التعامل مع اﻻخرين اصبح وفق شروط
وضوابط ومحددات ما انزل الله بها من سلطان
اصبح الناس حتى تتعامل معك ﻻبد تعرف
من اي قبيله ومن اي ديرة ومن عائله
ﻻ بد ان نعرف ان اﻻنسان هو عبارة
عن مجموعة من القيم اﻻنسانية اذا
توفرت فيه فهذا يجسد كمال اﻻنسانية
والتعامل مع اﻻخرين يكون وفق هذة
القيم والمبادئ المشتركه في كل البشر
فبغض النظر على هوية اﻻنسان وشكله وقبيلته
وديرته ﻻبد ان يكون المعيار هو ما يملكه من خلق
ورقي وتسامح وحسن تعامل مع اﻻخرين
شكل اﻻنسان وقبيلته ومكانه لم يكن له
القرار في اختيارها لم يختار ﻻ امه وﻻ ابوه
لذا ﻻ يحق له التفاخر بشيء ليس من صنعه
وﻻ من جهده وخاصة اذا كان التفاخر على
اساس اقصاء اﻻخرين والتعالي عليهم ...
ولكن يحق له التفاخر بمنجزاته هو
وعطاءه هو وقيمه هو ومدى تعاونه
ومشاركته اﻻخرين ومساعدتهم
ومساهمته في مجتمعه ولكن ﻻ يكون
هذا التفاخر من باب اﻻستعﻼء
على اﻻخرين والتقليل منهم
وانما من باب تحقيق الذات للشخص
نفسه وان استطاع انه يستقل بذاته
ويصنع وينفع نفسه واﻻخرين
ولﻼسف فمن يستخدم هذا اﻻسلوب
هو في الغالب اﻻنسان المفلس
الذي لم يجد .... لنفسه مكان
ولم يستطع ان يقنع نفسه بشخصيته ﻻنه
لم ينجز شيء فيسعى دائما للتسلق
على اﻻخرين والتعلق باي قشة واي
رابط يصنع منه انسان ولو في نظر ذاته
ﻻ الجغرافيا وﻻ النسب وﻻ اﻻصل
يهم في تعامل اﻻنسان مع اﻻخرين
ما يهم هو كيفيه هذا التعامل
لذا جاء الدين اﻻسﻼمي وسوا بين
الناس في تعاملهم مع بعضهم
واﻻ كيف يقبل عربي اصيل من
قريش التعامل مع عبد حبشي كان
باﻻمس سيده ، ﻻن المرجعية
واحده وهي القيم اﻻسﻼمية ..فلم يسالوا
عن قبيله...وﻻ عن مكان وﻻ عن اصل
الفكره هي ان نتعلم ان نتقبل...اﻻخر
ونتعامل معه ونتعايش مع بعض ..بغض
النظر عن الهوية او اﻻقليمية والقبلية اﻻنتماء
اما قيمة اﻻنسان الحقيقة تكمن في
أنسانيته و كيفية نظرته للحياة واساليبه
المتبعه لﻼستمتاع بها كطاقه تساعده
على البقاء ....في ظل هدف يبني به
كيانه كانسان يحب الحياه وعلى ارضيه
صلبه تدفعه الى اﻻمام وتدعمه بنظرة
تفائليه للمستقبل فالقيمه الحقيقيه
ليست فيما يملكه اﻻنسان...من جاه وسلطان
ولكن في طريقة تفكيره وتحديد هدفه
من اجل اﻻستمراريه النافعه......
والمنفعه لتحقيق التوازن والبقاء البناء
والتواصل ويتم تحقيق هذا الكل المتكامل
باﻻراده وتحديد الهدف دون سلب الحريه
الشخصيه لكل انسان.....وقد صدق
الشاعر في قوله :
ومن يحب صعود الجبال يعش
ابد الدهر بين الحفر.......
فالكون مسرح للحياه والعمل ﻻ للخمول
والكسل فاﻻفق ﻻ يحمل اﻻ الطيور الحيه
والنحل ﻻ يرتشق إﻻ رحيق الزهره الناظره
إن اﻹنسان ﻻ يقيم بما يملك من أموال
بل إن لﻺنسان قيمة حقيقية أسمي
وأرفع من هذا وإن قيمته في ما يحمل بداخله
من أفكار ومشاعر صادقة أمينة سامية
اﻻنسان ...بني آدم هذا المخلوق الضعيف
الذي جعله الله سبحانه وتعالى
خليفته له في اﻻرض لعبادته ..وﻻ عمار اﻻرض
قيمة اﻻنسان تكمن في انسانيته....
وقوته تتجلى في حسن ايمانه بالله
وبرسوله الكريم ....بالتخلق باﻻخﻼق
الحسنة ...بنشر الحب والخير والتسامح
بمدى خدمته للمجتمع الموجود فيه
وفعاليته داخله.....بتحديه للصعاب
وصموده امام العوائق....بالتمسك باﻻمل
والطموح والعمل على نيل اﻻحسن
بالرقي بنفسه ودينه وعلمه ووطنه
بالمبادرات الصادرة منه والتي تخدم
اﻻنسان اينما كان.....باعطاء القدوة والمثال
لﻼجيال المقبلة وترك بصمة حسنة
اخى الكريم ... اختى الكريمة
أنتَ ﻻ تملك أن تختار لونك ... وﻻ تملك
أن تختار جنسك .. لكنك تملك أن تختار
لنفسك القيمة الحقيقيّة التي ترفعك عند ربك
ثم عند نفسك ثم عند الناس من حولك......
