بعد ان تعرضت شرايين بغداد ( شوارعها ) الى انسدادات خطيرة ، نتيجة لارتفاع الكولسترول الديني ،
وازدياد ضغط الاجساد المتراصة سيرا الى الكاظمية ، لاداء طقوس زيارة شعائرية .. ارى الوقت مناسباً
لتناول الموضوع بشيء من التوضيح وكثير من الايجاز .
قال لي أستاذي ذات مرة ، نقلاً عن احد علماء الانثروبولوجيا ( كل ما هو أنساني ليس بغريب ) ،
اي ان كل ما يقوم به الانسان من ممارسات لا يجب ان نعتبره غريباً ، لان الممارسات الدينة والثقافية
تختلف من بلد لاخر ومن جماعة إنسانية الى اخرى وذلك لاختلاف المنظومة الثقافية ، ففي جماعة
الانويت ( سكان الاسكيمو ) يجب على الابن الأكبر ان يقتل اباه في ما يسمى بالقتل الرحيم ، وذلك
عندما يكون الاب غير قادر على القيام بمهام الصيد وغيرها ، وفي حالة عدم قتله يعيب عليه المجتمع
ذلك بأعتباره خرج عن العرف المعمول به في تلك الجماعة ، فيقوم الابن الاكبر بقتل الاب بضمير مرتاح
وهو يعتقد انه يقدم خدمة لابيه وسط احترام عال وتشجيع كبير يلاقيه من المجتمع ، وفي جماعة
سكان جزر الاندمان القريبه من الهند ، تقوم الجماعة بتقاسم عظام الموتى ، فبعد دفن الميت بفترة معينه ،
تقوم القبيلة بأخراج عظام الميت وتقاسمها حيث تعطى حصة الاخوال ، والاعمام ، ويمكن للزوجة الاحتفاظ
بالجمجمة وبعض العظيمات ، وللأستزادة من غرائب الطقوس والممارسات بالامكان مراجعة كثير من المؤلفات
اذكر منها كتاب الاثنولوجيا لمحمد الخطيب ، وكذلك الانثروبولوجيا الثقافية ، لنفس المؤلف ، وكذلك
( دراسات في جغرافيا الانسان ) للدكتور يسري عبد الرزاق الجوهري وغيرها ..
إما المهرجانات ألحديثه فهي كثيرة جداً نذكر منها على سبيل المثال المهرجان السنوي للتراشق بالطماطم ،
الذي يقام في مقاطعة فالنسيا في اسبانيا كل سنة ويستهلك فيه مئة طن من الطماطم ويقوم المحتفلون
بالتراشق بتلك الطماطم الى نهاية المهرجان .
وكذلك المهرجان المرعب مهرجان الموتى الاحياء ( الزومبي ) الذي بدأ اقامته بشكل رسمي في عام 2007
في اغلب دول اوربا وكذلك بعض ولايات اميركا ويقوم المحتفلون بوضع الماكياج وارتداء ازياء شخصيات افلام
الرعب الهوليودية وتسيل من جباههم وعيونهم الدماء وبعظهم يتناثر مخه على وجهه ... الخ .
اما مايحدث لدينا من طقوس السير على الاقدام فهي ليست بأغرب من تلك الممارسات التي تحدث في
جميع العالم المتقدم وغير المتقدم ، الحديث والمتأخر ، فلكل شعب منظومة طقوسية تختلف عن منظومات
الشعوب الاخرى ، القضية لاتحتاج لكل ذلك التشنج ، انها مسألة طبيعية فكل ماهو انساني ليس بغريب .
انور جاسم
نيسان 2017
وازدياد ضغط الاجساد المتراصة سيرا الى الكاظمية ، لاداء طقوس زيارة شعائرية .. ارى الوقت مناسباً
لتناول الموضوع بشيء من التوضيح وكثير من الايجاز .
قال لي أستاذي ذات مرة ، نقلاً عن احد علماء الانثروبولوجيا ( كل ما هو أنساني ليس بغريب ) ،
اي ان كل ما يقوم به الانسان من ممارسات لا يجب ان نعتبره غريباً ، لان الممارسات الدينة والثقافية
تختلف من بلد لاخر ومن جماعة إنسانية الى اخرى وذلك لاختلاف المنظومة الثقافية ، ففي جماعة
الانويت ( سكان الاسكيمو ) يجب على الابن الأكبر ان يقتل اباه في ما يسمى بالقتل الرحيم ، وذلك
عندما يكون الاب غير قادر على القيام بمهام الصيد وغيرها ، وفي حالة عدم قتله يعيب عليه المجتمع
ذلك بأعتباره خرج عن العرف المعمول به في تلك الجماعة ، فيقوم الابن الاكبر بقتل الاب بضمير مرتاح
وهو يعتقد انه يقدم خدمة لابيه وسط احترام عال وتشجيع كبير يلاقيه من المجتمع ، وفي جماعة
سكان جزر الاندمان القريبه من الهند ، تقوم الجماعة بتقاسم عظام الموتى ، فبعد دفن الميت بفترة معينه ،
تقوم القبيلة بأخراج عظام الميت وتقاسمها حيث تعطى حصة الاخوال ، والاعمام ، ويمكن للزوجة الاحتفاظ
بالجمجمة وبعض العظيمات ، وللأستزادة من غرائب الطقوس والممارسات بالامكان مراجعة كثير من المؤلفات
اذكر منها كتاب الاثنولوجيا لمحمد الخطيب ، وكذلك الانثروبولوجيا الثقافية ، لنفس المؤلف ، وكذلك
( دراسات في جغرافيا الانسان ) للدكتور يسري عبد الرزاق الجوهري وغيرها ..
إما المهرجانات ألحديثه فهي كثيرة جداً نذكر منها على سبيل المثال المهرجان السنوي للتراشق بالطماطم ،
الذي يقام في مقاطعة فالنسيا في اسبانيا كل سنة ويستهلك فيه مئة طن من الطماطم ويقوم المحتفلون
بالتراشق بتلك الطماطم الى نهاية المهرجان .
وكذلك المهرجان المرعب مهرجان الموتى الاحياء ( الزومبي ) الذي بدأ اقامته بشكل رسمي في عام 2007
في اغلب دول اوربا وكذلك بعض ولايات اميركا ويقوم المحتفلون بوضع الماكياج وارتداء ازياء شخصيات افلام
الرعب الهوليودية وتسيل من جباههم وعيونهم الدماء وبعظهم يتناثر مخه على وجهه ... الخ .
اما مايحدث لدينا من طقوس السير على الاقدام فهي ليست بأغرب من تلك الممارسات التي تحدث في
جميع العالم المتقدم وغير المتقدم ، الحديث والمتأخر ، فلكل شعب منظومة طقوسية تختلف عن منظومات
الشعوب الاخرى ، القضية لاتحتاج لكل ذلك التشنج ، انها مسألة طبيعية فكل ماهو انساني ليس بغريب .
انور جاسم
نيسان 2017