ذات يوم كنت اجلس بين رفاقي في سيارة احدهم ...كان والده مستشارا
و الثاني ابن طبيب مشهور وأمه ايضا طبيبة ...اما الثالث فكان ابوه رجل اعمال كبير
كنا قد تخرجنا في العام السابق...وكنت مرشحا لشغل وظيفة وكيل للنائب العام
حيث كان ترتيبي الاول علي مدي الاربع سنوات الفائتة...
وبينما كنا نضحك اذ لمحت سيدة تقف علي الطريق تشير الي احدي سيارات الاجرة
كانت هذه السيدة الريفية البسيطة هي امي...
صحت في ادهم :- توقف بسرعة..
بهت ادهم من المفاجأة وضغط الفرامل بقوة فتوقفت السيارة بصوت مزعج
و نزلت مسرعا بين تساؤلات الاصدقاء الدَهِشة :- ماذا حدث؟
ذهبت الي امي وقبلت يديها كالعادة وصحبتها الي السيارة
تعجب ادهم ولكنه لم ينطق ببنت شفة
قلت له :- هذه امي ...هيا نوصلها للبيت
نظر لي حاتم نظرة لم ترق لي ولكن تجاهلته وانا اضع يدي اليمني علي كتف امي
سألتها اين كانت
قالت في بساطة :- في السوق
قلت لها معاتبا :- لماذا لم ترسلي زوجة اخي فالجو حار؟
فأجابت في بساطة وهدوء :-ابنها مريض ...يحتاج رعاية
في اثناء الطريق لاحظت نظرات الضيق تعلو الوجوه ...فشعرت انا الاخر بالضيق
ولكني فضلت السكوت الي حين
نزلت امي امام الشارع الذي نسكن فيه ...عزمت علي اصدقائي للغداء
تعمدت تقبيل يدها ورأسها وهي كذلك قبلتني من جبيني
ساد الصمت في السيارة حتي قطعه ادهم بزفرة ساخنة ؟-لقد افزعتني
...هذه اول مرة اري والدتك
قلت له بفخر عجيب :- وما رأيك؟
فقال ببساطة:- عادي
فقلت بضيق :- ما هو العادي...انها اعظم امرأة في الكون كله
فقال بهدوء :- يا ابني كل الامهات عظيمات
فقلت في اعجاب شديد وفخر:-الاهذه فهي بالفعل اعظم من في الكون...استمع مني
واحكم بنفسك
انت تعرف انني اكبر اخوتي الاربعة ولقد مات والدي اثر حادثة و انا في العاشرة من عمري
و تركنا بلا عائل وبلا مال عمي الوحيد لدية سته ابناء ودخله بسيط...
بدأت امي العمل عند اي بيت يحتاج المساعدة تساعد هذه في الخبيز او تغسل ثياب هذه
او ترتب عفش البيت مع تلك ...وكانت صغيرة السن وجاءها الكثير للزواج ولكنها اغلقت الباب
في وجه الجميع...سمعتها ذات يوم تقول لجدتي :- انا تزوجت ابنائي
وطوال سنواتي الاولي لم اشعر انني بلا اب فقد كانت امي تحيطنا بالرعاية وتوفر لنا
الامن والامان وتوفر جميع مطالبنا
عرضت عليها كثيرا ان اعمل لمساعدتها ولكنها كانت ترفض بشدة بل كثيرا ما كانت تجبرني
للخروج واللعب وكانت توفر لي الملابس الجيدة وتطلب مني ان اذاكر لاصبح وكيل نيابة
ذات يوم كنت احتاج كراسة فذهبت لها عند دوار العمدة ورايت منظرا لن انساه ما حييت
رأيت زوجة العمدة وهي تصفع امي علي وجهها واكتفت امي بالبكاء
لم اشعر بنفسي الا وانا اطير عليها و انهال عليها ضربا حتي اصبتها بجروح في وجهها
وذهبت انا وامي وهي تقبل رأسي وتبكي
و جاء غفيران وصحباني للدوار لم تكن امي وقتها في البيت وذهبت معهم وانا مرعوب
ولكن العمدة سلم علي وقبلني و قال لي :- انت رجل من ظهر ابيك
وجاءت امي علي اشرس ما يكون ..حتي انني تعجبت لشراستها و هي الوديعة المسالمة
وفي الطريق لبيتنا سألتها للمرة الاولي:-لماذا لم تردي علي امرأة العمدة عندما صفعتك؟
فقالت لي بحزن عميق:- اكل العيش
فنظرت اليها في اكبار واجلال ....وعشنا بعدها ضائقة مالية عاصفة ورأيت الجوع في وجه
امي بينما تقدم لنا افضل ما لديها
وجاء العمدة مع عمي واعتذر لها و لكنها ابت الرجوع واحضر زوجته فقبلت راسها ولكنها
ابت ..وتعلمت منها معني العزة و الكبرياء ففي اشد حالات جوعها ترفض تعويض العمدة
وظلت تبحث عن عمل ولكنها لم تمد يدها بالدين ابدا وكانت ترضي بالقليل ولكنها لم
ترض ان تأخذ من احد ملابس وكانت تقول لي دوما:- طقم واحد نظيف افضل من الف
علمتنا الكرامة والاباء والعزة فكأنها الف رجل في صورة رقيقة
هذه هي امي ...التي ليس لها بين العالمين مثيل
.
واذا بأدهم يغير مساره وينطلق الي بيتي ويدخل هو والاخرون ويتبادلون تقبيل يد امي
ويطلبون منها تناول الغداء
و الثاني ابن طبيب مشهور وأمه ايضا طبيبة ...اما الثالث فكان ابوه رجل اعمال كبير
كنا قد تخرجنا في العام السابق...وكنت مرشحا لشغل وظيفة وكيل للنائب العام
حيث كان ترتيبي الاول علي مدي الاربع سنوات الفائتة...
وبينما كنا نضحك اذ لمحت سيدة تقف علي الطريق تشير الي احدي سيارات الاجرة
كانت هذه السيدة الريفية البسيطة هي امي...
صحت في ادهم :- توقف بسرعة..
بهت ادهم من المفاجأة وضغط الفرامل بقوة فتوقفت السيارة بصوت مزعج
و نزلت مسرعا بين تساؤلات الاصدقاء الدَهِشة :- ماذا حدث؟
ذهبت الي امي وقبلت يديها كالعادة وصحبتها الي السيارة
تعجب ادهم ولكنه لم ينطق ببنت شفة
قلت له :- هذه امي ...هيا نوصلها للبيت
نظر لي حاتم نظرة لم ترق لي ولكن تجاهلته وانا اضع يدي اليمني علي كتف امي
سألتها اين كانت
قالت في بساطة :- في السوق
قلت لها معاتبا :- لماذا لم ترسلي زوجة اخي فالجو حار؟
فأجابت في بساطة وهدوء :-ابنها مريض ...يحتاج رعاية
في اثناء الطريق لاحظت نظرات الضيق تعلو الوجوه ...فشعرت انا الاخر بالضيق
ولكني فضلت السكوت الي حين
نزلت امي امام الشارع الذي نسكن فيه ...عزمت علي اصدقائي للغداء
تعمدت تقبيل يدها ورأسها وهي كذلك قبلتني من جبيني
ساد الصمت في السيارة حتي قطعه ادهم بزفرة ساخنة ؟-لقد افزعتني
...هذه اول مرة اري والدتك
قلت له بفخر عجيب :- وما رأيك؟
فقال ببساطة:- عادي
فقلت بضيق :- ما هو العادي...انها اعظم امرأة في الكون كله
فقال بهدوء :- يا ابني كل الامهات عظيمات
فقلت في اعجاب شديد وفخر:-الاهذه فهي بالفعل اعظم من في الكون...استمع مني
واحكم بنفسك
انت تعرف انني اكبر اخوتي الاربعة ولقد مات والدي اثر حادثة و انا في العاشرة من عمري
و تركنا بلا عائل وبلا مال عمي الوحيد لدية سته ابناء ودخله بسيط...
بدأت امي العمل عند اي بيت يحتاج المساعدة تساعد هذه في الخبيز او تغسل ثياب هذه
او ترتب عفش البيت مع تلك ...وكانت صغيرة السن وجاءها الكثير للزواج ولكنها اغلقت الباب
في وجه الجميع...سمعتها ذات يوم تقول لجدتي :- انا تزوجت ابنائي
وطوال سنواتي الاولي لم اشعر انني بلا اب فقد كانت امي تحيطنا بالرعاية وتوفر لنا
الامن والامان وتوفر جميع مطالبنا
عرضت عليها كثيرا ان اعمل لمساعدتها ولكنها كانت ترفض بشدة بل كثيرا ما كانت تجبرني
للخروج واللعب وكانت توفر لي الملابس الجيدة وتطلب مني ان اذاكر لاصبح وكيل نيابة
ذات يوم كنت احتاج كراسة فذهبت لها عند دوار العمدة ورايت منظرا لن انساه ما حييت
رأيت زوجة العمدة وهي تصفع امي علي وجهها واكتفت امي بالبكاء
لم اشعر بنفسي الا وانا اطير عليها و انهال عليها ضربا حتي اصبتها بجروح في وجهها
وذهبت انا وامي وهي تقبل رأسي وتبكي
و جاء غفيران وصحباني للدوار لم تكن امي وقتها في البيت وذهبت معهم وانا مرعوب
ولكن العمدة سلم علي وقبلني و قال لي :- انت رجل من ظهر ابيك
وجاءت امي علي اشرس ما يكون ..حتي انني تعجبت لشراستها و هي الوديعة المسالمة
وفي الطريق لبيتنا سألتها للمرة الاولي:-لماذا لم تردي علي امرأة العمدة عندما صفعتك؟
فقالت لي بحزن عميق:- اكل العيش
فنظرت اليها في اكبار واجلال ....وعشنا بعدها ضائقة مالية عاصفة ورأيت الجوع في وجه
امي بينما تقدم لنا افضل ما لديها
وجاء العمدة مع عمي واعتذر لها و لكنها ابت الرجوع واحضر زوجته فقبلت راسها ولكنها
ابت ..وتعلمت منها معني العزة و الكبرياء ففي اشد حالات جوعها ترفض تعويض العمدة
وظلت تبحث عن عمل ولكنها لم تمد يدها بالدين ابدا وكانت ترضي بالقليل ولكنها لم
ترض ان تأخذ من احد ملابس وكانت تقول لي دوما:- طقم واحد نظيف افضل من الف
علمتنا الكرامة والاباء والعزة فكأنها الف رجل في صورة رقيقة
هذه هي امي ...التي ليس لها بين العالمين مثيل
.
واذا بأدهم يغير مساره وينطلق الي بيتي ويدخل هو والاخرون ويتبادلون تقبيل يد امي
ويطلبون منها تناول الغداء
