- إنضم
- 7 أغسطس 2015
- المشاركات
- 1,497,774
- مستوى التفاعل
- 216,288
- النقاط
- 1,010
- الإقامة
- السعودية _ الأحساء ♥️

الاستفادة من دروس عاشوراء:
ادرسوا كلّ الواقع، ولا تحسبوا أنّي أريد أن أدينه كلّه، لكنّني أتكلّم عن الظّاهرة، والظّاهرة تصبح مشكلةً وكارثةً عندما تتحوّل إلى حالةٍ من الإدمان لدى الكثيرين. ولذلك فلنفكّر، ما هو المردود الثّقافيّ، هل استطاعت هذه الجماهير من النّساء والرّجال أن تعيش ثقافة عاشوراء في امتدادها الإسلاميّ وامتدادها الإنسانيّ؟ لا أنكر أنّ عاشوراء في خطابها الحماسيّ وفي خطابها الولائيّ استطاعت أن تعبّئ النّاس بحبّ أهل البيت(ع)، ولكن ما هو مضمون هذا الحبّ؛ هل يكفي أن نقول إنّ الحقّ لهم، أو إنّ علينا أن نفهم ما هو الحقّ عندهم، ما هو فكرهم، ما هو خطّهم، ما هي القضايا الّتي أثاروها في مرحلتهم، ما هي القضايا الّتي تبقى لتعالج مشاكلهم، لا يكفي أن تحبّ أهل البيت(ع) أو تحبّ رسول الله إذا لم تعرف ما معنى رسول الله(ص) في حركة الإنسان، وما معنى أهل البيت في حركة الإنسان.
لا يكفي أن تحبّ أهل البيت(ع) أو تحبّ رسول الله(ص) إذا لم تعرف ما معنى الرسول (ص) وأهل البيت(ع)في حركة الإنسان
إنّ الحبّ الضبابيّ سرعان ما يزول عندما يزول الضّباب، ولكنّ الحبّ المرتكز على قواعد فكريّة وعقليّة، هو حبّ يبقى مهما انطلقت العواصف من أجل أن تجتثّ جذورها، لأنّها كالشّجرة الطيّبة {أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}[إبراهيم: 24 - 25]. لقد استطاعت عاشوراء من خلال كلّ هذا الحبّ للحسين(ع)، في كلّ هذا الحماس ضدّ الأعداء، أن تحرّك شيئاً في الجهاد، ولكنّنا لم نستطع أن نخطّط للمستقبل، فانحصرت القضايا في دائرةٍ هنا ودائرةٍ هناك، ولكنّ النّجاح في موقعٍ، يدفعك إلى أن تخطّط للنّجاح في مواقع أخرى، لأنّ الظّروف الّتي ربّما قد تساعدك في مرحلةٍ، قد لا تساعدك في مرحلةٍ أخرى.
ولذلك، نحن بحاجة إلى أن نخطّط للمستقبل بطريقةٍ تختلف عمّا هو سائدٌ الآن، لأنّ المسألة كما يقول المثل: "ليس كلّ مرّة تسلم الجرّة"، ولا سيّما أنّنا نعيش في عالمٍ استكباريّ يمثّل الأخطبوط الّذي يمدّ أذرعه إلى كلّ مفاصل الحياة العامّة للإنسان وللمسلمين بالذّات.
لذلك، فإنّ النّجاح هو عمليّة تخطيطٍ مستمرّ، ما إن تنتهي حلقة منه، حتّى يفترض أن يتمّ التّخطيط للمرحلة القادمة، وهكذا دواليك، للاستفادة من عناصر النّجاح للمستقبل، والبحث عن العناصر الجديدة الّتي تخطّط له، ليقفز من نجاحٍ إلى آخر، وما إلى ذلك. وبعبارةٍ أخرى، أن لا نهزم أمام القضايا، بل أن نفكّر في النّصر على أنقاض الهزيمة، والاستفادة من دروس الهزيمة.