أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قصة النبي محمد

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

البراء

Well-Known Member
إنضم
19 أغسطس 2012
المشاركات
1,271
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
الإقامة
iraq
· إسمه و نسبه




:محمّد بن عبد الله ، بن عبد المطلب ، بن هاشم ، بن عبد مناف ،بن قصي ، بن كلاب ، بن مرّة ، بن لؤي ، بن غالب ، بن فهر ، بن مالك ، بن النضر ، بنكنانة ، بن خزيمة ، بن مدركة ، بن إلياس ، بن مضر ، بن نزار بن معد ، بن عدنان .

و قد رُوِيَ عَنْ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) أنهُ قال : " إِذَابَلَغَ نَسَبِي إِلَى عَدْنَانَ فَأَمْسِكُوا






ولادته





· ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلاديًا و52 ق هـ. ولد يتيم الأب وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبي طالب





· نشأته





· نشأ الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام) بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل واختار له جده اسم محمد وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب


·

وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر، ولتقوى أجسامهم ، وتشتد أعصابهم ، ويتقنوا اللسان العربى في مهدهم ، فقدم نساء من بنى سعد إلى مكة ولم يكن يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد وخادمتها وبينما هى راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب والأم ، وكانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ، ولما بلغ محمد ثمانى سنوات توفى جده عبدالمطلب بمكة ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق ابن أخيه على أكمل وجه








· عمله قبل البعثة






عمل الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم برعي الغنم مقابل مبلغ من المال وبعدها عمل بالتجارة وكان معروف بصدقه وأمانته وعرفه اهل قريش بالصادق الامين




القابه







محمد , احمد , نبي الهدى ,ا لسراج المنير , خاتم الانبياءوالمرسلين , طه ,ا بو القاسم, البشير, النذير,الصادق الامين




· زوجات النبي






1- السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها

2- السيدة سودةبنت زمعة رضى الله عنها
3- السيدة عائشة بنت أبى بكر رضى الله عنها
4- السيدةحفصة بنت عمر بن الخطاب رضى الله عنها
5- السيدة زينب بنت خزيمة رضى الله عنها
6- السيدة أم سلمة ( هند بنت أمية ) رضى الله عنها
7- السيدة زينب بنتعمته رضى الله عنها
8- السيدة جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار رضى الله عنها
9- صفية بنت حُيى بن أخطب رضى الله عنها
10- أم حبيبة رملة بنت أبىسفيان رضى الله عنها
11- مارية بنت شمعون القبطية رضى الله عنها
12- ميمونةبنت الحارث الهلالية رضى الله عنها
13- أسماء بنت النعمان رضى الله عنها



14- قتيلة بنت قيس رضى الله عنها






اولاد النبي






· للرسول سبعة أبناء ثلاث ذكور وأربع إناث جميعهم من زوجته أم المؤمنين خديجة إلاإبراهيم فهو من مارية، والأبناء الذكور هم :

القاسم
عبد الله
إبراهيم
والإناث
زينب
رقية
فاطمة الزهراء
أم كلثوم
وكل أبنائه ماتوافي حياته إلا فاطمة فإنها توفت بعده





·






الوحي






كان محمدصلى الله عليه وسلم يكثر من الذهاب إلى غار حراء، فيجلس وحده فيه أيامًا بلياليها؛ يفكر في خالق هذا الكون بعيدًا عن الناس وما يفعلونه

من آثام، ولقد كان يمشي تلك المسافة الطويلة ويصعد ذلك الجبل العالي، ثم يعود إلى مكة ليتزود بالطعام ويرجع إلى ذلك الغار، وظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أشياء عجيبة لا تحدث لأي إنسان
الآن
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس ذات يوم في الغار، وإذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه في صورة رجل ويقول له: اقرأ. وكان النبيصلى الله عليه وسلم لا يعرف القراءة ولا الكتابة، فخاف وارتعد، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: أنا بقارئ ما. وتكرر ذلك مرة ثالثة، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربكالأكرم} _[العلق:1-3]. فكانت هذه أولى آيات القرآن التي نزلت في شهر رمضان على رسولالله صلى الله عليه وسلم
رجع محمدصلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا، ثم رقد وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملونى) وحكى لها ما رآه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له: كلا والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلَّ (الضعيف) وتُكسب المعدوم، وتُقري (تكرم) الضيف، وتعين على نوائب الحق، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى كلام السيدة خديجة


وكان للسيدة خديجة ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) على علم بالديانةالمسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها؛ ليسألاه عما حدث، فقالت خديجة لورقة: يابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون معه عندما يحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك تعجب وسأل ورقة قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ، ومنذ ذلك اليوم والرسول صلى الله عليه وسلم يزداد شوقًا لوحي السماء الذي تأخر نزوله




آخر، فقد كان في مكة حَجَر يسلم عليه كلما مر به، قال صلى الله عليه وسلم: (إني لأعرف


حجرًا بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه



) [مسلم].



وهو في السنة الأربعين من عمره.



، عادت إليه الطمأنينة، وزال عنه الخوف والرعب، وبدأ يفكر فيما حدث.

عليه بعد هذه المرة.

عودة الوحي:








وبعد فترة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي إذا به يسمع صوتًا، فرفع وجهه إلى السماء، فرأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين السماء والأرض، فارتعد الرسول صلى الله عليه وسلم من هول المنظر، وأسرع إلى المنزل، وطلب من زوجته أن تغطيه، قائلا: دثرونى . دثرونى، وإذا بجبريل ينزل إليه بهذه الآيات التي يوجهها الله إليه: {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} _[المدثر: 1-5] وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم


أن يدعو الناس.
الدعوة إلى الإسلام سرَّا:









وكان من الطبيعي أن يبدأ - صلى الله عليه وسلم - بعرض الإسلام على أهله وأقرب الناس إليه ، وفي مقدّمتهم زوجته خديجةرضي الله عنها ، فكانت أوّل من آمن به على الإطلاق ، وأوّل من استمع إلى الوحي الإلهي من فم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأول من وقف على شهادة أهل الكتاب بصدق نبوّته من خلال عمّها ورقة بن نوفل .


ثم عرض - صلى الله عليه وسلم - الإسلام على ابن عمّه علي بن أبي طالب ، فسارع إلى الإجابة على الرغم من صغر سنّه ، ثم أسلم مولاه زيد بن حارثة ، وأسلمت بناته زينب وأم كلثوم وفاطمة ورقيّة رضي الله عنهنّ ، وبذلك حاز بيت النبوّة على شرف الأسبقيّة في الإسلام .


وبعد ذلك انتقل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى دائرة أصحابه ومعارفه ، فدعا أبا بكر رضي الله عنه ، الذي لم يتردّد لحظةً في تصديقه والإيمان به ، وقد حفظ النبي - صلّى الله عليه وسلم - له هذا الفضل فقال : ( ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة ، وتردّد ونظر ، إلا أبابكر ) رواه ابن إسحاق .


وكان في إسلام أبي بكر رضي الله عنه فاتحة خيرٍ على الإسلام ودعوته ، فقد كانت قريشٌ تحبّه لسعة علمه وحسن ضيافته ، ومكانته كرجلٍ من كبار التجّار الذين لهم ثقلٌ في المجتمع المكّي ، ولذلك استجاب له الكثير من الناس ، ومنهم : عثمان بن عفّان ، و طلحة بن عبيد الله ، و الزبير بن العوّام ، و سعد بن أبي وقاص ، و عبدالرحمن بن عوف ، و عثمان بن مظعون ، و أبو سلمة بن عبد الأسد ، و أبو عبيدة بن الجراح ، و الأرقم بن أبي الأرقم ، و خبّاب بن الأرت ، و عمار بن ياسر وأمّه ، رضي الله عنهم أجمعين .


وسارع كل واحدٍ من هؤلاء إلى دعوة من يطمئنّ إليه ويثق به ، فأسلم على أيديهم جماعة من الصحابة ، حتى وصل عدد الذين أسلموا في تلك الفترة - وفقاً لمصادر السيرة - ما يزيد على الأربعين ما بين رجلٍ وامرأة ، وهؤلاء هم السابقون الأوّلون الذين ذكرهم الله عزّوجل في قوله : { والسابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار } ( التوبة : 100 ) .


وقد يبدو هناك شيء من التعارض في الروايات التي تحدّد أوائل من أسلم ، وهذا الاختلاف يرجع سببه إلى كتمان هؤلاء الصحابة خبر إسلامهم .


وبمراجعة أسماء أوائل من أسلم من الصحابة نلاحظ انتماءهم إلى قبائل من داخل قريشٍ وخارجها ، فقد كانوا من "بني أميّة وبني أسد وبني عبد الدار وبني جمح وبني زهرة ومذحج ودوس " وغيرها ، وفيه دلالةٌ واضحةٌ على معالم هذه الدعوة الجديدة ، وبعدها عن الدعوات العصبيّة الجاهليّة ، ولو كانت كذلك لكان بنو هاشم قوم النبي - صلى الله عليه وسلم - أوفر الناس حظّاً ، وأكثرهم أتباعاً لهذه الدعوة الجديدة .


ومما يُشار إليه هنا أيضاً أن أغلب من أسلم في تلك الفترة كان من وجهاء قومه ومن أشرافهم، ولم يكن بينهم من الموالي سوى ثلاثة عشر رجلاً ، مما يدل على أن دعوة الإسلام لم تكن مجرّد ثورة على الأغنياء والوجهاء ، أو هروباً من حياة العبودية والفقر ، وإنما كانت رسالةً قائمة على إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وعقيدة صافيةً تصحّح علاقتهم مع خالقهم ، ومنهجاً ربّانيّاً ينظّم حياتهم .


واستمرّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الدعوة السرّية أكثر من ثلاث سنوات ، ظلّ فيها يعلّم حقائق التوحيد ، ويغرس معاني الإيمان ومحاسن الأخلاق ، وتمّ اختيار دار الأرقم بن أبي الأرقم لهذه المهمّة .


وفي هذه الفترة شُرعت الصلاة ركعتين في الصباح ، وركعتين في المساء ، وذلك في قوله تعالى : { وسبح بحمد ربك بالعشيّ والإبكار } ( غافر : 55 ) ، وكان الصحابة يستخفون بصلاتهم في الوديان والشعاب لئلا يفتضح أمرهم .


واستمرّ الناس في الانضمام تحت لواء الدين الجديد حتى تكوّنت الجماعة الإسلاميّة الأولى واشتدّ عودها ، وحان الانتقال إلى مرحلة المواجهة والجهر بالدعوة







الدعوة العلنية





بدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلن دعوته بعد أن تنزل عليه قوله تعالى:وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ *

وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِالْمُشْرِكِينَ وبدأ رسول الله صلى الله عليه و سلم
بعشيرته فدعاهم على طعام وخطبهم قائلا: الحمد لله أحمده واستعينه, وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا اللهوحده لا شريك له,
ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله, والله الذي لا إله إلا هو إنى رسول الله إليكم خاصة وإلي الناس عامة, والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون
ولتحاسبن بما تعملون وأنها الجنة أبدا والنار أبدا فقال أبو طالب ما أحب إلينا معاونتك وأقبلنا لنصيحتك واشد تصديقنا لحديثك و هؤلاء بنو أبيك مجتمعون
وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلي ما تحب, فامض لما أمرت به, فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب
فقال أبو لهب: هذه والله السوأه, خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم فقال أبو طالب: لنمنعه ما بقينا




ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا فصعد الصفا وهتف: يا صباحاه فقالت قريش من هذا الذي يهتف قالوا: محمدا, فاجتمعوا إليه. فقال:
يابني عبد المطلب يابني عبد مناف يابني قصي ثم نادى قريش قبيلة قبيلة حتى أتى على أخرهم فاجتمعوا إليه فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيل بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي؟
قالوا: ما جربنا عليك كذبا. قال: فأنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد فقال أبو لهب: تبا لك ماجمعتنا الا لهذا ثم انصرف فنزل قوله تعالى:تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ الى آخر السورة




ولم يتوان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك فى تبليغ دعوته فدعا إليها ليلا ونهارا سرا وجهرا, يتبع قريش فى أنديتهم ومجامعهم ومحافلهم
وفى مواسم حجهم وكان يدعوا كل من لقيه حرا أو عبدا ضعيفا أو قويا غنيا أو فقيرا








موقف قريش من الدعوة








كان موقف قريش من الدعوة الإسلامية وصاحبها فى بداية أمرها موقف الاستهزاء والسخرية، فكان إذا مر بهم الرسول صلى الله عليه و سلم أو رأوه يصلى عند الكعبة
يتغامزون ويتضاحكون ويسخرون منه، ولكنهم لم يتجاوزوا ذلك إلى الايذاء الفعلى، فقد كان المجتمع المكي ينظر إلى دعوة محمد كدعوة من سبقه من أمثال "
أمية بن أبى الصلت " , " وقص بن ساعده " سرعان ما تنتهى وتندثر وطالما أنه لا يتعرض لآلهتهم فلا خوف منه




ولكن بدأ أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يزدادون يوما بعد يوم ونزلت الآيات التى تطعن فى الأصنام " آلهة قريش ". وتعير قريشا بأنها تعبد آلهة لا تسمع
ولا تبصر ولا تنفع ولا تضر، وسفه عقولهم التى لا تبصر الحق من الضلال والظلمات من النور ".. هنا بدأ الايذاء الفعلى من قريش لمحمد صلى الله عليه و سلم
ومن اتبعه من المسلمين وأوصى بعضهم بعضا بالنكاية بهم ليفتنوهم عن دينهم فقام أبو طالب بحماية محمد صلى الله عليه و سلم والزود عنه ضد قريش




وجدت قريش أنها لا تستطيع أن تنال محمد صلى الله عليه و سلم بكبير أذى طالما أنه يتمتع بحماية عمه أبى طالب ومن ثم اجمعوا أمرهم على أن يكلموا أبا طالب فى شأنه
فذهب إليه وفد من أشرافهم يطلبون منه- خاصة وهو على مثل دينهم –أن يكف محمد صلى الله عليه و سلم عن سب آلهتهم وعيب دينهم وتسفيه أحلامهم وضلال آبائهم،
أو يترك محمد صلى الله عليه و سلم لهم يفعلون به ما شاءوا، فردهم أبو طالب رداً جميلا – ولكنهم وجدوا أن هذه المقابلة لم تفدهم شيئا وأن محمد صلى الله عليه و سلم
لم يكف عن الطعن فى آلهتهم، والعيب فى آبائهم وأبو طالب يشمله بحمايته والزود عنه، فذهبوا إليه مرة ثانية وأخبروه بأنهم لا يصبرون على شتم آبائهم وطعن آلهتهم وخيروه
بين أمرين، إما أن منع ابن أخيه عن دعوته وإما أن يعلنوها حربا عليه وعلى ابن أخيه حتى يهلك أحد الفريقين، فوجم أبو طالب وأصابه هم شديد فهو بين أمرين أحلاهما مر،
فهو أما أن يترك قريشا تسوم محمد صلى الله عليه و سلم العذاب، وإما أن يشترك معهم فى حرب غير مأمونه العواقب، لذا استدعى محمد صلى الله عليه و سلم وأخبره
بما قالت قريش، وقال له : "ابق على نفسك وعلي ولا تحملني من الامر ما لا أطيق "فظن الرسول صلى الله عليه و سلم أن عمه قد تخلى عن نصرته فرد رسول الله
صلى الله عليه و سلم قائلا:"والله يا عم لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على اناترك هذه الامر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته"،وخرج رسول
الله باكيا فناده ابو طالب وقال له : اذهب يا ابن اخى فقل ما احببت فوالله لا أسلمك إلى شئ تكرهه ابدا




رأت قريش أن تجرب وسيلة أخرى مع أبى طالب علها تفيد، فاختاروا أقوى شباب قريش وأجملهم وأشعرهم وهو عماره بن الوليد، وذهبوا به إلى أبى طالب ليسلموه له
ليتخذه ولدا فى مقابل ان يسلمهم محمداً ليقتلوه فقال لهم أبو طالب : لبئس ما تسوموننى به أتعطونى إبنكم أغذية لكم واعطيكم ابنى لتقتلوه وهذا والله لا يكون أبدا




ولما لم تجد قريش وسيلة للنيل من محمد اتجهت إلى من أسلم بها فسامتهم سوء العذاب وصبته على رؤسهم صبا، فلما رأى ذلك أبو طالب دعا بنى هاشم وبنى المطلب
إلى حماية الرسول صلى الله عليه و سلم ونصرته ومنعه من قريش فأجابوه كلهم مسلمهم وكافرهم إلا أبا لهب فإنه أمعن فى غيه وضلاله




رأت قريش أن تجرب اسلوبا آخر عله ينجح، ولكنه فى هذه المرة لن يكون مع أبى طالب ولكنه مع صاحب الدعوة نفسه محمد صلى الله عليه و سلم وهو اسلوب الحيلة
والإغراء بالمال والجاه، فأرسلوا إليه عتبه بن ربيعة فقال يفاوضه منه " إن كنت تريد بهذا الامر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد به شرفا
سودناك علينا حتى لا نقطع أمرا دونك، وإن كنت تريد به ملكا لملكناك علينا، وإن كان هذا الذى يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه اموالنا حتى
نبرئك منه فلما فرغ عتبة طالب منه رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستمع منه فقرأ عليهم * تَنزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ
يَعْلَمُونَ فلما سمع عتبه أخذ ينصت إليه حتى انتهى الرسول إلى آية السجدة فسجدها وقال : أسمعت يا أبا الوليد، قال سمعت، قال : فأنت وذاك




ثم عاد إلى أصحابه فقال بعضهم لبعض : لقد جاء أبو الوليد بغير الوجه الذى ذهب به، فسألوه ما وراءك فقال إنه سمع كلاما ما سمع بمثله قط فلا هو بشاعر ولا كاهن
ولا ساحر، وطلب منهم ان يخلوا بينهم وبين محمد وأن يتركوه لشأنه، فإن يقتله العرب فقد كفوهم شره، وان يظهر عليهم فسيكونون أسعد العرب به فملكه ملكهم وعزه
عزهم فقالت قريش
لقد سحرك محمد والله يا أبا الوليد فقال عتبه:هذا رأيى فاصنعوا ما بدالكم




وجدت قريش أن الإغراء بالمال والجاه لم يجد فتيلا مع محمد صلى الله عليه و سلم وأن دعوته مستمرة فى الذيوع والانتشار، لذا نهجوا معه أسلوبا أخر فطالبوه بالمعجزات
حتى يصدقوه اجتمعوا يوما عند الكعبة وبعثوا إليه وطلبوا منه أن يسأل ربه أن يفرج عنهم الجبال التى ضيقت عليهم مكة، وأن يفجر لهم فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق، وأن
يحيى آباءهم ومنهم قصي بن كلاب حتى يسألوه إن كان ما جاء به حقا أم باطلا، فإن فعل ذلك صدقوه وعرفوا أنه رسول الله إليهم، فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم :
ما بهذا بعثت إنما جئتكم من عند الله بما بعثنى به فإن تقبلوه فهو حظكم فى الدنيا والآخرة وإنتردوا علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم، ثم سألوه أن يسأل ربه
أشياء لنفسه، بأن يبعث ملكا يصدقه بما يقول، وأن يجعل به جنانا وقصوراً وكنوزا من ذهب وفضة فإنه يقوم فى الأسواق ويلتمس المعاش كما يفعلون، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
: ماأنا بفاعل، ما أنا الذى يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا، ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم فى الدنيا والآخرة وأن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم بيني وبينكم




وقريش فى طلبها لهذه المعجزات من رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كانت لتؤمن برسالته إذا تحققت، بل كانت ستتمادى فى غيها وعنادها، كما أن رسول الله صلى الله
عليه و سلم كان رحيماً بهم، فهو يعرف أن سنة من قبله من الرسل إذا سألوا ربهم المعجزة لقومهم فتحققت فكذب القوم حق عليهم العذاب، ومحمد صلى الله عليه و سلم لم
يرد لقريش هذا المصير، فقد سألته ان يجعل لهم الصفا ذهبا حتى يؤمنوا، فقال : وتفعلوا، قالوا : نعم فدعا ربه فأتاه جبريل : فقال : إن ربك يقرأ عليك السلام
ويقول لك إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم أبواب الرحمة والتوبة قال :
بل التوبة والرحمة، و يقول الله تعالى فى شأن مطالبتهم لمحمد صلى الله عليه و سلم بالمعجزات وعدم إيمانهم بها لَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى
وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَن يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ، وقوله وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآَيَاتِ إِلا أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً
فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآَيَاتِ إِلا تَخْوِيفًا بدأت أخبار الدعوة الإسلامية تتجاوز حدود مكة وتتسرب إلى بعض البلدان القريبة منها فرأت قريش أنه وقد قرب موعد الحج
واجتماع الناس من سائر البلاد إلى مكة فلابد لهم من كلمة يقولونها لهم في أمر محمد صلى اللهعليه و سلم ودعوته، واتفقوا على أن يقولوا لهم إنه ساحر وجاء ليفرق
بين الابن وأبيه وبين الزوج وزوجته، هادفين من ذلك إلى صرف الناس عن دعوة محمد صلىالله وعليه وسلم ولكن كان لمقالتهم هذه عكس ما أرادوا إذ نبهت العقول
في سائر بلدان شبه الجزيرة إلى الدعوة المحمدية، وأخذ الناس في هذه الأقطار يتسمعون أخبارها ويتساءلون عن البني الجديد وعن حقيقة دعوته وبذلك انتشر ذكرها في
سائر بلاد العرب من حيث أرادت قريش كتمانها ومحاصرتها










