ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
الفخر كثيرٌ في ديوان المتنبي و هو مبثوث في جميع قصائده تقريباً، و إن لم يستقل بواحدة منها، فأبو الطيب يفخر في جميع أحواله سواء رثي أم مدح أم هجا أو تغزّل أم شكا، و لا عجب فهو لا يري له مثيلاً في الوجود، يعبد نفسه و يكاد لا يعرف في الأرض سواها. أحسّ بعظمة شخصيّته و قدر صفائه. من أنفة و عزّة و شاعرية حق قدرها بل فوق قدرها فامتلأ صدره و فاض عمداً و كرهاً. «زدْ علي ذلك اشتهار اصله العربي بالفصاحة و البيان و قبيلته اليمنية بالفروسية و الشجاعة. و كان له أيضاً من نشأته البدويّة ما مكّن فيه نزعة المفاخرة حتي أصبحت فيه طبعاً و من معاكسات الزمان و مناهضة الحسّاد. ما جعله يعمد الي الفخر تفريحاً و تعزية للنفس.» كانت روح الفخر-و الفخر بنفسه- شائعة في جميع اغراض شعره فهو لا ينسي نفسه حين يتحدّث عن أيّ غرض شعريّ فقد كان صريحاً جريئاً في التعبير عنها «و أثناء قراء تنا لقصائده الفخرية فإننا نتلمّس فيها روحه و طموحه و قوّة نفسه و المبادئ و المثل العليا الّتي آمن بها و اعتنقها.