أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

نصف قلب الجزء الأخير .. أمير الحرف

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
280,464
مستوى التفاعل
34,703
النقاط
150
الإقامة
العراق / بغداد
نصف قلب .. الجزء الثاني والاخير


1760122315366.jpeg






في مساء الميلاد ...



كان الاحتفال مقتصراً على أفضل صديقاتها فاليوم تطفيء شمعتها الرابعة والعشرين ومناسبة كهذه لابد أن تحضر فيها أقرب الصديقات لقلبها ويجب أن يظهر الحفل مثالياً فهي لاتريد لأي شيء أن يعكًر صفو هذه الليلة لهذا هيات ما يجعل حفلها الصغير مبهراً الاطباق المنوعة , والحلويات المزينة بطريقة جميلة , والزينة التي ملأت أرجاء المكان

حتى الموسيقى والأغنيات انتقتها بعناية

وحين حضر الجميع بدت الأجواء جميلة وصاخبة تتخللها الموسيقى والضحكات ودلع الصبايا وأحاديث جانبية ناعمة

أما هي فقد كانت متألقة وسعيدة كأنها فراشة تطير بين الحقول تتنقل بين صديقتها لمتابعة إن كان ينقصهم شيء وتحيط المكان بضحكاتها التي تنبيء بدواخلها الغارقة بالسعادة

الطاولة الكبيرة في مؤخرة الصالة امتلئت بالهدايا مع بعض البالونات التي انفلتت من الزينة المعلقة بالسقف

وبعد اطفاء الشموع بادرو بفتح أغلفة الهدايا

والتي تراوحت بين عطور وفساتين ولوازم أنثوية وباقات ورد أنيقة لكن صديقتها المفضلة كان ذوقها مختلفاً

فقد كانت تحمل ما يبدو عليه كتاباً وعندما حان دور تقديم هديتها أزالت المغلف عنها كانت رواية رومانسية بعنوان

نظرة حب ..

- أوه يا ربي كم أنتِ رائعة ما أجمل هذه الهدية وكم أحبك غاليتي قالت ذلك وهي تعانقها مرددة

لقد جاءت هذه الرواية بوقتها فعلاً .. ممتنة لك حبيبتي

لكن أتعرفين .. انها صدفة جميلة وغريبة في ذات الوقت

فقي صباح هذا اليوم كنت أقرأ شيئاً لامس قلبي كثيراً يشبه الى حد ما فكرة هذه الرواية وحينها طرأت في نفسي رغبة أن أقرأ كل رويات الحب في هذا العالم

ثم يأتي المساء وتكون هدية أروع صديقة لي في الدنيا رواية حب ؟

أليست هذه صدفة رائعة انه بلا شك يوم الصدف الجميلة

لا تعرفين كم أنا سعيدة بهذه المفاجئة حبيبتي .. ممتنة لكِ جداً

- منال حبيبتي تعرفين كم أنتِ غالية على قلبي وأردت أن أخرج عن النسق المعتاد في الهدايا

فكان لابد أن أهديكِ شيئاً مميزاً

ثم أردفت مبتهجة وكأنها تستدرجها الى إعتراف

ولكن مالذي كنت تقرأينه هذا الصباح أهي قصة حب ؟

- لا انه شيئاً آخر .. ثم اقتربت وراحت تتكلم بصوت خافت خشية أن تسمع بقية الصديقات

في الواقع انه حديث يحتاج لجلسة منفردة وكوبين من القهوة وبعض الموسيقى الشاعرية

ابتسمت صديقتها وهي تقول

- ألهذا الحد ؟

تبدو لي تلك أوصاف موعد حب وليس لقاء صديقتين

- سميه ما شئتِ لكنه في الحقيقة يصلح أن نطلق عليه موعد الحديث عن الحب

- لقد أثرت فضولي حدثيني ما بك ..؟

ضحكت بخجل قبل أن تقول

- لا تقلقي أنا بخير وسعيدة جداً خلاصة مافي الأمر انني وجدت مفكرة صغيرة

كتبت فيها مذكرات حب ولد من نظرة واحدة

- حسناً لم أفهم منك شيئاً الآن لنلتقي غداً في مكان ما كما طلبتي

- نعم حبيبتي لنلتقي بمقهى صوفيا في العاشرة صباحاً

- اتسعت عيناها قبل أن تقول مقهى صوفيا ..؟

- نعم مقهى صوفيا ذاك المحاذي لمحطة المترو ألا تعرفيه ؟

- أعرفه طبعاً لكن لماذا صوفيا تحديداً لماذا لا تختاري مكاناً أقرب ..؟

- اسمعي كلامي أريد أن نلتقي هناك ولا تناقشي في الأمر

حسناً حبيبتي كما تحبين



في تلك الليلة ..

عادت منال لغرفتها وهي شاردة الذهن وفي عينيها لمعة

ارتمت على سريرها وتناولتها من تحت الوسادة وراحت تعيد قراءة ما بــ تلك المفكرة

سرحت بأحلامها كأنها تعيد ترتيب مخيلتها وتصنع مشاهد لا حصر لها عن لحظات الحب

تلك الليلة لم تكن عادية أبداً كانت كمن تحلق بأجنحة الأماني

رقصت ودندنت باغنية تحبها ارتمت على سريرها وهي تنظر لسقف غرفتها بعيون ترى مشاهد أخرى وهي تلف خصلة من شعرها حول سبابتها .. وتلاشت رغبتها في النوم فراحت

ترتدي وتغير جميع فساتينها الجديدة أمام المرآة لكنها لم تغير سلسلتها التي تحمل الحرف الاول من إسمها





صباح يوم جديد ..

رن منبه الساعة عدة مرات قبل أن يفتح عينيه

كان الوقت يشير للثامنة صباحاً وهو الوقت الذي اعتاد أن يستيقظ به لكنه اليوم يشعر بحاجة ملحَة للنوم مجدداً

نافذة الغرفة كانت تحمل انباءً عن المطر وهو ينساب على زجاجها وهذا ما أعطاه سبباً آخر للبقاء بفراشه

لم يعد موعد المقهى حافزاً للنهوض فهي لن تعود ومعرض بيع الهدايا الذي ورثه عن والده لن يفتح قبل الظهيرة وهو وقت اكتضاض السوق بالزبائن فعاد للنوم مجدداً



في مقهى صوفيا .. العاشرة صباحاً



توقف المترو أمام المقهي فحملت نادين مظلتها ونزلت على عجل كانت ترتدي معطفاَ بلون القهوة وتلف حول رقبتها لفافة صوفية بلون الكريما وهي تخطو بكاريزما استثنائية شغلت أعين الجالسين وما ان دخلت المقهى حتى لازمها شيء من السكينة الممزوجة بالشغف وهي تتأمل بنظراتها أرجاء المقهى الأنيق

استقبلها النادل بعبارات الترحيب

- عمتِ صباحاَ آنستي أين تفضلين الجلوس في الداخل أم على احدى الطاولات الخارجية

فالمطر كما تعلمين قد توقف والنسائم اللطيفة في الخارج تغري بالجلوس

ألقت نظرة سريعة على الطاولات الشاغرة قبل أن ترد

- أهلاً بك صباح الخير ..

- في الواقع ساختار طاولة خارجية ريثما تصل صديقتي

- كما تحبين سيدتي سأعود لاحقاً لأخذ الطلبات

مضت دقيقة على جلوسها قبل أن تظهر منال من داخل المقهى

وبعدعناق قصير وقبلات سريعة

بدأت الجلسة بقهوتين

- يبدو انك سبقتيني أرجوا أن لا أكون قد تأخرت على الموعد ولكن هل كنتِ تجلسين في الداخل ؟

- لا مطلقاً لم تتاخري لقد وصلت منذ دقائق وكنت أتحدث مع النادل في الداخل

- حسناَ أخبريني كيف حالك و ما رأيك بالرواية هل بدأتِ بقرائتها ؟

- أنا بخير أما الرواية فلم ابدأ بها لكني أثق بذائقتك وأعلم بأنها ستكون رائعة

أكملت عبارتها وهي تتلفت بالمكان

فبادرتها نادين

- لماذا تتلفتين كمن تفتش عن شيء ؟

- بصراحة أبحث عن صاحب المفكرة

- آها اذاّ حدثيني عن المفكرة ألم تقولي إنها تحتاج الى جلسة وقهوتين

ها هي الجلسة والقهوتين في طريقها للوصول أخبريني اذاَ مالموضوع

حسناً نادين سأخبرك بكل شيء

بطريقة ما وصلت مفكرة من ذلك النوع الذي يدون الناس فيه يومياتهم الى السلة التي تحملها جدتي دون أن تنتبه لذلك

في اليوم التالي عثرت عليها داخل سلتها وانا أبحث عن الكرز وانتابني الفضول فقرأت مابها ثم سرعان ما غرقت بتفاصيلها

ومن بين الكثير من الرسائل والنثريات الجميلة استوقفتني قصة حب ذلك الكاتب مع فتاة صادفها مرة فأغرم بها من نظرة أولى ثم راح يترقبها وينتظرها كل يوم على أمل أن يفضي ذلك الى لقاء يجمعهما ليخبرها عن حبه

لكن الفتاة أختفت فجأة ولم يعد يراها كما اعتاد كل يوم حيث تمر بالقرب من مكان جلوسه

بعدها ضاعت مفكرته التي كتب بها قصته ورسائله الادبية وبصدفة عجيبة وصلت تلك المفكرة لي

يا إلهي لقد وصف شغفه بها كأنها سلطانة قلبه

وها أنا أفضفض لك فبعد أن قرأتها لا أعرف ماذا حدث لي فقد تولدت لدي رغبة في لقاء الشاب المهذب

كما تسميه جدتي

ولا أدري كيف سأفعل ذلك لهذا جئت هناك فلعلي أجده لأعيد له مفكرته ومن يدري ربما ..

فقاطعتها نادين مبتسمة

- وربما تعوضيه عن فتاته ؟

تلعثمت ثم قالت

- لا لم يخطر ببالي هذا السيناريو الغريب أردت فقط مقابلته كي أعيد له المفكرة

وربما يحدث بيينا صداقة ما ثم ضحكت وهي تكمل تعرفين كم انا فضولية ومجنونة في بعض الأحيان

رفعت نادين حاجبيها باستغراب وهي تسمع هذا الكلام

- لكن هل لوجودنا بمقهى صوفيا علاقة ما بذلك الشاب أوالمفكرة ؟

- نعم بالتأكيد فقد ذكر في مفكرته انه اعتاد الجلوس هنا في مقهى صوفيا

وظننت انني قد أجد الشاب يبحث عن مفكرته هنا أو في هذه الانحاء كما انني أحب هذا المقهى وأردت أن التقي بأعز صديقاتي في مكان جميل

لاتنسي فانا أفتقد أحاديثنا منذ مدة كما انني قلقة عليكِ بعد مرض والدتك الذي أبعدك عني

جزءاً من نادين كان مرتبكاً وهواجس غريبة بدأت تساورها فبادرت بالقول

  • - اذا هل تسمحيلي برؤية المفكرة فربما أكتشف شيئاً يوصلنا اليه
  • - نعم حبيبتي تفضلي وأخرجت المفكرة من حقيبتة يدها وناولتها لنادين
بعد لحظات كانت نادين تقلب صفحاتها بهدوء ثم سرعان ما بدأت ملامحها تتبدل ومع كل عبارة حب تغمض أجفانها كمن تريد حبس دمعة خرجت عن السيطرة كانت الكلمات تسحب قلبها الى السطح وهي تمر بلحظات غياب مؤقت عن الواقع

وصوت صرير باب داخلي لذكرى في قلبها لم تغلق جبدا

وبهمس خافت آه .. المترو ..!!

أما منال فكانت منشغلة بتوزيع نظراتها على الطاولات المجاورة لعلها تكتشف من هو الشاب الوسيم وراحت تقاطع أفكار نادين وهي تقول

- النادل أخبرني انه لم يعد يأتي هنا منذ أن فقد مفكرته لكن نادين لم تكن تسمع شيئاً كانت فقط تستسلم لذلك الدفء الخفي التي تحدثه عبارة تلو أخرى في أعماقها ثم تسافر بها بعيداً الى ذروة اللاشعور

أكثر الصور وضوحاً تلك التي لم تلتقط بل سكنت فيك دون اطار وبقيت نائمة حتى يوقظها شعور طاريء

مضى بعض الوقت قبل أن تعيد نادين تلك المفكرة وهي تقول إن غزارة وحدته وحدَة حنينة ترغماني أن أقول انه رائع ..

بعد ساعة من أحاديث متفرقة كانت نادين في أغلبها شاردة انتهى اللقاء بعناق ومغادرة ..

استقلت منال المترو أما هي فقد كانت بحاجة لان ترمم روحها وأن تمشي قليلاً في تلك الأماكن

مع رغبة طفيفة لشراء بعض ما يلزمها من السوق القريب

بعد نصف ساعة كانت قد بدأت بشراء بعض الاكسسوارات وفي طريق الخروج من السوق لفتت انتباهها آنية جميلة من الخزف من خلف زجاج معرض الهدايا المغلق

أحدهم لاحظ وقوفها أمام المعرض فأخبرها انهم يفتحون بعد ساعة من الآن

شكرته وأكملت خروجها من السوق وفي طريق العودة مرت بجوار مقهى صوقيا مجدداً

لكن شيئاً ما قادها للدخول للمقهى مرة أخرى

فأستقبلها النادل بابتسامة

- تفضلي آنستي هل نسيتي شيئاً ما

- أهلا بك لا أبداً لكنني وددت أن أسألك وأنا بغاية الحرج

- تفضلي سيدتي أنا في الخدمة

راحت تفرك يد بيد وملامح الحرج على وجهها وبعد تردد قصير

- أممم هل تعرف أين يمكنني أن أجد صاحب المفكرة

- نظر لها باستغراب وهو يقول سيدتي هذه هي المرة الثانية التي تسألني فيها فتاة نفس السؤال

صديقتك التي كانت تجلس معك كانت تستفسر أيضاَ عن الشاب والمفكرة وأجبتها أن هناك العشرات ممن يجلسون في المقهى طوال اليوم

ولا أدري إن كان أحدهم قد فقد شيئاً لكن يمكنك سؤال النادل الآخر

شيء من الندم المصحوب بالخجل أصابها فاردفت على الفور

- انها فكرة حمقاء مني لاعليك شكراً لك وهمت بالمغادرة فبادرها

- عفواً آنستي يمكنني أن انادي النادل الآخر لتساليه بنفسك فقد وصل للتو وبدأت نوبته

- ها لا شكراَ لا تتعب نفسك وخرجت من المقهى بضع خطوات مشت باتجاه المترو قبل أن تسمع صوت أحدهم

- آنستي من فضلك

استدرات واذا بالنادل الآخر يقترب منها وهو يقول

- مرحباً سيدتي في الحقيقة يمكنني ان أجيبك على سؤالك

نعم فقد أحد الزبائن مفكرته بعد أن صدمت طاولته امرأة كبيرة

تمر من هنا وبعد هذه الحادثة أختفت مفكرته .. لقد بحثنا عنها فلم نجدها و حزن عليها كثيراً فقد كانت تعني له الكثير

- حسنا هل لك أن تخبرني أي شيء آخر عن الشاب ..؟

- نعم سيدتي انه زبون اعتاد الجلوس في أحدى الطاولات خارج المقهى كل صباح اظنه كاتباً أو شاعراً وكان في بعض الأوقات يراقب مرور المترو أيضاً وعندما يتحرك المترو يعود للكتابة

لا أعرف سيدتي اذا سمحتِ لي لقد لفت انتباهي أنه يراقب فتاة تخصه وقد

رأيته ذات مرة يلوح لها بالورد لكنه غاب بعدما ضاعت مفكرته

- وضعت يدها على فمها كأنها تكتم شهقة وملامح الحزن تكاثرت بعيونها

بضع ثوان قبل أن تتمالك نفسها

ثم شكرت النادل وغادرت مع استغراب النادل الذي لم يفهم شيئاً مما دار بينهما





ذلك اليوم ..





دخلت نادين غرفتها ودواخلها مثقلة بالحزن والسرور معاً ذلك النوع من الشعور الذي لا تدرك ماهيته

اقتربت من مرآتها ببطء كأنها تريد أن تشاهد ذلك الانشطار الذي هزً أعماقها وهي تفكر بتلك الأحجية

الشاب والمفكرة والمقهى وصديقتها منال التي تنوي اقتحام المشهد

كل شيء مر بصمت عميق

فتسرب الذكريات لا يحدث ضجيجاً بل يمر كنسمة بين طبقات الروح ويضيء مشهداً كان مطوياً في زاوية الشعور ينتظر حزنا ليستيقظ

تلك الأحداث الغريبة أعادتها لأيام مضت في آواخر يوليو



يومها حين عادت للمنزل كانت في أوج سعادتها أضاءت بعض الشموع وشغلت الموسيقى التي تحبها

إرتدت فستاناً بكمين شفافين فتشكل التضاد اللوني ما بين بشرتها البيضاء و فستانها الأسود

حيث بدت بهيئة أميرة أرسلت خصلات شعرها الى الخلف ليكتمل تدوير وجهها

ويشع جمالها كما يحدث للقمر وراحت تراقص حلمها وتتمايل بفرح كبير كسندريلا

كانت بحاجة لبعض الإنهيار حتى لو تطلب الأمر أن تقع بين أحضانه وتميل برأسها على كتفه وتقول له

انا هنا لأجلك ..

لكن لعنة الساعة الثانية عشر رافقتها أيضاَ مثل سندريلا وسرقت تلك اللحظة عند سماعها ارتطام والدتها على الأرض بعد نوبة قلبية مفاجئة

لحظتها هرعت حافية لم تترك حتى فردة حذاء يقتفي أثره أميرها الموعود ..

لازمت أمها على سرير المرض غابت عن كل شيء عملها وحلمها الذي كان على وشك أن يتحقق ...