الخروج إلى الطائف







بعدما اشتد الأذى من قريش على محمد وأصحابه بعد موت أبي طالب، قرر محمد الخروج إلى الطائف حيث تسكن قبيلة ثقيف يلتمس النصرة والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يسلموا،فخرج مشيًا على الأقدامومعه زيد بن حارثة، وقيل بل خرج وحده،[ وذلك في ثلاث ليال بَقَيْن من شوال سنة عشر من البعثة (3 ق هـ)، فأقام بالطائف عشرة أيام] لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فلم يجيبوه، وردّوا عليه ردًا شديدًا،وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي محمد لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى جُرح في رأسه.] وألجؤوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بنيربيعة على ثلاثة أميال من الطائف،[ ورجع عنه سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فلما اطمأن محمد قال:[





اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهوانيعلى الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيديتجهمني (يلقاني بالغلظة)، أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلاأبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليهأمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبكأو يحلّ عليّ سخطك. لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك








فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي، بعثوا له بعنب مع غلام لهما نصرانيّ يقال له "عداس[179] ففعل عداس، فلما سمع محمد يقول «باسم الله» ثم أكل، فنظر عداس في وجهه ثم قال «والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد» فقال له محمد «ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس؟ وما دينك؟» قال «نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى» فقال «من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟» فقال له عداس «وما يدريك ما يونس بن متى؟» فقال «ذاك أخي كان نبيًا وأنا نبي»، فأسلم عداس،


فانصرف محمد من الطائف راجعًا إلى مكة وهو محزون لم يستجب له أحد من أهل البلد،فلما بلغ "قرن الثعالب" بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما الأخشبين، وهما جبلا مكة يحيطان بها، فرفض ذلك قائلاً: «بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيءًا».[184] ثم تقدم في طريق مكةحتى بلغ "وادي نخلة"، وأقام فيه أيامًا، وخلال إقامته هناك استمع نفر من الجن إليه وهو يقرأ القرآن وهو يصلي بالليل فنزلت ﴿وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن. ثم تابع مسيره، فدخل مكة في جوار المطعم بن عدي، وهو ينادي «يا معشر قريش إني قد أجرت محمدًا، فلا يهجه أحد منكم»، حتى وصل محمد للكعبة وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي وولده محيطون به.







الهجرة الى الحبشة






بعد ان ازداد عذاب قريش على المسلمين أشارالرسول محمد صلى الله عليه وسلم على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة فهاجر إليها منهم ثلاثة وثمانون رجلاً، ومعهم من نسائهم سبع عشرة امرأة ومن أخذوا من أولادهم، وكانوا جميعاً من بطون قريش، وقد مكثوا في هذه الهجرة إلى ما بعد خروج بني عبد مناف ورسول الله صلى الله عليه وسلم من حصار الشعب.


ولما وصلوا إلى الحبشة وكان ملكها عادلاً أكرمهم وأمنهم على عبادتهم ومكنهم من إعلانها، فلما علمت قريش بذلك أرسلت إلى نجاشي الحبشة وفدا يحمل إليه وإلى بطارقته الهدايا ليرد هؤلاء المهاجرين ويمنعهم من الإقامة في أرضه، فلم يرض النجاشي بذلك بل استحضر المهاجرين إليه وسألهم عماهم عليه من الدين، فكلمه جعفر بن أبيطالبرضى الله عنه، وأبان له ما كانت عليه حالتهم قبل الإسلام وما جاءهم به الإسلام من ترك عبادة الأوثان وإفراد الله تعالى بالعبادة، وما أرشدهم إليه من مكارم الأخلاق، وقرأ عليه جعفر أول سورة مريم المشتملة على قصة مولد المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، فقال النجاشي: إن هذا مثل الذي جاء به المسيح، ثم سألهم عما يتقوله عليهم وفد قريش في حق المسيح، فقال جعفر: نقول فيه الذي جاء به نبينا؛ هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول، فقال النجاشي: إن عيسى ابن مريم لا يزيد على ذلك، ثم قال للمهاجرين: اذهبوا فأنتم آمنون، ورد على وفد قريش هداياهم، فرجعوا إلى قومهم خائبين.



وقد رغب أبوبكر الصديق رضى الله عنه في الهجرة إلى الحبشة لشدة مالقيه من أذى قومه، فلقيه ابن الدُّغنة فقال له: مثلك يا أبا بكر لا يخرج وأنا لك جار، فعدل وطاف ابن الدغنة في قريش وهو يقول: أبوبكر لا يخرج مثله، أتخرجون رجلاً يكسب المعدوم، ويصل الرحم، ويحمل الكل، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق. فقبلت قريش جوار ابن الدغنة لأنه كان عظيماً في قومه. ومكث أبوبكر يعبد ربه في داره، ثم ابتنى له بها مسجداً كان يصلى فيه ويقرأ فيه القرآن فيتطلع إليه أبناء قريش ونساؤهم يعجبون منه، فأفزع ذلك كفار قريش، وطلبوا من ابن الدغنة أن يتنازل عن حمايته إن لم يرجع عما هو فيه، فطلب ابن الدغنة من أبي بكر أن لا يعلن عبادته، فقال له الصديق رضى الله عنه: إنى أرد عليك جوارك وأرضى بجوار الله تعالى. واستمر رضى الله عنه على إعلان عبادته، متحملاً ما يلحقه من أذى كفار قريش صابراً، محتسباً أجره على الله تعالى، والله مع الصابرين









الهجرة الى يثرب








أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يلحقوا بإخوانهم الأنصار بيثرب، على أن يهاجروا إليها فرادى أو في نفر قليل حتى لا يثيروا غضب قريش التي زادت من اضطهادها وأذاها . وكان أول من هاجر إلى يثرب أبو سلمة عبدالله بن عبدالأسد المخزومي، ثم قدمها عامر بن ربيعة ومعه زوجته ليلى بنت أبي خثمة العدوية، ثم عبدالله بن جحش وأخوه أبو احمد .


وبذلك تتابعت هجرة المسلمين إلى يثرب فخرج إليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولحق به أخوه زيد بن الخطاب، وعمرو وعبدالله ابنا سراقة بن المعتمر، وخنيس بن حذافة السهمي زوج ابنة عمر حفصة .


وهكذا بقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم مقيماً في مكة المكرمة ينتظر الإذن من الله تعالى بالهجرة، بعد أن هاجر معظم المسلمين، ولم يبق معه إلا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن حبس كرهاً في مكة المكرمة .


كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه كثيراً ما يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة فيقول له: لا تعجل لعل يجعل لك صاحباً . ويقصد أنه ينتظر الأمر بالهجرة معه، فابتاع راحلتين بثلاثمائة درهم وحبسهما في داره يعلفهما، وحمل معه ماله كله خمسة آلاف أو ستة آلاف درهم، إعداداً للهجرة .






في غار ثور





انطلق النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه إلى غار ثور، وهو في جبل جنوب مكة المكرمة . ولم يعلم بمخبئهما غير عبدالله بن أبي بكر وأختيه عائشة وأسماء ومولاهم عامر بن فهيرة .



وكانت قريش قد أعدت شباناً لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، ولما دخلوا الدار في الصباح وجدوا علياً كرم الله وجهه في الفراش عوضاً عنه . وأخذوا يقتفون أثره حتى أقبلوا نحو غار ثور . وتملك الخوف أبا بكر رضي الله عنه لما شعر بدنوهم من الغار وكان النبي صلى الله عليه وسلم يهمس في أذنه: “لا تحزن إن الله معنا” .



وكان الله سبحانه وتعالى ثالثهما، فما أن أقبل شبان قريش حتى أسرعت العنكبوت إلى نسيج بيتها تستر به من في الغار عن الأعين ثم جاءت حمامتان فباضتا عند بابه وتحت شجرة لم تكن نامية، مما زادهم إقناعاً بأن الغار ليس فيه أحد وعادوا من حيث أتوا . فقال الله تعالى: “إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِن اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُوا السفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة، 40)” .




احتياط كامل




أمضى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ثلاثة أيام في غار ثور، وكان عبدالله بن أبي بكر يزودهما خلالها بأخبار مكة المكرمة، في حين كلفت أسماء بنت أبي بكر بإعداد الطعام وإحضاره للغار ليلاً، وكان عامر بن فهيرة يرعى غنم أبي بكر رضي الله عنه نهاراً وفي المساء يأتيهما بالغنم ليشربا حليبها، ولتبعد بحركة سيرها أثر أقدام عبدالله وأسماء، مما يدل على دقة التخطيط والتنظيم لكيفية الخروج إلى يثرب .



وفي اليوم الثالث (4 ربيع الأول 622م) زودتهما أسماء بنت أبي بكر بالطعام والماء بعد أن شقت نطاقها فعلقت الطعام بنصفه وارتدت النصف الآخر، فسماها النبي صلى الله عليه وسلمذات النطاقين” . ثم تركا الغار بعد أن استأجرا دليلاً يقال له عبدالله بن أريقط . وبعد أن تأكدا من سكون ثائرة قريش .



سلك بهما الدليل طرقاً غير مألوفة للوصول إلى يثرب، وذلك زيادة في الحرص والحذر من تتبع قريش لهما . فاتجه بهما نحو الجنوب وكأنه يقصد اليمن ثم قصد تهامة على مقربة من البحر الأحمر، ثم اتجه شمالاً محاذياً الشاطىء مع الابتعاد عنه . مما يعني التخطيط والتنظيم والترتيب والاحتياط الكامل في عملية الهجرة .



استمرت رحلة الهجرة من غار ثور إلى يثرب سبعة أيام متتالية، وكان أهل يثرب يخرجون ما يزيد على خمسة أيام إلى ظاهر المدينة ينتظرون تحت حرارة الشمس قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ترامت إليهم الأخبار بهجرته وصاحبه . وكان الكثيرون منهم اتبعوه ولم يروه . وعندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قباء، على بعد فرسخين من يثرب، استقبل بالنشيد المعبر عن الحب والولاء:











اعمال الرسول في يثرب









1- بناء مسجد ليكون مكان للعبادة وادارة المدينة


2- مؤاخاة بين المهاجرين والانصار


3- اقامة دولة اسلامية


4- ميثاق المدينة


وقد نص الميثاق على امور منها



1-المسلمون واليهود امة واحدة.

2ـ للمسلمين واليهود الحرية في اتّباع دينهم.
3ـ يبقى المهاجرون من قريش على عادتهم السابقة وعلى ربعتهم يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
4ـ بنو عمرو بن عوف (قبيلة من الانصار) وسائر البطون على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الاولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
5ـ لا يحق لأحد ان يجير عبداً أو ولداً أو أي من اعضاء اسرة شخص آخر من غير اذنه.
6ـ يتولى الموقعون على هذا الميثاق الدفاع المشترك عن المدينة.
7ـ يثرب مدينة مقدّسة تُحرم اراقة الدماء فيها.
8ـ كل ما يقع من حدث يخاف فساده بين أهل هذه الصحيفة فان مردّه الى الله عز وجل، والى محمد رسول الله’






سارع أهل يثرب من الأوس والخزرج إلى الدخول في الإسلام بسبب أخبار اليهود عن قرب زمان نبي، ولما التقى بهم النبي عليه الصلاة والسلام في مكة حينما جاؤوا لأداء فريضة الحج فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: "يا قوم تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه "فأجابوا رسول الله عليه الصلاة والسلام وأسلموا" (7).


إسلام كبير علماء اليهود:


كما سارع إلى الدخول في الإسلام كبير علماء اليهود وهو عبد الله بن سلام، ولما سأل رسول الله -عليه الصلاة والسلام- اليهود عن عبد الله بن سلام قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا حاشا لله ما كان ليسلم. فخرج عبدالله بن سلام فقال: أيا معشر يهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق. فقالوا: كذبت، فأخرجهم رسول الله عليه الصلاة والسلام" (8).


إسلام وفد النصارى:


قدم على رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وهو بمكة عشرون رجلاً من النصارى من أهل الحبشة، فاجتمع بهم النبي -عليه الصلاة والسلام- ودعاهم إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن، فلما سمعوا القرآن فاضت أعينهم من الدمع، ثم استجابوا لله وآمنوا به وصدقوا، وفيهم أنزل الله تعالى:"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ". وقيل إنها نزلت في وفد نصارى نجران



بعد ما أسس النبي صلى الله عليه و آله و سلم الدولة الإسلامية في المدينة المنورة لم يجد الطريق مفروشا أمامه بالورود بل تكالبت عليه المخاطر و الأعداء مما أوجب عليه أن يتصدى لها على نحو يبدو لكل منصف أن به من الإبداع ما يتفوق به على كل ساسة العالم قديما و حديثا.


في البداية ركز النبي صلى الله عليه و آله و سلم جهده السياسي والعسكري على مناوئة قريش التي حاربت الإسلام و أخرجت المسلمين من ديارهم و أموالهم, و في نفس الوقت لعبت قريش دور زعيمة الوثنية العربية و رأس حربتها في مواجهة دولة الإسلام.


في المرحلة الأولي شن النبي صلى الله عليه و آله و سلم سلسلة من الحملات العسكرية الصغيرة اصطلح المؤرخون على تسميتها باسم السرايا, و جاءت هذه الهجمات أشبه بمناورات حية كان المقاتل المسلم يجس عن طريقها نبض أعدائه و يختبر إمكاناتهم الحربية ماديا ومعنويا , و يمارس مزيدا من التدريب وتنمية قدراته وطاقاته على الصمود... هذا بالنسبة للجيش الإسلامي.


أما بالنسبة للنبي صلى الله عليه و آله و سلم فقد حقق بسراياه الأولى عددا من المنجزات العامة يمكن حصرها بما يلي:


1-الاستطلاع:



استطاع المسلمون التعرف على الطرق المحيطة بالمدينة والمؤدية إلى مكة خاصة الطرق التجارية الحيوية لقريش بين مكة و الشام كما تمكنوا من التعرف على قبائل المنطقة.


2-القتال:



أ‌-أثبت المسلمون أنهم أقوياء و يستطيعون الدفاع عن أنفسهم و عقيدتهم تجاه المشركين من قريش و غيرهم من أعداء الدولة الإسلامية.


