أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

شخصيات عراقية :العلامة جلال الحنفي البغدادي

غمزة

الأمارلس
إنضم
27 أغسطس 2017
المشاركات
170,416
مستوى التفاعل
1,626
النقاط
113
هو العلامة الشيخ جلال الحنفي بن محي الدين بن عبد الفتاح بن مصطفى بن ملا محمود البغدادي, لقب الشيخ جلال نفسه بالحنفي اعتزازا بالامام الاعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي سلطان الفقهاء وفقيه السلاطين. ولقب نفسه أيضاً بالبغدادي لإ عتزازه بتاريخ بغداد عاصمة الدنيا وبتراثها، بغداد المجد والحضارة والعلماء والشعراء والنخيل الباسقات ومنبع الخيرات.

ولد العلامة جلال سنة 1912م في محلة القراغول/ في رصافة بغداد، ولما بلغ عهد الصبا قرأ القرآن الكريم على الملا ابراهيم الافغاني محلة الميدان، كما تعلم بعض علوم القرآن في كتاتيب البصرة، حيث كان والده موظفاً بالبصرة أبان العهد العثماني ومن رفاق ومؤيدي الزعيم العراقي طالب النقيب، ثم عاد والده الى بغداد فدرس جلال في مدارس البارودية والمأمونية والحيدرية الابتدائية وحصل على مائة في المائة في الامتحان الوزاري سنة 11929م.
وبعد تنصيب الملك فيصل الاول أول ملوك العراق، ساءه ذلك فأطلق عدة عيارات نارية من بندقيته على المجلس التأسيسي، فصدر أمر بالقاء القبض عليه ففر هارباً الى مصر الكنانة وأستقر هناك وتزوج من امراة مصرية حيث أنجب منها هناك أربعة أولاد وبنتاً واحدة.
وبقي جلال الصبي والشاب عند والدته، فأشتغل أيام شبابه مصححاً ومحرراً في المجلات ويدرس في المساء وواصل دراسته العلمية، حيث دخل دار العلوم العربية والدينية وأثناء ذلك كان يتصل بعلماء عصره منهم الشيخ محمد القزلجي والشيخ رشيد آل الشيخ داود والشيخ كمال الدين الطائي والشيخ العلامة سسليمان سالم الكركوكلي والشيخ عبد القادر الخطيب والشيخ محمد سعيد الاعظمي والاستاذ رشيد شلبي والاستاذ عبد اللطيف أثنيان والاستاذ محمد شفيق العاني والاستاذ محمد فهمي الجراح وغيرهم.
وفي عام 1939م سافر في بعثه دراسيه الى الازهر الشريف حيث دخل كلية الشريعة مع بعض الفضلاء ومنهم السيد شاكر البدري. ولما قامت الحرب العالمية الثانية وأغلقت الكلية أبوابها عاد الى العراق مع زملائه العراقيين في البعثة وزاول العمل الذي يناسبه في العراق.
صفاته الشخصية
كان جلال الحنفي كريم النفس، مضيافاً للزائرين، زاهداً في الحياة لذا تميز عن الاخرين من علماء الدين بهندامه وعمامته الصغيرة، صريحاً اذا أجاب، وسئل يوماً عن ذلك فأجاب بصراحة الواثق من نفسه عن ذلك، فقال: نشأت زاهداً في الحياة فكنت أعزف عن كل مظاهر الحياة ومباهجها ومغرياتها فكنت ألبس (الدشداشة) وأرتدي فوقها العباءة وعمامتي البسيطة هذه التي لا تشبه العمامة المصرية ولا الشامية ولا العراقية فانفردت بها. فكان بهندامه هذه يدرّس ويعمل ويتصل بالوزراء والمتنفذين في البلد، ويحاضر فيها ويقابل الاصدقاء والزائرين ويحضر بها الاجتماعات العامة والخاصة، الرسمية والشعبية، وقال: أنا استغرب وأتعجب من الائمة والخطباء الرسميين الذين يرتدون اللباس الاوربي (السترة والبنطلون) وفوقها الجبة يخنق رقبتهم (الباينباغ) وغير ذلك من اللباس الذي ابتدع عندهم !!.
ومن صفاته الشخصية أيضاً أنه عصبي المزاج اذا خاصم.
تزوج عراقية وانجب منها: لبيد الذي كان يكنى بها وواعية وداعية.
وظائفه في بغداد بعد عودته من مصر
