حكاية نافذة

[تاج النساء]

تُراقبــه منذُ زمن من وراء نافذتها المطلة على الشــارعفي كل مره يعبــرُ الرصيــف إلى المقهى المجاور لمنزلها....وعينيها تتبع خُطاه واحدة وأخرى ينظر يمينا ويسارا ليعبــر الشارعوكــأنما هي هواية إعتاد عليها ان يتوقف وسط الشارع ويُسبب ازدحاما مثيرا للإزعاجكأنه يعلم إن هناك من يراقبــه خلف النوافذ يحاول ان يكتشف ردة فعــل عينيه وهي تتبــع خطاه .. تستمع لأصوات السيارات... و صراخ سائقيها ومن ثُم بعد برهة يتحرك متأسفا ويعبــر الشارع إلى كرسيه والقهوة..!كأنه عالمـــه الخيالي الذي يسعى إليــه بعد صباح واقعي جدا ..وكــــ زبون دائم لهذا المقهى إعتاد النادل على مذاق قهوته...مازالت هي خلف النافذة تحاول ان تقترب بــ بصيرتها إلى مذاق قهوته.!رغم إنهــا تمكنت ببصرها الحاد ان تُميز لونها... هو يرتشــف قهوته رشفه بعد أخرىوعينيها ترتشف الحيــرة من صمتــهِ المدهش وتقييده لفنجــان قهوته كأي رجــل شرقي يحترم كلاسيكية القيود..!!ويُضمنها نعــومة تليق ببياض الفنــجان..!رغم سواد القهوة...إلا إن هنــاك متسع للجمــال في كل عتمة..!!!أغرتها كثيرا حيرته وهو يناظر زحمة الشارع.... تركض هي الأخرى لتُحضر لدهشتها فنجــان قهوة كأنها تريد ان تكون الشــرقية التي يُفصِّلها المجتــمع على مقاس أعرافه..!وتأتي مُســرعة إلى النافذة تتمنى لو توقف الزمن ولم يفوتها شيءعادت لتنــظر إليــه من خلال نافذتها...وكان قد انتهى من فنجــان قهوته و مسكَ بقلمه وهناك ورقه على الطاولــة.... بقي فنجانه على الطاولة وكأن النادل منشغل بغيره من الزبائن او تناساه..!!أما هي فما زالت تترقبه ببصرها وبصيرتها... كأنه شغلها الشاغل منذ زمــن..!يحاول ان يقترب بقلمهِ من الورقة وهي يلتهمها الفضــول من كل جانب أنّى لها ان تشاهد ما يكتب على الورقة..!؟؟هي ذات السذاجة التي نمتاز بها نقرأ ما هو مكتــوب على الورق ولا نتجرأ لأن نُبحر بما هو لم يُكتب...لِمَ لا تقرأ أفكاره.. لم تُجرب قط أن تفعل رغم إنها دائمة الانشغال بمراقبة خُطاه حتى أدمنت الجلوس قرب النوافذ و اتقنت تفاصيــل الانتظار...الشــرقي المتأنق يرفع رأســه عاليا حيث حمــامه ترفرف عاليا....في سماء مدينتهم*تنظر هي باستغراب شديد...خوفا من أن يكون قد رآها...أسدلت الستاره وتركت فسحة صغيرة تنظر منها إليــه... أعاد القلم إلى جيبه سترته الأيســر... ترك ثمن فنجــان قهوته على طاولة ورحــل ولم يأخــذ الورقة...من حسن حظهــا إنها تعرف النادل.... حاولت ان تصِل إليــه بسرعة وتطلب منه أن يأتي لها بالورقة رغم إنه امتنع إلا إن لهفتها كانت مقنعه جدا... تنظر وكُلها شغف ويُسابِقُ لهفتها بصرها.... وتبتسم بعمق....قد كتب الشــرقي وسط الصفحــــة....."بانَت علامات الشيــخوخــة على نافذةِ الإنتــظار ... ولم يكِل الصبر ابدا...ولن نكتفِ....ليت القدر يُرفرف كــحمامة عاليا جدا...ولاتطأ خيباته أرضَ أحلامناحتى وإن كانت عبرَ شارع مزدحــم الفوضى والأعراف".

 

[آهاات حالمة]

رد: حكاية نافذة

سلمت اناملكِ
يعطيكِ العافيه ع مجهودكِ
في أنتظار المزيد
ودي

 

[✿قہہمہہر✿]

رد: حكاية نافذة

سلمتِ ع الاختيار