أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

العلامة مصطفى جواد

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,416
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
وُلِد العلامة مصطفى جواد في محلة القشلة في الجانب الشرقي من بغداد عام 1904 لأبوين تركمانيين من عشيرة صارايلو، كان والده خيّاطا يدعى “جواد مصطفى إبراهيم” وأصل أسرته من دلتاوه، قضاء الخالص في محافظة بعقوبة لذلك كان يوقع مقالاته وقصائده المُبَكِّرة باسم “مصطفى جواد الدلتاوي” ثم مالبث ان حذف هذه النسبة فيما بعد .

تعلم – جواد – في الكتاتيب ثم في المدارس فأصبح قارئا للقرآن الكريم وحافظا له وبعد وفاة والده في أوائل الحرب العالمية الأولى، عاد مصطفى إلى بغداد مسقط رأسه بعد الاحتلال البريطاني وأكمل بقية دراسته الابتدائية في المدرسة الجعفرية، كان شقيقه “كاظم بن جواد” من أدباء بغداد في التراث الكلاسيكي وهو الذي أسهم ببناء قاعدة العشق اللغوي في شقيقه الأصغر، إذ كلّفه بدراسة النحو ومعاني الكلمات وأعطاه قاموسا في شرح مفردات العربية وأوصاه بأن يحفظ عشرين مفردة في اليوم الواحد، كما كان لشقيقه صلة تعارف مع مدير المدرسة الجعفرية الشيخ “شكر البغدادي” (1855–1938) الذي بدوره ألزم التلميذ مصطفى جواد بحفظ الأجرومية في النحو فحفظها في ثلاثة أيام، الأمر الذي أدهش أستاذه فأهداه كتاب “شرح قطر الندى” وأُطلِق عليه لقب “العلّامة النحوي الصغير باب”.

أكمل دراسته في دار المعلمين العالية عام 1924، وحصل على بعثة دراسية الى باريس فقضى سنة كاملة في القاهرة لتعلم الفرنسية وهناك التقى رواد الثقافة طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد حسن الزيات فناقشهم وجادلهم في أخطائهم فم يذعنوا له لأنهم وكما يقول مصطفى جواد “مدارس وقدرات” ولا يجوز انتقادهم ثم سافر إلى فرنسا في الفترة ما بين (1934–1939) وأكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة السوربون في الأدب العربي فنالها عن أطروحته “الناصر لدين الله الخليفة العباسي”، وبعد نشوب الحرب العالمية الثانية عاد إلى بغداد سنة 1939 قبل أن يناقش الرسالة وعاد معه الدكتور ناجي معروف، والدكتور “سليم النعيمي”، وهما مثله كانوا بانتظار مناقشة الرسالة.

بعد تخرجه من دار المعلمين العالية، مارس مهنة التعليم في المدارس العراقية مدة تسع سنوات (1924–1933) متنقلا بين البصرة والناصرية وديالى والكاظمية، وعمل مدرسا في معهد المعلمين الذي تخرج فيه وفي كلية التربية التي ورثت المعهد بعد تأسيس جامعة بغداد، في عام 1962، انتدب للتدريس في معهد الدراسات الإسلامية العليا وعُيِّن عميدا للمعهد المذكور بعد عام.

تم تعيينه محرراً للتحرير في وزارة المعارف ونقل بعد ذلك معلما في المدرسة المأمونية ببغداد، ومنها نُقل إلى المدرسة المتوسطة الشرقية ببغداد، كما شغل منصب المشرف على الأساتذة الخصوصيين الذين أشرفوا على تدريس وتثقيف الملك فيصل الثاني ملك العراق.

وفي عام 1925 تعرف بالعلّامة اللغوي الأب أنستاس الكرملي وكان للكرملي مجلس أدب ولغة يؤمه أدباء العراق في بغداد، وفي جلسته الأولى أثار مصطفى جواد معركة حامية بين العامية والفصحى، وكان يبهرهم في الأدلة والبراهين، فمال إليه الكرملي منذ لحظته الأولى قائلا: “أريدك يا أخ اللغة أن تحضر مجلسي كل أسبوع″، وعرف العراقيون مصطفى جواد من خلال برنامجه الإذاعي الناجح “قل ولا تقل”؛ أي قل الصحيح وانبذ الخطأ الشائع، حيث كان برنامجا لغويا شائقا يتابعه الصغار والكبار، قام مصطفى جواد من خلال ذلك البرنامج بتبسيط اللغة العربية للمستمع العام وللمختص اللغوي وبحرفة الكتابة في آن واحد.

ترك مصطفى جواد كنزا ثمينا من الآثار والمؤلفات العلمية المختلفة في شتى ميادين المعرفة بلغت مجموعها 46 أثرا، بعضها مطبوع وبعضها الآخر ما زال مخطوطا. ومن مؤلفاته:
“المباحث اللغوية في العراق” (1960)

“خارطة بغداد قديما وحديثا” (مع الدكتور أحمد سوسة وأحمد حامد الصراف)

“دليل خارطة بغداد” (مع الدكتور أحمد سوسة)

“قل ولا تقل” (1969)

“دليل خارطة بغداد المفصل” (مع الدكتور أحمد سوسة) مطبعة المجمع العلمي العراقي (1958)

توفي مصطفى جواد بعد عمر زاخر بالعطاء والمعرفة في 17/كانون الثاني /1969 عن عمر ناهز الـ 68 على اثر مرض عضال، وسار خلفه كبار المسؤولين في الدولة فضلاً عن العلماء والأدباء.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )