يمنع الرد ⋆⭒꙳✰

[نـِِـِـوُر]

العراقي مُكنًّى بين العَرب في الغناءِ فهو لا يستَأثَرَ حُنجرة ذهبيَّةً واَفت مِن رحمِ العدمِ..
إِنها حنجرةٌ توارثت أفِلَ أَجيالٍ لِتُبلغَ العالمَ بأَنَّنَا منذُ الخليقةِ نعَجّ ونستنجدُ ونبكِي ونلطمُ خدُودَنَا علىٰ أَولادِنَا ونئنُّ ونحِنُّ ونجهشُ..
لِتُخبرَ العالمَ بأَنَّ حناجرَنَا تورَّمَتْ وأَصابَهَا الصدأُ مِن كُثرةِ مُناداتِنَا..
وحتَّىٰ اللّٰهُ لم ينظُرْ إِليْنَا!
لِتُخبرَ العالمَ بأَنَّ النارَ ليسَتْ فِي الحياةِ الثَّانيةِ، بَل هُنَا..هُنَا علىٰ أَرضِنَا!
لِتُخبرَ العالمَ بأَن دليلَنَا هُوَ حُنجرتُنَا!
ولِتُخبرَ العالمَ بِكُل أَفراحِنَا التِي لم تكتملْ، وبِكُل أَحزانِنَا المرسُومةِ علىٰ وجُوهِنَا، وبِكُل نكباتِنَا المحفُورةِ فِي عقُولِنَا..
بحَّةُ حناجرِنَا تحملُ داخلَهَا أَدعيةً مِن شدَّةِ تكرارِهَا علىٰ اللّٰه، ترسَّبَتْ كنغمةٍ حزينةٍ، وحتَّىٰ عزرائيلُ حينَمَا يأْخُذُ روحًا عراقيَّةً، يعودُ للعزاءِ لِيبكِي علىٰ أَنغامِنَا!

 

[نـِِـِـوُر]

العزاءُ الأَكبر للذين يتحدثُون كثيرًا، الَّذين يَستخدمون فوههم أَكثر من عينيهم، وأُذنيهم.
فكمَا كانَتِ العربُ تقُولُ
( مَن كثُرَ كلامُهُ، كثُرَ لغطُهُ. )
إِنَّهَا لَحكمةٌ أَنْ تكُونَ بفوهٍ واحد، وأُذنين، وعينين، أَن تسمعَ وترىٰ أَكثر من أَنْ تتحدث

 

[نـِِـِـوُر]

يُشبهُ الناسُ أَنفُسَهُم بالقمرِ لِشدةِ جمالِهِ كمَا يتصوَّرُوا، ولو أَنَّهُم جلسُوا عليهِ ساعةً، ساعةً واحدةً لَماتُوا؛ إِنَّ النَّاسَ سُذَّجٌ، سُذَّجٌ إِلىٰ حدِّ الثَّمالةِ.
كُلُّ مَن يُشبِّهُ نفسَهُ بالقمرِ، اِبتعدْ عَنه لأنكَ لو اِقتربْت من القمرِ لوجدتَ كمَّ تشوهاتِه وكَم شكلُهُ مُزر ومُقرف ولا تستطيعُ حتىٰ أَنْ تعيش عليه، بَل ستحتاجُ إِلى ثُقل علىٰ ظهرِكَ لِتستطيعَ أَنْ تعيشَ، أَعنِي "الأُوكسجين"..
والإِنسانُ الَّذِي يشبهُ القمرَ بعينيكَ، أَو يُشبه نفسَهُ بالقمرِ، بالفعلِ هُوَ كالقمرِ، باهتٌ، مُنطفئٌ، مُتشقق، مُتشرذم، ولا شيءَ بهِ يُبهِرُ؛ وعندَ اِقترابكَ مِنْهُ سترىٰ كَم هُوَ مقرفٌ و "لعبَان نفَس" علىٰ حدِّ تعبيرِ العراقيينَ؛ وستحتاجُ حينَهَا إِلىٰ ثُقلٍ علىٰ حياتِكَ وعِبءٍ لِتستمر الحياةُ، أَعنِي حينَهَا لَن تحتاجَ إِلىٰ "قنِّينةِ أُوكسجين"، بَل ستحتاجُ إِلىٰ طبيبٍ نفسيٍّ!
كُلُّ الَّذينَ تأَثرُوا بالمظهرِ وعاشُوا عليهِ، ماتُوا بسبب قرفِ عُمق المظهرِ!

 

[نـِِـِـوُر]

الإِنسانُ المُتديِّنُ "هوية"يكُونُ مُتديِّنًا ومنطقيًّا كما يدعِي عندَ حديثِهِ عَن أَديانٍ أُخرىٰ لا تمت لهُ بصلةٍ ولا تمسُّهُ بسوء أَو شيء، ويصبحُ حُنكَة ناقداً فاهمًا وهُوَ قَد لا يعرفُ أَصلًا ما بهٰذهِ الأَديانِ ولم يقرأْ عَنهَا قط، ولٰكن هٰذا ما سمعَهُ مِن رجالِ دينِهِ ومِن بيئتِهِ وأَهلِهِ، فهُوَ يصيرُ مثلَهُم كببَّغاء، وكحيوان لأَن الحيوانَ لا يُفكرُ مثلَمَا يُفكرُ الإِنسانُ، ولٰكن هٰذا الإِنسانُ اِختارَ أَنْ يضعَ عقلَهُ جانبًا ويسمعَ فقط ويُردِّدُ..بَل سيصبحُ أَدنىٰ مِنَ الحيوانِ؛ لأَن الحيوانَ لو اِمتلكَ عقلًا كعقلِنَا لرُبَّمَا قد فكَّرَ، ولٰكن لا إِرادةَ لهُ بذٰلكَ إِلَّا الإِنسانَ هٰذا، فقد اِختارَ السخافة بإِرادتِهِ.
أَمَّا هٰذا الإِنسانُ نفسُهُ المُتدينُ هوية، لو تحدثتَ معَهُ عَن ديانتِهِ لَجعلَهَا قُربَ اللّٰهِ بمكانتِهَا! ولا يُفكِّرُ "أَيضًا' بِهَا ولَن يستخدمَ أَسلُوبَ المنطقِ، بَل سيستخدمُ عاطفتَهُ فقطْ؛ لِأَنهُ لو اِستخدمَ منطقَهُ فعليًّا وليسَ وهميًّا قَد يجدُ الكثيرَ مِنَ الإِشكالاتِ فِي ديانتِهِ وهٰذا سيُجردُ مِنْهُ الوهمَ الدَّافئَ الَّذِي تغطىٰ بهِ، وإِنْ لم يكُنْ وهمًا
ولٰكنَّهُ فِي كُل الأَحوالِ لا يستطيعُ اِستخدامَ منطقِهِ عندَ ديانتِه خوفًا وليسَ عدمَ اِستطاعةٍ!

 

[نـِِـِـوُر]

فاقدُ الاِهتمامِ مِن عائلته، كلمة واحِدة جمِيلة قادرة علىٰ أَن تجعلَهُ ثِرثارًا لقرنٍ، تصنعُ أَيامهُ، تقلبُ موازينَهُ رأْسًا علىٰ عقب..
كلمة واحدةٌ، كأَنْ تقولَ لهُ:
ما أَجملَكَ!
ستبنِي داخلَهُ أَيَّامًا وذكرياتٍ لا تُنسىٰ، يُريدُ أَنْ ينامَ ليلَهُ، لٰكن فرحةُ تِلكَ الكلمةِ لا تجعلُهُ يرىٰ النومَ!

اِنتقُوا أَلفاظَكُم، لعلَّكُم تبنُونَ أُناسًا مِن حطامِهَا نسَتْ أَنَّهَا أُناسٌ.

 

[نـِِـِـوُر]

الآنَ..
الجدارُ بجانبِي، وعقلي يوهوسُ لِي بأَن أَرطم رأْسي به!
وأَخاف علىٰ الجدار من حمل رأْسي، فقد يسقُطُ ورأْسي يبقىٰ كمَا هُو، لشدة ما يحملُ من أَثقال!

 

[نـِِـِـوُر]

القطيعُ لا تسيحُ في الواقعَ المُحقق
حتى في المواقع
فلهم علاقة ضَمانة مع الأرقام
وأول ما يُكتب كأن يكتب أحدهم مُعلقاً عن شيء بالشَنَار فيتبعهُ الآخرون والمُغاير صحيح
وحيثما حلت الأرقام الكبيرة ،إقتَفاها القطيع ، وحلت أرقام صغيرة ، أنكلها القطيع ، ولذلك تجدُ التافهون يصخبونَ الأماكن ، أما اصحاب الفكر العالي ،فلا ضوء عليهم، لأنهم هم الضوء، وحيثما حلت الخرافات والأوهام الدافئة ، تكاثر القطيع عليه، وأمتلأ الطابور ، وحيثما حلت الحقائق والمطرقات، فر السراب ولاذوا بدفئهم الواهم،
الأنسان حيوان لديه عقل لكنه لا يستخدمه

 

[نـِِـِـوُر]

ذاتَ يومٍ سأَكتبُ روايات تُمجدُ الأَشرارَ، ولَن أَضعَ مجالًا للأَبطالِ بأَنْ يكتسحُوا الروايةَ!
سأُبينُ للعالمِ بأَن الأَبطالَ هُم الأَشرارُ وحدَهُم، ومَن لا يكُونُ شريرًا لَن يكُونَ بطلًا..
أَمَّا أُولئكَ غيرُ الأَشرار لا مكانَ لهُم فِي عالمِنَا!
سأَنسجُ فِي رواياتِي واقعًا يجعلُ مَن يقرأُ صفحةً واحدةً يلتهمُ الرَّوايةَ بأَكملِهَا كطفلٍ جائعٍ و وجدَ خُبزةً، كرجُلٍ فلسطيني و فُك عنهَ الحِصارُ، كعراقي صارَ مَن يحكمُهُ عراقي وليسَ أَعجميًّا!
سأَقلبُ عالمَ الرواياتِ، وأَفتحُ آفاقًا جديدةً..
فنحنُ لسنا فِي السينمَا، ولا فِي هوليُوود..
نحنُ فِي عالمٍ مليءٍ بالشر..
وسأَبدأُ رواياتِي بنص عظيمٍ، يحملُ مِنَ الحكمةِ ما يجعلُكَ حكيمًا طِيلةَ حياتِكَ
" لا تُوجَدُ بدايَة فكلُّ البدايَاتِ زائفةٌ! "

وسأُنهِي رواياتِي بجملةٍ حكيمة أَيضًا، مُوجَّهةٌ مِنَ الشِّرِّيرِ إِلىٰ البطلِ:
" أَ تُريدُ أَنْ تكُونَ بطلًا للرَّوايةِ وأَنتَ أَرنبٌ؟
ما جدوىٰ ذٰلكَ؟
صدقَني أَيها البطلُ أَنت ستكسبُ عاطفتَهم يومًا واحدًا، أَمَّا أَنَا سأُخلَّدُ فِي ذاكرتِهم!
أَراكَ فِي روايةٍ أُخرىٰ كَي يتذكَّروكَ، وهٰذهِ شفَقَةٌ مِنِّي عليكَ!

 

[نـِِـِـوُر]

يسقطُ الإِنسانُ فِي حياتِهِ مرَّاتٍ عديدةً، تارَةً بسببِ أَمراضِهِ، وتارةً بسببِ أُناسِهِ، وتارةً بحياتِهِ نفسِها، وتارةً بأُمنياتِهِ، وتارةً يسقطُ بسببِ اِضطراباتِهِ النفسَية، ويظلُّ يسقطُ فِي كُلِّ يومٍ، حتَّىٰ يصبحَ باردًا تجاهَ الأَشياءِ، يصيرُ لا اِكتراثيًّا ولا مُهتمًّا، ينظرُ للكُلِّ يركضُونَ حولَهُ ويُحقِّقُونَ ما أَرادَ تحقيقَهُ، ينظرُ لعيُونِهم وهِيَ مليئةٌ بالنَّصرِ لامعةٌ، بينَمَا هُيَ عيناهُا ذابلتانِ، وجهُهُا شاحبٌ كوجهِ طفلٍة بريئة دونَ ملامحٍ، تنظرُ لضحكاتِهم الَّتِي لا تُفارقُ أَشداقَهُم وهُي تتمنَّىٰ لهُم أَلَّا يصيرُوا مثلَهُا لأَنَّ فاقدَ الشَّيءِ يُعطيهِ، يتمنَّاهُ لغيرِهِ، تنظرُ لهُم وهُم يقفزونَ مرحًا، وآباؤهُم جالسُونَ فِي الخلفِ ومِن شدَّةِ فرحةِ الآباءِ بأَبنائهم وبناتهمَ يودُّونَ لو يطيرونَ، بينَمَا والدي ينظرُ لي ونظراتِهِ الحزينةِ الَّتي تقُولُ: كيفَ أصَبحت ابنتيَ هٰكذا؟ ماذا فعلَتْ بهِا الأَيامُ؟ ما الَّذي وقعَ داخلَهُا؟ ما الاِرتطاماتُ الَّتِي حدثُت داخلَ جدرانِ نفسِهِا؟ أَهذهَ ابنتيَ التَي أعرفُها؟
ويظلُّ ينظرُ وينظرُ، وهُيَ تظلُّ تمُوتُ وتمُوتُ.
فرُب موتٍ قَد جاءَ مرة واحدةً، ورُبَّ موتٍ قَد جاءَ كثيرًا علىٰ شكلِ برُود

 

[نـِِـِـوُر]

يشعُرُ الإِنسانُ بأَنْ يتفتتَ، بأَنْ يكُون مجردَ خلايا بجِثة هامدةٍ على سطحِ الأَرضِ، مثلَ بيت مهجورٍ بدافعِ أَنه مسكُون بالأَرواحِ.
تمرُّ بالمرءِ أَيامٌ يتمنى لو بيديهِ سِلاحٌ وينهي هٰذهِ المهزلةَ التي يعيش بِهَا، لِأن الطريقةَ الوحيدةَ الَّتِي لَن يشعرُ حينَها بسكراتِ المَوتِ هِيَ أَنْ يمُوتَ دُفعةً واحدةً دُونَ أَلمٍ، كونَهُ عاشَ ما يكفي مِنَ الأَلمِ والتّعذيبِ فِي الحياةِ، فبكُل مرةٍ ينهضُ مِن رُكامِ الحياةِ والتبعثُرِ الّذي حصلَ لهُ ولا يُحاولُ أَنْ يعيشَ دورَ الضّحيّةِ يعودُ لمكانِهِ الأَولِ، يعُودُ للصفرِ، يعودُ لمُعاناةٍ أَكبرَ مِنَ الأُولىٰ، لأَن وببساطة عقلَهُ قَد تعوَّدَ علىٰ الطُّرقِ الأُولى الّتِي كانَ ينجُو بِهَا بنفسِهِ، كمَن يعتمدُ علىٰ كلامٍ تحفيزي فِي بدايةِ الأَمرِ للدّراسةِ ثُمّ يفشلُ فِيما بعدُ، هٰكذا الأَمرُ تمامًا.
لا أَعلمُ حقيقةً، أَ سوفَ أَبقىٰ أُقاوِمُ أَم أَنّنِي سأَنهِي هٰذهِ المقاومةَ وأُطلِقُ علىٰ نفسِي ما يُسمى برصاصةِ الرَّحمةِ؟