مهندس الاحساس
нυѕѕєιη αℓ яσвαєу
- إنضم
- 29 يناير 2017
- المشاركات
- 33,493
- مستوى التفاعل
- 1,175
- النقاط
- 113
- العمر
- 36
- الموقع الالكتروني
- www.facebook.com
عندما ابدأ برسم خطوط الطول والعرض لحكايتي تتوقف عقارب الساعة وينتاب حرفي الضجر وتصيبه عبودية مطلقة لوسوسة شيطانية غامضة ويغرس نابه منقضاً على ضجيجٍ أبكم ازدحم فيه كل شيء الخريـّط مع طين الخاوة وتلاقى فيه الزوري و قصب البردي وتعانق فيه الهاون بالطين الحرّي وتكررت فيه الأسماء والمسميات الشكبان والصيره والصرة والهور و البلم ودجاج الماي والبعيجي والريل و المكًير .. ومن ثم على عجلٍ يدب السكون في أروقة الحكاية فلا تسمع إلا همساً لبضع ثوان من الزمن ومن ثم أيضاً بكاءُ صغير يخنق أنفاس السكون ونحيب أم ثكلى يخترق الصمت وصوت أزيز رصاصة يعكر هدوء المكان .. عيناها وقحتان تلك الأرض التي أنجبتني فقمرها دائما في شجار مع الظلمة وليلها الدامس غير مأمون يوقظ محراب الصلاة وهو في غفوة تسبيحه .. شمسها البريئة غيوم شريرة سرقة نورها وأحالتها نارا تكوي الفؤاد .. اليوم وبعد أن افترستني غربة الروح أعترف أمام الملا إن وساوس وأخيلات تلك الحكاية تتسكع في أزقة ذاكرتي تؤرقني وتطاردني وتلح عليّ بالتحرش مرة وبالاستفزاز أخرى بذكريات تجر قدمي في مدارج التيه تأخذني إلى غفوة استعيد من خلالها شريط ذكرياتي وأصحو على سحابة دخان بيضاء خلفتها سيجارتي تملأ فضاء الغرفة أشعر بأن السقف يدنو مني واسمع صوت نشيج الثكلى أتلمس وجهي ومن ثم الصوت يختفي والسقف يقترب أكثر فـ أكثر والليل يبحث في ذاتي عن بقايا فجر يتنفسه ؟!
