امير الاحلام
:: مشرف قسمي الهمسات&غرائب وعجائب ::
- إنضم
- 13 مايو 2014
- المشاركات
- 969
- مستوى التفاعل
- 9
- النقاط
- 18
- السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
- القصه التي سـ ارويها لكم اعجبتني كثرا وحزنتني اكثر
- عـ العموم ما راح اطول عليكم
- القصه:
:sdgsdg: - قصة على لسان صاحبها
- وهو شاب في أواخر العشرينات من السعودية , يقول:
- تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..
- وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر... كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل ...
- لفت انتباهي شكلها وملابسها ..
- فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءً ..
- وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان ...
- كانت في البداية لا تلاحظ مروري ....
- ولكن مع مرور الأيام ..
- أصبحت تنظر إليَّ ثم تبتسم ..
- في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها
- فقالت: أسماء ..
- فسألتها: أين منزلكم ..
- فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ..
- وقالت: هذا هو عالمنا
- أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..
- وسألتها عن أبيها ..
- فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..
- ثم توفي في حادث مروري ..
- ثم انطلقت تجري عندما شاهدت أخيها خالد
- يخرج راكضا إلى الشارع ...
- فمضيت في حال سبيلي ..
- ويوما بعد يوم ..
- كنت كلما مررت استوقفها لأجاذبها أطراف الحديث ..
- سألتها : ماذا تتمنين ؟
- قالت: كل صباح اخرج إلى نهاية الشارع ..
- لأشاهد دخول الطالبات إلى المدرسة ...
- أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..
- مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ....
- ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ...
- أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..
- وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم
- وأتعلم القراءة والكتابة ..
- لا أعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة ..
- قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة ...
- وقد تكون عينيها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..
- كنت كلما مررت في هذا الشارع ..
- أحضر لها شيئا معي ..
- حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..
- وقالت لي في إحدى المرات ..
- بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم
- قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ...
- وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..
- فأحضرت لها ما طلبت ..
- وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا ...
- قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.. ؟
- مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..
- وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك ...
- على ضوء عمود إنارة في الشارع ..
- كانت تراقبني وتبتسم ..
- وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة أحبك ...
- حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..
- وفي ليلة غاب قمرها
- ... حضرت إليها ...
- وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ...
- قالت لي اغمض عينيك ..
- ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ..
- فأغمضت عيني ...
- وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة ...
- وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..
- وفي الغد حصل لي ظرف طارئ
- استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..
- لم أستطع أن أودعها ..
- فرحلت وكنت أعلم إنها تنتظرني كل ليلة
- .. وعند عودتي ...
- لم أشتاق لشيء في مدينتي ..
- أكثر من شوقي لأسماء ..
- في تلك الليلة خرجت مسرعا
- وقبل الموعد وصلت المكان
- وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..
- كان الشارع هادئا ..
- أحسست بشي غريب ..
- انتظرت كثيرا فلم تحضر ..
- فعدت أدراجي ...
- وهكذا لمدة خمسة أيام ..
- كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها ..
- عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..
- فقد تكون مريضة ..
- استجمعت قواي وذهبت للغرفة الخشبية
- طرقت الباب على استحياء..
- فخرج أخوها خالد ..
- ثم خرجت أمه من بعده ..
- وقالت عندما شاهدتني ..
- يا إلهي .. لقد حضر ..
- وقد وصفتك كما أنت تماما ..
- ثم أجهشت في البكاء ..
- علمت حينها أن شيئا قد حصل ..
- ولكني لا أعلم ما هو ؟!
- عندما هدأت الأم
- سألتها ماذا حصل؟؟
- أجيبيني أرجوك ..
- قالت لي : لقد ماتت أسماء ..
- وقبل وفاتها ...
- قالت لي: سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا
- وعندما سألتها من يكون ..
- قالت أعلم أنه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟
- أعطيه هذه القطعة ..
- فسالت أمها: ماذا حصل؟؟
- فقالت لي: توفيت أسماء ..
- في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين ..
- فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..
- فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه ...
- فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..
- وكانت حالتها تزداد سوءا.
- فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..
- فعدت إلى المنزل ..
- لكي أضع لها الكمادات ..
- ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..
- ثم أجهشت في بكاء مرير ..
- لقد ماتت .. ماتت أسماء ..
- لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..
- نعم لقد خانتني ..
- لأني لم استطع البكاء ..
- لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..
- لا أعلم كيف أصف شعوري ..
- لا أستطيع وصفه لا أستطيع ..
- خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني ...
- بل أخذت اذرع الشارع ..
- فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..
- فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..
- وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ...
- وامتزجت بقطرات دم متخثرة ...
- يا إلهي ...
- لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ...
- وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..
- كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..
- كانت أصدق كلمة حب في حياتي ..
- لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها ...
- كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع ..
- فلم أرغب في العودة إليه مرة أخرى..
- فهو كما يحمل ذكريات جميلة ..
- يحمل ذكرى ألم وحزن ..
- ان شاء الله تعجبكم
- &
- &
- &