ابو مناف البصري
المالكي
*بُكاءُ النَّحرِ*
بقلم : السيد عدنان الموسوي
إنَّ الدُّمُـوعَ الهَاطِــلاتِ بِطَوعِها
تَحكي وَعَن عُظمِ المُصَابِ تُعبِّرُ
مِن لُطفِ خَلقِ اللهِ فيــنا أنَّهُ
جَعَلَ المَدامعَ للخواطِرِ تَجبُرُ
وبِخاطري مرَّت مصائِبُ جمةٌ
والنارُ منها في الحَشا تتسعَّرُ
الأرضُ تَبكيــها وكُلُّ جبالِهـا
وكذا السمــاءُ لهولِـها تَتَفطَّرُ
أعني مَصائبَ خيرِ مَن وَطِأ الثَرى
حُجَــجٌ على كُـلِّ العِبــادِ تَصَدَّروا
لكنَّ رُزءًا واحــداً هــدَّ القُوى
وأمامَهُ كلُّ المَصائـبِ تَصغُرُ
في الشِّامِ بِنتٌ لـلحسينِ يتيمةٌ
قد غابَ والدُها الهِــلالُ الأَزهَرُ
بالدِّمـــعِ والآهــاتِ تَقضي ليلَها
حَيرى بهِ تَرعى النُّجومَ وتَسهَرُ
مُذ فارَقَت أرضَ الطُّفوفِ تَساءَلت
وَدُموعُــــها مِـــن لوعــــــةٍ تتفجَّزُ
أين الحبيبُ ألا يعـودُ لربِعنا؟
أينَ الذي فيهِ الملائِكُ تَفخَرُ؟
في الشَّامِ قد تَعِبَت فنامَت عَينُها
والجِفنُ من سَيلِ المَدامِعِ أَحمَرُ
مِن نومِــها قامَـت بِقلـبٍ واجِــدٍ
وَغَدَت تَقُصُّ على العِيالِ وتُخبِرُ
هذا أبي قد كانَ يَمسحُ دَمعَتي
وإليهِ أَنظُـــرُ واشتيـــاقاً يَنظُرُ
فعلا نحيبُ الثاكلاتِ وأعولت
حَرمُ النبوةِ والمصــائبُ تكبرُ
ويزيـدُ أصــلُ الكُفرِ راحَ منادياً
ماذا جرى؟ وعن البُكا يستفسرُ
قالوا له بِنتُ الحُسينِ صغيرة
تبغـــي أباها والمَدامِـــعُ تَنثرُ
امضوا لها بالرأسِ قالَ بلؤمهِ
وهو الذي في قولــهِ مُتجبِّرُ
جَاءُوا لها بالرأْسِ يا وَيحاً لَهُم
قد هَدَّ رُكنَ الدينِ ذاكَ المنظرُ
إذ عانقت رأسَ الحُسينِ وأَسبَلَت
دَمعــاً على نَحـــرِ الهُــدى يَتَقطَّرُ
نادتهُ يا أبتاهُ جُرحُكَ في الحَشا
يَبقـى وان مَــرَّت عليـــنا أعصُرُ
نادتهُ يا أبتاهُ إرحمْ غُربتي
عُمري صَغيرٌ والنَّوازِلُ أكبرُ
فأنا الذي لليُتـــمِ صِرتُ رَهينةً
ولأنتَ في وَجدِ اليَتيمةِ أبصرُ
ما كنتُ أعلمُ بعدَ طُولِ فِراقِنا
دامي الثنايا والمَحاسِنِ تَحضُرُ
يا ليتَ عيني قَد أُصيبَت بالعَمى
من قبلِ أن أُرزى ورأسَــكَ أنظُرُ
فاضت مدامعُــها وفاضـت روحُها
وبكى لعُظمِ الخَطبِ حتى المَنحرُ
بقلم : السيد عدنان الموسوي
إنَّ الدُّمُـوعَ الهَاطِــلاتِ بِطَوعِها
تَحكي وَعَن عُظمِ المُصَابِ تُعبِّرُ
مِن لُطفِ خَلقِ اللهِ فيــنا أنَّهُ
جَعَلَ المَدامعَ للخواطِرِ تَجبُرُ
وبِخاطري مرَّت مصائِبُ جمةٌ
والنارُ منها في الحَشا تتسعَّرُ
الأرضُ تَبكيــها وكُلُّ جبالِهـا
وكذا السمــاءُ لهولِـها تَتَفطَّرُ
أعني مَصائبَ خيرِ مَن وَطِأ الثَرى
حُجَــجٌ على كُـلِّ العِبــادِ تَصَدَّروا
لكنَّ رُزءًا واحــداً هــدَّ القُوى
وأمامَهُ كلُّ المَصائـبِ تَصغُرُ
في الشِّامِ بِنتٌ لـلحسينِ يتيمةٌ
قد غابَ والدُها الهِــلالُ الأَزهَرُ
بالدِّمـــعِ والآهــاتِ تَقضي ليلَها
حَيرى بهِ تَرعى النُّجومَ وتَسهَرُ
مُذ فارَقَت أرضَ الطُّفوفِ تَساءَلت
وَدُموعُــــها مِـــن لوعــــــةٍ تتفجَّزُ
أين الحبيبُ ألا يعـودُ لربِعنا؟
أينَ الذي فيهِ الملائِكُ تَفخَرُ؟
في الشَّامِ قد تَعِبَت فنامَت عَينُها
والجِفنُ من سَيلِ المَدامِعِ أَحمَرُ
مِن نومِــها قامَـت بِقلـبٍ واجِــدٍ
وَغَدَت تَقُصُّ على العِيالِ وتُخبِرُ
هذا أبي قد كانَ يَمسحُ دَمعَتي
وإليهِ أَنظُـــرُ واشتيـــاقاً يَنظُرُ
فعلا نحيبُ الثاكلاتِ وأعولت
حَرمُ النبوةِ والمصــائبُ تكبرُ
ويزيـدُ أصــلُ الكُفرِ راحَ منادياً
ماذا جرى؟ وعن البُكا يستفسرُ
قالوا له بِنتُ الحُسينِ صغيرة
تبغـــي أباها والمَدامِـــعُ تَنثرُ
امضوا لها بالرأسِ قالَ بلؤمهِ
وهو الذي في قولــهِ مُتجبِّرُ
جَاءُوا لها بالرأْسِ يا وَيحاً لَهُم
قد هَدَّ رُكنَ الدينِ ذاكَ المنظرُ
إذ عانقت رأسَ الحُسينِ وأَسبَلَت
دَمعــاً على نَحـــرِ الهُــدى يَتَقطَّرُ
نادتهُ يا أبتاهُ جُرحُكَ في الحَشا
يَبقـى وان مَــرَّت عليـــنا أعصُرُ
نادتهُ يا أبتاهُ إرحمْ غُربتي
عُمري صَغيرٌ والنَّوازِلُ أكبرُ
فأنا الذي لليُتـــمِ صِرتُ رَهينةً
ولأنتَ في وَجدِ اليَتيمةِ أبصرُ
ما كنتُ أعلمُ بعدَ طُولِ فِراقِنا
دامي الثنايا والمَحاسِنِ تَحضُرُ
يا ليتَ عيني قَد أُصيبَت بالعَمى
من قبلِ أن أُرزى ورأسَــكَ أنظُرُ
فاضت مدامعُــها وفاضـت روحُها
وبكى لعُظمِ الخَطبِ حتى المَنحرُ