أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الحافلة وضيفها الغريب

عبدالله الجميلي

Well-Known Member
إنضم
30 يونيو 2017
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
985
النقاط
115
"الحافلة وضيفها الغريب"

في صباح مشرق من أيام الشتاء، حيث كانت السماء ملبدة بالغيوم، قررت مجموعة من الركاب في إحدى الضواحي الصغيرة أن يركبوا الحافلة المتجهة إلى المدينة. كانت هذه الرحلة روتينية بالنسبة لهم، فكل واحد منهم كان في طريقه للعمل أو قضاء بعض الأمور في المدينة، لكنهم لم يكونوا يعلمون أن هذه الرحلة ستكون مختلفة تمامًا عن أي رحلة أخرى.

بين الركاب الذين كانوا يملأون الحافلة، كان هناك رجل غريب الأطوار يحمل شيئًا مغطى ببطانية قديمة. بدا الرجل غريبًا بعض الشيء، وكأنَّ هناك شيئًا غير طبيعي في طريقته. كان يلتفت حوله بتوتر، ويرتدي نظارات شمسية رغم أن الجو كان غائمًا. تساءل بعض الركاب في سرهم: "ما هذا الشيء الذي يحمله؟".

جلس الرجل في المقعد الخلفي، وكان يضع الشيء المغطى بجواره. ركز الركاب على حديثهم اليومي، لكنهم لم يستطيعوا تجاهل الفضول الذي بدأ يملؤهم. بينما كانوا يثرثرون حول الأمور العادية، بدأوا يسمعون أصواتًا غريبة من جهة الرجل، أصوات شبيهة بأنين خافت قادم من بطانيته. كانت الأنفاس الثقيلة تملأ الحافلة، مما جعل الركاب يحدقون في الرجل بشكل غير مباشر.

وفجأة، وفي لحظة غير متوقعة، قرر الرجل أن يكشف عن مفاجأته. فتح بطانيته ليظهر للجميع كبش ضخم!

نعم، كان الكبش يجلس بجواره في الحافلة وكأنه أحد الركاب العاديين، غير مكترث بالدهشة التي ارتسمت على وجوه الجميع. بدأ الركاب يتبادلوا الهمسات فيما بينهم: "هل نحن في حلم؟". "كيف وصل هذا الكبش إلى هنا؟"

الرجل بدا هادئًا، وكان يربت على الكبش بكل هدوء وكأنَّه أمر طبيعي جدًا. الكبش، الذي كان مسترخيًا تمامًا في المقعد، بدأ يتحرك قليلاً بين الركاب وكأنه يتفحص المكان. لم يكن أحد في الحافلة قادرًا على التعامل مع الموقف. بدأ الركاب يبتسمون في البداية، ثم سرعان ما تحول الموقف إلى نوع من الغرابة والدهشة.

وفي تلك اللحظة، أطلق السائق صرخة غير متوقعة: "يا إلهي! الكبش سيقلب الحافلة!" كان السائق يحاول السيطرة على الحافلة، لكنه بدا مرتبكًا، وكأنَّه لا يعرف كيف يتعامل مع هذا الموقف غير المتوقع. بدأ الركاب يتحركون في مقاعدهم، ويبتعدون قليلاً عن الكبش الذي بدا وكأنه يثير الفوضى.

ثم، وفي لحظة مفاجئة أخرى، قرر الكبش أن يتوقف في منتصف الممر، ويبدأ في مقاومة حركة الحافلة. كانت الحافلة تترنح قليلاً بسبب تحركات الكبش، مما جعل الجميع يشعرون وكأنهم في مشهد كوميدي. بدأت إحدى النساء تحاول إبعاد الكبش عن الطريق بحذر، ولكن ما أن اقتربت منه، حتى نظر إليها الكبش بعينين لامعتين وكأنَّه يتحداها.

بدأ الموقف يتحول من الطرافة إلى الغرابة. وعندما اقتربت المحطة التالية، حاول السائق أن يوقف الحافلة بسرعة ليتمكن من إبعاد الكبش عن الطريق. ولكن الكبش كان له رأي آخر! فجأة، رفع رأسه ليقلب حقيبة أحد الركاب وكأنَّه يريد المشاركة في فوضى الباص!

عندما وصل الجميع إلى المدينة، خرج الرجل مع كبشه بسلام، بينما بقي الركاب في حالة ذهول. البعض بدأ يضحك بشكل هستيري، بينما البعض الآخر كان يردد: "هل كنا في حلم؟". لم يستطع أحد أن يفهم كيف حدث ذلك.

وفي اليوم التالي، صادف أحد الركاب الرجل نفسه في السوق، وكان الكبش يرافقه، يختار بعناية بين أنواع الحشائش التي يعرضها البائعون، وكأنَّه "الزبون" الأكثر تميزًا في السوق.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قصة "الحافلة ورفيقها الغريب" حديث الجميع في الضاحية والمدينة. لم تقتصر القصة على كونها موقفًا طريفًا فحسب، بل أصبحت درسًا في تقبل المفاجآت والغرابة التي قد تواجهنا في حياتنا اليومية، حتى وإن كان هذا "الكبش" جزءًا من الرحلة!
بقلم محمد الخضيري الجميلي
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
شكرا للجهود المبذولة
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
شكرا للجهود المبذولة
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )