ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
الفت التدريسية من قسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الانسانية جامعة بابل أ.د وفاء كاظم ماضي الكندي بحثا بعنوان ( ملامح من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر في العصر العثماني ((1517- 1798)) , نشرت بحثها الموسوم في مجلة الكلية العدد الثاني , مجلد 34 , ومهما كان تقييم الباحثين لحكم الأتراك في المناطق العربية الأخرى.. فقد كان للأحساء وضعها الخاص في الإدارة والحكم، وذلك يرجع لأسباب متعلقة بموقع الأحساء الجغرافي، وخصوصياتها الثقافية والتاريخية، وتركيبتها السكانية، إضافة إلى وجود الصراع الإنجليزي - التركي، حولها وعليها. حيث كان العثمانيون يحاولون وبشتى الأسباب والوسائل إرضاء الأهالي، وتخفيف الضغوط عنهم، وكان يكفي أن ترسل عريضة من الأهالي إلى السلطان، أو إلى والي البصرة، أو إلى والي بغداد، حتى يلبي الطلب، حتى ولو كان عزل المتصرف. كل ذلك كان من أجل راحة السكان، وعدم إعطاء الفرصة للبريطانيين بالتدخل وقلب الأوضاع، ليس في الأحساء وحدها فحسب، وإنما في العراق العثماني أيضاً.واتبع العثمانيون في بداية عهدهم سياسة الاعتماد على الولاة المحليين، فعينوا بزيغ بن محمد العريعر والياً وسحبوا جنودهم، لكن وكما رأينا، لم يستطع هذا الوالي الخالدي، أن يسيطر على الوضع، حينما تعاون العجمان وآل مرة مع الأمير عبدالرحمن الفيصل في مهاجمة الهفوف سنة 1291هـ، الأمر الذي أدى إلى عزله، فاعتمد العثمانيون فيما بعد على تعيين ولاة أقوياء من العرب الآخرين، سواء من العراق أو غيرها، بالتعاون مع الواجهات المحلية و لم يكن هدف العثمانيين من استيلائهم على إقليم الأحساء.. الإفادة الاقتصادية من الإقليم.. رغم ما به من خيرات زراعية واقتصادية وتجارية.. وطوال عهدهم الذي استمر نحو 42 عاماً "1871 - 1913" كانت جباية الزكوات وغيرها لا تكاد تفي بالنفقات التي يصرفونها على الحاميات.. هذا ما يؤكده معظم الباحثين لتاريخ هذه المنطقة.. وإذا ما لاحظنا أن حجم القوات الموجودة في الحاميات كان ضئيلاً، فإن النفقات ستكون ضئيلة أيضاً، وبالتالي فإن ما سيؤخذ من الأهالي سيكون قليلاً بصورة تلقائية