محمد يوسف
ابو الحسن

الاديب الذي رفض ان يكتب " زبيبة والملك " يطالب بلجوء انساني ؟ .
الاديب المعروف محمد سمارة الذي جال وصال وناظر وجاهد في عالم الثقافة والادب منذ الستينيات . وقد منح جوائز عديدة في المسابقات العراقية والعربية للقصة والرواية . سمارة احد اشهر الكتاب في العراق , جاء محملا باكتاف امه من فلسطين عام 1948 حين احتلت اسرائيل مدينته في فلسطين وهو بالرابع من عمره .
عاش الاديب سمارة وحيدا في العراق واعتمد بنفسه ليصبح في ما بعد معلما , وقد دخل عالم الاديب من اوسع ابوابها , فقد اصدر الاديب الستيني حوالي اربع عشر كتابا تشكلت منها على هموم الوطن وعن الحب وقصائد عظيمة , فكتب له المؤرخ الكبير الراحل جلال الدين الحنفي قصيدة تحمل اسم " الى سمارة" . وقد شارك في كل المحافل الثقافية والادبية , ذاع صيته الادبي حين اصدر كتابا يحمل اسم " الاشجار تورق في الصحراء والتي ترجمت للغة الفرنسية .
قد عرض على سمارة في عام 1998 ان يؤلف رواية تحمل اسم " زبيبة والملك " من لطيف نصيف جاسم , ومقابل جهوده سيمنح قصرا في حي القادسية ببغداد , فرفض الاديب سمارة رغم انه بحاجة الى بيت صغير , وقد تحجج للوزير لطيف نصيف جاسم بأن يده ملتوية وبحاجة الى عملية جراحية .
الاديب محمد سمارة رفض اكبر عرض مغري , وحين التقيته في احدى المقاهي في باب الشرقي ساءلته عن عن هذه القصة , ولثقته العمياء لي قال : لا يمكنني ان اكتب رواية او قصة لتكتب باسم شخص اخر فيا صديقي انا لست تاجر حروف ومهما كان العرض غالي , وايضا ان لست من محبي صدام لانه مصاب بمرض العظمة وقد اعدم الكثير من العوائل البريئة .
قبل اربع ايام تفاجأت بخبر ان سمارة يطالب بلجوء انساني الى اي دولة تعرف قيمة الاديب والمثقف , وعرفت في ما بعد , ان مفوضية اللاجئين قد طعت بدل الايجار عنه وعن نجله الصحفي نبيل وعائلته في وقت توقف جميع الاعمال في العراق , هذا ما سيجعل الاديب الكبير يعيش بخيمة .
سارع الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق باصدار بيان رسمي جاء فيه :
أنقذوا الأديب محمد سمارة..
المبدع الذي يتغذّى من مشيمة بلاد ما بين النهرين، والقلم الذي تآخى مع زملائه على مدى عقود من الصحافة وكتابة القصص والروايات،
هو من اخوتنا الفلسطينيين، ممن أضافوا وأضاؤوا صحف الوطن ومنشوراته بحروفهم، ورفضوا حين الرفض موقفٌ للنبلاء. رفضوا مغريات السلطة الديكتاتورية الغاشمة بالكتابة عنها، وتمجيدها وتصديرها للمشهد بوصفها راعيةً ومثقفة، فما كان له إلا أن يظل في خانة الفقراء، خانة المقتسمين أرغفة الأدب فيما بينهم، متضامنين وأصلاء..
محمد سمارة.. المريض حالياً من دون معين أو معيل سوى ابنه (نبيل) الذي يوزّع جهده بين والده ونفقات علاجه الباهظة، وبين أسرته التي تثقل كاهله..
محمد سمارة.. بلا مأوى..
فقد قطعت مفوضية اللاجئين ما كانت تتكفل به من سداد مبلغ إيجاره، ولم تسعفه السفارة الفلسطينية لعدم قدرتها، وعومل بإهمال مرير ومحزن، ولم يبق له إلا نحن الذين نضع الضيف في أعيننا..
فيا أيها العراقيون، وأنتم على رأس المسؤولية، لن يضيق الوطن على فرد هو منّا وفينا،
وأمامكم حالته بعد أن جاوز عمره السبعين سنةً قضى جلَّها في بلده العراق.
هو بحاجة اليوم لمورد يضمن له سقفاً يستظل تحته، بحاجة لنقطة من بحر الوطن الكبير، إكراماً لشيبته، لحقّه علينا بالضيافة، لقصصه، لكتاباته، لصداقته معنا، لرافدينيته الضاربة في الجذور، نقول هذا القول وقد تم توجيه هذه الكلمات لكل ذوي الشأن، وبانتظار العناية والاهتمام مع المنتظرين.
الأديب محمد سمارة نحن معكم، نشدُّ الحجر على الحجر فالفرج قريب..
اتحاد أدباء العراق
نحن كمثقفين عراقيين نحمل الحكومة العراقية المسؤولية الكاملة لكونها الراعية للادباء الكبار , وثانيا نحمل سفارة دولة فلسطين في العراق التي تنصلت عن واجبها لحماية اديب من صلب جلدتها
وعلى ما يبدو ان الاديب سمارة وبسبب ضميره ومواقفه بقى مع الضمائر الحية , فلو كان منافقا او محتالا لكان اموره جيدة ويعتاش على فتافيت المنافقين الذين نشاهدهم وهم يمتدحون السراق .