العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

الليل ،والنغم القديم
وأجراس الفضة ، وبعض الغابرين
وجنونٍ .. واشتياق
وما ترسم خطى الغريب
في هدأة الليل البهيم
الليل ، وضحكات العاشقين
وقمراً يصدحُ في الاعالي
مثل أغنياتُ فيروز
وحكايات المغرمين
وبين سلاطين الوحشةِ
أبحث عن وجهها
ويرد الصدى
نغم قديم

هومت عيناي سِنةً
جاءت أشداقها بلونها الوردي
وشالها المشذى بالرياحين
وسلسالٍ يحمله عشق الوالهين
قطع سجنهُ ويريد الفرار
لكفي ، لأحتضنه أبد الابدين
كان المسكُ يقطرُ من فوهتهِ
وشفاهي كإناءٍ تحته عطشى
تبللَ حلميا ولم تبتلُ الشفاهِ
وأنا .الغريب احمل شوقاً مخيفاً
والليل يرددُ في مسامعي
(كان ياما كان)
يأتي بزمن العشق الابيض
والنغم القديم
بزخت شموساً صغيرةً
ويلوحُ لي من بعيد قمراً
ها إني هنا ..
وبريق عينيهِ يتلألأ فيها لذاتٍ
وخوفٍ ونشوةً تغلقُ مُقل الايام
وكم يا قلب حلمتُ
بشفاهٍ وكفٍ ووطن
ولازال ليلُكَ يا ليلُ
يكتب أغانيهِ
ويغفو بمخدعٍ جُله قمر
وأنت تحمل اضغاثُك
لتردد نغمك القديم

ترسمُ وتمحو وتكتب حتى ملئت الجوارير
وعند بداية ساعات الليل
تهندمُ قميصك والبنطالِ
وتتعطرُ بأشذى القوارير
يهومُ فوق كتفيك طائر اللذةِ
يحمل بعضٍ من عبق إبطيها
او بعضُ دفء كفيها
وتغمض عيناك لتسرح
في خيالٍ يرتضي له
هذا الليل ويتناغم
مع نغمه القديم
تلف أحبال العشق المتمرد فيك
تكتف كل الاسرار
وتقرأ احاديث الشوقِ
وفي غرفتها دائرةً
ثمة خيالك هناك
وتسافر معك إلى اخر
مجرات هذا الكون
ويكفي منها عناق
ورقصةً على أنغام الامسِ
تطرب معها تراقصها
تجتمع فيك كلها
وكلها فتنةً من العصور القديمة
تحمل أشذى العطور حبيبتُك
يتغزل فيها قمراً يبات عند شباكها
يتهامس معها نخل البصرةِ !
ينشدها بشعرهِ السيابُ
تشتاقها جيكور ..
وأنت ياليلُ تشتاقها
مثلما يشتاق المغنى
نغم قديم..
04/09/2017
العـ عقيل ـراقي