اسير الضمير
قدح شفاف
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
صدق الله العلي العظيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق محمد واله الطيبين الطاهرين وصحبه ومن واله الى يوم الدين
يقول الدكتور علي الوردي ( عند دراسة أي ظاهرة في المجتمع لابد من معرفة الظروف الاجتماعية المحيطة بتلك الظاهرة ) هذه المقولة ستكون مدخلاً لمناقشة موضوع الحوار وهو ( العقم والعلاقة الزوجية ) .
لابد لنا اولاً من معرفة شي مهم يرتبط ارتباط وثيق بتلك الظاهرة وما يترتب عليها من اثار الا وهو نظام السكن في المجتمع العراقي ، ولان المجتمع العرقي مجتمع ذكوري حاله حال أي مجتمع عربي ، الا ان نظام السكن يختلف عن بعض البلدان العربية ، فهو في العراق وكما يقول اختصاصيو الاجتماع ( السكن المشترك ) في ( الاسرة الممتدة ) ( وهي الاسرة التي يسكن فيها اكثر من جيل في نفس المنزل مثل الاعمام والجد ولاخوال في بعض الاحيان ) أي ان من يتزوج من الذكور يسكن مع زوجته في منزل اب الزوج مما يترتب على ذلك التابعية في قرار الزوج وتدخل الاهل في شؤون الاسرة الجديدة وعد وجود استقلالية في القرار الزوجي في مواجهة صعوبات الحياة ومطباتها ومنها مرض ( العقم ) .
شرع الاسلام الزواج من اربع زوجات شريطة العدل بينهن ، قد نجد ان ذلك التشريع مخرج جيد في حال اصابة الزوجة بالعقم فلاستمرار تلك العلاقة يلجأ الزوج لذلك الحل كمخرج للأزمة للحيلولة دون انفصال الزوجين ، الا ان التشريعات قد تكون عائقاً عند اصابة الزوج بالعقم .
وللخروج من ذلك المأزق تلجأ الاسرة لتبني طفلاً قد يكون من احد الملاجئ او الاقارب ، الا ان التشريعات الإسلامية حالت دون ذلك فقد حرم الإسلام التبني في حادثة معروفة ( قضية زيد وتبني النبي (ص) له ) ووضعت شروط تعجيزية للتبني .
ومن الظروف المؤثرة في تلك الظاهرة هو مستوى التقدم الطبي في البلد ، فلو كان العراق بلداً متقدماً طبيا كما اوربا مثلاً فسوف لن يكون مرض العقم عاقاً في العلاقات الزوجية , فليس هناك معظلة طبية الا ولها حل .
صار عندنا الان مجموع من الظروف المؤثرة في القرار الزوجي مثل التابعية في القرار للأهل نتيجة نظام السكن ، التشريعات الاسلامية لمعتنقي الاسلام ، التقدم الطبي كما ذكرنا انفاَ .
ومن خلال توضيح المشكلات صارت القضية لاتحتاج الى تفصيل اكثر فيما يخص الحلول , ومن هنا سوف اترك المجال لارأئكم لنتبادل الافكار علنا نصل الى رؤيا اكثر وضوحاً .
بقلمي وحصري خاص بمحاوري الفخامة
تحياتي أخوكم عماد