حسين شكران الاكوش
Well-Known Member
صرخة عصرٍ :يُفضّل الصورة على الجوهر
في زمنٍ يركض خلف السراب اللامع، تحوّلت الأجساد إلى مساحات قابلة للنحت، يُعاد تشكيلها تحت مشرط الجراح، فيما تُهمل العقول، وتُترك بلا غذاء، كحدائق تذبل في عزّ الربيع.
لم تعد الثقافة اليوم ضرورة، بل خيارًا مؤجلًا. تُستبدل الكتب بالفلتر، والمحاورات العميقة بلقطات خاطفة على منصات التواصل، حيث «كم» اللايكات أهم من «كيف» الأفكار. اختُزل الإنسان في مظهره، وتوارى العقل خلف صورة محسنة الإضاءة.
وليس المظهر في حد ذاته مشكلة، بل في تحوّله إلى القيمة العليا، على حساب البناء المعرفي والنضج الداخلي. فحين يُمجد الجسد وتُهمش الفكرة، يولد جيلٌ تزيّن واجهاته البلاستيك، وتخلو رفوفه من المعنى.
ما الفائدة من جسدٍ مُصقل، إذا كانت الروح تجهل الطريق إلى كتاب؟
وما جدوى ملامح مثالية، إذا كانت اللغة بلا مفردات، والفكر بلا سؤال؟
هذه ليست دعوة للزهد بالجمال، بل لاستعادة التوازن. أن نمنح عقولنا ما تستحقه من عناية، كما نفعل مع أجسادنا. فالثقافة ليست رفاهية، بل وسيلة دفاع عن إنسانيتنا في وجه العولمة الاستهلاكية.
فلنعد النظر في مرآة هذا العصر: ما نحتاجه ليس فقط صورة جميلة، بل عقل يسائل، وروح تُبدع، وكلمة تضيء.
إعداد : الأستاذ حسين شكران الاكوش العقيلي
في زمنٍ يركض خلف السراب اللامع، تحوّلت الأجساد إلى مساحات قابلة للنحت، يُعاد تشكيلها تحت مشرط الجراح، فيما تُهمل العقول، وتُترك بلا غذاء، كحدائق تذبل في عزّ الربيع.
لم تعد الثقافة اليوم ضرورة، بل خيارًا مؤجلًا. تُستبدل الكتب بالفلتر، والمحاورات العميقة بلقطات خاطفة على منصات التواصل، حيث «كم» اللايكات أهم من «كيف» الأفكار. اختُزل الإنسان في مظهره، وتوارى العقل خلف صورة محسنة الإضاءة.
وليس المظهر في حد ذاته مشكلة، بل في تحوّله إلى القيمة العليا، على حساب البناء المعرفي والنضج الداخلي. فحين يُمجد الجسد وتُهمش الفكرة، يولد جيلٌ تزيّن واجهاته البلاستيك، وتخلو رفوفه من المعنى.
ما الفائدة من جسدٍ مُصقل، إذا كانت الروح تجهل الطريق إلى كتاب؟
وما جدوى ملامح مثالية، إذا كانت اللغة بلا مفردات، والفكر بلا سؤال؟
هذه ليست دعوة للزهد بالجمال، بل لاستعادة التوازن. أن نمنح عقولنا ما تستحقه من عناية، كما نفعل مع أجسادنا. فالثقافة ليست رفاهية، بل وسيلة دفاع عن إنسانيتنا في وجه العولمة الاستهلاكية.
فلنعد النظر في مرآة هذا العصر: ما نحتاجه ليس فقط صورة جميلة، بل عقل يسائل، وروح تُبدع، وكلمة تضيء.
إعداد : الأستاذ حسين شكران الاكوش العقيلي