شرح كلمات اكرهها - نزار قباني -
يالهُ من شعورٍ متناقض , ويالها من قصيدة جمعت كلّ الاحاسيس وأفرغتها في قلبِ عاشقٍ
عشقهُ أعمى عينَه وأصمّ أذنه وأوقف عقلهُ عن التفكير وخياله عن التأمّل , وفقط قلبُهُ هوَ مازال
ينبضُ بها ولها .
لأوّل مرةٍ نعشقُ كرهًا كهذا , كرهٌ جميل مُحبب وهو مايُدعى في عُرف اللغويين مجازًا حيثُ
ذُكِر معنىً أريدَ به خلافه وفُسّرَ ذلك فيما يلي الكلمة من معانٍ توضح أنّ ماهذا الكُره سوى
أحد معاني الحب بل ربما يصل الى أعمق معاني الحب .. قد يراها البعضُ فلسفةً ولهم ذلك
ولكن هذه القصيدة لاتُشرح سوى بهذه الفلسفة ونزارُ الدمشقيّ أجاد كثيرًا في وصف هذا العاشق
المتصف بالسذاجة المقصودة وهي أقرب للذكاء منها للسذاجة ولكنها تحمل المعنيين كليهما .
يبدأها بلفظ الكره واشتهاء الوصال , هو لايكرهها فعلاً بل يعشقها ومن عشقه لها يقول ويصرخ
نعم أكرهها , أكرهُ خصالاً بها ورغم ذلك أهيم حبًا في تلك الخصال , فحتى كُرهي لها حبًا ولذّةً
أبديةً بالنسبة لي .
ربما أنّ النساء دومًا معروفاتٌ بالطيبة وكسر الجناح كما يقولون , ووجد هذا العاشق ضالته في
هذه الماكرة فرغم أنه يقرأها عن ظهر قلب لكنه مستمتعٌ بكلّ مايحدث ويلقاه منها .
هي لئيمة واللؤم بادٍ في عينيها .. أعرفُ ذلك منذ الوهلةِ الأولى ولكن ماذا جرى لي ؟
حتى لؤمها عشقته !! قولها وكلامها المعسول زورًا وكذبًا فلم تصدق معي يومًا حتى معاني
الحبّ منها مزيفة مزورة ولكنّي معلولٌ بحبّها حتى الثمالـة .
نظراتها وقولها مفعولهما كمفعول السحر .. تصدقهما رغمًا عنك وأنت أكثر الواثقين
من كذبهما .. فمن تكون صاحبتهما ؟ إنسٌ هي أم جانْ ؟ وكيف استطاعت أن تقودني
لهذه المنطقة الخطرة من الحب والتي تجعلني أرى الحقيقة أمامي بأمّ عيني وأتبع زيفها
وظلالها ؟ هوَ قلبي الضعيف المتيم بها والمدمي شوقًا ولهفةً عليها .
لاتنعتوني بالجنون , فقط انظروا لعينيها ستجدون عينا ذئبٍ صوّرت تحتَ جبينها
ستقرأون تلك العينان وماتحملهما من مكرٍ وخبثٍ لا مثيلَ لهما , نظرةً من تلكَ العينين
ترديكَ قتيلاً في حبهما وياللأسف عندما تفاجأ بصدمةِ كذبهما واحترافية خداعهما
حتى أنّها فاقت الذئب في هذا المكر والخداع .. والمصيبةُ تلي المصيبة , فأعلمُ عن كل
ذلك وأخرُّ راكعًا من طيفها حين قدومها .
يساورني شكً أحيانًا أنني أظلمها بشعوري الصادق بمكرها وخداعها عندما تأتيني ذارفةٌ
دموعها وتشرح لي ما أصابها من ذلٍّ ويأس , حتى اذا أظهرتُ لها رفقًا وحنانًا بانت حقيقتها
وظهرَ تمثيلها ورياؤها .. آآآهـ تصيبني الويلات وفي ثواني يرفرفُ قلبي فرحًا بها وبوجودها .
وفي لحظاتنا الهادئـة أُمنّي نفسي بعناقٍ منها وقبلةٍ تروي ضمئي وأفاجأ بعناقٍ ليس كالعناق
عناقٌ طمسَ جميع معاني الحب , عناقٌ بلا روح ولا احاسيس .. ليسَ عناق بل تكسيرٌ للضلوع
عن سبق اصرار وترصّد , حتى قبلتها مليئة بكلّ مافيها من تناقضات وتفرغ كل قبيحٍ فيها عليّ
وأنا حتى وان حقدتُ عليها في هذه اللحظة فهو حقدُ حبٍ .. فحتى شعوري السلبي اتجاهها وألمي
المضني منها يُحبها , وكم أتمنى أن أطوقها بعناقٍ يرديها قتيلةً بين يديّ علّي حينها استطيعُ فهمَ
حقيقتها الغريبة عليّ ،،
يالهُ من شعورٍ متناقض , ويالها من قصيدة جمعت كلّ الاحاسيس وأفرغتها في قلبِ عاشقٍ
عشقهُ أعمى عينَه وأصمّ أذنه وأوقف عقلهُ عن التفكير وخياله عن التأمّل , وفقط قلبُهُ هوَ مازال
ينبضُ بها ولها .
لأوّل مرةٍ نعشقُ كرهًا كهذا , كرهٌ جميل مُحبب وهو مايُدعى في عُرف اللغويين مجازًا حيثُ
ذُكِر معنىً أريدَ به خلافه وفُسّرَ ذلك فيما يلي الكلمة من معانٍ توضح أنّ ماهذا الكُره سوى
أحد معاني الحب بل ربما يصل الى أعمق معاني الحب .. قد يراها البعضُ فلسفةً ولهم ذلك
ولكن هذه القصيدة لاتُشرح سوى بهذه الفلسفة ونزارُ الدمشقيّ أجاد كثيرًا في وصف هذا العاشق
المتصف بالسذاجة المقصودة وهي أقرب للذكاء منها للسذاجة ولكنها تحمل المعنيين كليهما .
يبدأها بلفظ الكره واشتهاء الوصال , هو لايكرهها فعلاً بل يعشقها ومن عشقه لها يقول ويصرخ
نعم أكرهها , أكرهُ خصالاً بها ورغم ذلك أهيم حبًا في تلك الخصال , فحتى كُرهي لها حبًا ولذّةً
أبديةً بالنسبة لي .
ربما أنّ النساء دومًا معروفاتٌ بالطيبة وكسر الجناح كما يقولون , ووجد هذا العاشق ضالته في
هذه الماكرة فرغم أنه يقرأها عن ظهر قلب لكنه مستمتعٌ بكلّ مايحدث ويلقاه منها .
هي لئيمة واللؤم بادٍ في عينيها .. أعرفُ ذلك منذ الوهلةِ الأولى ولكن ماذا جرى لي ؟
حتى لؤمها عشقته !! قولها وكلامها المعسول زورًا وكذبًا فلم تصدق معي يومًا حتى معاني
الحبّ منها مزيفة مزورة ولكنّي معلولٌ بحبّها حتى الثمالـة .
نظراتها وقولها مفعولهما كمفعول السحر .. تصدقهما رغمًا عنك وأنت أكثر الواثقين
من كذبهما .. فمن تكون صاحبتهما ؟ إنسٌ هي أم جانْ ؟ وكيف استطاعت أن تقودني
لهذه المنطقة الخطرة من الحب والتي تجعلني أرى الحقيقة أمامي بأمّ عيني وأتبع زيفها
وظلالها ؟ هوَ قلبي الضعيف المتيم بها والمدمي شوقًا ولهفةً عليها .
لاتنعتوني بالجنون , فقط انظروا لعينيها ستجدون عينا ذئبٍ صوّرت تحتَ جبينها
ستقرأون تلك العينان وماتحملهما من مكرٍ وخبثٍ لا مثيلَ لهما , نظرةً من تلكَ العينين
ترديكَ قتيلاً في حبهما وياللأسف عندما تفاجأ بصدمةِ كذبهما واحترافية خداعهما
حتى أنّها فاقت الذئب في هذا المكر والخداع .. والمصيبةُ تلي المصيبة , فأعلمُ عن كل
ذلك وأخرُّ راكعًا من طيفها حين قدومها .
يساورني شكً أحيانًا أنني أظلمها بشعوري الصادق بمكرها وخداعها عندما تأتيني ذارفةٌ
دموعها وتشرح لي ما أصابها من ذلٍّ ويأس , حتى اذا أظهرتُ لها رفقًا وحنانًا بانت حقيقتها
وظهرَ تمثيلها ورياؤها .. آآآهـ تصيبني الويلات وفي ثواني يرفرفُ قلبي فرحًا بها وبوجودها .
وفي لحظاتنا الهادئـة أُمنّي نفسي بعناقٍ منها وقبلةٍ تروي ضمئي وأفاجأ بعناقٍ ليس كالعناق
عناقٌ طمسَ جميع معاني الحب , عناقٌ بلا روح ولا احاسيس .. ليسَ عناق بل تكسيرٌ للضلوع
عن سبق اصرار وترصّد , حتى قبلتها مليئة بكلّ مافيها من تناقضات وتفرغ كل قبيحٍ فيها عليّ
وأنا حتى وان حقدتُ عليها في هذه اللحظة فهو حقدُ حبٍ .. فحتى شعوري السلبي اتجاهها وألمي
المضني منها يُحبها , وكم أتمنى أن أطوقها بعناقٍ يرديها قتيلةً بين يديّ علّي حينها استطيعُ فهمَ
حقيقتها الغريبة عليّ ،،