قبل 2400 عام تقريبا كتب أفلاطون (Plato ) في كتابة ( الجمهورية ) الجزء السابع ( قصة الكهف )
(Allegory of the cave ) وهي قصة افتراضية ننقلها باختصار : إن هناك مجموعة من الناس
يعيشون في كهف ولا يعرفون إي شيء عن العالم الخارجي ، وأيضاً مقيدين بسلاسل بحيث
لا يستطيعون التحرك ولا يمكنهم سوى النظر باتجاه واحد وهو جدار الكهف ،وتنعكس على
ذلك الجدار مجموعة من الظلال المتحركة لكائنات تسير خلفهم لا يستطيعون رؤيتها ، وهم
مذهولون بتلك الظلال التي تنعكس على الجدار الذي ينظرون إليه ، فأخذوا يدرسونها بتمعن
ويطلقون عليها أسماء معينة ، ولأنهم لم يروا إي شيء غير تلك الظلال اعتقدوا إنها حقيقية !
واعتقدوا انك إذا ركزت بتلك الظلال ( الحقيقة ) ستعرف كيف تسير الحياة وستنجح في حياتك ! ،
ويتحدثون عن تلك الانعكاسات الظلية بمنتهى الثقة ، والتحليل ، ويفتخرون بأنهم قد فهموا
الحقيقة ! .وفي احد الأيام استطاع احد سكان الكهف من كسر القيود والقيام بالرحلة الصعبة ،
والخروج من ظلمة الكهف الى الحياة الخارجية ، في البداية انبهر لضوء الشمس ولم يتمكن من
الرؤيا ، وبعد وقت معين وبشكل تدريجي استطاع ان يرى كل شيء على حقيقته ، الطبيعة
والاشياء والكائنات التي كان يراها على شكل ظلال فقط ، يرى ازهاراً حقيقية ويشم عطرها، يرى
اشجاراً حقيقية ويلمس اخاديدها ، وأوراقها ، يرى النجوم ويتأمل بحجم العالم الذي يعيش فيه ،
وليس الكهف الأظلم الذي كان يقبع فيه ! ، ولأول مرة يرى شكله !! ، صورته وهي تنعكس على
الماء ، وبعد ان رأى كل ذلك ونظر الى نور الشمس قرر إن يساعد زملائه الذين يعيشون في الوهم
والظلام . يعود الى الكهف لأجل مساعدة زملائه الذين يستمتعوا بدراسة الخيالات والاستغراق
في الوهم ، ولتعود عيناه على نور الشمس لم يتمكن من الرؤية جيداً مما جعله يتعثر ، فأعتقد
سكان الكهف انه قد أصيب بالمرض ، لان الرحلة خارج الكهف رحلة صعبة وخطيرة ومؤذية ،
يبدأ بشرح العالم الحقيقي ما هي الشجرة وماهية الحيوانات ، و ما هو العالم الحقيقي الذي
اطلع عليه بنفسه ، وان الحياة فيها أكثر من تلك الظلال وذلك الكهف ، وعندما حاول تكسير قيودهم
ليأخذهم لرؤية العالم الحقيقي ، اتهموه بالانحراف والجنون ، ليس هذا فقط بل تأمروا عليه ليقتلوه !
لقد حاول أفلاطون إن يبين معاناة المفكرين ، وهم يأخذون بأيدي الناس من ظلمة الكهوف الى نور
الحقيقة ، يعتقد أفلاطون إننا سكان ذلك الكهف فلسنا نهتم بالفكر أو السعي وراء الحقيقة ، فكل
ما نسعى اليه من الشهرة ، والمجد ’ و الثراء ، والمناصب ، وغيرها .. ما هي إلا ظلال يلقيها المجتمع
وتلقيها الثقافة الاجتماعية على جدران عقولنا ولان كل الذين يحيطون بنا يقولون أنها حقيقية ، نتقبل
ذلك الواقع منذ نعومة إظفارنا ، ولو انك حاولت ان تفعل كما فعل بطل القصة الأفلاطونية فأنك سوف
لن تحصل على إي نتيجة بل العكس قد تثير استياء من حولك أو تتعرض للأذى .
كان سقراط ( Socrates ) أستاذ أفلاطون ، قد اعدم بسبب أفكاره ، فكان أفلاطون يعرف جيداً
ما يستطيع سكان الكهف فعله به لو ادعى رؤيته للشمس ، إذا ما هو الحل ؟
يعتقد أفلاطون انه يجب نشر المعرفة بطريقة حريصة ومحددة أو ما تعرف ( بالطريقة السقراطية )
وملخصها عدم إجبار احد على سماع رأيك ، أو قراءة كتاب معين ، قد تدعي الجهل أحياناً ،
وعدم المعرفة لاستدراج المقابل ، يجب إن تتحلى بالصبر وتثير تساؤلات بسيطة ، قد تحتاج الى
عدة جولات ، أو عدة أيام من النقاش ، وهذه الطريقة مبنية على فكرة مفادها ، إن الناس تحت ظروف
مناسبة ممكن إن تصل الى الحل الصحيح ، فيما إذا نبهناها الى الأخطاء بطريقه رقيقة جداً ، دون أن
تلومهم أو تشعرهم بعدم الفهم ، لا يمكن أبدا تعليم احد شيئاً إذا أشعرته انه غبي ، حتى وان كان
غبيا فعلاً في بداية الأمر ، بهذه الطريقة نسطيع نشر المعرفة او اقناع الاخرين بالحقائق التي يصل
اليها العلم علنا نغير شيء من الواقع .
انور جاسم ..
(Allegory of the cave ) وهي قصة افتراضية ننقلها باختصار : إن هناك مجموعة من الناس
يعيشون في كهف ولا يعرفون إي شيء عن العالم الخارجي ، وأيضاً مقيدين بسلاسل بحيث
لا يستطيعون التحرك ولا يمكنهم سوى النظر باتجاه واحد وهو جدار الكهف ،وتنعكس على
ذلك الجدار مجموعة من الظلال المتحركة لكائنات تسير خلفهم لا يستطيعون رؤيتها ، وهم
مذهولون بتلك الظلال التي تنعكس على الجدار الذي ينظرون إليه ، فأخذوا يدرسونها بتمعن
ويطلقون عليها أسماء معينة ، ولأنهم لم يروا إي شيء غير تلك الظلال اعتقدوا إنها حقيقية !
واعتقدوا انك إذا ركزت بتلك الظلال ( الحقيقة ) ستعرف كيف تسير الحياة وستنجح في حياتك ! ،
ويتحدثون عن تلك الانعكاسات الظلية بمنتهى الثقة ، والتحليل ، ويفتخرون بأنهم قد فهموا
الحقيقة ! .وفي احد الأيام استطاع احد سكان الكهف من كسر القيود والقيام بالرحلة الصعبة ،
والخروج من ظلمة الكهف الى الحياة الخارجية ، في البداية انبهر لضوء الشمس ولم يتمكن من
الرؤيا ، وبعد وقت معين وبشكل تدريجي استطاع ان يرى كل شيء على حقيقته ، الطبيعة
والاشياء والكائنات التي كان يراها على شكل ظلال فقط ، يرى ازهاراً حقيقية ويشم عطرها، يرى
اشجاراً حقيقية ويلمس اخاديدها ، وأوراقها ، يرى النجوم ويتأمل بحجم العالم الذي يعيش فيه ،
وليس الكهف الأظلم الذي كان يقبع فيه ! ، ولأول مرة يرى شكله !! ، صورته وهي تنعكس على
الماء ، وبعد ان رأى كل ذلك ونظر الى نور الشمس قرر إن يساعد زملائه الذين يعيشون في الوهم
والظلام . يعود الى الكهف لأجل مساعدة زملائه الذين يستمتعوا بدراسة الخيالات والاستغراق
في الوهم ، ولتعود عيناه على نور الشمس لم يتمكن من الرؤية جيداً مما جعله يتعثر ، فأعتقد
سكان الكهف انه قد أصيب بالمرض ، لان الرحلة خارج الكهف رحلة صعبة وخطيرة ومؤذية ،
يبدأ بشرح العالم الحقيقي ما هي الشجرة وماهية الحيوانات ، و ما هو العالم الحقيقي الذي
اطلع عليه بنفسه ، وان الحياة فيها أكثر من تلك الظلال وذلك الكهف ، وعندما حاول تكسير قيودهم
ليأخذهم لرؤية العالم الحقيقي ، اتهموه بالانحراف والجنون ، ليس هذا فقط بل تأمروا عليه ليقتلوه !
لقد حاول أفلاطون إن يبين معاناة المفكرين ، وهم يأخذون بأيدي الناس من ظلمة الكهوف الى نور
الحقيقة ، يعتقد أفلاطون إننا سكان ذلك الكهف فلسنا نهتم بالفكر أو السعي وراء الحقيقة ، فكل
ما نسعى اليه من الشهرة ، والمجد ’ و الثراء ، والمناصب ، وغيرها .. ما هي إلا ظلال يلقيها المجتمع
وتلقيها الثقافة الاجتماعية على جدران عقولنا ولان كل الذين يحيطون بنا يقولون أنها حقيقية ، نتقبل
ذلك الواقع منذ نعومة إظفارنا ، ولو انك حاولت ان تفعل كما فعل بطل القصة الأفلاطونية فأنك سوف
لن تحصل على إي نتيجة بل العكس قد تثير استياء من حولك أو تتعرض للأذى .
كان سقراط ( Socrates ) أستاذ أفلاطون ، قد اعدم بسبب أفكاره ، فكان أفلاطون يعرف جيداً
ما يستطيع سكان الكهف فعله به لو ادعى رؤيته للشمس ، إذا ما هو الحل ؟
يعتقد أفلاطون انه يجب نشر المعرفة بطريقة حريصة ومحددة أو ما تعرف ( بالطريقة السقراطية )
وملخصها عدم إجبار احد على سماع رأيك ، أو قراءة كتاب معين ، قد تدعي الجهل أحياناً ،
وعدم المعرفة لاستدراج المقابل ، يجب إن تتحلى بالصبر وتثير تساؤلات بسيطة ، قد تحتاج الى
عدة جولات ، أو عدة أيام من النقاش ، وهذه الطريقة مبنية على فكرة مفادها ، إن الناس تحت ظروف
مناسبة ممكن إن تصل الى الحل الصحيح ، فيما إذا نبهناها الى الأخطاء بطريقه رقيقة جداً ، دون أن
تلومهم أو تشعرهم بعدم الفهم ، لا يمكن أبدا تعليم احد شيئاً إذا أشعرته انه غبي ، حتى وان كان
غبيا فعلاً في بداية الأمر ، بهذه الطريقة نسطيع نشر المعرفة او اقناع الاخرين بالحقائق التي يصل
اليها العلم علنا نغير شيء من الواقع .
انور جاسم ..