- إنضم
- 26 يونيو 2023
- المشاركات
- 121,957
- مستوى التفاعل
- 120,297
- النقاط
- 2,508

النصّ المميّز يشبه مدينةً ضائعة في الضباب، ندخلها صدفةً ثم نضيع في أزقّتها الملتوية، ولا نخرج منها إلا وقد التصقت بأرواحنا رائحة الورق القديم.
هذه الزاوية ليست رفًّا للعرض، بل ممرًّا يتنفّس بالحروف، تمشي فيه الكلمات كبحّارةٍ يفتّشون عن ميناءٍ في قلب العاصفة.
ما يُختار هنا ليس الأجمل بالضرورة، بل الأعمق: النصّ الذي يترك في القارئ أثر جرحٍ لا يندمل، أو لمسةَ نورٍ لا تزول.
كأنّ كل نصٍّ يوضع هنا قنديلٌ على جدارٍ متهالك في سرداب، يضيء لعابرٍ مجهولٍ قد يجيء بعد أعوامٍ ليجد نفسه فيه.
من يعبر هذا الركن لن يعود كما دخل؛ فالنصوص المميّزة لا تُقرأ، بل تُحفر في القلب، كما تُحفر الأسماء على خشب المراكب الغارقة.
---
الأقسام التي ينبض بها هذا الممرّ:
المدوّنات:
هنا تتناثر اليوميّات كنجومٍ مكسورة. كلّ نصٍّ مميّز يُختار من هذا الركن يشبه مرآةً صدئةً تُريك وجهك من زمنٍ آخر، أو نافذةً تطلّ على قلبٍ كان يكتب كي لا ينكسر.
الشعر الفصيح:
تُنتقى القصائد المضيئة كما تُقطف العناقيد النادرة، تحمل جرسًا أبديًّا لا يُقرأ مرّةً واحدة، بل يتردّد في الروح كما يتردّد صدى البحر في قوقعةٍ منسيّة.
الشعر الشعبي:
نصوصه كأغنيةٍ تُغنّى على نارٍ قديمة، بصوت الجدّات حين ينسجن الليل بحكاياته، ولهيب القلوب التي تنبض بلحن الأرض.
المقالة:
يُصطفى منها النصّ الذي لا يصف فقط، بل يُفكّك العالم ويعيد تركيبه؛ كحبرٍ فلسفيٍّ يكتب على زجاج نافذةٍ في ليلةٍ ممطرة. المقالة المميّزة ليست رأيًا، بل بوّابة لفهمٍ أعمق.
أقلام الأعضاء:
كلّ قلمٍ هنا مسافر، لكن النصّ المميّز هو الذي يخلّف خريطة، ويمهّد لطريقٍ يعبره الآخرون، كأنّ الحروف شراعٌ يجرّ المنتدى نحو أفقٍ جديد.
القصة:
النصوص المختارة من هذا الركن تشبه مدن زافون المفقودة: أبوابٌ خشبيّة تقود إلى دهاليز، شخصيّات تخرج من العتمة، وأحداثٌ تترك القارئ عالقًا بين الوهم والحقيقة. القصة المميّزة لا تُقرأ فقط، بل تُسكنك عالمًا لا تستطيع مغادرته.
التعديل الأخير: