لوس أنجليس.. الجيش الأمريكي مستعد للتدخّل في «حرب الحرائق»
أ.ف.ب
مروحية تشارك في مكافحة الحرائق في باليساديس
مع تعثر جهود المواجهة الشرسة مع حرائق لوس أنجليس، يبدي الجيش الأمريكي استعداده للتدخل في المواجهة مع حريق يتوسع.
وقالت ديان كريسويل مديرة الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ في الولايات المتحدة، أمس، إن قوات الجيش الأمريكي على أهبة الاستعداد للانتشار من أجل احتواء حرائق الغابات التي تجتاح مدينة لوس أنجليس منذ الأسبوع الماضي، وقد أودت بـ16 شخصاً على الأقل، وهي آخذة في التوسع، مع توقعات بأن تشتد في الساعات المقبلة مع العودة المتوقعة للرياح القوية للمدينة التي تستعيد مشاهد لم ترها منذ جائحة كورونا، حيث اختفت زحمات السير الخانقة المعهودة فيها، فيما يضع السكان الذين يخرجون من منازلهم الكمامات بسبب انتشار الدخان السام في الجو.
وحذّرت ديان كريسويل من أن «الوضع لا يزال حرجاً». وقالت في تصريحاتها لشبكة «إيه بي سي» إن «الرياح من المرجح أن تصبح خطيرة مجدداً»، وحثت الناس على البقاء في حالة يقظة شديدة.
وقال أنتوني ماروني، رئيس أجهزة الإطفاء في المنطقة: «هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنجليس عند مستوى عال».
منزل هاريس
ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس إلى شمال غرب لوس أنجليس، وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، فضلاً عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.
واندلع حريق جديد وضخم بسرعة في أحد أغنى أحياء المدينة، وأسرعت خدمات الطوارئ لمكافحته لاحتواء نيرانه، بعد أن غيّر حريق منطقة باليساديس الأكبر في المدينة، اتجاهه بسرعة، وتقدم نحو حي للأثرياء والمشاهير، هو برينتوود المقيمة فيه كامالا هاريس، نائبة الرئيس جو بايدن، حيث تقدر قيمة منزلها بـ5 ملايين دولار، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
وأوقفت الشرطة شخصين قرب منزل هاريس في برينتوود لانتهاكهما أمر حظر التجول بعد أن تلقت الشرطة تقارير عن اقتحام المنزل، وفق وسائل إعلام محلية.
وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثاني كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة «أكثر من 12 ألف منشأة» وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات.
وقال مسؤولون إن الحرائق أتت على مساحة ألف فدان أخرى في باليساديس والتهمت المزيد من المنازل على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال حاكم الولاية الأحد لقناة «إن بي سي» إنه يريد إطلاق «خطة مارشال» لإعادة بناء كاليفورنيا، مضيفاً «ما زلنا نكافح هذه الحرائق، لكننا نتحدث بالفعل إلى المسؤولين (...) وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية».
وتتحرك السلطات أيضاً لاحتواء الارتفاع الهائل في أسعار الإيجارات الذي يواجهه بعض النازحين. وذكّر المدعي العام للولاية أن تضخيم الأسعار بشكل اصطناعي «يعاقَب عليه بالسجن لمدة عام وغرامة قدرها 10 آلاف دولار».
وقال شريف مقاطعة لوس أنجليس روبرت لونا، إن التحقيق لتحديد أسباب هذه الحرائق يتواصل بمشاركة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي). وأكد «لن نهمل أي فرضية. إن كان الأمر يتعلق بعمل إجرامي، وأنا لا أقول ذلك، يجب أن نلقي القبض على الشخص أو الأشخاص المسؤولين».
بايدن وترامب
وتحدث الرئيس جو بايدن هاتفياً مع بعض المسؤولين للاطلاع على أحدث الجهود المبذولة للتصدي للكارثة، كما أطلعه كبار المستشارين على الموارد الاتحادية المتاحة التي ترسل إلى المنطقة. وإعلان بايدن الأمر كارثة كبرى يفتح الباب أمام تقديم مساعدة اتحادية للمتضررين وتقديم الوكالة الاتحادية للتعامل مع الطوارئ الدعم لهم.
وقال المتحدث باسم الوكالة مايكل هارت، إن ذلك الدعم يمكن أن يكون على شكل تمويل لإصلاح المنازل وتعويض الخسائر في الأغذية والأدوية، وأشار إلى أن المساعدات من هذا النوع قد تقدم خلال أيام.
في غضون ذلك، انتقد الرئيس المنتخب دونالد ترامب المسؤولين المحليين ومسؤولي الولاية، وقال إنهم أساؤوا التعامل مع الوضع. وأضاف على منصة تروث سوشيال «الحرائق لا تزال مستعرة في لوس أنجليس. الساسة غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها. آلاف المنازل الرائعة احترقت، والكثير منها سيُفقد قريباً. رائحة الموت تفوح في كل مكان... إنهم لا يستطيعون إخماد الحرائق. ما خطبهم؟».