بعد العودة من مصر اشتغل في دائرة الاوقاف إماماً وخطيباً في مساجدها فعين عام 1937م خطيباً في جامع عطا في الكرخ وإماماً في جامع نعمان الباجه جي في الرصافة، ثم نقل الى جامع الوصي (الحرية حالياً) في محلة العيواضية عام 1949م وبعدها نقل الى جامع أمين الباجه جي عام 1953م ثم نقل الى جامع كوت الزين في البصرة ثم الى جامع الكهية في الميدان عام 1957م، ولتدخله في شؤون الاوقاف فصل من وظيفته عام 1959م حيث وقع بينه وبين مدير الاوقاف العام آنذاك خصام شديد وبقي بعيدا عن الاوقاف مدة طويلة فتوسط له بعض معارفه واصدقائه حيث صدر مرسوم جمهوري بإعادته الى وظيفته فرفض أن يباشر، وفي عام 1966م انتدب مشرفاً لغوياً في وزارة الاعلام العراقية، ولم يلبث في هذه الوظيفة الا قليلاً حيث انتدب الى جمهورية الصين الشعبية لتدريس اللغة العربية في معهد اللغات في (شنغهاي) وبقي في الصين يدرس حتى عام 1976م.
ومن نشاط الحنفي في بغداد أنه أسس جمعية الخدمات الدينية والاجتماعية وكان رئيساً لها، وكان من أهداف هذه الجمعية مكافحة المخدرات والمسكرات، وسعى الى نشر العلم بصورة متطورة فقد درّس في مدارس وزارة المعارف عام 1950م، كما درّس في كلية الإمام الاعظم مادة القروض في الشعر والادب العربي من عام 1973م الى عام 1978م، كما حاضر في معهد النغم العراقي وبجهوده تأسس المركز الاقرائي العراقي للقرآن الكريم عام 1977م في جامع الصرافية وكان مديراً له. كما كان يلقي الاحاديث في اختصاصه من دار الاذاعة العراقية، ويكتب المقالات الطويلة في الصحف والمجلات العراقية والعربية مما يدلّ على طول باعه وسعة اطلاعه وثقافته الموسوعية العالية وهو يحسن عدة لغات فهو يجيد الانكليزية والصينية والتركية والكردية والفارسية وقليلاً من الاسبانية والفرنسية والالمانية والعبرية. ولهذه المكانة المرموقة صدر له عام 1947م أمر من لجنة الحكام والقضاء بتعينه قاضياً في محاكم العراق الشرعية إلا أنه آثر الأستمرار في نهجه فهو عالم موسوعي كبير ومفسر ومحدث وخطيب وأديب وشاعر وكاتب وله هوايات متعددة منها: أنه عالم بالانغام والموسيقى والالحان وله مؤلفات تنيف على الثلاثين في شتى فنون المعرفة. حتى قال في وصفه صديقه الاديب الكبير أنور عبد الحميد الناصري في كتابه الموسوعي (سوق الجديد) والذي قدم له الحنفي: أنه العالم الجهبذ النحرير وعالم العلماء البصير، كما أشرف الحنفي على موسوعة آخرى للاستاذ أمين المميز هو (بغداد كما عرفتها(
ويعتبر الشيخ العلامة جلال الحنفي البغدادي شخصية فذّة لم ينافسه أحد جمع علوم الدين والدنيا بجدها وهزلها وأصبحت له مكانة وله سمعة واسعة عربياً وعالمياً.
ذهب الى ربه يشكو اليه ظلم الانسان لاخيه الانسان وذلك يوم الاحد في 5/ 3/ 2006م الموافق 5/ صفر/ 1427هـ في ظروف ضاع فيها الامن والأمان وشيع الى أقرب مقبرة الى بيته هي: مقبرة عمر السهرودي، وأسدل الستار على حياة عالم عراقي كبير.
مؤلفات الحنفي التي تركها بعد وفاته
ترك الشيخ الحنفي من المؤلفات في شتى فنون المعرفة الانسانية الدينية منها والدنيوية ما ينيف على الثلاثين مؤلفاً من أشهرها :
أحاديث من وراء المايكرفون -طبع ببغداد عام 1960 ، معجم اللغة العامية البغدادية ج1 و 2 –1966م.
المغنون البغداديون – بغداد 1964م. مساجلات مع الشيخ الخالصي – بغداد 1953م. العروض في الشعر- بغداد الامثال البغدادية ثلاثة أجزاء – بغداد 1979م. ديوان شعر كبير – بغداد 1980م.

هذا وكتب الحنفي في الصحف والمجلات مواضيع شتى في فنون المعرفة، كان له مجلس عامر في جامع الخلفاء يحضره نخبه من الادباء والشعراء ورجال الفكر ويستقبل السياح والزائرين في المسجد العريق الذي بُني على الطراز العباسي ويدونون مشاهداتهم فيه في سجل خاص بذلك.انتهى
______
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )