ماهي رسالة المسلسلات الخليجية والعربية 
يُفترض بالإعلام ان يحمل رسالة للمُجتمع لكي تسير به للأفضل.
المسلسلات التلفزيونية والأفلام هي نوع من انواع برمجة المُشاهد وارسال رسائل له.
وهي وسيلة لصُنع ثقافة وعادات وتقاليد في المُجتمع.
لذلك قد تكون عامل بناء وعامل هدم في نفس الوقت. ولكن لمن يتأمل حال المسلسلات الخليجية والعربية ماذا يُلاحظ ؟ و أي من العاملين هي هدم ام بناء ؟
للأسف هي عامل هدم وتدمير بلا مُنازع وذلك بسبب الإطروحات التي تعرضها للمُشاهد.
استعراض المشاكل وطرحها امر جيد وقد يُساهم في حلها.
ولكن ليست كل الحياة سادية لهذه الدرجة, وليس علينا نشر مُشكلة نادرة في احد البيوت ونقوم بنشرها بحيث تُصبح ثقافة. ألا يُوجد لديكم نصوص تلفزيونية تتكلم عن الشخصيات الناجحة وكيف ينجح الشخص في حياته, او برامج وثائقية تتكلم وتُمثل سيرة حياة اشخاص ناجحين مروا في التاريخ.
او نصوص عن الحياة السعيدة والتغلب على المشاكل, او بالتعاون مع علماء النفس والإستفادة من افكارهم في كتابة نصوص عن تطوير الشخصية لتكون ناجحة ومُبدعة في مجتمعها.
او عن المهن والوظائف حياة كل فرد فيها وكيف يُبدع وينجز ويُصبح فرد ناجح, وبذلك يكسب المُشاهد خبرة عن كل مهنة وتخصص وكيف يُبدع فيها.
او عن لحياة الزوجية السعيدة التي بلا مُبالغات ولا تكلف وطريقة التربية الناجحة.
وغيرها من الأفكار الكثيرة الهادفة.
طبعاً سوف تكون هُناك ردود ساذجة وغير واعية تقول, بأن الناس لا تُريد هذه الأفكار ولن تتابعها.
وهذه قلة وعي وعقل ومنطق, فمن قال لكم ان كل الناس ترفض الفائدة.
هُناك فئات لا ترغب بهذا الطرح, ولكن حين يكون هذا الطرح هو السائد سوف تضطر هذه الفئة بأن تُشاهد وتتأثر بهذا الطرح رُغماً عنها.
لأنك بذلك سوف تصنع ثقافة وتنشرها وتبث هذه الرسالة التي سوف تُبرمج الناس برمجة ايجابية, بدلاً عن هذه البرمجة السلبية الهابطة التي نراها في اغلب مايُطرح على التلفزيون من مُسلسلات وافلام.
وأنت ايها المُخرج او المُنتج الذي تُسمي نفسك انسان رسالي صاحب طرح, ألا تستحي وتخجل من نفسك بأن تُطلق على نفسك هذا اللقب الكبير وانت اشد البعد عنه بطرحك الذي يُفسد ويُدمر المُجتمع بدلاً من يُطوره ؟! الناس دايماً تعبر وتقول هذا المثل بالمصري وهو ( المُخرج عاوز كده ), فأنت ايها المُخرج لم تحترم هذا اللقب الذي اعطيته لنفسك ﻷنك صاحب رسالة دمار وليس رسالة بناء للمُجتمع ويُفترض بك ان تُلاحظ اخطائك وتُراجع نفسك. والمسلسلات اصبحت كُلها استعراض في استعراض للمُمثلات وعمليات تجميلهم ومكياجهم وازيائهم ودعايات للمحلات والصالونات ومن يرعى ازيائهم, 
وبعد ذلك بكل وقاحة وجراءة يقولون بأننا اصحاب رسالة ؟!
حتى ان بعض المُسلسلات اصبحت تطرح اطروحات عن شخصيات اجرامية وكيف اصبحت مُجرمة, وشخصيات مُنحرفة وشخصيات انتقامية و و و غيرها من الشخصيات السلبية. فما نوع هذه الرسالة ؟ وماهو تأثيرها على المُجتمع ؟ الجواب هو صُناعة شخصيات مثلها, فماذا تتصور من مراهقين او طائشين يتابعون هذه المسلسلات او الحلقات او الأفلام, غير انهم سوف يُقلدون ويُحاولون تطبيق ما يُشاهدونه !! وبذلك تصنع شخصيات فاسدة ومُجرمة في المُجتمع. فهل هذه رسالتك التي تعتز بها ؟ بدل من طرح واستعراض الشخصيات الناجحة والمُبدعة والمُميزة عبر التاريخ وحتى في عصرنا الراهن لكي تكون قُدوة للجيل الجديد ويتميزون كما تميزوا وبذلك تُنشئ جيل عبقري مُبدع مُتميز, فقد قمت بالعكس تماماً. ماذا تصنعون بالمُجتمع وماهي رسالتكم ؟!
طرح مشاكل ليل نهار والترويج لها, وتصوير الحياة بأنها كُلها مشاكل وهم وغم ودمار وسوداء.
تصوير الخيانة بشكل جميل ولطيف وكله حب وعواطف وحق, وفي حرمانهم من اللقاء ببعضهم هو الظلم, وتصوير الخيانة بأنها الحب الصادق والحقيقي وليست خطأ, بينما تصورون تعدد الزوجات الذي هو حلال شرعاً بأنه اساس المشاكل والخلافات والتفكك ولن ينجح وهو اساس فشل الحياة وكل تعدد ورائه اسباب مادية وانتقامية.
تصوير الإجرام والعبث بأنه شطارة ومهارة وذكاء واصحابه هم الناجحين.
صناعة قدوات سيئة وتصويرها للمُجتمع من مُجرمين ومُنحرفين, بدل من صناعة قدوات مُميزة وناجحة.
تشجيع المرأة على الإهتمام بثورات الموضة من مكياج ولباس وعمليات تجميل, وتصوير حياتها بأنها تهتم بهذا الشأن فقط, وجعل المسؤوليات الزوجية امر جانبي.
جعل التركيز على الجانب الإغرائي في المرأة من ثياب ومكياج وعمليات تجميل.
تصوير الحُب بشكل خاطئ فقط لتصوير مشاهد رومانسية وعاطفية, واختلاق احداث خيالية في الحب لا تحدث في الحياة الواقعية مما سبب كثير من الخلافات في الحياة الزوجية للناس.
تدمير الأبناء والمُراهقين وذلك بالتركيز فقط على الجانب السيء وطرحه, بدل من التركيز على الجوانب الإيجابية وبنائها.
التركيز من جانب آخر على الكوميديا الهابطة مما يخلق استهتار واستخفاف لدى المُشاهد, وجعل كل شيء يسير بشكل كوميدي وغير مُبالي مهما كانت المُشكلة كبيرة في المشهد. وقائمة رسالتكم الهدامة الفاشلة تطول فماذا نعد وماذا نترك.
ندعوكم بأن تراجعوا انفسكم وتتقوا الله في هذا المشاهد ايها الطاقم كاملاً من كُتاب ومُنتجين ومُخرجين ومُمثلين واقتدوا ولو بجزء بسيط من كلمة انسان رسالي, وكونوا عوامل بناء للمُجتمع بدل عوامل هدم. فليكن لديكم قليل من الضمير ومراجعة النفس. ورسالة لك ايها المُشاهد, فكر قبل ان تُشاهد فأنت لا تعرف ماهي نفسية الكاتب فهل هو كاتب هادف ام انسان مريض يملك القُدرة على الكتابة وهو يسعى لتدمير المُجتمع بأفكاره. فكر في هذا المُخرج والمُنتج, فهل غايته الأرباح والكسب فقط مهما قدم من افكار هدامة وابتذال ام انه انسان يُريد ان يُقدم الفائدة للمُجتمع. فكر في هذا المُمثل او المُمثلة, فلو كان صاحب رسالة كما يدعي لماذا يكون سلعة وأداة لكي يبث لك سموم هذا النص, فلو كان لديه ضمير وغيرة على مُجتمعه فلن يقبل بأي دور يُوكل إليه.
فأنت صاحب الخيار وبضغطة زر تُنهي دعم ومُتابعة هذه المهازل التي تملئ التلفاز ومنصات المُشاهدات.
قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
