اذا تحب تكتب هجاء اكتب بهاي الصورة ووزن مضبوط
أتُهزأُ بي؟ وهل فيكَ الهزلُ مُتَّقِدُ
ووجهُ عقلِكَ في المرايا مُبهمُ
تَعلو كظلٍّ كلّما اشتدّتْ شمسُهُ
وتَنحني لغباءِ ذاتِكَ تُسلِمُ
ما أنتَ إلا نَفخةٌ في قِربةٍ مُثقبةٍ
صوتُك لا يُهابُ، لا يُحجمُ
أتهيمُ في صرحِ الرجولةِ زائفًا
وأنتَ المهانُ، وفي كلامِكَ تُكرَمُ
وأنتَ، أخلاقُكَ المستنقعاتُ، إذا
بدا لها وجهٌ، تعافى وتُختَمُ
ما مسّكَ طُهرٌ، لا دُنتْكَ مروءةٌ
كلُّ خُلقٍ فيك يُذبَحُ ويُرجَمُ
تشرب أذًى كالماءِ، تُغرقُ عقلنا
وتظنّ أنّ الشرَّ فضلٌ يُكرَمُ
وإذا نهضتَ، نهضتَ بالعارِ الذي
يمشي ويشتم، والحياءُ لهُ دمُ
دع عنكَ ذِكرَ الدلِّ، إنّك لو وعيت
لأحرقتَ موقدَه، ففهمُكَ يُظلَمُ
تدعو النساءَ حديثَ ضعفٍ يا فتى
وهل الرجولةُ أن تُخنّثَ وتُشتمُ؟
أنتَ الذي ظنَّ الحروفَ منابرًا
لكنّ نهيقَكَ بالمعاني يُترجمُ
تبغي التحليقَ، ما جناحُكَ غيرُ وهمٍ
ومن نوى الطيرانَ دونَ عقلٍ يُعدَمُ
ولَكم دهستُ مَن ادّعوا قبلكَ العُلى
فغدوا غبارًا، إن أردتَ فتقدَّمُ
أتفتخر؟! والمجدُ إن مسَّ اسمَكَ انزوى
فأنتَ وهمٌ فوقَ وهمٍ يُرجَمُ
تبني الكلامَ كمَن بنى في الريحِ بيتًا
ريحُ الحقيقةِ فوقَ زيفِكَ تُهدِمُ
ما أنتَ إلا نفسُ طفلٍ في غيايةٍ
يلهو بصوتِ الحرفِ، وهو مُحرَّمُ
تنعقْ كغرابٍ على شبّانِ مأتمٍ
تصحو لتبكي، لا تلومْ وتَفهمُ
خِفتَ النساءَ؟! أم الرجولةُ أحرقتْ
ما كنتَ تملكُ من ملامحَ تُكرَمُ؟
رداؤُكَ الفخرُ؟ بل كفَنٌ لميتةٍ
غطّى على وجهِ الجهالةِ يُلطَّمُ
جرّبتَ طيرانًا، طيّرتُك سخريتـي
حتى اصطدمتَ بوجهِ عقلٍ يُفهَمُ
قد كنتُ أرفعَ من جوابٍ، غيرَ أنّي
أردتُ صمتي، فالكلامُ لهُ ندمُ
فاهربْ، وخذْ ما شئتَ منك، فلستَ في
سِجِلِّ خصمي، بلْ سُطورٌ تُعدَمُ
تقيّأتَ الحروفَ، ظننتَها علمًا
ولكنْ كلُّ ما لفظتَ، تُرجِمَ التُّهمُ
عَفَنُكَ المزكومُ في أقوالِكَ انتشرَ
فصارتْ منك رائحةٌ تُشمُّ وتؤلمُ
إذا قُرِئَتْ ملامحُكَ استشاطتْ
وجوهُ العقلِ، وارتجفتْ، وتُظلِمُ
وإن نطقتَ، فكلماتُكَ حُمقى
كأنّكَ رحمُ جهلٍ فيه يُحبلُ الأخرمُ
وإنْ صرختَ، تقيّأتَ الردى لفظًا
فصوتُكَ موتُ ذوقٍ لا يُترجمُ
فلا تغترّ بالظلِّ الذي تبكي به
فلولا الجهلُ، ما قد ظلَّ يُكرَمُ
وإن سُئلتَ: “من أنت؟” انحنتْ لغة
وقالت: “ها هنا رجلٌ يُعدَمُ”
فلو سُحِبَتْ جلودُ الناسِ حرقةً
لما وُجدتْ كجلدِكَ، فيه يُجلَدُ الندمُ
تعيشُ ولا تعي، حتى إذا قُرِئتْ
سُطورُكَ، قيل: هذا الذلُّ يُنظَمُ
تفتخرُ؟! ومَن يراكَ يرى الرذيلةَ قد
تأنّقتِ، ولبستْ حِذاءَكَ، تُسلَمُ
وإن مررتَ، فكلُّ الأرضِ تسألُنا:
“من ذا الغُثاء؟” فنضحكُ… ثم نَرحمُ