العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

فقط للتقارب والمحبة بين الاعضاء
نسجت هذه الخاطرة أأمل ان تروق لكم
نسجت هذه الخاطرة أأمل ان تروق لكم
أخذتُ دواتي وقلمي
مسرعاً للمقهى
كي لا أتأخر عنهم
كان الشارع يضجُ
بالعابرين السكارى
كنت أتحاشهم
كي أصل بعطرٍ
غير ملوث بخمرهم..
فتحتُ باب المقهى
كان هناك عند النافورةِ
(المشتاق)
بيده يمسك جريدةُ الامس
يقلبُ صفحاتها
وبيده الاخرى فنجان قهوة
سألني أراك تأخرت
قلت إني على الدومِ
لم أصل في الوقت
ضحكت في باحة المقهى
(ترفه)
وكانت تقصُ اظافرها
لما علق بها من حبر اقلام
وهي تقول يتأخر دوماً
لان يسكن في اخر الكونِ
هزت
(غزل)
رأسها وكان لجنبها
ابريق شاي وبعض اقراص الحلوى
وأشم رأئحة شايها يملأ المقهى
بطيبه وروعته
حدثت ( ترفه)
انه من الجنوبِ
يحملُ أضغاث احلام
النخل والتمر
صفق ( قيصر الحب)
قال حين أجيءُ للمقهى
اريد أن اتفرسُ
كل عبارات الوالهين عشقاً
ولكن تعثرتُ بحروفٍ
أشبهُ بالخيال
حين قرأتُ
لـ ( البراق)
هذه القصار لحناً وشوقاً
تك تكَ بقلمه مستفهماً
(رماد انسان)
وبصوتٍ يخجلُ الورد
لما لم نرى مجيداً يأتي مقهانا
إلا ما ندر..
فتح باب المقهى لم نرى
منها شيء لان الشمس
كانت خلفها
وهي تبعثر الكلمات
اعتذر تأخرتُ
لاني لم أجد عقابي الذي
يقلني..
قال لها من زاوية المقهى
(الهمام)
أنتي لاتُحبين ان يقلُكِ
غير عُقابك
يا( انثى من حرير)
حدقتُ في اعلى السُلمِ
كانت عيناها تنظر
عبر الشبابيك
قلت..
ألم يأتي بعد
يا ( ام السادة)
ضحكت والحزن نبرتها
اعرف لم يأتي لكني
في الانتظار..
سألتني ( دُرَة)
أين تركت نداماك
قلت في مصطبات المحطةِ
عل عابراً يأخذه للبلاد البعيدة
وبصوتٍ رخيم جداً
سمعت
( ميم)
أليس الغربةُ وطن..
قلتُ كل البقاع وطن
لكن ليس كل وطنٍ
كالعراق
حينها جاءت
(تناهيد انثى)
سحبت كرسياً
وجلست الى طاولتي
وقالت ..
قهوتك المرة
سأطلبها
لكن كيف ترسم أنثاك..
سارعت (حبر ملكي)
قالت أنثاهُ مرسومةً
في كل الحروف
لكن من يتدبر حرفه
يراها كالشمس
جلست معنا
( دُرة)
قالت وعينها على جريدةُ
( المشتاق)
في أي الاعمدة في تلك الجريدةِ
ترى مقهانا ..
قلت حين تتمُ
للحروف معانٍ
في دواخلها..
وقفت الى جنب
(الهمام)
(رودينا)
تسأله كيف نقرأ
حروف الانثى
وهي لغزاً
قال وكانت عيناهُ
ترقب الباب
قال حين يدخل من هنا
سوف يحدثكم
كيف تقرأ الانثى..؟
قالت له أتنتظر شخصا ما..
قال
(تراتيل عاشق)
كنت على موعدٍ معه
فلا زال يرسم حروف الانثى
وهو متعطشٍ للحرفِ..
اقتربت بهدوء
(عطر السومرية)
كنا نلمحُ بوجهها
انها ترسلُ
مسراتٍ لناظرها
وهناك عند المظلاتِ للمقهى
كانت ( فتاة المسك)
تجلسُ ومن يدخل المقهى
تعطيه زهرة الفل..
سمعنا ( المشتاق)
يهمهم وشمعته متقدة
كأنها ابريق فضةِ
وعند اطراف المقهى
جلست (عطري وجودك)
تقلب بدفترِ قديم
تمحو منه بعض الهوامش
سمعت ( جوري) احتاج
ان اسمع لسه فاكر
بعد لحظات دخلت
( صولجان )وبيدها مظلة
كأن الامطار كانت تغازلها
وقرأت لنا ( حبر ملكي )
ما كتبته بالامس
الوقت تأخر
والبقية لم تأتي..
قلت له
خُذني معك..
إني على موعدٍ مع الاحلام..
عقيل العراقي