صوت الرعد والمطر المتسارع أعادها من تلك الذكريات مبتلة بالدموع

اقتربت من مرآتها أكثر تأملت وجهها الذي يشع منه ملامحاً ملائكية حزينة

خلعت معطفها البني وأزالت اللفافة الصوفية التي تطوق عنقها فظهرت سلسلتها التي تحمل

حرف إسمها و نصف قلب ..





في صباح اليوم التالي

كانت بحاجة لأن تخرج من وتيرة خوفها على والدتها وتكسر روتينها اليومي الذي لازمها منذ أكثر من شهرين بعد تحسن ملحوظ في صحة والدتها

الآن عليها أن تعود لحياتها وعملها الذي غابت عنه لتبقى بالقرب من أمها ..

بعد ساعة ..

حين توقف المترو في مكانه المعتاد أمام المقهى كانت تنظر من النافذة بلهفة ومشاعر من نوع آخر لكنه لم يكن موجوداَ كما تعودت أن تراه على طاولته الخشبية المدورة

كانت منال هي التي تجلس لوحدها بذلك المكان رسمت على وجهها ابتسامة شفقة على صديقتها التي تنتظر شخصاً لايخصها ثم أكملت طريقها للعمل ورغم ترحيب زميلاتها وفرحتهن بعودتها بعد غياب الا انها كانت شاردة طوال الوقت .. شيء ما بها تبدل عن السابق

وفي طريق العودة مرت من جديد بصوفيا والطاولة هذه المرة خالية تماماً

ترأى لها كيف كان ينظر لها استعادة نظراته ولهفة عينيه

ومن دون أن تنتبه رددت بسكينة يوما ما سيأتي



يومان آخران والطاولة المدورة مازالت خالية وكل يوم تتسلل خيبة أخرى لذلك المترو وهو يمر من أمام المقهى

حتى صديقتها يأست ولم تعد لذلك المقهى



بعد أيام في مكان آخر ..



- الحمد لله على سلامتك أصبحتِ أفضل بكثير من السابق اعذريني فقد تأخرت بزيارتك تعرفين مشاغل الحياة ومراعاة منال تأخذ من وقتي الكثير فقد أصبحت أمها وجدتها بآن واحد بعد سفر والديها لكنني اشتقت لكِ كثيراً وأردت الاطمئنان عليكِ

- شكراً لك ممتنة جداً لقدومك اليوم وانتِ أيضاً لم تقصري بالسؤال عني طيلة الفترة الماضية

كم أنا سعيدة بقدومك فقد مللت الوحدة على سرير المرض

لكن لماذا لم تصطحبي حبيبتي منال معكِ

لابد ان نادين ستحزن لهذا الامر

- في الحقيقة هي لا تعلم بقدومي اليكم فقد خطر ببالي فكرة المجيء لزيارتك وأنا في السوق رأيتها فرصة أن أكون معك بدون هذه الثرثارة وضحكت

أحظرت نادين الضيافة وهي تردد

- صحيح جدتي أين منال لماذا لم تأت

- انها في المنزل حيث نقوم بتجديد بعض الاثاث وهي منشغلة بترتيبه الآن هناك

وأنا كنت في البازار الكبير واقتنيت بعض الأشياء من أجل التجديد ثم قررت المرور بكم وأعلم انها ستصدع رأسي لو علمت بوجودي هنا وستعتبرها خيانة

ضحك الجميع فأردفت ..

- على ذكر السوق اليوم وأنا في البازار حدث لي موقف مضحك أيضاً فقد دخلت محل الهدايا لشراء لوحة أعجبتني واذا بي أجد صاحب المتجر هو نفس الشاب الذي صدمته منذ مدة وانا أمر مسرعة بجانب طاولته التي يجلس عليها وقتها أوقعت أغراضه على الأرض وانسكبت قهوته على ملابسه يا الهي كم كان موقفاً محرجاً لكنه ولله الحمد لم يتذكرني فأشتريت اللوحة وأعطيته العنوان وهرعت مسرعة كي لا يكتشفني وانفجرت بالضحك

ضحكت أمها أما هي فقد تجمدت بمكانها مع ضحكة مرتبكة ونبض تسارع فجأة

ثم تورد وجهها كمن أمسكت بخيط أمل كانت بانتظاره وأردفت

- حسناً فعلتِ بهروبك جدتي لكن هل أنت متأكدة انه نفس الشاب ربما شخص يشبهه فحسب ..؟

- لا أبداً انه هو فأنا لا أنسى الوجوه ولم انسى ذلك الموقف أبداً لكنه للأمانة وقتها عاملني بلطف كبير وكان غاية في التهذيب

بقيت الجدة تتحدث عن هذا الموقف ومواقف أخرى أما نادين فقد انسحبت الى غرفتها دون أن يشعر أحد

وقد أنتابتها رجفة الشعور بـــ فرحة غامرة

ربما هي رسالة القدر كي أعثر عليه

- يا الهي انه محل الهدايا الذي كان مغلقاً لقد كنت بقربه دون أن أعرف



كراند بازار .. محل الهدايا



من بعيد كانت تقف مترددة تتأمله كيف سيبدو على طبيعته دون قناع ومع هذا فبرغم ليلها الطويل بالأمس فهي لم تتمكن من الوصول لسيناريو يجمعها به دون أن يخدش كبرياءها كأنثى

أخيراً قررت الدخول لمعرض الهدايا مجردة من كل أسلحة المرأة في مواقف كهذه

بضع خطوات تحركت لكنها تفاجئت ان صديقتها منال وصلت أيضاً وتهمَ بالدخول عليه في تلك اللحظة

ارتباكة لازمتها وراحت تفرك بيديها وهي ترقب هذا الحدث المباغت فتراجعت للخلف وأنزوت في زاوية تسمح لها بمشاهدة ما سيحدث دون أن ينتبه لها أحد

لم تتوقع أن الجدة ستثرثر بحادثة معرض الهدايا أمام منال بهذه السرعة

لكنها كانت بحاجة لتختبر حقيقة شعوره نحوها إن كانت ماتزال راسخة بذاكرته أم هي مجرد روح عابرة بامكان أي فتاة أخرى أن تزيحها بعيداً عن المشهد وتقيم في قلبه حتى لولم تكن جزءً من الحكاية

بعد قليل لمحت منال تسلمه المفكرة وعلامات السرور بدت واضحة عليه لكنها لم يكن بوسعها من تلك المسافة سماع حديثهما

اما هو فقد سحب كرسياً لمنال لتجلس وعلامات الترحيب بها كانت واضحة جداً ومع الوقت تشعب الحوار بينهما

جانباً من منال كان يحجب الرؤية عنها ولم تتمكن من معرفة ماهو الشيء الذي أخرجه من العلبة وقدمه لصديقتها

في سرها لابد انها هدية منه وما يبدأ بهدية قد يستمر

داهمها شعور بالهزيمة فقررت المغادرة لم تحتمل مشاهدة ما قد يحدث لاحقاً

يا الهي ماذا صنعت بنفسي كيف انجرفت بسهولة لهذه الفوضى تحركت بضع خطوات جانباً فصار بوسعها مشاهدته

كان كمن يشرح لمنال أمراً ما

وبوجه تعلوه ملامح المواساة حدثت نفسها

أعذره فما بيننا ليس سوى بضع نظرات وحديث قصير تلاه غياب طويل

مالذي يزعجك

فهي حكاية ماتت قبل ولادتها

الآن ينبغي أن أعود لنفسي السابقة وأطفي الضوء الذي كان يضيء الطريق اليه فما كان يتأرجح لن يقاوم أبداً بل ينهار فجأة .. ثم غادرت بانسحاب أنيق ..



تلك الليلة .



تقلبت كثيراً بفراشها كانت تريد نسيان كل شيء لكنها في كل مرة تجد نفسها مازالت عالقة في ذكريات ذلك الموقف

فتحت أحد الادراج فصارت الجريدة أمامها راحت تنظر اليها وقدعادت بها الذاكرة لذلك اليوم

كم كان لطيفاً معي كانت عينيه تخفي كلاماً كثيراً شعرت حينها إن كل ما به كان يريدني أظنه كان بحاجة لدقائق أخرى ليصارحني بمشاعره لكنني تسرعت بالمغادرة

صوت أتى من دواخلها ..

- أتحبيه ؟

ضمت الجريدة لقلبها وهي تقول لقد فات الآوان على ذلك

عاد الصوت مجدداً

- لاتتهربي أجيبي أتحبيه ؟

- أنا كأي فتاة تبحث عن وسادة سلام تسند أحلامها المتعبة نغمة هادئة تغمرها بالسكينة سحابة عابرة تمطر دواخلها ثم في لحظة هدنة مع الحياة خارجة عن كل حساباتها يأتي من يود أن يفتح قلبه ليضعها فيه

- اذا تحبيه ..!

- نعم وقعت بغرامه ماذا تريدين مني نعم أحبه بكل قلبي

- المفكرة ستعيده تأكدي من ذلك

- لا أدري لا أدري ...

رن الهاتف فجفلت وعادت من تلك المحاكاة

ردت وهي تجفف دموعها

- الو أهلا حبيبتي منال كيف حالك ..؟

- أنا بخير ياعمري وأفتقدك كثيراً لقد انشغلت عنكِ فقد قمنا بتجديد المنزل وغرفتي بشكل خاص ولم يتسنى لي المجيء مع جدتي لكني ليس من أجل هذا اتصلت بك فلدي خبر جديد حول المفكرة

حاولت أن تتظاهر بعدم معرفتها

- آها ماذا هل ظهر صاحبها ..؟

- لا لا هذا ليس حديث يقال في الهاتف لنلتقي غداً

- تمام كما تحبين أين سنلتقي ؟

- سازوركم للبيت وستكون فرصة لألقي التحية على والدتك وأتمنى لها السلامة

- حسناً غداً لن أذهب للعمل وبامكانك المجيء بأي وقت

- اتفقنا سأكون عندك قبل الظهر تصبحين على خير نلتقي في الغد .. وأغلقت

كانت تلك مفاجئة غير منتظرة لنادين فهي ليست بمزاج يسمح لها بمجاراة هذه القصة

لم تتعود ارتداء الأقنعة ولا تمثيل دور الكومبارس في قصة هي بطلتها الوحيدة ..



اليوم التالي الحادية عشرة صباحاً ..



- خالتي الحبيبة حمداً لله على سلامتك فرحت جداً بتماثلك للشفاء

- منال حبيبتي شكراً لك لماذا اتعبت نفسك بالمجيء فجدتك قامت باللازم وأكثر

- أبداً ياخالة فسروري هو رؤيتكم كما انني اشتقت لنادين

- أهلاً بك حبيبتي بأي وقت

مضى الوقت ببعض الاحاديث قبل أن تصطحبها نادين لغرفتها

استرسلت منال بالحديث عن تجديد المنزل وغرفتها ولونها الجديد ثم انتقلت للحديث عن اللوحة التي اشترتها الجدة

اما نادين فكانت كمن تستمع لقصة تعرف أحداثها مسبقاً لكنها كانت تخشى أيضاً أن تصدمها منال بشيء مما حدث بلقائها مع الشاب أو ان تتغزل به أمامها فبدأت تشعر بالضيف في داخلها

واصلت منال حديثها

- يالها من صدفة حيث أخبرتني جدتي انه نفس الشاب الذي اسقطت طاولته عندها صدمت لهذا الخبر

ثم استدرجتها لمعرفة مكانه وفي اليوم التالي ذهبت لمقابلته في محل الهدايا لأعيد له المفكرة

كان وسيماً بالفعل ومهذب جداً استقبلني بحفاوة كبيرة

وبرغم الفضول في معرفة ما فاتها من الحديث في ذلك اللقاء الا ان نادين كانت كمن ستنفجر شعرت بحرارة تسري بجسدها رغم برودة الجو فخلعت كنزتها الرمادية وفتحت زر قميصها الابيض فظهرت سلسلتها التي يتوسطها حرف اسمها و نصف قلب

فنهضت منال بشيء من الصدمة وأقتربت أكثر وراحت تتأمل سلسلة نادين

- يا الهي ما هذا ؟

ردت نادين

- ماذا مابك ؟

- انها انتِ

- ماذا تقصدين

- انتِ الفتاة التي أغرم بها انتِ فتاة المترو

سلسلة بــ نصف قلب لقد أخبرني بذلك قال انها كانت ترتدي سلسلة كهذه انها انت !!

خارت قواها فجلست نادين على حافة سريرها وشيء من بريق الشعور بالفخر تكاثر بوجهها وهي نقول

- اخبريني أرجوك ماذا قال لك أيضاً

- قال عيناها عسليتان وهي عيناكِ

قال أنيقة وفاتنة وهذا أيضاً ينطبق عليكِ

وترتدي معطفاً بنياً وأظنني رأيتك بمعطف مثله وسلسلة تتدلى من عنقها بنص قلب إنها أنتِ لكنه قال انه حدثها ذات مرة وتنازل لها عن جريدة الصباح

هل تحدثت معه أخبريني ؟

نزلت دموع نادين وراحت لدرج مكتبها وأخرجت الجريدة وضمتها الى قلبها دون أن تتكلم

- ياربي لماذا لم تخبريني بكل ذك ؟

- لأنني حين قرأت المفكرة فهمت كل شيء لكنني لم اكن متأكدة بشكل حاسم فتركت حيزاً علها تكشفه الأيام لكن القدر كان له رأي آخر وأخبرتني الجدة بمكانه في معرض حديثها عن اللوحة خلال زيارتها لنا

- لكنني رأيتك عنده في السوق فتراجعت .. أردت أن انسحب من الموقف فربما يبدأ بينكما شيئاً

قاطعتها منال ممازحة

- اي شيء أيتها المجنونة أردت أن أعيد له مفكرته فقط كيف تتخيلين ذلك .؟

انه مغرم بفتاته حد أنه لا يرى غيرها بهذا العالم

أخبرني انه سيبقى بانتظارها حتى لو تطلب الأمر عمره بأكمله وانه لم يحب شيئاً كما أحبها فقد لمح في عينيها طمأنينة قلبه وقال انها حبه الاول وحلمه الاخير

ثم قامت واحتظنتها وهد تردد

- لماذا أخفيتي عني يا لئيمة أتعرفين ؟

أظنه سيجن لو عرف بمكانك اذهبي اليه أو افعلي أي شيء فهو يستحق قلبك

انت لا تعرفين حجم حنينه وشوقه اليكِ

- اعرف لكن ماذا أفعل فبالنهاية أنا فتاة ولي حدود لايمكنني تخطيها

- لا عليك سأجد طريقة تجمعكما وحين ينتهي الامر ذكَريني أن أقتلك وراحت تضحك

- لكن لحظة رأيته يعطيك شيئاً لم أعرف ماهو أخبريني عنه ؟

- ترددت منال قبل أن تقول هل تثقين بي ؟

- نعم حبيبتي بكل تأكيد

- اذاً اساليه هو عندما تلتقيان هو سيجيبك عنه

- حسناً رغم صعوبة انتظاري لمعرفته لكن سأنتظر ...





مساء اليوم الثامن والعشرين من اكتوبر ..

توقف المترو قبالة المقهى كانت نادين خلف النافذة مجدداً بوجه مشرق استثنائي آسر وكان هو قد عاد لطاولته المدورة أيضاَ فنهض من جلسته مذعوراً حين لمحها تنظر اليه هذه المرة هو من صدم طاولته وانقلب فنجان القهوة

ووقعت مظلته والمفكرة على الأرض اثر نهوضه السريع ارتبك وانحنى ليعيد كل شيء لمكانه وحين رفع رأسه مجدداً

كان المترو قد تحرك وغادر بعيداً وعيناه تلاحق النافذة التي صارت بعيدة

جاء النادل ليمسح الطاولة وهو يقول

- سيدي ما قصة هذه القهوة التي تنسكب كل مرة لكن لا عليك سأطلب لك قهوة أخرى

لم يتلفظ بكلمة واحدة كان كمن استفاق للتو من حلم عميق وهو يحدق للنادل بعينين لا ترى ما أمامهما

- لتكن قهوتين من فضلك

التفت النادل لذلك الصوت الذي أتى من خلفه كانت هي ..

فبادرها بترحيب وابتسامة وتحرك بسرعة ليفسح المجال

- تحت امرك آنستي

أما هو فقد نهض ببطء هذه المرة وعيناه لاتفارقان عينيها سحب كرسياَ لها دون أن يتكلم كان كمن يلملم شتاته

بقيا واقفان وران بينهما صمت طويل وذوبان في غمرة تلك اللحظة

هنا تتلاشى الكلمات حين يحدق المرء بعينين يحبهما

كان كمن يستريح بالنظر اليها من تعب ما

أومأ لها بالجلوس فجلست

- ياه كم انتظرت هذه اللحظة وكم طال أمدها فمنذ رأيتك عرفت انكِ حلمي الذي أبحث عنه وحين غادرت بقي الكثير منك معي وبقيت عالقاً بطمانينة عينيكِ

كان عليها أن تظهر بعض تمنعها الأنثوي فقالت

- لقد جئت هنا من أجل صديقتي فقد دعتني لتخبرني بامر هام لكنني وجدتك هنا

لكنك مازلت تحتفظ بتلك النظرة التي حيرتني طوال الأشهر الماضية

- أنا أيضاً دعتني صديقتك لأمر هام ظننتها ستخبرني بمكانك

- ابتسمت نادين وهي تتمتم يبدو انها استدرجتنا سوياً لهذا اللقاء

بادرها على الفور وقد استعاد شخصيته التي كان يغطيها ارتباكه وخجله

- ولكن هل علينا أن نهدر هذه اللحظات التي انتظرتها طويلاً باحاديث تتحاشى الوصول لقلبينا

أعلم بأنني لست مثالياً ولست خياراً رائعاً للحب ولدي أخطاءَ بحجم السماء

لكنني أجزم ان وجودك الآن في الطرف الآخر من هذه الطاولة

هو أحنٌ ما بحياتي ..

وانني أستحق أن اكون النصف الآخر لهذا القلب الذي بسلسلتك

وصل النادل بالقهوة فقطع حديثه وساد بعض الصمت

أخذت اول رشفة من فنجانها ثم أردفت

- أتعرف ربما لم تكن وحدك تحتضن هذا الشعور لا أنكر انك تمكنت من هزيمة كبريائي واستحوذت على مخيلتي في ليال طويلة لطفك ومفكرتك الرقيقة وانتظارك الوفي كل تلك التفاصيل تحاول هزيمتي لكنني لا أريد

أن يكون في قلبي ندم يوما ما ولا في حياتي قصة بنهاية مبتورة

لكن القدر فعل كل ما بوسعه ليحدث ما يحدث الآن

كأننا خلقنا لنكون معاً شيئاً ما تبدل بداخلي منذ حديثنا الأول

لكنني لا أدري .. ما يجب فعله حقاً

انا حائرة ومترددة ويجب ان أغادر رغم ان جزء مني يريد البقاء هنا أطول

ونهظت من كرسيها للمغادرة وهي تقول كن بخير أرجوك

مشت بضع خطوات ..

ثم استدارت نحوه لكن أخبرني ماذا أعطيت لصديقتي رأيتك تعرض عليها شيئاً فقد كنت هناك أراقب عن بعد

وبصمته المعهود أخرج من جيبه سلسلة فيها أول حرف من اسمه ونصف قلب معاكس

بهتت ووضعت يدها على فمها وهي تمنع تاوهاً وقشعريرة ضربت أرجاء روحها ودمعة خرجت من أحشاء ابتسامة

وهي تقول

- الهذا الحد ؟

- نعم لهذا الحد فلم أتوقف عن حبك لحظة

والآن أريد أن أكونِ أحنُ وجهة تصلين اليها

آن لنا أن نتشارك كوبين من الحب معاً ورذاذ المطر في الشوارع ..

تعالي فأنا أملك ضياعاً رائعاً لكلينا ..

اقتربت منه وتناولت السلسلة ثم وضعتها بعنقها

وهي تقول ألم اخبرك ذات يوم ان هنالك اسطورة تقول

الغائب الأقرب الى قلبك سيعود حتماً في أحد ليالي اكتوبر

أحتضنت يده وهي تقول بخجل أعترف بأنني

أحبك ..

أنتهت

بقلمي

علي موسى الحسين

أتمنى أن تكون قد راقت لكم
محبتي


 
التعديل الأخير:

سماهر الرئيسي 📚

مشرفة منتدى المواضيع العامة
طاقم الإدارة
إنضم
13 مايو 2024
المشاركات
38,575
مستوى التفاعل
39,697
النقاط
1,523
الإقامة
فُي قٌلُِبَ آلُِحٍڪآية


في مساء الميلاد ...



كان الاحتفال مقتصراً على أفضل صديقاتها فاليوم تطفيء شمعتها الرابعة والعشرين ومناسبة كهذه لابد أن تحضر فيها أقرب الصديقات لقلبها ويجب أن يظهر الحفل مثالياً فهي لاتريد لأي شيء أن يعكًر صفو هذه الليلة لهذا هيات ما يجعل حفلها الصغير مبهراً الاطباق المنوعة , والحلويات المزينة بطريقة جميلة , والزينة التي ملأت أرجاء المكان

حتى الموسيقى والأغنيات انتقتها بعناية

وحين حضر الجميع بدت الأجواء جميلة وصاخبة تتخللها الموسيقى والضحكات ودلع الصبايا وأحاديث جانبية ناعمة

أما هي فقد كانت متألقة وسعيدة كأنها فراشة تطير بين الحقول تتنقل بين صديقتها لمتابعة إن كان ينقصهم شيء وتحيط المكان بضحكاتها التي تنبيء بدواخلها الغارقة بالسعادة

الطاولة الكبيرة في مؤخرة الصالة امتلئت بالهدايا مع بعض البالونات التي انفلتت من الزينة المعلقة بالسقف

وبعد اطفاء الشموع بادرو بفتح أغلفة الهدايا

والتي تراوحت بين عطور وفساتين ولوازم أنثوية وباقات ورد أنيقة لكن صديقتها المفضلة كان ذوقها مختلفاً

فقد كانت تحمل ما يبدو عليه كتاباً وعندما حان دور تقديم هديتها أزالت المغلف عنها كانت رواية رومانسية بعنوان

نظرة حب ..




نصف القلب ينتظر..
ونصفه الآخر عالق في ذاكرة لم تُغلق بعد.
هو لا ينبض كاملًا إلا حين يلتقي بنبضٍ يشبهه،
حين يجد روحه في عيون أخرى،
ويشعر أن التمام لا يكون إلا بوجود ذلك "النصف" الذي طال انتظاره


تلذذ بكل حرف سردته في هذه القصة كأن الكلمات نُسجت من شعورٍ دافئ ومرّت على القلب مرور الحنين فأحيت فينا ذكرياتٍ خبأها الزمن بلُطف


اسمح لي أن أرفع القبعة احترامًا لقلمك وإعجابًا بحروفك
فما قرأته لم يكن مجرد كلمات بل كان لوحة ناطقة بالمشاعر

تستحق التصفيق والتقدير
 
التعديل الأخير:

شهد~

آم الفخامة
إنضم
26 أكتوبر 2015
المشاركات
89,055
مستوى التفاعل
46,033
النقاط
111
العمر
38
الإقامة
بين الغمام
واخيرا .. وبعد انتظار
يطل علينا الامير بتكملة القصة
لي عودة تليق اخي الغالي 🌷
 

أميــــر الحـــــرف

أقبية الغياب ..
إنضم
12 سبتمبر 2016
المشاركات
280,464
مستوى التفاعل
34,703
النقاط
150
الإقامة
العراق / بغداد
نصف القلب ينتظر..
ونصفه الآخر عالق في ذاكرة لم تُغلق بعد.
هو لا ينبض كاملًا إلا حين يلتقي بنبضٍ يشبهه،
حين يجد روحه في عيون أخرى،
ويشعر أن التمام لا يكون إلا بوجود ذلك "النصف" الذي طال انتظاره


تلذذ بكل حرف سردته في هذه القصة كأن الكلمات نُسجت من شعورٍ دافئ ومرّت على القلب مرور الحنين فأحيت فينا ذكرياتٍ خبأها الزمن بلُطف


اسمح لي أن أرفع القبعة احترامًا لقلمك وإعجابًا بحروفك
فما قرأته لم يكن مجرد كلمات بل كان لوحة ناطقة بالمشاعر

تستحق التصفيق والتقدير
ما اجمل أن تقطع كعكة ميلاد
هذه القصة
وتقص شريط افتتاح جزئها الاخير
سماهر الفخامة
حضورك بمثابة نجمة تضاف لسماء هذا المكان
ويطوقني بامتنان يفوق لغتي في الشكر
سعيد جداً بهذه الاطلالة الثمينة
وهذا الاحتفاء
انها بلاشك روحك الصافية
هي من أضافت الكثير من العبير هنا
انحناءة تقدير لقدوم سيبقى عالقا في الذاكرة أختي الفاضلة
مودتي الكبيرة
وسرب من ياسمين
 

أم السادة

كل الحكاية قد أشتقت لك ❣
وسام المحاور فذ
إنضم
31 مايو 2018
المشاركات
55,910
مستوى التفاعل
193,771
النقاط
2,098
..
جمال ماخطته تلك الانامل رائع
وكل حرف من حروفك كانت بمثابة نصف اخر جميل ورائع
دمت بهذا التألق والتميز
مودتي لك

كنت هنا بين هذه الصفحات المتميزة.
 

فتنةة العصر

:: رئيسة اقسام الصور والفيديو :: ومشرفة القصص ::
طاقم الإدارة
وسام المحاور فذ
إنضم
7 أغسطس 2015
المشاركات
1,502,026
مستوى التفاعل
224,159
النقاط
2,010
الإقامة
السعودية _ الأحساء ♥️
عندما كنت أقرأ من فرط الحماس التبس لدي
الاسمين منال ونادين حتى ظننت بأن الفتاتين
تعشق هذا الشاب لولا أن ركزت جيدا ههههههههههههه
وكنت أخشى أن تكون النهاية بالفرحة عقيمة
لكن سررت جدا عندما كانت بهذا الجمال الذي
جمع الحبيبين مجددا وهناك قد انكشف سر
لغز طلسم المفكرة التي كانت صدفة وانتهت
بواقع اللقاء
السمو من دواعي سروري أن أقرأ نقطة
من بحر ابداعك في القصص الممتعة
لاحرمنا أساطير سردك لمثل هذا الحب
الذي ترجمته معاني الحب الصادقة الدافئة
انحناءة إعجاب في محراب ابداعك
وقوافل الجوري لروحك
🌼🌼🌸🌸🌻🌻💐💐
 

الفصول الأربعة

رئيسة الاقسام الساخنة
طاقم الإدارة
إنضم
8 أكتوبر 2016
المشاركات
103,953
مستوى التفاعل
203,834
النقاط
1,500
الإقامة
بغداد العراق
يا الله .. ما اجمل روحك اخي علي
و خيالك المفعم بالجمال
كنت متلهفة جدا لمعرفة ما سوف
يحدث لصاحب المفكرة
و فتاة المترو
صاحبة النصف قلب
لم يعد نصف قلب بل اكتمل
و اصبح ينبض عشقا للحياة
احترت فيما اقتبس من تلك
الحروف الشغوفة
ذات الطابع المشبع بالكبرياء الشفاف
اخي علي أيها القاص المحترف
أن كل حرف يخرج من بين
أناملك هو بمثابة روايه و قصة
جميلة و لكن قصة نصف قلب
كانت هي الاجمل و الاروع على الاطلاق
تشد القارئ من البداية
و تأخذنا بعوالم لا اعرف ما اسميها
غير أنها مشبعة بشيء لم
يعد موجود في زماننا هذا
راقت لي كثيرا تلك القصة حد الهذيان
لا بل تخطت الهذيان بمراحل
فـ شكراً من اعماق القلب
يا أيها القاص الرائع و اخي المميز
و استاذ الحرف و اميره
على تلك الفسحة من الزمن
التي جعلتنا نحلق عاليا
حتى غيوم السماء ..

لقلبك السعادة
و قصة واقعيه گ هذه
تنير حياتك و تزيد من بهجة
الحياة ..

دمت بحفظ الباري عزوجل
 

شهد~

آم الفخامة
إنضم
26 أكتوبر 2015
المشاركات
89,055
مستوى التفاعل
46,033
النقاط
111
العمر
38
الإقامة
بين الغمام
تحية تليق بسموكم ايها الامير

وبهذا السـرد السلس

سطور كأنها سنا الشمس

وابجدية دافئة رغم ان احداثها في خريف اكتوبر

اخي العزيز علي🌷

في كل مرة أقرء لك

اقول في داخلي هذه القصة هي الاجمل

وتدهشني دوما بجديد قادم

كيف لك ان تجعل الاحداث مرئية!

وتاخذ القاريء لاحداث قصتك وابطالها

لم يكن نصف قلب فقد اخذت قلوبنا بمشاعر الحب الصادقة والنادرة في يومنا هذا

لقلبك السكينة ولقلمك الماسي مزيد من الالق

IMG_2697.gif
 

madness man

:: يارب ان تستريح خطانا ::
طاقم الإدارة
إنضم
20 مارس 2014
المشاركات
93,665
مستوى التفاعل
79,406
النقاط
210
الإقامة
baghdad
اتعلم ياصديقي
الارتباك والتعثر وسقوط القهوة
ماهي الا علامات من القلب يحذرنا فيها ان نتمرد على من احب
وليس علينا الا ان نكون طائعين


مبدع انيق القلم سهل السرد
لذيذ الكلمة انت ايها البارع
احسنت كثيراً سيدي
وقد طاب لي المقام هنا
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )