- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 140,088
- مستوى التفاعل
- 127,036
- النقاط
- 7,508
أعلم أني آذيتها…
أعلم، وكم كرهت تلك المعرفة.
لكنني – أقسم – لم أخنها بروحي أبدًا.
كل خيانتي كانت بجسدي فقط…
شيء ميت، شيء لا يشعر…
كأنني كنت أستعير جسدًا لا يشبهني، أُقرضه لخطأٍ عابر، ثم أرجعه وأغتسل منه كما تُغسل الصحون من بقايا العشاء.
لكنها...
آه، هي لم تكن كبقية النساء،
حين علمت، لم تصرخ أولًا،
بل دافعت عني، عن خيانتي نفسها.
قالت لهم:
"لا، أنتم تكذبون… هو لا يفعلها، لقد قال لي إنه لا يحتمل دموعي،
كيف يفعلها؟ كلامه كان كالقسم، كالحلفان…"
ذاك المشهد لا يفارقني…
وجهها، وشفتاها حين ارتجف الصوت في آخر الجملة،
كأنها لم تكن تدافع عني، بل كانت تتشبث بي كي لا تنهار،
كأنها تحاول أن تنقذ آخر ما تبقى من الحلم.
خيالها هذا الصباح لم يفارقني،
رأيتها عند باب المنزل،
بروبها الأسود،
شعرها مسدل كما تحبه دائمًا،
وعيناها…
آه، من تلك العيون…
هي وحدها التي تعاتب دون كلمة،
تعاتب بالرمش، بالنظر المائل، بوميض الانكسار الخفيف.
كنت أمدّ يديّ إليها،
كنت على وشك أن أقول شيئًا…
لكن الهاتف ارتج فجأة.
ارتج كما لو أن الأرض استيقظت تحت قدمي.
نظرت إلى الشاشة.
اسمها… لم يكن.
صديقتها؟ لا.
رقمٌ لا أعرفه.
كانت رسالة منها.
صوتها لم يأتِ، لكن حروفها خفقت بي كأنها نبضٌ مؤجل.
"لا تطل السهر، وتدثّر جيدًا، الجو بارد."
قرأتُ الجملة مرارًا…
كأنني أتحسس حرارة يدها من شاشة باردة،
كأنّ "تدثّر" هذه كانت حضنًا مرتجفًا لم يُقَل.
رددت فورًا…
كمن يمسك بآخر خيط للنجاة:
"أنتِ؟"
بلا مقدمات.
بلا حياء.
بلا كبرياء.
فأنا أذنب وأتشبث بالرحمة.
ردّت بعد دقائق شعرتُ فيها أن الوقت تمدّد على صدري كصخرة:
"أنا بالعمل… سآتي صباحًا."
ثم جاء بعدها التصحيح… أو الهروب:
"وصلت رسالتها."
وبعدها…
"واستدراكٌ منها."
قالت فيه:
"أعتذر، أقصد: ليلة سعيدة."
ضحكتُ، لكنها ضحكة مقطوعة.
ضحكة كأنها تنهيدة لم تكتمل.
فمن يكتب "سآتي صباحًا" ويستدرك إلى "ليلة سعيدة"،
يعني أن قلبه أفلتَ لحظة… ثم عاد لينضبط،
كأنها استدركت أن الحنان ممنوع الآن،
أن الحضور ليس مسموحًا بعد.
لكنني…
آمنت بالجملة الأولى،
وسأنتظرها على عتبة الصباح،
بروبها الأسود، وشعرها المفرود،
وعيونها التي لم تقل "أكرهك" أبدًا.
لكن قلبي يعرفه.
أعلم، وكم كرهت تلك المعرفة.
لكنني – أقسم – لم أخنها بروحي أبدًا.
كل خيانتي كانت بجسدي فقط…
شيء ميت، شيء لا يشعر…
كأنني كنت أستعير جسدًا لا يشبهني، أُقرضه لخطأٍ عابر، ثم أرجعه وأغتسل منه كما تُغسل الصحون من بقايا العشاء.
لكنها...
آه، هي لم تكن كبقية النساء،
حين علمت، لم تصرخ أولًا،
بل دافعت عني، عن خيانتي نفسها.
قالت لهم:
"لا، أنتم تكذبون… هو لا يفعلها، لقد قال لي إنه لا يحتمل دموعي،
كيف يفعلها؟ كلامه كان كالقسم، كالحلفان…"
ذاك المشهد لا يفارقني…
وجهها، وشفتاها حين ارتجف الصوت في آخر الجملة،
كأنها لم تكن تدافع عني، بل كانت تتشبث بي كي لا تنهار،
كأنها تحاول أن تنقذ آخر ما تبقى من الحلم.
خيالها هذا الصباح لم يفارقني،
رأيتها عند باب المنزل،
بروبها الأسود،
شعرها مسدل كما تحبه دائمًا،
وعيناها…
آه، من تلك العيون…
هي وحدها التي تعاتب دون كلمة،
تعاتب بالرمش، بالنظر المائل، بوميض الانكسار الخفيف.
كنت أمدّ يديّ إليها،
كنت على وشك أن أقول شيئًا…
لكن الهاتف ارتج فجأة.
ارتج كما لو أن الأرض استيقظت تحت قدمي.
نظرت إلى الشاشة.
اسمها… لم يكن.
صديقتها؟ لا.
رقمٌ لا أعرفه.
كانت رسالة منها.
صوتها لم يأتِ، لكن حروفها خفقت بي كأنها نبضٌ مؤجل.
"لا تطل السهر، وتدثّر جيدًا، الجو بارد."
قرأتُ الجملة مرارًا…
كأنني أتحسس حرارة يدها من شاشة باردة،
كأنّ "تدثّر" هذه كانت حضنًا مرتجفًا لم يُقَل.
رددت فورًا…
كمن يمسك بآخر خيط للنجاة:
"أنتِ؟"
بلا مقدمات.
بلا حياء.
بلا كبرياء.
فأنا أذنب وأتشبث بالرحمة.
ردّت بعد دقائق شعرتُ فيها أن الوقت تمدّد على صدري كصخرة:
"أنا بالعمل… سآتي صباحًا."
ثم جاء بعدها التصحيح… أو الهروب:
"وصلت رسالتها."
وبعدها…
"واستدراكٌ منها."
قالت فيه:
"أعتذر، أقصد: ليلة سعيدة."
ضحكتُ، لكنها ضحكة مقطوعة.
ضحكة كأنها تنهيدة لم تكتمل.
فمن يكتب "سآتي صباحًا" ويستدرك إلى "ليلة سعيدة"،
يعني أن قلبه أفلتَ لحظة… ثم عاد لينضبط،
كأنها استدركت أن الحنان ممنوع الآن،
أن الحضور ليس مسموحًا بعد.
لكنني…
آمنت بالجملة الأولى،
وسأنتظرها على عتبة الصباح،
بروبها الأسود، وشعرها المفرود،
وعيونها التي لم تقل "أكرهك" أبدًا.
لكن قلبي يعرفه.