ابن الانبار
::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
تكتسب الدراسات التاريخية بدول الجوار اهمية كبيرة, لاسيما المتعلقة بايران وتركيا. كون البلدين لهما روابط مشتركة مع العراق تتعلق بالعمق التاريخي المشترك, والمصالح السياسية والاقتصادية المشتركة.تركيا دولة جارة للعراق من جهة الشمال, وتربطنا معها علاقات قديمة تعود الى عصر الدولة الاسلامية, وفي تاريخنا الحديث تعد الدولة العثمانية, التي كان العراق جزء منها, تاريخ مشترك لكلينا, كما ان تركيا الحالية هي امتداد طبيعي للدولة العثمانية .. لذلك الاهتمام بالتاريخ التركي له فوائد كثيرة لباحثينا والمهتمين بالشأن التركي. اعددنا هذه الدراسة الموجزة عن تاريخ تركيا لطلبة المرحلة الرابعة في قسم التاريخ, كلية التربية, جامعة بابل, وهي متوافقة مع النظام الفصلي المعتمد في الكلية, كما انها دراسة مبسطة تتلائم مع المستوى الفكري لطلبة الجامعة. وهي ليست الدراسة الاولى عن تركيا, فتوجد دراسات عديدة عن التاريخ التركي لكننا وجدنا تشذيب المعلومات وتبسيطها للطلبة ضروري, ومن له الرغبة في الاستزادة من معلومات اضافية فتوجد عشرات المصادر عن تاريخ تركيا مثبته في نهاية كل مبحث. تقسم هذه الدراسة الى خمس مباحث, تناول المبحث الاول موجز التاريخ التركي في عهد مصطفى كمال اتاتورك 1923-1938 بما فيها المدة التي سبقت اعلان الجمهورية عام 1923 والمتعلقة بنشاطات حركة التحرير الوطنية بين عامي 1919 و 1922, وفي هذا المبحث معلومات عن التطورات السياسية والاقتصادية في تركيا خلال المدة المذكورة انفا, ومشكلة المضايق وعلاقات تركيا الخارجية بدول العالم وخصوصا المعسكر الغربي. واختص المبحث الثاني بعهد عصمت اينونو 1938-1950 اذ وضحت الاوضاع العــامة في تركيـــا اثناء الحرب العالميــة الثانيــــة 1939 – 1945, والتطور السياسي المتمثل بانتقال تركيا من نظام الحزب الواحد الى نظام التعددية الحزبية, فضلا عن تنامي العلاقات التركية مع الدول الغربية لاسيما مع الولايات المتحدة الامريكية. اما المبحث الثالث فقد ناقش التاريخ التركي في حقبة حكم الحزب الديمقراطي 1950-1960, وتناول فيها التطورات السياسية والاقتصادية في تركيا, والظروف التي هيأة لتدخل الجيش في السياسة والقيام بانقلاب 27 مايس 1960 الذي انهى حكم الديمقراطيين في تركيا. وتناول المبحث الرابع الاوضاع العامة في تركيا بين انقلابين 1960-1971, في عهدي جمال كورسيل وجودت جوناي, وتمثلت هذه المدة في الفوضى السياسية وتنامي قوة الجيش وتدخلهما في الحياة السياسية التركية. اما المبحث الخامس فكان عن مدة الازمة الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسي في تركيا والذي تلا انقلاب عام 1971 حتى انقلاب 12 ايلول 1980, وهي في عهد الرئيس التركي فخري كورتورك. كما تم تسليط الضوء على علاقات تركيا الخارجية التي تميزت بفتح صفحة جديدة مع الدول الاسلامية, لاسيما العربية منها. وفي الختام نتمنى ان نكون قد وفقنا في هذه الدراسة خدمة لطلبتنا الاعزاء, والمسيرة العلمية في بلدنا العزيز, ومن الله التوفيق