بـنـت الـقـمـر
أنـفـاسـك عــطـــري
لم تكن ترغب في رؤية احد.. اقفلت الأبواب دون معارفها جميعا رغم محاولات الاقتحام المتكررة .. إلا أنها أصرت على موقفها.. كانت تشهر سلاحها في وجه الجميع.. إتركوني للموت !!
لا احب الحياه لكن ذلك النور الذي دخل حياتها بدء يقلقها بل يزعجها..
أنها لا تستطيع مقاومته لقد أعاد لحياتها طعما جديدا...
يا الهي كيف أسلمت نفسي له؟ أما كان البؤس والتشاؤم يسيطر على مجرى حياتي.. مالذي جرى لي؟منذ أن توفى والداي وأنـــا على هذا الحال.. امعقول أن يفقد الشخص منا والديه مرة واحده ... لا احب أن أتذكر ذلك اليوم.. الذي كانت بدايته اسوداد داكن...
استيقظت ومزاجي كان عكرا.. وطول وقتي في المدرسة احس بالضيق وشعور غريب ينتابني... لن أنسى عبارات امي قبل ليلة الحادث ... ابنتي اخوانك في امس الحاجه لك كوني اهم الأم والأخت .. قلت:ولماذا هذا الكلام يا امي؟ أطال الله في عمرك...
أطل ذلك اليوم عليّ بكل معاني الأسى واليتم... رجعت للمنزل وجدته خاليا تلعب به رياح الصمت.. بحثت بكل جنباته ... ناديت على الجميع لم يكن من ردً لصرخاتي...
كسر جدار الصمت صوت رنين الهاتف .. لأول مره في حياتي افزع لصوته....رفعت السماعه وإذا بصوت غريب ... منزل فلان بن فلان.؟قلت نعم...قال :إذا امكنكم المجيء إلى المستشفى لاستلام ضحايا الحادث !!
قلت: ضحايا من ياهذا؟قال :الجثث التي أٍُحضرت للإسعاف هذا الصباح.. أليس هذا منزل فلان بن فلان؟؟ رميت بسماعة الهاتف وأنـــا مذهولة .. لابد أنها مزحة ثقيلة العيار من احد اعمامي ... توقفت قليلا لافكر فيما قال ... جثث ... مستشفى... في الصباح ... حادث؟؟؟
وإذا باخواني الصغار قد اقبلوا وبدأوا يثرثرون عن مدارسهم... قطع احدهم تلك الثرثره بقوله اين امي اين ابي ؟ اظلمت الدنيا في عيني ... توقفي عن تمثيل دور القوية الصلبة القادره على التحمل... لم اعد اقوى على الوقوف في وجه كل هذه التساؤولات..كيف؟ ولماذا القدر اختار والداي؟ ... إخواني وأنـــا إلى اين سوف يؤول بنا المصير؟ هل سأبكي حتى تتمزق اضلعي وتتقطع نياط قلبي أم اصمد واشجع اخواني على الصمود؟؟
إخواني!!!
هل سأخبرهم حقاً بم حدث؟أم اجعلهم يكتشفون ذلك بأنفسهم؟؟ توقف عقلي عن العمل.. تسارعت نبضات قلبي .. يا الهي كيف كنا وكيف صرنا؟ .... دق جرس الباب انه عمي .. يبدو كئيب المظهر شاحب الوجه.. تنهد ثم اردف قائلا يا أولاد هيا بنا إلى وداع من نحبهم .. يؤسفني ماحدث لكم لكنني اعدكم بأنني لن أتخلى عنكم وسوف أقف إلى حانبكم دوما... عندها بكيت كالإعصار .. بكيت دمعا حار.. احسست بأن الدموع تخرج من جوف قلبي... لان إخواني بدأوا يتساقطون كورق الشجر الواحد تلو الآخر أي قلب قد يتحمل مثل هذا الخبر... قلب الصغار أم قلبي أنا؟.... بدء كل شئ يمضي ببطء... الساعة لا تتحرك والأيام لا تمضي.. ثقيلة هي الأيام بدونكما يا والداي... اشعر بالخوف .. لا امان هنا... ياترى هل سأتجرأ واسمح لهذا السؤال أن يخطر على بالي؟..
سؤال غريب... لكن... أبي ... امي ... إلى اين انتما ذاهبان؟؟ ... هل إلى نعيم ورضوان أم ؟؟؟ .. لا ...لا انزعي هذه الأفكار من رأسك انهما والداكِ
نمت تلك الليلة بصعوبة.. وفي المنام ... رأيت فراشة بيضاء جميلة.. تحلق في بستان مليء بالورود.. وفجأة غطى نور قوي على بصري.. لم استطع أن أرى شيئاً.. وإذا بذلك النور اصبح امي وكانت هي تلك الفراشة .. وكأن الورود هم إخواني .. نظرت إليّ .. وملامحها قد اصبحت ملائكية وقالت لي : بصوت كله دفئ وحنان: ابنتي ... انظري إلى انعم الله عليّ وعلى والدكِ.. اتعدينتي بان تحبي اخوانكِ وتكوني لهم الأم والأخت .. حتى تأتين إلى هنا؟ قلت: أعدك... عاد ذلك النور وغطى علو ناظري... استيقظت وأنـــا مستبشرة... فكل تساؤلاتي لقيت لها رداً...
وها أنا ذا أنفذ ماوعدت به امي... انظري يا أماه وافرحي.. ها قد كبرنا وكبرت معنا وعودنا.. وكل ماكنتِِِِ تتمنينه لنا من نجاح حققناه على ارض الواقع وقد كنتِ معنا دائما والى جانبنا حتى اصبحنا إلى مانحن عليه الآن...
أولادك يا أماه كما كنتِ تتمنين.. ولكن هنالك سؤال يتردد على خاطري بين الحين والآخر
هل لو كنتما معنا سيكون حالنا كما نحن عليه الآن ؟؟ فلقد حافظنا على كرامتنا وعزة انفسنا
وكنا عصاميين بكل ما تحمل الكلمه من معنى.. لربما على حياتكما كنا إتكاليين؟؟ هل هذا حقاً حال جميع اليتامى؟؟ أم نحن ولادة وعد نقي صادق.. نشأ عند مماتكم
وأستمر ؟.
لا احب الحياه لكن ذلك النور الذي دخل حياتها بدء يقلقها بل يزعجها..
أنها لا تستطيع مقاومته لقد أعاد لحياتها طعما جديدا...
يا الهي كيف أسلمت نفسي له؟ أما كان البؤس والتشاؤم يسيطر على مجرى حياتي.. مالذي جرى لي؟منذ أن توفى والداي وأنـــا على هذا الحال.. امعقول أن يفقد الشخص منا والديه مرة واحده ... لا احب أن أتذكر ذلك اليوم.. الذي كانت بدايته اسوداد داكن...
استيقظت ومزاجي كان عكرا.. وطول وقتي في المدرسة احس بالضيق وشعور غريب ينتابني... لن أنسى عبارات امي قبل ليلة الحادث ... ابنتي اخوانك في امس الحاجه لك كوني اهم الأم والأخت .. قلت:ولماذا هذا الكلام يا امي؟ أطال الله في عمرك...
أطل ذلك اليوم عليّ بكل معاني الأسى واليتم... رجعت للمنزل وجدته خاليا تلعب به رياح الصمت.. بحثت بكل جنباته ... ناديت على الجميع لم يكن من ردً لصرخاتي...
كسر جدار الصمت صوت رنين الهاتف .. لأول مره في حياتي افزع لصوته....رفعت السماعه وإذا بصوت غريب ... منزل فلان بن فلان.؟قلت نعم...قال :إذا امكنكم المجيء إلى المستشفى لاستلام ضحايا الحادث !!
قلت: ضحايا من ياهذا؟قال :الجثث التي أٍُحضرت للإسعاف هذا الصباح.. أليس هذا منزل فلان بن فلان؟؟ رميت بسماعة الهاتف وأنـــا مذهولة .. لابد أنها مزحة ثقيلة العيار من احد اعمامي ... توقفت قليلا لافكر فيما قال ... جثث ... مستشفى... في الصباح ... حادث؟؟؟
وإذا باخواني الصغار قد اقبلوا وبدأوا يثرثرون عن مدارسهم... قطع احدهم تلك الثرثره بقوله اين امي اين ابي ؟ اظلمت الدنيا في عيني ... توقفي عن تمثيل دور القوية الصلبة القادره على التحمل... لم اعد اقوى على الوقوف في وجه كل هذه التساؤولات..كيف؟ ولماذا القدر اختار والداي؟ ... إخواني وأنـــا إلى اين سوف يؤول بنا المصير؟ هل سأبكي حتى تتمزق اضلعي وتتقطع نياط قلبي أم اصمد واشجع اخواني على الصمود؟؟
إخواني!!!
هل سأخبرهم حقاً بم حدث؟أم اجعلهم يكتشفون ذلك بأنفسهم؟؟ توقف عقلي عن العمل.. تسارعت نبضات قلبي .. يا الهي كيف كنا وكيف صرنا؟ .... دق جرس الباب انه عمي .. يبدو كئيب المظهر شاحب الوجه.. تنهد ثم اردف قائلا يا أولاد هيا بنا إلى وداع من نحبهم .. يؤسفني ماحدث لكم لكنني اعدكم بأنني لن أتخلى عنكم وسوف أقف إلى حانبكم دوما... عندها بكيت كالإعصار .. بكيت دمعا حار.. احسست بأن الدموع تخرج من جوف قلبي... لان إخواني بدأوا يتساقطون كورق الشجر الواحد تلو الآخر أي قلب قد يتحمل مثل هذا الخبر... قلب الصغار أم قلبي أنا؟.... بدء كل شئ يمضي ببطء... الساعة لا تتحرك والأيام لا تمضي.. ثقيلة هي الأيام بدونكما يا والداي... اشعر بالخوف .. لا امان هنا... ياترى هل سأتجرأ واسمح لهذا السؤال أن يخطر على بالي؟..
سؤال غريب... لكن... أبي ... امي ... إلى اين انتما ذاهبان؟؟ ... هل إلى نعيم ورضوان أم ؟؟؟ .. لا ...لا انزعي هذه الأفكار من رأسك انهما والداكِ
نمت تلك الليلة بصعوبة.. وفي المنام ... رأيت فراشة بيضاء جميلة.. تحلق في بستان مليء بالورود.. وفجأة غطى نور قوي على بصري.. لم استطع أن أرى شيئاً.. وإذا بذلك النور اصبح امي وكانت هي تلك الفراشة .. وكأن الورود هم إخواني .. نظرت إليّ .. وملامحها قد اصبحت ملائكية وقالت لي : بصوت كله دفئ وحنان: ابنتي ... انظري إلى انعم الله عليّ وعلى والدكِ.. اتعدينتي بان تحبي اخوانكِ وتكوني لهم الأم والأخت .. حتى تأتين إلى هنا؟ قلت: أعدك... عاد ذلك النور وغطى علو ناظري... استيقظت وأنـــا مستبشرة... فكل تساؤلاتي لقيت لها رداً...
وها أنا ذا أنفذ ماوعدت به امي... انظري يا أماه وافرحي.. ها قد كبرنا وكبرت معنا وعودنا.. وكل ماكنتِِِِ تتمنينه لنا من نجاح حققناه على ارض الواقع وقد كنتِ معنا دائما والى جانبنا حتى اصبحنا إلى مانحن عليه الآن...
أولادك يا أماه كما كنتِ تتمنين.. ولكن هنالك سؤال يتردد على خاطري بين الحين والآخر
هل لو كنتما معنا سيكون حالنا كما نحن عليه الآن ؟؟ فلقد حافظنا على كرامتنا وعزة انفسنا
وكنا عصاميين بكل ما تحمل الكلمه من معنى.. لربما على حياتكما كنا إتكاليين؟؟ هل هذا حقاً حال جميع اليتامى؟؟ أم نحن ولادة وعد نقي صادق.. نشأ عند مماتكم
وأستمر ؟.