الأميـــــر
Well-Known Member
رَتَقتُ دمعةً هابت عيني سكبها أمام الناس , واحتملت جواها لحين ظُلمةٍ ..
رفعت راسي الى السماء ملوحاً بدموعي إليكَ يا مبتعداً عن كوني ..أبي , السائر
هوينى الى منقلبٍ خيرٌ من عذابات مسافاتها سنيَّ عمرِكَ السبعين ..تطأ بأقدامك
نجوم ليلي فتقدح عن كلمة عتب أو صدى نصيحة أو قهقهة نكتة كانت بيننا بتواريخ
حضورك الارحب في حياتي ...أبي , قبل ثلاثة أشهرٍ بلغتُ الأربعين وما أشوقني
لبلوغها لأشكر نعمة الباري عليّ بكَ , وعليكَ بما ارتضاه لكَ من نهاية عمرٍ ملؤه
السلام بين سبع فوهات شرٍّ أو أكثر ... أبي , لم أفهم حين كنتُ أراك في منامي
مغضباً , ألتمس رضاكَ بين ثوابات ليالي الجمعة و تراتيل الدعاء لكَ في حضرات
من مضيت على عشقهم , فلم أجدْكَ إلا مغضباً , تريني من طرف نظرتك لمعة
ناهرٍ لما لم أجد محتواه في حياتي غفلةً و قلة درايةٍ , حتى بلغتُ الأربعين .. !!
أستعفي روحك السمحاء بفاتحةٍ فلا تزداد هواجسي في كونكَ إلا خوفاً
و تيهاً , حتى بلغتُ الأربعين ... !! أبي , ماذا تريد أن تقول لي ..؟؟ ما فتنتي
في حال لست بجانبي ..؟؟ انظر حولي فأرى كل شيء إلا سبب امتعاضكَ مني .. !!
حتى بلغتُ الأربعين .. فهمت ما المراد مني , وما تنوي قوله لي , نعم .. فحين
فقدتُك بحثتُ كثيراً عن (( أبٍ )) .. !! وقلّدْتُ الكثير ممن حولي ذلك المنصب
الروحي العظيم , شوهاً لي , كم كنتُ خائفاً من حياةٍ بلا أب ..؟؟ وكم كنتُ مخطئاً
في هذا الخوف .. !! إحدى عشر سنة وأنا مسافر بين أحضان الوجوه , و أقطار القلوب ,
ومواطن الارواح !! أبحثُ عنكَ فاقداً ومفتقداً حتى كدتُ أن أكون ... مفقوداً !!
حتى بلغتُ الأربعين ... وجدتكَ يا أبي , كلّكَ وجدتكَ .. حين تجرأتُ أن أجلس
على عرشك , مالئاً اطرافه بكوني , مستقراً عليه بما أنا وكما تركتني , وجدتكَ يا أبي ,
في لحظة وجدتُ فيها أن كل من حولي غير مؤهلين ليكونوا أرجلاً لهذا العرش ,
وبكيت , لبحر غفلةٍ دار بسفينتي كل هذه الأصقاع .... ولات حين رسوّ .. !!
وفرحت , لتجربة سبر أغوار من حولي مستنقعاً إثر مستنقع .. !!
يالنهركَ الذي ما كدرت لي منه شربة إلا بشق مجراه بين الصخور
وعرفتُ ذلك حين رأيتكَ آخر ليلةٍ مرتاح القسمات ,
تبارك ارتقائي الى درجة الأبوة الحقيقية التي كُنتَها ...
وتمازحني بطرفة (( إياكَ وآلة الحرص .. !! )) ,
وفهمتُ المراد ....
.
الأمير
26/12/2017
رفعت راسي الى السماء ملوحاً بدموعي إليكَ يا مبتعداً عن كوني ..أبي , السائر
هوينى الى منقلبٍ خيرٌ من عذابات مسافاتها سنيَّ عمرِكَ السبعين ..تطأ بأقدامك
نجوم ليلي فتقدح عن كلمة عتب أو صدى نصيحة أو قهقهة نكتة كانت بيننا بتواريخ
حضورك الارحب في حياتي ...أبي , قبل ثلاثة أشهرٍ بلغتُ الأربعين وما أشوقني
لبلوغها لأشكر نعمة الباري عليّ بكَ , وعليكَ بما ارتضاه لكَ من نهاية عمرٍ ملؤه
السلام بين سبع فوهات شرٍّ أو أكثر ... أبي , لم أفهم حين كنتُ أراك في منامي
مغضباً , ألتمس رضاكَ بين ثوابات ليالي الجمعة و تراتيل الدعاء لكَ في حضرات
من مضيت على عشقهم , فلم أجدْكَ إلا مغضباً , تريني من طرف نظرتك لمعة
ناهرٍ لما لم أجد محتواه في حياتي غفلةً و قلة درايةٍ , حتى بلغتُ الأربعين .. !!
أستعفي روحك السمحاء بفاتحةٍ فلا تزداد هواجسي في كونكَ إلا خوفاً
و تيهاً , حتى بلغتُ الأربعين ... !! أبي , ماذا تريد أن تقول لي ..؟؟ ما فتنتي
في حال لست بجانبي ..؟؟ انظر حولي فأرى كل شيء إلا سبب امتعاضكَ مني .. !!
حتى بلغتُ الأربعين .. فهمت ما المراد مني , وما تنوي قوله لي , نعم .. فحين
فقدتُك بحثتُ كثيراً عن (( أبٍ )) .. !! وقلّدْتُ الكثير ممن حولي ذلك المنصب
الروحي العظيم , شوهاً لي , كم كنتُ خائفاً من حياةٍ بلا أب ..؟؟ وكم كنتُ مخطئاً
في هذا الخوف .. !! إحدى عشر سنة وأنا مسافر بين أحضان الوجوه , و أقطار القلوب ,
ومواطن الارواح !! أبحثُ عنكَ فاقداً ومفتقداً حتى كدتُ أن أكون ... مفقوداً !!
حتى بلغتُ الأربعين ... وجدتكَ يا أبي , كلّكَ وجدتكَ .. حين تجرأتُ أن أجلس
على عرشك , مالئاً اطرافه بكوني , مستقراً عليه بما أنا وكما تركتني , وجدتكَ يا أبي ,
في لحظة وجدتُ فيها أن كل من حولي غير مؤهلين ليكونوا أرجلاً لهذا العرش ,
وبكيت , لبحر غفلةٍ دار بسفينتي كل هذه الأصقاع .... ولات حين رسوّ .. !!
وفرحت , لتجربة سبر أغوار من حولي مستنقعاً إثر مستنقع .. !!
يالنهركَ الذي ما كدرت لي منه شربة إلا بشق مجراه بين الصخور
وعرفتُ ذلك حين رأيتكَ آخر ليلةٍ مرتاح القسمات ,
تبارك ارتقائي الى درجة الأبوة الحقيقية التي كُنتَها ...
وتمازحني بطرفة (( إياكَ وآلة الحرص .. !! )) ,
وفهمتُ المراد ....
.
الأمير
26/12/2017