاط
- 113




اقدم تشريع مكتوب على وجه الارض هو مسلة حمورابي


مقدمة
بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي تعرف
بـ(السلالة الآمورية)
أحد عشر ملكاً حكموا ثلاثة قرون حيث بلغت حضارة
العراق أوج عظمتها وازدهارها
وعمت اللغة البابلية ، تكلماً وكتابة ، المنطقة قاطبة
وارتقت العلوم والمعارف والفنون
واتسعت التجارة اتساعاً لامثيل له
في تأريخ هذه المنطقة وكانت الادارة مركزية
والبلاد تحكم بقانون موحد سنة الملك حمورابي
لجميع شعوبها




حمواربي


حكم هذا الملك العظيم في بابل بين عامي
1792 - 1750 ق . م
وعندما تسلم الحكم كانت في البلاد قوى مختلفة
ودويلات متفرقة تتنازع السلطة ،
فاستطاع أن يوحدها
وأن يبني بها صرح امبراطورية مترامية الأطراف
ضمت جميع أنحاء العراق ،
والمدن القريبة من بلاد الشام حتى
سواحل البحر المتوسط ومناطق أخرى
وكان حمورابي شخصية عسكرية عالية القدرة
اضافة الى الجانب الاداري والتنظيمي لديه
لم يكن يقل عنه في الجانب العسكري


مسلة حمورابي




ان مسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود
والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس
تعتبر أقدم وأشمل القوانين
في وادي الرافدين والعالم اجمع
وعلقها على مداخل المدن ومخارجها كي يطلع عليها
داخلوا تلك المدن ويطبقوها أوان يتحدثوا
بها لشعوب البلدان الاخري حينما يغادرون المدن البابلية


تحتوي مسلة حمورابي على 282 مادة تعالج
مختلف شؤون الحياة
فيها يجد القارئ تنظيماً واعياً لكل مجالات الحياة
وتحديداً وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الفرد
وحقوقة في المجتمع ،
كل حسب وظيفته ومسؤوليته

كانت مواد المسلة ال (282 فقرة) مقسمة في أبواب
يناقش كل باب منها جانباً متخصصاً في مجالات
العلاقات والأمور الاجتماعية والحياتية
سواء في أثناء السلم ام الحرب
وعلى سبيل المثال لا الحصر ،
فالطبيب الذي يعالج مريضاً ويتسبب في وفاته
يتحمل وزر عمله وقد تصل عقوبته
إلى ايقاع الموت به وهكذا باقي مجالات الحياة


ولم تغفل (المسلة) حتى أمر الحلاقين والمزينين
بل وتعدت تلك (المسلة) إلى وضع اسس حتى للتعامل
مع الحيوان وتربيته
ولعل مقولة (اذية العجماء ضرار..)
التي تتناولها القوانين الوضعية في ايامنا هذه
ان هي الا امتداد تضمنته المسلة في احد بنودها ،
فصاحب الفرس الذي يرفس طفلاً ويؤذيه
والكلب الذي يعض شخصاً ويجرحه
اقرت قوانين حمورابي في مسلته بتحمل صاحب
الفرس او الكلب مسؤولية ذلك


وصف لشكل المسلة


المسلة عبارة عن قطعة واحدة من حجر
الديوريت الاسود
بشكل شبه اسطواني يبلغ طولها 2.25 مترا
ومعدل قطرها في الوسط 60 سنتمترا



يحتل الثلث العلوي من وجه المسلة المشهد الفني
المشهور الذي يصور الملك حمورابي
واقفا امام شمش ،الاله – الشمس
المسؤول عن العدالة في عقائد
حضارة بلاد الرافدين القديمة ،
يظهر شمش جالسا على عرشه وهو يقدم
بيده اليمنى رموز السلطة ( الصولجان )
والعدالة ( حبل قياس الاستقامة ) الى حمورابي
رمزا لتكليفه بالسلطة وبتحقيق العدالة


إكتشاف المسلة


اكتشفت مسلة حمورابي الشهيرة
في موقع العاصمة العيلامية سوسة
" قلعة الشوش حاليا "
اثناء موسم التنقيب في 1901 – 1902 الذي
كانت تقوم به
البعثة الاثارية الفرنسية برئاسة دي موركن
وقد عثر عليها مع عدة قطع يبدو انها كانت
اجزاءا من نسخة ثانية او اكثر من المسلة
ونقلت المسلة


متحف اللوفر في باريس

والآثار المكتشفة الى متحف اللوفرفي باريس
وبقيت المسلة الاصلية محفوظة في اللوفر
ان النسخة الاولى من المسلة كانت في مدينة بابل
وفقا لما تذكره خاتمة الشريعة

اما المسلة المكتشفة في موقع سوسة
فكان موضعها في الاصل في مدينة سيار
( تلول ابو حبة قرب اليوسفية )
نقلت هذه المسلة الى سوسة في عملية نهب
قام بها الملك العيلامي شوترك – ناخونتي الاول
الذي غزا بلاد بابل 1168 قبل الميلاد في نهاية
حكم سلالة بابل الثالثة


المسلة..أول تشريع مكتوب في التأريخ


تعتبر شريعة حمورابي أول شريعة مكتوبة
في التاريخ البشري وتعود إلى العام 1780قبل الميلاد
وهناك العديد من الشرائع المشابهه لشريعة حامورابي
والتي وصلتنا من بلاد آشور منها مجموعات القوانين
والتشريعات تتضمن مخطوطة أور-نامو،
ومخطوطة إشنونا، ومخطوطة لبت-إشتار ملك آيسن

إلا أن تشريعات حمورابي هي الأولى في التاريخ
التي تعتبر متكاملة وشمولية لكل نواحي الحياة في بابل
وهي توضح قوانين وتشريعات وعقوبات لمن يخترق القانون
ولقد ركزت على السرقة، والزراعة (أو رعاية الأغنام)،
وإتلاف الممتلكات، وحقوق المرأة، وحقوق الأطفال،
وحقوق العبيد، والقتل، والموت،
والإصابات. وتختلف العقوبات على حسب الطبقة
التي ينحدر منها المنتهك لإحدى القوانين والضحية
ولا تقبل هذه القوانين الاعتذار،أو توضيحٍ للأخطاء
إذا ما وقعت
وتعتبر مجموعة حمورابي أهم الوثائق القانونية التي
اكتشفت في تاريخ بلاد ما بين النهرين


يتبع رجاء
