ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,503
- مستوى التفاعل
- 2,029
- النقاط
- 113
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أحلم دوماً إنني أسقط من شاهق
وحين أستيقظ لا تُفرحني سلامتي
أقول معْ نفسيَ : لو نجوتُ هذا اليوم
سرعان ما أسقط في فوّهة التنور
فكلّ من ماتوا على الطريق
لا بدّ وإن مرّوا بذات الحُلم
وإنهم ما اتعظوا
وواصلوا الصعودَ فوق السلم المكسور
ومثلهم أنا
أقضمُ ? كلما استيقظتُ ? في شهية
كفي على مائدة الفطور
أخرجُ عُريانَ ،
وفي عُجالة
ألبس في الشارع سروالي
وأسلم القميصَ مخفوراً إلى دورية المرور
أجتازُ قفزاً كلّ ما يعيقني
كأنني في قدميّ قد لبستُ السور
كلما أوشكت أنسى
رنّ في قلبيَ ناقوسٌ قديم
حرّفت رأسي إلى الخلف استغاثات السنين
* * *
كلما أوشكت أغفو
حفرت رأسي أزاميل السكون
* * *
كيف أنسى ؟
جسدي ليس صدى
ينفتّ في موج الأنين
قبضتي واهية
وفؤوسي ليس تجتثّ من الغابات إلا أضلعي
* * *
أيها الحزن
لماذا لصقت وجهكَ في وجهيَ بالصمغ السنون ؟
ولماذا
كلما أوشكت النيران أن تخمد
غذتها الظنون ؟
نحن ما زلنا على طاولة النسيان
طفلين معاً
نكترع الفرحة َمن دمع هتون
ألجبال التي تتمدّد في الأفق كالجثث النافقة
حطام من الذكريات
حجارتها من مناجم أعمارنا
والصدى المتردّد في جوفها سرّنا
والأفاعي التي في الجحور ضغائننا
والصقور على السفح
رغباتنا الهائجة
* *
ألجبال التي كلما نتباعد عنها
تزرقّ حدّ التلاشي لفرط الحنين
لكم أتمنى بأن أرتقيها
وأحبس نفسي بصندوق أحجارها
وأنام
* *
لكم أتلهّف أن أحتويها بصدري
كما أحتوي بعد كل فراق صديقا
فأشعر أن لتلك الحجارة
قلباً تسلل كالطفل تحت ثيابي
فمن قال : أن الحجارة ليست تجيد الكلام
* *
جبال
تمدّ إليّ يديها
تهدهدني ريحها كرضيع على الحجرات
فأغفو
وأشعر من فرط حبي لها
أنّ ملمس أحجارها من حرير
* *
جبال الطفولة
ياما أضعت بطيّاتها لعَبي
وياما بكيت لها ما أضعتُ
وياما كشفت لها قبل أن نتفارقَ سرّاً
وحين أعود إليها
تفاجئني أنها حفرته على الحجرات
وحين أنقرّ أحجارها بيديّ
تردده غنوة من صدى في الوهادً
* *
ألجبال التي تملأ الأفق
ثمّ تبين على كبرها
دون ما نحن نحمل داخل أعماقنا من جبال
ليست سوى ذكريات
بنتها محبتنا صخرة ً ، صخرة ً
وقد سحبت قبضة الغلّ من بينها صخرة
فتهاوت جميعا
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي
أحلم دوماً إنني أسقط من شاهق
وحين أستيقظ لا تُفرحني سلامتي
أقول معْ نفسيَ : لو نجوتُ هذا اليوم
سرعان ما أسقط في فوّهة التنور
فكلّ من ماتوا على الطريق
لا بدّ وإن مرّوا بذات الحُلم
وإنهم ما اتعظوا
وواصلوا الصعودَ فوق السلم المكسور
ومثلهم أنا
أقضمُ ? كلما استيقظتُ ? في شهية
كفي على مائدة الفطور
أخرجُ عُريانَ ،
وفي عُجالة
ألبس في الشارع سروالي
وأسلم القميصَ مخفوراً إلى دورية المرور
أجتازُ قفزاً كلّ ما يعيقني
كأنني في قدميّ قد لبستُ السور
كلما أوشكت أنسى
رنّ في قلبيَ ناقوسٌ قديم
حرّفت رأسي إلى الخلف استغاثات السنين
* * *
كلما أوشكت أغفو
حفرت رأسي أزاميل السكون
* * *
كيف أنسى ؟
جسدي ليس صدى
ينفتّ في موج الأنين
قبضتي واهية
وفؤوسي ليس تجتثّ من الغابات إلا أضلعي
* * *
أيها الحزن
لماذا لصقت وجهكَ في وجهيَ بالصمغ السنون ؟
ولماذا
كلما أوشكت النيران أن تخمد
غذتها الظنون ؟
نحن ما زلنا على طاولة النسيان
طفلين معاً
نكترع الفرحة َمن دمع هتون
ألجبال التي تتمدّد في الأفق كالجثث النافقة
حطام من الذكريات
حجارتها من مناجم أعمارنا
والصدى المتردّد في جوفها سرّنا
والأفاعي التي في الجحور ضغائننا
والصقور على السفح
رغباتنا الهائجة
* *
ألجبال التي كلما نتباعد عنها
تزرقّ حدّ التلاشي لفرط الحنين
لكم أتمنى بأن أرتقيها
وأحبس نفسي بصندوق أحجارها
وأنام
* *
لكم أتلهّف أن أحتويها بصدري
كما أحتوي بعد كل فراق صديقا
فأشعر أن لتلك الحجارة
قلباً تسلل كالطفل تحت ثيابي
فمن قال : أن الحجارة ليست تجيد الكلام
* *
جبال
تمدّ إليّ يديها
تهدهدني ريحها كرضيع على الحجرات
فأغفو
وأشعر من فرط حبي لها
أنّ ملمس أحجارها من حرير
* *
جبال الطفولة
ياما أضعت بطيّاتها لعَبي
وياما بكيت لها ما أضعتُ
وياما كشفت لها قبل أن نتفارقَ سرّاً
وحين أعود إليها
تفاجئني أنها حفرته على الحجرات
وحين أنقرّ أحجارها بيديّ
تردده غنوة من صدى في الوهادً
* *
ألجبال التي تملأ الأفق
ثمّ تبين على كبرها
دون ما نحن نحمل داخل أعماقنا من جبال
ليست سوى ذكريات
بنتها محبتنا صخرة ً ، صخرة ً
وقد سحبت قبضة الغلّ من بينها صخرة
فتهاوت جميعا
بحث وتقديم ناطق ابراهيم العبيدي

