أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

فما الناس سوى سطور محبوكة📝

ألـــــ غصة ـــــــم

عٌـِـِِـِـمـْـْْـْيقٌـ,ـة آلُــعٌـِـِـينـِِـِـينـِ
إنضم
27 مارس 2021
المشاركات
33,187
مستوى التفاعل
35,576
النقاط
113
الإقامة
الولايات المتحدة

لا تُصافح كل من لاقيت في طريقك ، إن مِن الناس مَن يُحب ألا تمد إليهم يد ، بل مخلب ناشب .
فليس عليك أن تتحول إلى لقمة سائغة لكل من تُقابل ، وليس عليك أن تكون مُسالمًا مع كل الناس ، وفي الوقت نفسه لا يعني الكلام أن تتحول إلى وحشٍ ، ولا أن تفقد تواضعك وبسط كفك للخير ، وإنما عليك بالحرص .
فالناس أنواع ، وكل نوع حسب الطينة التي خُلق منها ، فمنهم من سوُدت نفسه ببراثن الحقد ومنهم من تطهرت روحه بنور الوفاء ، فلا تحسبنَّ البشر على نفسٍ واحدةٍ ، إنما هي نفوس لا يعلمها إلا من خلقها ، فقد يخدعك مظهرها ، وفي باطنها المرارة ، وأنت تعلم طعم المرارة وكذلك تعرف طعم الندم ، ومتى جاء الندم لا ينفع معه أي شيء سوى أن تستحضر الماضي بكل مُفرداته ومعانيه ، لتبدأ بعتاب نفسك . مَن المُلام هنا ؟
أنت أم مَن اطمأننت له سريعًا ؟
في نظري المُلام هو أنت ، كأنك كنت جاهلًا نظرًا لفطرتك البريئة بطبائع الناس وسجاياهم المُختلفة ، فما الناس سوى سطور محبوكة بواسطة الحياة ، فمنهم من جُبل على طبائع الكرم ومنهم من روض نفسه على الرياء وقد تقول كيف لي أن أعرف الفرق ؟
لا تظن أن عتابك للآخرين ينفع ، فما هو في نظري إلا محض إذلال لذاتك ، فلو كان ينفع ، لما أقدم على فعلته أول الأمر ، وإنما الأحق بالعتاب هو " أنت " ، فلا تُرهق نفسك في معاتبة غيرك ، وانهض ، وانفض عنك غبار الأيام والأحزان ، فما ربُك بمضيع حقك ، وكن كالسيف إذا ما الأغصان تلتحمُ ، وكن ذا عزيمة تنفطر من دويّها السماء .
فلست الأول ، ولا الأخير الذي يتعرض لغدر الزمان ، واعلم أن الماضي لا يعود ، وأنت في عرفه ميت ، فلا يبقى لك منه سوى العِبرة ، هذا إن اعتبرت ، أما المُستقبل ، فأنت في حكمه لم تولد بعد ، فإياك أن تحزن على ما فاتك ، ولا تقلق مما لم يأتِ بعد واعقد الهمة ، فما الدهر سوى أيام ثلاثة ، يوم فات ، ولم يبقَ منه سوى الذكرى ، ويوم تعيشه دون أن تدرك أنه هو ما بيدك الآن ، ويوم لا تعرف عنه شيئًا ، لكنك تحسبه على خير .
فما أنت سوى كائن في الحاضر ، فلا تحزن على الأمس ، ولا تقلق من الغد .
وأما عن غدر الرفاق ، فعليك أن تتعايش مع ذلك ، وأن تأخذ العبرة مما لاقيت في حياتك ، فما حدث قد حدث ، فلا تندم ، ولا تتحسر ، فلا ينفعك هذا ولا ذاك ، وإنما سيزيدك همًا فوق همك .
ختاااااااااااااااما :
لا تندم على غدر فلان أو عِلان ولا على ما فات ، وإنما عليك الاستعداد لما هو آت ، حينها ستكون قد تعلمت ، فلا دوام في الحياة ، ولا بقاء لشيء إلا يعقبه فناء ، فاعلم أن لنفسك عليك حقا ، فلا تهنها بعتاب أحدهم ، فلا تستحق منك ذلك ، وإياك أن تضيع من حياتك بضع ثوانٍ في الشكوى والتذمر ، وإنما عليك أن تعتني بنفسك ، فدعك من مذهب الذل هذا ، وقمْ كما الثائر يُنادي في العُلا، فالحياة لن تتوقف على شخص أو حدث ما ، إنما الحياة أوسع وأعمق مما تتخيل ، فما هي إلا مدرسة ، تتلقى فيها دروسًا تغذيك بالخبرات ، لتكون أعلم الناس بطبائع الشخصيات ، كصاحب حكمة مرموق .
فالحياة سلسلة من المعاناة والميتات المُتتالية ، تنتهي بأن تخلق منك ذلك الحكيم ، الذي ينظر إلى جوهر الأشياء بتمعن ، فهو لم يقف عند محطة من حياته ظانًا أنها النهاية ، بل هي محطة من ضمن مئات المحطات الأُخر التي مرَّ بها ، فكن حكيمًا شاكرًا لكل تلك المحطات التي ستمر بها
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )