ابو مناف البصري
المالكي
من القصص المتعلقة بتزكية النفس /
السيد بحر العلوم، يختبر المرحوم النراقي/
ينقل أن المرحوم الملا مهدي النراقي
وكان متبحراً في كثير من العلوم وقد ألف كتاب (جامع السعادات) في علم الأخلاق وتزكية النفس،
وكان قد أرسل نسخة من كتابه المذكور إلى السيد بحر العلوم في النجف الأشرف، ومن ثم سافر بنفسه إلى زيارة العتبات المشرفة ودخل النجف،
فجاء العلماء إليه تجليلاً لمكانته السامية،
إلا أن السيد بحر العلوم امتنع عن المجيء لزيارته، ولم تمض أيام حتى قام المرحوم النراقي بنفسه بزيارة السيد بحر العلوم، إلا أن السيد لم يُعر اهتماماً كبيراً به، ومرة أخرى قام النراقي بزيارة بحر العلوم في بيته وأمضى معه ساعة مِنَ الوقت، وهذه المرة لم تكن بأفضل من سابقتها حيث إن بحر العلوم لم يهتم اهتماماً كبيراً بالنراقي،
فرجع النراقي إلى منزله، ومرة أخرى زار النراقي بحر العلوم دون أن يفكر بأنه لا فائدة مرجوة من اللقاء ببحر العلوم
و في المرة الثالثة بعدما طلب السيد النراقي الأذن بالدخول
حتى خرج إليه بحر العلوم حافياً لاستقباله واحتضنه وقبله وأدخله المنزل بكل احترام وتجليل،
وبعد أداء الاحترام قال السيد مخاطباً النراقي، كتبتم كتاباً في الأخلاق وتزكية النفس وأهديتمونا نسخة منه، وأنا قد طالعت الكتاب من أوله إلى آخره بكل دقة وإمعان، والحق يقال :
أنه كتاب يقل نظيره، ومفيد جداً، وأما السبب في عدم مجيئي لزيارتكم واستقبالكم منذ ورودكم إلى النجف، وعدم الاهتمام اللائق بشأنكم عند زيارتكم لنا و .... و ....
كل ذلك قمت به عمداً، لأطلع على أنك عامل بما كتبت، أولا؟ فظهر لي أنك في أعلى درجات تزكية النفس، وأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب .
( قصص ) بتصرف








السيد بحر العلوم، يختبر المرحوم النراقي/
ينقل أن المرحوم الملا مهدي النراقي
وكان متبحراً في كثير من العلوم وقد ألف كتاب (جامع السعادات) في علم الأخلاق وتزكية النفس،
وكان قد أرسل نسخة من كتابه المذكور إلى السيد بحر العلوم في النجف الأشرف، ومن ثم سافر بنفسه إلى زيارة العتبات المشرفة ودخل النجف،
فجاء العلماء إليه تجليلاً لمكانته السامية،
إلا أن السيد بحر العلوم امتنع عن المجيء لزيارته، ولم تمض أيام حتى قام المرحوم النراقي بنفسه بزيارة السيد بحر العلوم، إلا أن السيد لم يُعر اهتماماً كبيراً به، ومرة أخرى قام النراقي بزيارة بحر العلوم في بيته وأمضى معه ساعة مِنَ الوقت، وهذه المرة لم تكن بأفضل من سابقتها حيث إن بحر العلوم لم يهتم اهتماماً كبيراً بالنراقي،
فرجع النراقي إلى منزله، ومرة أخرى زار النراقي بحر العلوم دون أن يفكر بأنه لا فائدة مرجوة من اللقاء ببحر العلوم
و في المرة الثالثة بعدما طلب السيد النراقي الأذن بالدخول
حتى خرج إليه بحر العلوم حافياً لاستقباله واحتضنه وقبله وأدخله المنزل بكل احترام وتجليل،
وبعد أداء الاحترام قال السيد مخاطباً النراقي، كتبتم كتاباً في الأخلاق وتزكية النفس وأهديتمونا نسخة منه، وأنا قد طالعت الكتاب من أوله إلى آخره بكل دقة وإمعان، والحق يقال :
أنه كتاب يقل نظيره، ومفيد جداً، وأما السبب في عدم مجيئي لزيارتكم واستقبالكم منذ ورودكم إلى النجف، وعدم الاهتمام اللائق بشأنكم عند زيارتكم لنا و .... و ....
كل ذلك قمت به عمداً، لأطلع على أنك عامل بما كتبت، أولا؟ فظهر لي أنك في أعلى درجات تزكية النفس، وأنت بنفسك كتاب أخلاق، تهدي الآخرين بأخلاقك، وليس بكتابك فحسب .








