جزاء من خاف من مخلوق مثله، ولم يخف من الخالق !
أراد رجل في بغداد الذهاب للحج، وكان معه عِقد ثمين، فخشي أن يتركه أو يُسرق، فوضعه أمانةً عند أحد التجار المشهورین بالصلاح والأمانة.
وبعد رجوع الرجل من الحج، قدم إلى التاجر ومعه هدية له ، لحفظه الأمانة، وليستعید منه أمانته.
ولكن العجیب أن التاجر جحد العِقد، وقال أنت تفتري علي، بل ورفسه من على باب دكانه ، وصاح أمام الناس بأن الرجل يفتري عليه !!
فحاول الحاج المسكين تذكير التاجر ولكنه أبى أن يستمع اليه.
. فما كان منه إلا أن ذهب للملك "عضد الدولة" ليقص عليه ما حدث معه ، عندها قام الملك بعقد اتفاق مع الحاج.
فقال له : اذهب إلى التاجر، واجلس امام دكانه كل يوم لمدة ثلاثة أيام ولا تحدثه أبداً ، وفي اليوم الثالث سأمر أنا بموكبي أمامك، وسأقف وأكلمك وأنت لا ترد على إلا بتثاقل وبكلام موجز وقليل.
فذهب الرجل للجلوس أمام دكان التاجر ثلاثة أيام ،
فلما كان اليوم الثالث، جاء الملك في موكب عظیم، وتوقف أمام الناس وأمام التاجر وقال للرجل: فلان .. ألا تأتي لزيارتنا والمرور علينا وتعرض علينا حوائجك حتى نقضيها لك !!
فرد الرجل على الملك بكلام قليل موجز كما اتفقا من قبل .
فما أن انصرف موكب الملك "عضد الدولة" حتى هرع التاجر خائفاً إلى الرجل ، قائلاً له: "ذكّرني بالله عليك لعلی نسیت كيف كان شكل العقد الذي اودعته عندي !
فلما وصفه له، حتى قام وأحضره إليه معتذراً على نسيانه إياه
فلما علم الملك بذلك أمر بمعاقبة التاجر وصلبه، وكتب على رقعة علقها خلفه :
" هذا جزاء من خاف من مخلوق مثله، ولم يخف من الخالق ".
السياسة والحيلة عند العرب (١٤٦)

أراد رجل في بغداد الذهاب للحج، وكان معه عِقد ثمين، فخشي أن يتركه أو يُسرق، فوضعه أمانةً عند أحد التجار المشهورین بالصلاح والأمانة.
وبعد رجوع الرجل من الحج، قدم إلى التاجر ومعه هدية له ، لحفظه الأمانة، وليستعید منه أمانته.
ولكن العجیب أن التاجر جحد العِقد، وقال أنت تفتري علي، بل ورفسه من على باب دكانه ، وصاح أمام الناس بأن الرجل يفتري عليه !!
فحاول الحاج المسكين تذكير التاجر ولكنه أبى أن يستمع اليه.
. فما كان منه إلا أن ذهب للملك "عضد الدولة" ليقص عليه ما حدث معه ، عندها قام الملك بعقد اتفاق مع الحاج.
فقال له : اذهب إلى التاجر، واجلس امام دكانه كل يوم لمدة ثلاثة أيام ولا تحدثه أبداً ، وفي اليوم الثالث سأمر أنا بموكبي أمامك، وسأقف وأكلمك وأنت لا ترد على إلا بتثاقل وبكلام موجز وقليل.
فذهب الرجل للجلوس أمام دكان التاجر ثلاثة أيام ،
فلما كان اليوم الثالث، جاء الملك في موكب عظیم، وتوقف أمام الناس وأمام التاجر وقال للرجل: فلان .. ألا تأتي لزيارتنا والمرور علينا وتعرض علينا حوائجك حتى نقضيها لك !!
فرد الرجل على الملك بكلام قليل موجز كما اتفقا من قبل .
فما أن انصرف موكب الملك "عضد الدولة" حتى هرع التاجر خائفاً إلى الرجل ، قائلاً له: "ذكّرني بالله عليك لعلی نسیت كيف كان شكل العقد الذي اودعته عندي !
فلما وصفه له، حتى قام وأحضره إليه معتذراً على نسيانه إياه
فلما علم الملك بذلك أمر بمعاقبة التاجر وصلبه، وكتب على رقعة علقها خلفه :
" هذا جزاء من خاف من مخلوق مثله، ولم يخف من الخالق ".
السياسة والحيلة عند العرب (١٤٦)

