تتكون الصورة الاولى للتمرة (واحدة التمر) وتسمى بــ (الحبابك )ثم (الجمري )بعدها (الطوش )ويسميه البغداديون بـ (خلال الطوش ) ثم يصبح رطبا واخيرا يصل الى مرحلة النضوج ويكون تمرا، وقد اعتاد البغداديون ان ياكلوا التمر عندما يبدأ بالتساقط من النخيل وهو (بسر ) ويسمونه بــ (خلال الطوش )ويكون اصفر اللون حيث يحبه الصغار، وحين ينضج التمر فان البيوتات البغدادية لم تكن تخلو منه، فهم ياكلونه عندما يكون رطبا مع اللبن الرائب (الخاثر )انها اكلة طيبة المذاق والطعم،كما ياكلونه فاكهة بعد تناول وجبات الغذاء ابتداء من نهاية شهر اب والمقولة البغدادية الدارجة تقول 
بان آخر عشرة من اب تقلل الاعناب وتكثر الارطاب ) ويشير المرحوم الاستاذ جعفر الخليلي في كتابه الموسوم (التمور قديما وحديثا) بان في العراق انواعا كثيرة من التمور تقدر بنحو (454) نوعا، منها في بغداد ما يعرف بالاسماء الاتية: اشرسي،اصابع العروس،بربن، برحي،بيدراية، تبرزل،خستاوي،خضراوي،دكل،زهدي،ساير وسكري وواسطة عمران ومكتوم.
وقد دأبت المراة البغدادية (ست الحبايب)ايام زمان ان تصنع (اكلة الحنيني )و حلاوة (التمرية )من التمر الخستاوي وكذلك تصنع حلاوة المدكوكة من التمر الزهدي مع السمسم, اضافة الى عمل الدبس والخل، كما يدخل التمر ايضا في صناعة المعجنات البغدادية (الجرك ) و(الكليجية )،
ولاننسى أهمية التمر في شهر رمضان المبارك، حيث يقوم الصائمون بالافطار على فردة التمر امتثالا بالرسول الاعظم محمد (ص )وفي ليالي الشتاء الطويلة يتمتع البغاددة باكل التمر الاشرسي مع لب الجوز وهذه الاكلة اللذيذة تقوي الجسم والصحة. ولاهمية التمر في دنيا البغداديين، فقد ورد ذكره في بعض الامثال الشعبية منها :اكلني تمر وذبني نوى : يستخدمه البغاددة في كلامهم للدلالة على المحتال الذي يقضي احتياجاته من شخص ثم يتركه...
- هذا الكيش حلاوي،ياكل تمر خستاوي :يضرب هذا المثل الشعبي الدارج للتورية على الشخص الذي يحصل على المنافع والمغانم،ويضرب أيضا للامر عندما يبلغ حده...
- بغداد مبنية بتمر،فلس وكل خستاوي :هذا المثل الشعبي يضرب على رفاهية العيش في بغداد،وكثر النخيل فيها.
- بلسانه تمرة وبايدة أبره :يضرب كناية عن المجامل المتملق المداري وصاحب الافعال السيئة.
وعلى ذكر التمر هناك نوادر طريفة عنه جاءت في بطون بعض الكتب التراثية ونختتم موضوعنا هذا بذكر حكاية معبرة حكاها الاستاذ عزيز جاسم الحجية في كتابه (بغداديات) ومفادها:-
شاهد احدهم فلاحاً مسناً يزرع فسائل (جمع فسيلة) فسأله: متى ستحمل هذه الفسائل يا عماه؟ فأدرك الفلاح المسن مغزى سؤاله، فأجابه دون ان ينظر اليه: زرعوا فأكلنا... ونزرع فيأكلون.
محمد مجيد الدليمي
بان آخر عشرة من اب تقلل الاعناب وتكثر الارطاب ) ويشير المرحوم الاستاذ جعفر الخليلي في كتابه الموسوم (التمور قديما وحديثا) بان في العراق انواعا كثيرة من التمور تقدر بنحو (454) نوعا، منها في بغداد ما يعرف بالاسماء الاتية: اشرسي،اصابع العروس،بربن، برحي،بيدراية، تبرزل،خستاوي،خضراوي،دكل،زهدي،ساير وسكري وواسطة عمران ومكتوم. وقد دأبت المراة البغدادية (ست الحبايب)ايام زمان ان تصنع (اكلة الحنيني )و حلاوة (التمرية )من التمر الخستاوي وكذلك تصنع حلاوة المدكوكة من التمر الزهدي مع السمسم, اضافة الى عمل الدبس والخل، كما يدخل التمر ايضا في صناعة المعجنات البغدادية (الجرك ) و(الكليجية )،
ولاننسى أهمية التمر في شهر رمضان المبارك، حيث يقوم الصائمون بالافطار على فردة التمر امتثالا بالرسول الاعظم محمد (ص )وفي ليالي الشتاء الطويلة يتمتع البغاددة باكل التمر الاشرسي مع لب الجوز وهذه الاكلة اللذيذة تقوي الجسم والصحة. ولاهمية التمر في دنيا البغداديين، فقد ورد ذكره في بعض الامثال الشعبية منها :اكلني تمر وذبني نوى : يستخدمه البغاددة في كلامهم للدلالة على المحتال الذي يقضي احتياجاته من شخص ثم يتركه...
- هذا الكيش حلاوي،ياكل تمر خستاوي :يضرب هذا المثل الشعبي الدارج للتورية على الشخص الذي يحصل على المنافع والمغانم،ويضرب أيضا للامر عندما يبلغ حده...
- بغداد مبنية بتمر،فلس وكل خستاوي :هذا المثل الشعبي يضرب على رفاهية العيش في بغداد،وكثر النخيل فيها.
- بلسانه تمرة وبايدة أبره :يضرب كناية عن المجامل المتملق المداري وصاحب الافعال السيئة.
وعلى ذكر التمر هناك نوادر طريفة عنه جاءت في بطون بعض الكتب التراثية ونختتم موضوعنا هذا بذكر حكاية معبرة حكاها الاستاذ عزيز جاسم الحجية في كتابه (بغداديات) ومفادها:-
شاهد احدهم فلاحاً مسناً يزرع فسائل (جمع فسيلة) فسأله: متى ستحمل هذه الفسائل يا عماه؟ فأدرك الفلاح المسن مغزى سؤاله، فأجابه دون ان ينظر اليه: زرعوا فأكلنا... ونزرع فيأكلون.
محمد مجيد الدليمي
