أعلن تطبيق تليجرام عن إطلاق مجموعة من الميزات الجديدة، أبرزها دعم مكالمات الفيديو الجماعية المشفّرة من طرف إلى طرف لما يصل إلى 200 مشارك، في خطوة جريئة تجعله يتفوق على خدمات منافسة مثل Google Meet وMicrosoft Teams. وتأتي هذه الميزة ضمن تحديث شامل بدأ طرحه عالميًا، ويستهدف تعزيز الخصوصية وتجربة المستخدم، سواء للأفراد أو الشركات.
لطالما عُرف تليجرام بالتزامه بأعلى معايير الأمان، والآن بات بإمكان المستخدمين إجراء مؤتمرات فيديو مشفّرة دون الحاجة إلى إنشاء مجموعة محادثة مسبقًا. يمكن استخدام هذه المكالمات لمناسبات متعددة، من المحادثات العائلية العادية إلى الاجتماعات المهنية عالية التنظيم. ومن خلال هذه المكالمات، يستطيع المشاركون مشاركة الصوت، الفيديو، أو حتى الشاشة، مع إمكانية الانضمام عبر روابط مباشرة أو رموز QR.
ولتأكيد أمان الاتصال، تعرض الشاشة أربعة رموز تعبيرية عشوائية يمكن للمشاركين مقارنتها لضمان تطابق التشفير. وأوضحت الشركة أن هذه المكالمات تعتمد على تشفير من طرف إلى طرف، مدعوم ببنية أمان موزعة تشبه تقنيات البلوك تشين.
وتذكّر تليجرام مستخدميه بمبادئ الشفافية المفتوحة التي تتبعها، بما في ذلك كود المصدر المفتوح، وجائزة قدرها 100,000 دولار لمن يتمكن من اختراق التشفير—وهي جائزة لم تُطالب منذ أكثر من عقد.
ولم يقتصر التحديث على المكالمات فقط، بل شمل أيضًا أدوات جديدة لحسابات الأعمال المميزة (Telegram Business Premium). أصبح بإمكان الشركات الآن استخدام روبوتات خارجية، بما فيها روبوتات الذكاء الاصطناعي، لأداء مهام متعددة مثل الرد على الرسائل، تعديل الملفات الشخصية، إدارة المعاملات المالية، ونشر القصص، وتتوفر صلاحيات دقيقة للتحكم في ما يُسمح للروبوتات بالوصول إليه، ما يمنح الشركات مرونة كبيرة في التشغيل الآلي.
وفي مجال إدارة المحتوى والمستخدمين، أطلقت تيليغرام نظامًا جديدًا للمراجعة والاعتراض على التقييدات، إذا تم الإبلاغ عن حساب لمخالفة القواعد، يتم تجميده مؤقتًا، ويُمنح المستخدم المتضرر فرصة لتقديم اعتراض من داخل التطبيق نفسه. وإذا قُبل الاعتراض، يتم رفع جميع القيود تلقائيًا، ويُعتقد أن هذا التحديث جاء كرد فعل على القضايا القانونية الأخيرة التي واجهت مؤسس التطبيق بافل دوروف، في محاولة لتعزيز الشفافية والعدالة على المنصة.
أما من ناحية تجربة المستخدم، فقد تمت إضافة إيماءات جديدة تسهّل التفاعل. على أندرويد وiOS، يمكن للمستخدم الآن تمرير زر المشاركة ببساطة لإعادة توجيه الرسائل، بينما يتمكن مستخدمو iOS من فتح محرر القصص مباشرة عبر تمريرة واحدة لليمين من شاشة القصص أو الدردشات، ما يجعل إنشاء المحتوى أسرع وأكثر سلاسة.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية تيليغرام للحفاظ على موقعه كأحد أقوى تطبيقات التراسل في العالم، في ظل منافسة شرسة من عمالقة التكنولوجيا. ومع التحديثات المستمرة والتركيز على الخصوصية والابتكار، يبدو أن تيليغرام يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته بين المستخدمين الأفراد والمؤسسات على حد سواء.
️
