عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 83,338
- مستوى التفاعل
- 3,677
- النقاط
- 213
قصيدة كتب المحب إِلى الحبيب رسالة: شرحها .. ومناسبتها

شرح قصيدة كتب المحب إِلى الحبيب رسالة
مناسبة القصيدة
هذه القصيدة من قصائد الغزل العذري التي اشتهر بها العباس بن الأحنف، وهي تمثل حالة الشاعر وهو يكتب رسالة إلى محبوبته يصف فيها معاناته وشوقه وحبه الصادق. لم تُذكر مناسبة محددة للقصيدة في النص المرفق، لكنها تعبّر عن تجربة عاطفية عميقة للشاعر.شرح القصيدة
المعنى العام
تدور القصيدة حول رسالة كتبها الشاعر إلى محبوبته، يصف فيها حالته المؤسفة بسبب الحب والفراق، ويبين مدى صدق مشاعره ومعاناته، ويطلب منها أن ترد على رسالته وأن تصالحه.شرح الأبيات
يبدأ الشاعر قصيدته بالإشارة إلى نفسه بصيغة الغائب، فيقول إن المحب (وهو نفسه) كتب رسالة إلى حبيبته وعيناه لا تكف عن البكاء.كَتَبَ المُحِبُّ إِلى الحَبيبِ رِسالَةً وَالعَينُ مِنهُ ما تَجِفُّ مِنَ البُكا
يصف حالته الجسدية والنفسية، فجسمه قد أنهكه المرض والضعف بسبب الحب، وقلبه لا يستجيب للناهين الذين ينهونه عن هذا الحب.وَالجِسمُ مِنهُ قَد أَضَرَّ بِهِ البِلى وَالقَلبُ مِنهُ ما يُطاوِعُ مَن نَهى
أصبح جسمه نحيلاً كالخيط من كثرة تذكره لمحبوبته، وأذناه لا تسمعان من يناديه لانشغاله بالتفكير فيها.قَد صارَ مِثلَ الخَيطِ مِن ذِكراكُمُ وَالسَمعُ مِنهُ لَيسَ يَسمَعُ مَن دَعا
يقول إن هذه الرسالة التي أرسلها إليها تثير البكاء والحزن لدى كل من يسمعها أو يقرأها لشدة ما فيها من ألم ومعاناة.هَذا كِتابٌ نَحوَكُم أَرسَلتُهُ يَبكي السَميعُ لَهُ وَيَبكي مَن قَرا
يصف الرسالة بأنها تحتوي على عجائب من محب صادق، أي أن فيها تعبيرات غريبة وعجيبة عن الحب، وأن حبها قد أطفأ نوره وحيويته.فيهِ العَجائِبُ مِن مُحِبٍّ صادِقٍ أَطفاهُ حُبُّكِ يا حَبيبَةُ فَاِنطَفا
يقول إنه صبر على البعد والهجر حتى نفد صبره تماماً، وأنه أحبها رغم علمه بأن هذا الحب سيجلب له الشقاء والألم.وَصَبَرتُ حَتّى عيلَ صَبري كُلُّهُ وَهَوَيتُكُم يا حِبَّ نَفسي لِلشَّقا
يخبرها أنه كتم حبه لها، على عكس غيره من المحبين الذين يجاهرون بحبهم.وَكَتَمتُ حُبَّكِ فَاِعلَمي وَاِستَيقِني وَالحُبُّ مِن غَيري فَدَيتُكِ قَد أَبى
يتساءل: أليس لهذا الحب العميق حرمة ومكانة محفوظة؟ أليس له جزاء ومكافأة منها؟أَفَما لِهَذا حُرمَةٌ مَحفوظَةٌ أَوَما لِهَذا يا فَدَيتُكِ مِن جَزا
يؤكد أن حبه أعظم من حب المشهورين بالعشق في التراث العربي مثل “جميل بثينة” و”عروة بن حزام” الذي مات من شدة الحب.ما إِن صَبا مِثلي جَميلٌ فَاِعلَمي حَقاً وَلا المَقتولُ عُروَةُ إِذ صَبا
ويؤكد أيضاً أن حبه يفوق حب “المرقش” الذي أحب “أسماء” وقاده حبه إلى الهلاك والموت.لا لا وَلا مِثلي المُرَقِّشُ إِذ هَوى أَسماءَ لِلحَينِ المُحَتَّمِ وَالقَضا
يطلب منها أن تمد يدها لمصالحته مرة واحدة، وأن يلعنا معاً من بدأ بالهجر والقطيعة.هاتي يَدَيكِ فَصالِحيني مَرَّةً لِنَسُبَّ مَن بِالصَرمِ يا نَفسي بَدا
يختم بطلب الرد على رسالته، مؤكداً أن رسالتها ستكون شفاءً له من آلامه ومعاناته.رُدّي جَوابَ رِسالَتي وَاِستَيقِني أَنَّ الرِسالَةَ مِنكُمُ عِندي شِفا
ويختم بإرسال سلامه إليها، سلاماً كثيراً بعدد النجوم في السماء وبعدد الطيور المحلقة فيها.مِنّي السَلامُ عَلَيكُمُ يا مُنيَتي عَدَدَ النُجومِ وَكُلِّ طَيرٍ في السَما
الخصائص الفنية للقصيدة
- البحر الشعري: القصيدة من بحر الكامل
- القافية: جاءت على حرف الألف (البكا، نهى، دعا، قرا…)
- الأسلوب: يمزج بين السرد والوصف والحوار
- الصور البلاغية: استخدم التشبيه (“قد صار مثل الخيط”) والاستعارة والكناية
- العاطفة: تغلب عليها مشاعر الحزن والألم والشوق والأمل في اللقاء
قيمة القصيدة وأهميتها
تعدّ هذه القصيدة من روائع الغزل العذري في العصر العباسي، وتمثل نموذجاً للشعر العاطفي الرقيق الذي اشتهر به العباس بن الأحنف. تتميز بصدق العاطفة وقوة التعبير وجمال التصوير، وتعكس قدرة الشاعر على وصف معاناة الحب ولوعة الفراق بأسلوب مؤثر.