ب‌-تحالف المسلمون مع بعض القبائل المجاورة.


3-الكتمان:



ابتكر الرسول أسلوب الرسائل المختومة والتي لا يفك القائد الإسلامي ختمها إلا في الموعد الذي حدده له النبي صلى الله عليه و آله و سلم للمحافظة على الكتمان و حرمان العدو من الحصول على المعلومات التي تفيده بشأن تحركات المسلمين, و الكتمان أكبر عامل من عوامل مبدأ المباغتة التي هي إحداث موقف لا يكون العدو مستعدا له, و المباغتة هي أهم مبدأ من مبادئ الحرب, و قد سبق المسلمون غيرهم في ابتكار هذا الأسلوب الدقيق.


4-الحصار الاقتصادي:



هدد المسلمون أهم الطرق التجارية بين مكة و الشام فأصبحت قوافل قريش غير آمنة حين تسلك هذه الطرق مما ترتب عليه أسوأ الأثر على تجارة قريش التي تعيش عليها, و شكل ضغطا اقتصاديا على مكة بمحاولة حرمانها من سلوك طريق مكة الشام بأمان.


و كما حرص النبي صلى الله عليه وآله و سلم على أن يقيم في داخل المدينة أداة للحكم و أن ينظم شئونها الداخلية كذلك حرص عبر إرسال السرايا الحربية على أن يضم إلى المدينة ما حولها من ريف و قبائل و أن يخطط للمدينة المنورة مجالها و يقرر حدودها و يعقد لها أحلافا مع القبائل النازلة حولها, لأن المدينة (أي مدينة) لا يمكنها أن تعيش بنفسها و لا أن تستغني عن ريف يمدها بالمؤن و يكون مجالا لنشاطها و كان هذا أحد أسباب إرسال النبي لعدة سرايا انطلقت من المدينة واتجهت إلى جميع الجهات فأمنت هذا الريف, و عقدت في أثناء هذه السرايا أحلافا مع القبائل المجاورة, إذ إنه لابد لسكان المدن التي تقوم في وسط جو بدوي أن تعمل حسابا كبيرا لغزوات البدو و لا يكون ذلك إلا عن طريق محالفة البدو ثم كسر شوكتهم بالضرب على أيديهم إذا اعتدوا و نقضوا العهد و إشعارهم دائما بقوة المدينة و قدرتها على الضرب.


و كانت إستراتيجية الرسول في توجيه سراياه و غزواته تعتمد على الحذر الدائم و الحرص على أن يعرف من أخبار القبائل ما يمكنه من تدبير أمره لإقرار هيبة الدولة في نفوس البدو فكان لا يترك فرصة لهم للتجمع لغزوه و مهاجمة دولته بل كان يقظا سريع الحركة فما كان يسمع بتجمع أعدائه حتى يفاجئهم قبل أن يستكملوا جمع قواهم فيشتت شملهم ويلقى الرعب في قلوبهم, فالهجوم عنده كان أقوى وسيلة للدفاع, و تحطيم قوة العدو قبل أن تكتمل أفضل من تركها تتجمع ثم الصمود أمامها.


و لقد أتاحت هذه الظروف للدولة الإسلامية في المدينة فرصة الاستقرار.


ثم بدأ بعد ذلك طور جديد من أطوار الصراع مع الوثنية عبر المعارك الكبرى التي اصطلح المؤرخون على تسميتها بالغزوات, فكانت عدة غزوات نذكر هنا أبرزها و أولها و هي بدر.


غزوة بدر الكبرى







الجهاد وأثره في نشر الدعـوة:






ارسل المشركون إلى زعيم المدينة عبد الله بن أبي يطلبون منه مقاتلة محمد عليه الصلاة والسلام وإخراجه من المدينة، وكذلك أرسلوا إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه أنهم سوف يأتون لقتالهم، ولم يكتفِ المشركون بما فعلوا بالمسلمين في مكة من الضرب والإيذاء والحصار، وأخيراً إخراجهم من ديارهم.


وأمام هذا التصميم من قبل الكفر وأهله على مقاتلة المسلمين رأى المسلمون أنفسهم أنه لابد من الاستعداد للقتال لنشر دينهم والدفاع عن أنفسهم وحماية المستضعفين منهم، وكذلك إزالة القوى التي وقفت في طريق انتشار الإسلام ومنعت الناس من دخوله والتعرف عليه ونقضت الطوائف الأخرى العهود والمواثيق مثل اليهود وغيرهم.


وبعد الاستقرار في المدينة وتأسيس المجتمع والدولة الإسلامية بدأ المسلمون باستخدام هذه الوسيلة التي فرضت تدريجياً، حيث بدأت بالإذن بالقتال ثم بقتال المعتدين ثم بقتال المشركين كافة.


حتمية الجهاد وضرورتـه:


وكان من الطبيعي جداً أمام ذلك العدو الشرس والمحن الشديدة التي يواجهها المسلمون مع نقض اليهود في المدينة للعهود والمواثيق وتعاونهم مع الأحزاب القادمين للهجوم على المدينة ومحاولة قتل النبي عليه الصلاة والسلام، إضافة إلى أن تغييراً مثل هذا الذي جاء به محمد عليه الصلاة والسلام لإنقاذ البشرية من الظلم والوثنية والاعتداء.. والذي كان يستفيد من وجوده أولئك الطغاة المجرمون ويتنعمون في ظله ويحرصون على بقائه، فكان من الطبيعي أن يواجهوا الإسلام ويقفوا أمام انتشاره ويمنعوا الناس من اعتناقه مثل طاغية كسرى الذي مزق الرسالة، وقتل الصحابي الذي أرسله محمد -عليه الصلاة والسلام- إليه، واستعداد أمير غسان للاعتداء على المسلمين، وتجمع كثير من الأعراب مثل بني المصطلق وغيرهم على غزو المدينة، كل ذلك وغيره جعل المسلمين يجاهدون عدوهم وتفرض عليهم الشدائد والمحن ضرورة المواجهة قبل أن يكون الجهاد فريضة شرعية، وكان من ثمار


الجهاد


وغاياته وآثاره الحميدة:




1- إعلاء كلمة الله تعالى وتعبيد الناس لله عز وجل، وذلك هو الهدف الأعلى والأسمى للجهاد كما قال عليه الصلاة والسلام:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" (27).


2- رد اعتداء المعتدين على المسلمين كما قال تعالى:"وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين" (28).


3- إزالة الفتنة عن الناس حتى يستمعوا إلى دلائل التوحيد من غير عائق، وحتى يروا نظام الإسلام مطبقاً ليعرفوا ما فيه من عدل وإصلاح للبشر، وما فيه من سمو في شتى المجالات، قال تعالى:" وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه" (29).


4- حماية الدولة الإسلامية من شر الكفار واستعدادهم لغزو المسلمين واجتياح المدينة ونشر الرعب والخوف في قلوبهم حتى لا يغزو بلاد المسلمين (30). وبهذا وصل الإسلام إلى كثير من الأمم والشعوب وتعرفوا عليه واعتنقوه




  • بلغ عدد الغزوات التي قادها الرسول 28 غزوة،
  • كان من ضمنها 9 غزوات دار فيها قتال والباقي حقق أهدافه دون قتال.
  • من ضمن هذه الغزوات خرج الرسول إلى 7 غزوات علم مسبقاً أن العدو فيها قد دبر عدواناً على المسلمين.
  • استمرت الغزوات 8 سنوات (من 2 هجري إلى 9 هجري).
  • في السنة الثانية للهجرة حدث أكبر عدد من الغزوات حيث بلغت 8 غزوات.
  • بلغ عدد البعوث والسرايا 38 ما بين بعثة وسرية.
،== غزوات الرسول == وغزوات الرسول بالترتيب كالتالي[4]:




رقم الغزوة


اسم الغزوة


تاريخ الغزوة


موقع الغزوة


رقم الغزوة


اسم الغزوة


تاريخ الغزوة


موقع الغزوة


1


غزوةالأبواء (ودان)


2 هجري


ودان


15


غزوةبدر الآخرة


4 هجري


بدر


2


غزوةبواط


2 هجري


بواط


16


غزوةدومة الجندل


5 هجري


دومة الجندل


3


غزوةالعشيرة


2 هجري


العشيرة


17


غزوةبني المصطلق


5 هجري


المريسيع


4


غزوةبدر الأولى


2 هجري


وادي سفوان


18


غزوةالخندق


5 هجري


المدينة المنورة


5


غزوةبدر الكبرى


رمضان 2 هجري


بدر


19


غزوةبني قريظة


5 هجري


ضواحي المدينة المنورة


6


غزوةبني سليم


2 هجري


قرقرة الكدر


20


غزوةبني لحيان


6 هجري


غران


7


غزوةبني قينقاع


2 هجري


المدينةالمنورة


21


غزوة ذيقرد


6 هجري


ذو قرد


8


غزوةالسويق


2 هجري


قرقرة الكدر


22


غزوةالحديبية


6 هجري


الحديبية


9


غزوة ذيأمر


3 هجري


ذو أمر


23


غزوةخيبر


7 هجري


خيبر


10


غزوةبحران


3 هجري


بحران


24


غزوةعمرة القضاء


7 هجري


مكة المكرمة


11


غزوة أحد


3 هجري


جبلأحد


25


غزوةمؤتة


8 هجري


مؤتة


12


غزوةحمراء الأسد


3 هجري


حمراء الأسد


26


فتحمكة


8 هجري


مكة المكرمة


13


غزوةبني النضير


4 هجري


ضواحي المدينة المنورة


27


غزوةحنين


8 هجري


وادي حنين


14


غزوةذات الرقاع


4 هجري


ذات الرقاع


28


غزوةالطائف


8 هجري


الطائف






29


غزوةتبوك


9 هجري


تبوك














المعجزات و أثرها في نشر اللاسلام










كان للآيات والمعجزات التي أيد الله بها رسوله محمد -عليه الصلاة والسلام- أثر كبير في دخول الناس في الإسلام وسرعة استجابتهم، وكان أعظم هذه المعجزات القرآن العظيم.. ذلك الكتاب العظيم المعجز الذي يبهر العقول والألباب بفصاحته وبلاغته وإعجازه، وتذرف العيون بالدمع عند سماع تلاوته، وتشتاق الأسماع وتطرب عند تلاوته، فهو يأسر القلوب ويأخذ بمجامعها ويدفعها نحو تصديقه. وقد كان سبباً في إسلام كثير من الأفراد والزعماء.


وممن أسلموا بسبب سماع القرآن الكريـم:


من معجزات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه مسلم


1-القران الكريم


2-سلام الحجر والشجر عليه


3-اهتزاز جبل احد




4-علمه بالامور الغيبية


5-حادثةالاسراء والمعراج


6-انشقاق القمرالى نصفين


7- حنين جذع النخلة اليه


8-الاستجابة لدعائه


9-قتال الملائكة معه


10-علاجه لأمراض الصحابة بدعائه ومسحه بيده


11-تكثير الطعام والشراب ببركته













حجة الوداع







نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصده الحج لهذا العام، فاجتمع حوله مائة وأربعة وأربعون ألفًا من الناس في مشهد عظيم، فيه معان العزة والتمكين، ألقى الرعب والفزع في قلوب أعداء الدعوة ومحاربيها، وكان غصة في حلوق الكفرة والملحدين.


قبل ثلاثٍ وعشرين سنة من ذلكم الوقت كان فردًا وحيدًا، يعرض الإسلام على الناس فيردوه، ويدعوهم فيكذبوه، في ذلكم الحين كان المؤمن لا يأمن على نفسه أن يصلي في بيت الله وحرم الله.


ها هم اليوم مائة وأربعة وأربعون ألفًا يلتفون حول الصادق الأمين صلىالله عليه وسلم في مشهدٍ يوحي بأكمل معان النصر والظفر، ويجسد صورة رائعة، تحكي بأن الزمن وإن طال، فإن الغلبة لأولياء الله وجنده، مهما حوربت الدعوة وضيق عليها، وسامها الأعداء ألوان العداء والاضطهاد، فإن العاقبة للحق ولأهل الحق العاملين المصلحين: وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُممَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰنَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ[البقرة:214].


سار ذلكم الركب المبارك يدوس الأرض، التي عذّب من عذّب فيها، وسحب على رمضائها مَنْ سُحِب، ساروا يمرّون على مواضع لم تزل ولن تزال عالقة في ذكراهم، سيموا فيها ألوان العذاب والقهر والعنت، سار صلى الله عليه وسلم ليدخل المسجد الحرام الذي لطالما استقسم فيه بالأزلام، وعبدت فيه الأصنام، دخله طاهرًا نقيًا، تردد أركانه وجنباته لا إله إلا الله، ورجع الصدى من جبال بكة ينادي: لبيك اللهم لبيك.


وفي اليوم الثامن من ذي الحجة نزل بطن الوادي من منى فخطب في ذلكم الجمع الغفير: ((أيها الناس، اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدًا.. إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله.


فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن ذلك، فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله.


أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا ولاة أمركم، تدخلوا جنة ربكم)) أخرجه ابن ماجه.


وأخرج مسلم أنه قال: ((وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟)) قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: ((اللهم اشهد)) ثلاث مرات.


ولما فرغ من خطبته نزل عليه قوله تعالى: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْنِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ دِيناً[المائدة:3].











وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
















وبدأ الوجع يظهر على الرسول

فقال :أريد أن أزور شهداء أحد
فذهب الى شهداء أحد ووقف على قبور الشهداء
وقال السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إنشاء الله بكم لاحقون، وإني إنشاء الله بكم لاحق)
وأثناء رجوعه من الزياره بكي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا: ما يبكيك يا رسول الله ؟
قال اشتقت إلي إخواني )
قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟
قال : ( لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ) ..
اللهم أنا نسالك أن نكون منهم
وعاد الرسول وقبل الوفاه بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيده ميمونه
فقال: ( اجمعوا زوجاتي )
فجمعت الزوجات ،
فقال النبي أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشه ؟ )
فقلن: نأذن لك يا رسول الله
فأراد أن يقوم فما استطاع فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي
وخرجوا به من حجرة السيده ميمونه الى حجرة السيدة عائشة فرآه الصحابة على هذا الحال لأول مره ..
فيبدأ الصحابه في السؤال بهلع :ماذا أحل برسول الله.. ماذا أحل برسول الله.
فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.




فبدأ العرق يتصبب من النبي بغزاره
فقالت السيدة عائشة :لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقا بهذا الشكل .
فتقول: كنت آخذ بيد النبي وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي أكرم وأطيب من يدي.
وتقول :فأسمعه يقول لا اله إلا الله ، إن للموت لسكرات ).فتقول السيده عائشه : فكثر اللغط ( أي الحديث ) في المسجد اشفاقا على الرسول
فقال النبي : ( ماهذا ؟ ) ..
فقالوا :يارسول الله ، يخافون عليك .
فقال احملوني إليهم ) ..
فأراد أن يقوم فما استطاع
فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتي يفيق . فحمل النبي وصعد إلى المنبر.. آخرخطبه لرسول الله و آخر كلمات له
فقال النبي: (أيها الناس، كأنكم تخافون علي )
فقالوا :نعم يا رسول الله ..
فقال أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض..
والله لكأني أنظر اليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم) .




ثم قال : ( أيها الناس ، الله الله في الصلاه ، الله الله في الصلاه
بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا على الصلاه ، وظل يرددها
ثم قال أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا)




ثم قال : ( أيها الناس إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ماعند الله ، فاختار ما عند الله )
فلم يفهم أحد قصده من هذه الجمله ، وكان يقصد نفسه
سيدنا أبوبكر هوالوحيد الذي فهم هذه الجمله ، فانفجر بالبكاء وعلى نحيبه، ووقف وقاطع النبي
وقال :فديناك بآبائنا ،فديناك بأمهاتنا ، فديناك بأولادنا ، فديناك بأزواجنا ،فديناك بأموالنا
وظل يرددها..
فنظر الناس إلي أبو بكر ، كيف يقاطع النبي.. فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر
قائلا أيها الناس ، دعوا أبوبكر ، فما منكم من أحد كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به ، إلا أبوبكر لم أستطع مكافأته ، فتركت مكافأته إلى الله عز وجل ، كل الأبواب إلى المسجد تسد إلا باب أبوبكر لا يسد أبدا)
وأخيرا قبل نزوله من المنبر .. بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاه كآخر دعوات لهم
فقالأوآكم الله ، حفظكم الله ، نصركم الله ، ثبتكم الله ، أيدكم الله ) ...
وآخر كلمه قالها ، آخر كلمه موجهه للأمه من على منبره قبل نزوله
قال أيها الناس ، أقرأوا مني السلام كل من تبعني من أمتي إلى يوم القيامه) .
وحمل مرة أخري إلي بيته. وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي ينظر الى السواك ولكنه لم يستطيع ان يطلبه من شدة مرضه. ففهمت السيده عائشه من نظرة النبي، فأخذت السواك من عبد الرحمن ووضعته في فم النبي، فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي مره أخرى حتى يكون طريا عليه
فقالت :كان آخر شيء دخل جوف النبي هو ريقي ، فكان من فضل الله على أن جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت .





تقول السيده عائشه : ثم دخلت فاطمه بنت النبي، فلما دخلت بكت ، لأن النبي لم يستطع القيام ، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلماجاءت إليه ..
فقال النبيادنو مني يا فاطمه )
فحدثها النبي في أذنها ، فبكت أكثر . فلما بكت
قال لها النبيأدنو مني يا فاطمه)
فحدثها مره أخري في اذنها ، فضحكت ......
بعد وفاته سئلت ماذا قال لك النبي
فقالت :قال لي في المره الأولي : ( يا فاطمه ،إني ميت الليله ) فبكيت ، فلما وجدني أبكي قال : ( يا فاطمه ، أنتي أول أهلي لحاقا بي ) فضحكت .




تقول السيده عائشه :ثم قال النبي : ( أخرجوا من عندي في البيت ) وقال : ( ادنو مني يا عائشه)
فنام النبي على صدر زوجته ، ويرفع يده للسماء
ويقول : ( بل الرفيق الأعلي، بل الرفيق الأعلي ) ....
تقول السيده عائشه:فعرفت أنه بخير.
دخل سيدنا جبريل على النبي
وقال :يارسول الله ، ملك الموت بالباب ، يستأذن أن يدخل عليك ، وما استأذن على أحد من قبلك ..
فقال النبي ائذن له يا جبريل)
فدخل ملك الموت على النبي
وقال :السلام عليك يا رسول الله ، أرسلني الله أخيرك ، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله .
فقال النبي بل الرفيق الأعلى ، بل الرفيق الأعلى )
ووقف ملك الموت عند رأس النبي
وقال :أيتها الروح الطيبه ، روح محمد بن عبد الله ، أخرجي إلى رضا من الله و رضوان ورب راض غير غضبان ...




تقول السيده عائشه:فسقطت يد النبي وثقلت رأسه في صدري ، فعرفت أنه قد مات ... فلم أدري ما أفعل ، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي
وفتحت بابي الذي يطل على الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله ، مات رسول الله .
تقول:فانفجر المسجد بالبكاء. فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذاعثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنى ويسرى وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات. أما أثبت الناس فكان أبوبكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي واحتضنه
وقال : وآآآخليلاه ، وآآآصفياه ، وآآآ حبيباه ، وآآآ نبياه . وقبل النبي
وقال:طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله..











وهذا مختصر من حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أدعو الله ان يحشرنا مع الرسول الكريم واله واصحابه.
 

شاعرة العراق

Well-Known Member
إنضم
9 أغسطس 2012
المشاركات
476
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
العراق الحبيب
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

اللهم صلِ على محمد والِ محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
فداكِ نفسي يا رسول الله
بارك الله بكم اخي عالطرح القيم
دمتم بشفاعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)

 
إنضم
16 مايو 2012
المشاركات
7,329
مستوى التفاعل
5,768
النقاط
113
العمر
34
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

بارك االله بك اخي الغالي
تقرير رائع جدا عن سيد الكون والمرسلين سيدنا محمد
جعله الله في ميزان اعمالك الصالحه
بالتوفيق لك بالمسابقه
 

Noor Aldeen

:: القلم المميز ::
إنضم
21 مايو 2012
المشاركات
3,768
مستوى التفاعل
38
النقاط
48
الإقامة
ام الربيعين
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

ششكرا يا ورد
تقرير جدا رائع
ودي
الك

نشالله بالتوفيق
 

البراء

Well-Known Member
إنضم
19 أغسطس 2012
المشاركات
1,271
مستوى التفاعل
12
النقاط
38
الإقامة
iraq
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

شكراً لمروركم الطيب
j-(
 

الامبراطور

Well-Known Member
إنضم
14 يونيو 2012
المشاركات
2,292
مستوى التفاعل
53
النقاط
48
الإقامة
العراق
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

اجسنتم على المجهود وبارك الله بكم
موضوع يستحق التقدير والوقوف بحق نبي الرحمة
ومنقذ البشرية
سيدنا محمد (ص)
 

انتي جنتي

Well-Known Member
إنضم
18 أغسطس 2012
المشاركات
1,197
مستوى التفاعل
17
النقاط
38
العمر
35
الإقامة
في قلبهم
رد: قصة النبي محمد (خاص بالمسابقة)

بارك الله بيك اختيار موفق
والمجهود والترتيب روعه
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )