
تمـُّر الأيـامُ والسنـون علينـا ونحنُ في غفلة
نجـري جـري الطامعيـن وراء شهـواتِ الدنيـا وملذاتِها
نحـارِبُ من أجلِ الحصـولِ على كماليـات لنرضي أنفسنـا اللاهثة وراءَ شهواتنا
ومـن كرمِ الله سبحانه وتعالى ان منَّ علينـا بمواسمِ الطاعات
كي تغسل شوائب قلوبنا وتحييها .. ونستيقض من سباتِ الغفلة ..
وأكرمنا بزينةِ الشهور " شهر رمضان المبارك "
الذي لايبعدنا عنه ُسـوى أيامٍ بل سويعاتٍ قليلة
وفي غمضةِ عينٍ سيرنُّ جرسُ الهاتفِ ولا يتوقف عن استقبال التهاني والتبريكات بمناسبة هذه الهبة العظيمة من الله
وستشتعِلُ مصابيحُ رمضـان
وستضجُّ المساجد بالذكر وصـلوات التراويح والتهجد
وستملأ الأرجـاء نسائمُ مغفـرةٍ تشرحُ الصدورَ المؤمنة المتعطشة للغُفران
أجـواءٌ روحانيةٌ ليس هنـاك أجمل منها ومن استشعارها
والحمدُ لله الذي منَّ علينا بالإسـلام وفضلنا على كثيرٍ من الخلق

حينَ نعودُ إلى الوراء شهوراً قليلة
ونستذكِرُ وجوهاً لطالما آنستنا بمجالستِها
وتشاركنا معهم صيام وإفطـار رمضان الفائت
وأخذهم الموتُ منا في طرفةِ عين ..
فلم يبقى منهم سوى كل ذكرٍ جميل ،، ودعاءٌ طيب يُرفعُ لهم في ظهرِ الغيب
فكم من إخوانٍ فقدناهم كانوا لنا بمثابةِ الروحِ في الجسد !!
أفلا تستحقُّ أنفسنا وقفآتٍ صادقةً نعيدُ فيها ترتيبَ أوراقنا المبعثرة ؟؟
هل تفكَّرنـا في حـالـِنـا ؟؟
وهـل تسائلنا إن كان اللهُ سيمُدُّ الله في أعمـارنـا لنكـون من الصائمين في العـام القـادم ؟؟
أم سنكون مجـرَّد ذكـرى في الأذهـان ؟؟

دعـوةٌ أخـويةٌ منِّي إلى كلِّ من سيقرأُ كلامي هذآ
بأن نفتحَ جميعُنا صفحاتٍ بيضاء في حياتنا
فلا زآل هُـنــاك المتسـعُ من الوقـت لنـرآجـع أنفسـنـا
ولنطلب العـفـو والسمـآح لكلِّ من ظلمناهُم . . سـواءً في قـولٍ أو فعـل
فالدُنيـا قصيـرة
وفي كلِّ يومٍ يُطـوى من أعمارِنـا نقترِبُ من المـوتِ أكثر

م/ن