أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الحب في الظلام

عبدالله الجميلي

Well-Known Member
إنضم
30 يونيو 2017
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
985
النقاط
115
الحب في الظلام

في قرية صغيرة محاطة بالجبال، عاشت امرأة تُدعى "ليلى"، كانت شابةً ذات روح مشرقة وعيون تلمع ببريق الحياة. كانت تُحب الرسم وتستمد إلهامها من ألوان الطبيعة حولها. لكن في أحد الأيام، حادث مأساوي أفقدها بصرها، وأصبحت حياتها فجأةً غارقة في الظلام.

لم يكن فقدان البصر سهلاً على ليلى. شعرت بأنها فقدت جزءًا من روحها، ولم تعد قادرة على رؤية العالم الذي كانت تعشقه. رغم ذلك، حاولت أن تتأقلم مع حياتها الجديدة، وأصبحت تعتمد على حواسها الأخرى لتكتشف الأشياء من حولها.

في أحد الأيام، بينما كانت تتجول بحذر قرب النهر القريب من منزلها، تعثرت وسقطت. أسرع إليها رجل كان مارًا بالمكان، وساعدها على النهوض. كان يُدعى "حسام"، رجلاً هادئًا يعمل في النجارة، ذو صوت عميق ونبرة دافئة.

شكرته ليلى على مساعدته، وبدأ بينهما حديث بسيط. أخبرها عن حياته وكيف أنه يُحب العمل بيديه، وحدثها عن الأصوات الجميلة التي يسمعها أثناء قطع الخشب وصوت النهر عندما يتدفق بقوة. كان يصف لها تفاصيل الأشياء بطريقة جعلتها تشعر وكأنها تراها بعينيه.

مع مرور الأيام، أصبح حسام يزورها بانتظام. لم يكن يعرف شكل ليلى، ولم تكن تعرف ملامحه. لكنهما وجدا أنفسهما مرتبطين بحديثهما وأرواحهما التي وجدت في الظلام نورًا جديدًا.

بدأت ليلى تشعر بشيء خاص تجاه حسام. لم يكن الأمر مجرد صداقة، بل حب نقي لا يعتمد على الشكل أو المظهر. كانت تشعر بدفء وجوده، وكان يلمس قلبها بطريقة لم يفعلها أحد من قبل.

أما حسام، فكان يشعر بأن ليلى أعادت إليه الإحساس بالجمال في كل شيء. كانت كلماتها مليئة بالحب للحياة، رغم كل ما مرت به. قرر أن يُعلمها شيئًا جديدًا، فبدأ يُعلمها كيفية النحت على الخشب، لتستعيد إحساسها بالإبداع.

وفي أحد الأيام، بعد أن انتهيا من نحت قطعة خشبية معًا، أمسك حسام بيد ليلى وقال:
"لقد تعلمتِ أن تري الجمال بحواسك، لكن ما أراه أنا هو جمال روحك. هل تقبلين أن أكون عينيكِ، وأنتِ تكونين نبض قلبي؟".

ابتسمت ليلى، وامتلأ قلبها بالحب. شعرت أن العالم الذي ظنته مظلمًا، أصبح مليئًا بالضوء. أجابت:
"طالما أن قلبي يرى، فلن أحتاج إلى عينين. نعم، أقبل."

وهكذا، بدأ الاثنان قصة حب لا تعتمد على الضوء، بل على الأمل، والثقة، وروحين وجدا النور في أعماق الظلام.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
شكرا للجهود المبذولة
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
شكرا للجهود المبذولة
 

عبد الرحمن

Well-Known Member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
314,266
مستوى التفاعل
2,260
النقاط
113
يعطيك العافيه
اخي المووقر
طرح جميل سلمت
يدااك لاخلا ولاعدم
اخ عبد الله
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )