أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

قالت العرب. متجدد

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــ
الحال
قال:
الحال هو: الاسمُ المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات، نحو قولك:
" جاء زيدٌ راكباً " و " ركبتُ الفرسَ مسرجاً " و " لقيتُ عَبدَ الله راكباً " و ما أشبه ذلك.

و أقول: الحال في اللغة: " ما عليه الإنسان من خير أو شر ".
و هو في اصطلاح النحاة عبارة عن " الاسم، الفَضْلَة، المنصوب، المفسِّرُلما انبهم من الهيئات ".
و قولنا: " الاسم " يشمل الصريح مثل " ضاحكاً " في قولك: " جاء محمدٌ ضاحكاً " و يشمل المؤول بالصريح مثل " ضحَكُ " في قولك: " جاء محمدٌ يضحكُ " فإنه في تأويل قولك: " ضاحكاً "
و كذلك قولنا: " جاء محمدٌ مَعهُ أخوه " فإنه في تأويل قولك: " مصاحباً لأخيه ".
و قولنا: " الفَضْلَة " معناه أنه ليس جزءً من الكلام؛ فخرج به الخبرُ.
و قولنا: " المنصوب " خرج به الرفوع و المجرور.
و إنما ينصب الحال بالفعل و شبه الفعل: كاسم الفاعل، و المصدر، و الظرف، و اسم االإشارة.
و قولنا: " المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات " معناه أن الحال يُفَسِّر ما خفي و استتر من صفات ذَويِ العَقلِ أو غيرهم .
ثم إنه قد يكون بياناً لصفة الفاعل، نحو:
" جاء عبد الله راكباً " .
أو بياناً لصفة المفعول به، نحو:
" ركبتُ الفرسَ مُسرجاً ".
و قد يكون محتملاً للأمرين جميعاً، نحو:
" لقيتُ عبدَ اللهِ راكباً ".

و كما يجيء الحال من الفاعل و المفعول به فإنه يجيء من الخبر، نحو:
" أنت صديقي مخلصاً ".
و قد يجيء من المجرور بحرف الجر، نحو:
مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً ".
و قد يجيءَ من المجرور بالإضافة، نحو قوله تعالى:
( أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) فحنيفاً: حال من إبراهيم، و إبراهيم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، و هو مجرور بإضافة " ملة " إليه.

شروط الحال و شروط صاحبها

قال: و لا يكون إلا نكرة، و لا يكون إلا بعد تمام الكلام، و لا يكون صاحبها إلا معرفة.

و أقول: يجب في الحال أن يكون نكرة، و لا يجوز أن يكون معرفة، و إذا جاء تركيب فيه الحال معرفة في الظاهر، فإنه يجب تأويل هذه المعرفة بنكرة مثل قولهم:
" جاء الأميرُ وحدَهُ ".
فإن " وحده " حال من الأمير، و هو معرفة بالإضافة إلى الضمير، و لكنه في تأويل نكرة هي قولك:
" منفرداً "
فكأنك قلت: " جاء الأمير منفرداً "، و مثل ذلك قولهم:
" أرسَلَهَا العِرَاك "، أي: مُعتَركَةً
و " جَاءُوا الأوَّل فالأوَّل " أي مُترتِّبينَ.
و الأصل في الحال أن يجيء بعد استيفاء الكلام، و معنى استيفاء الكلام: أن يأخذ الفعل فاعله و المبتدأُ خبره.
و ربما وجب تقديم الحال على جميع أجزاء الكلام، كما إذا كان الحال اسم استفهام، نحو:
" كيفَ قَدِمَ علي "
فكيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من علي، و لا يجوز تأكيد اسم الاستفهام.
و يشترط في صاحب الحال أن يكون معرفة، فلا يجوز أن يكون نكرة بغير مُسَوِّغ.
و مما يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تتقدم الحال عليها، كقول الشاعر:
لِمَيَّة مُوحشا طلَل يَلُوحُ كأنمه خِلل
فموحشاً: حال من " طلل "، و طللٌ نكرة، و سوغ مجيء الحال منه تقدُّمها عليه.
ومما يسوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تُخَصَّصَ هذه النكرة بإضافةٍ أو وصفٍ.
فمثال الأول في قوله تعالى:
( فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً )
فسواء: حال من " أربعة "و هو نكرة، و ساغ مجيء الحال منها لكونها مضافة.
و مثال الثاني قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَاربِّ نُوحاً و استجبت لهُ في فُلُكٍ مَاخِرِ في اليمِّ مشحوناً.

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ــــــــــــــــــ
التمييز

قال: التمييز هو: الاسم، المنصوبُ، المفَسِّر لما انبهم من الذوات، نحو قولك:
" تصَبَّبَ زيدٌ عرقاً " و " تَفَقَّأ بكرٌ شحماً " و " طابَ محمدٌ نفساً " و " اشتريتُ عشرين كتاباً " و " ملكتُ تسعين نعجة " و " زيدٌ أكرمَ منكَ أباً " و " أجملُ منكَ وجهاً ".
و أقول: للتمييز في اللغة معنيان.
الأول: التفسير مطلقاً، تقول: ميّزتُ كذا .. تريد أنك فسَّرتَهُ.
و الثاني: فصلُ بعضِ الأمور عن بعض تقول:
ميَّزتُ القوم، تريد أنك فصلتَ بعضَهم عن بعض.
و التمييز في اصطلاح النحاة عبارة عن " الاسم، الصريح، المنصوب، المُفَسِر لما انبهم من الذوات أو النَّسب ".
فقولنا: " الاسم " معناه أن التمييز لا يكون فعلاً و لا حرفاً.
و قولنا: " الصريح " لإخراج الاسم المؤول، فإن التمييز لا يكون جملة و لا ظرفاً، بخلاف الحال كما سبق في بابه.
و قولنا: " المفسر لما انبهم من الذوات أو النسب " يشير إلى أن التمييز على نوعين:
الأول: تمييز الذات.
و الثاني: تمييز النسبة.

أما تمييز الذات ـ و يسمى أيضاً تمييز المفرد ـ فهو " ما رفع ابهام اسم مذكور قَبلَهُ مُجملِ الحقيقة " و يكون بعد العدد، نحو قوله تعالى:
(( إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ))،
(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ ))
أو بعد المقادير، من الموزونات، نحو : " اشتريتُ رطلا زيتاً " أو المَكيلاتِ، نحو: " اشتريتُ إردَبَّاً قمحاً " أو المساحات، نحو: " اشتريتُ فداناً أرضاً ".
و أما تمييز النسبة ـ و يسمى أيضاً تمييز الجملة ـ فهو: " ما رفع إبهام نسبة في جملة سابقة عليه " و هو ضربان:
الأول: مُحوَّل.
و الثاني: غير محول.

فأما المحول فهو على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: المحول عن الفاعل، و ذلك نحو: " تَفَقَّأ زيدٌٌ شحماً " الأصل فيه " تفقأ شحمُ زيد " فحذف المضاف ـ و هو شحم ـ و أقيم المضاف إليه ـ و هو زيدٌ ـ مُقامَهُ، فارتفع ارتفاعه، ثم أتى بالمضاف المحذوف فانتصب على التمييز.
النوع الثاني: المحول عن المفعول و ذلك نحو: قوله تعالى:
(( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً ))
أصله " و فجرنا عيون الأرض " ففُعل فيه مثلُ ما سبق.
النوع الثالث: المحوَّلُ عن المبتدأ، و ذلك نحو: قوله تعالى:
(( أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً ))
و أصله " مالي أكثرَ من مالِكَ " فحذف المضاف، و هو "مال " و أُقيمَ المضاف إليه ـ و هو الضمير الذي هو ياء المتكلم ـ مقامه فارتفع ارتفاعاً و انفصل؛ لأن ياء المتكلم ضميرٌ متصل كما عرفت، و هو لا يبتدأ به، ثم جيء بالمضاف المحذوف فَجُعلَ تمييزاً، فصار كما ترى.
و أما غير المحول فنحو " امتلأ الإناءُ ماءً ".
شروط التمييز

قال: و لا يكون إلا نكرة، و لا يكون إلا بعد تمام الكلام.
و أقول: يشترط في التمييز أن يكون نكرة، فلا يجوز أن يكون معرفة، و أما قول الشاعر:
رَأيتُكَ لمَّا أن عَرَفتَ وُجُوهَنا صَدَدْتَ و طِبٍْتَ النَّفسَ يَا قيسُ عن عمرِو فإن قوله: " النفس " تمييز، و ليست " أل " هذه " أل " المُعَرِّفة حتى يلزم منه مجيء التمييز معرفة، بل هي زائدة لا تفيد ما دخلت تعريفاً؛ فهو نكرة، و هو موافق لما ذكرنا من الشرط.
و لا يجوز في التمييز أن يتقدم على عامله، بل لا يجيء إلا بعد تمام الكلام، أي: بعد استيفاء الفعل فاعله، و المبتدأ خبره.

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ــــــــــــــــــــ

الاستثناء

قال:
و حروف الاستثناء ثمانية، و هي:
إلَّا، و غير، وَ سِوَى، وَ سُوى، وَ سوَاءٌ، وَ خلا، و عدا، وَ حاشا.

و أقول: الاستثناء معناه في اللغة مطلق الإخراج، و هو في اصطلاح النحاة عبارةعن " الإخراج بإلا أو إحدى أخواتها، لشيء لولا ذلك الإخراج لكان داخلاً فيما قبل الأداة "و مثالُه قولك:
" نجح التلاميذُ إلا عامراً "
فقد أخرجت بقولك " إلا عامراً " أحد التلاميذ، و هو عامر، و لولا ذلك الإخراج لكان عامر داخلاً في جملة التلاميذ الناجحين.
و اعلم أن أدوات الاستثناء كثيرة، و قد ذكر منها المؤلف ثمان أدوات، و الذي ذكره منها على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: ما يكون حرفاً دائماً و هو " إلَّا ".
النوع الثاني: ما يكون اسماً دائماً، و هو أربعة، و هي: " سِوى " بالقصر و كسر السين، و " سُوَى " بالقصر و ضم السين، و " سَواءُ " بالمد و فتح السين، و " غير ".
النوع الثالث: ما يكون حرفاً تارة و يكون فعلاً تارة أخرى، و هي ثلاثُ أدواتٍ و هي: " خلا، عدا، حاشا ".
حكم المستثنى بإلا

قال: فالمستثنى بإلّا يُنصبُ إذا كان الكلام تاماً موجباً، نحو: " قال القومُ إلا زيداً " و " خرج الناسُ إلا عمراً " و إن كان الكلام منفياً تاماً جاز فيه البدلُ و النصبُ على الاستثناء، نحو: " ما قام القومُ إلا زيدٌ " و " ما ضربتُ إلا زيداً " و " ما مررتُ إلا بزيدٍ ".

و أقول: اعلم أن للاسم الواقع بعد " إلّا " ثلاثةَ أحوالٍ:
الحالة الأولى: وجوب النصب على الاستثناء.
الحالة الثانية: جواز إتباعه لما قبل " إلّا " على أنه بدل منه مع جواز نصبه على الاستثناء.
الحالة الثالثة: وجوب إجرائه على حسب ما يقتضيه العامل المذكورُ قبل " إلّا ".
و بيان ذلك أن الكلام الذي قبل " إلّا " إما أن يكون تامّاً موجباً، و إما أن يكون تاماً منفياً، و إما أن يكون ناقصاً و لا يكون حينئذٍ إلا منفياً.
و معنى كون الكلام السابق تاماً:
أن يُذكر فيه المستثنى منه.
و معنى كونه ناقصاً ألا يذكر فيه المستثنى منه.
و معنى كونه موجباً، ألا يسبقه نفي أو شبهه، و شِبهُ النفي: النهي، و الاستفهام.
و معنى كونه منفياً: أن يسبقه أحد هذه الأشياء.
فإن كان الكلام السابق تاماً موجباً وجب نصب الاسم الواقع بعد " إلّا " على الاستثناء نحو قولك: " قامَ القومُ إلّا زيداً " و قولك: " خرج الناس إلّا عمراً " فزيداً و عمراً: مستثنيان من كلام تام لذكر المستثنى منه ـ و هو " القوم " في الأول و " الناس " في الثاني ـ و الكلام مع ذلك مُوجبٌ لعدم تقدم نفي أو شبهه؛ فوجب نصبهما، و هذه هي الحالة الأولى.
و إن كان الكلام السابق تاماً منفياً جاز فيه الاتباعُ على البدلية أو النصب على الاستثناء، نحو قولك:
" ما قام القوم إلا زيدٌ "فزيدٌ: مستثنى من كلام تام لذكر المستثنى منه، و هو القوم، و الكلام مع ذلك منفي لتقدم " ما " النافية؛ فيجوز فيه الإتباع؛ فتقولُ " إلّا زيدٌ " بالرفع؛ لأن المستثنى منه مرفوع، و بدل المرفوع مرفوع، و يجوز فيه على قلت النصبُ على الاستثناء؛ فتقول: " إلا زيداً " و هذه هي الحالة الثانية.
و إن كان الكلام السابق ناقصاً، و لا يكون إلا منفياً، كان المستثنى على حسب ما قبل " إلّا " من العوامل؛ فإن كان العامل يقتضي الرفع على الفاعلية رفعته عليها، نحو: " ما حضر إلا عليٌ "، و إن كان العامل يقتضي النصب على المفعوليةنصبته عليها، نحو: " ما رأيتُ إلا علياً " و إن كان العامل يقتضي الجر بحرف من حروف الجر جررته به نحو: " ما مررتُ إلا بزيدٍ " و هذه هي الحالة الثالثة.

المستثنى بغير وأخواتها

قال: و المستثنى بِسِوى، وَ سُوى، وَ سَوَاءِ، وَ غَيرٍ مجرورٌ لا غيرُ.

و أقول: الاسم الواقع بعد أداة من هذه الأدوات الأربعة يجب جرهُ بإضافةالأداة إليه، أما الأداة نفسُها فإنه تأخذ حكم الاسم الواقع بعد " إلا " على التفصيل الذي سبق: فإن كان الكلام تاماً موجباً نصبتها وجوباً على الاستثناء، نحو: " قام القومُ غير زيدٍ "، و إن كان الكلام تاماً منفياً أتبعتها لما قبله أو نصبتها، نحو: " ما يزورَني أحدٌ غيرُ الأخيارِ "، أو " غيرَ الأخيارِ "، و إن كان الكلام ناقصاً منفياً أجريتها على حسب العوامل، نحو: " لا تتصل بغير الأخيارِ ".

المستثنى بعدا و أخواته

قال: و المستثنى بخلا، و عدا، و حاشا، يجوزُ نصبُهُ و جرُهُ، نحو: " قام القومُ خلا زيداً، زيدٌ " و " عدا عمراً و عمرو "، و " حاشا بكراً و بكرٍ ".
و أقول: الاسم الواقع بعد أداة من هذه الأدوات الثلاثة يجوز لك أن تنصبه، و يجوز لك أن تجره، و السر في ذلك أن هذه الأدوات تستعمل أفعالاً تارة، و تستعمل حروفاً تارة أخرى على ما سبق، فإن قدّرتَهُنَّ أفعالاً نصبتَ ما بعدها على أنه مفعول به، و الفاعل ضميير مستتر وجوباً، و إن قدّرتَهنَّ حروفاً خفضت ما بعدها على أنه مجرور بها.
و محلُّ هذا التردد فيما إذا لم تتقدم عليهنَّ " ما " المصدرية؛ فإن تقدمت على واحدة منهن " ما " وجب نصب ما بعدها، و سببُ ذلك أن " ما " المصدرية لا تدخلُ إلا على الأفعال؛ فهنَّ أفعالٌ ألبتة إن سبقتهنَّ ، فنحو: " قام القومُ خلا زيد " يجوز فيه نصب " زيد " و خفضه، " قام القوم ما خلا زيداً " لا يجوز فيه إلا نصب " زيد ".
و الله سبحانه و تعالى أعلى وأعلم.

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــــ

شروط إعمال " لا " عمل إن

قال: اعلم أن " لا " تنصبُ النكرات بغير تنوين إذا باشرتِ النكرة و لم تتكرر " لا " نحو " لا رجلَ في الدار ".

و أقول: اعلم أن " لا " النافية للجنس تعمل عمل " إن " فتنصب الاسم لفظاً أو محلاً و ترفع الخبر.
و هي لا تعمل هذا العمل وجوباً إلا بأربعةِ شروط:
الأول: أن يكون اسمها نكرة.
الثاني: أن يكون اسمها متصلاً بها، أي غير مفصول منها و لو بالخبر.
و الثالث: أن يكون خبرها نكرة أيضاً.
و الرابع: ألّا تتكرر " لا " .

ثم اعلم أن اسم " لا " على ثلاثة أنواع:
الأولُ المفرد.
و الثاني المضاف إلى نكرة.
و الثالث الشبيه بالمضاف.

أما المفرد في هذا الباب، و في باب المنادى، فهو: " ما ليس مضافاً و لا شبيهاً بالمضاف " فيدخل فيه المثنى، و جمعُ التكسير، و جمع المذكر السالم، و جمع المؤنث السالم.
و حكمه أنه يُبنى على ما ينصبُ به، فإذا كان نصبه بالفتحة بني على الفتح، نحو " لا رجلَ في الدار "، و إن كان نصبه بالياء ـ و ذلك المثنى و جمع المذكر السالم ـ بني على الياء نحو: " لا رجُلَينِ في الدار " و إن كان نصبه بالكسرة نيابة عن الفتحة ـ و ذلك جمع المؤنث السالم ـ بني على الكسر، نحو: " لا صالحاتٍ اليومَ" و أما المضاف فينصب بالفتحة الظاهرة أو بما ناب عنها، نحو: " لا طالبَ علمٍ ممقوتٌ "
و أما الشبيه ـ المضاف ـ و هو " ما اتصل به شيءٌ من تمام معناه " فمثلُ المضاف في الحكم: أي ينصب بالفتحة، نحو: " لا مستقيماً حاله بين الناس ".
قال: فإن لم تُباشِرها وجبَ الرفعُ و وجبَ تكرارُ " لا " نحو " لا في الدار رجلٌ ولا امرأةٌ " فإن تكررت جاز إعمالُها وإلغاؤُها، فإن شئت قلت: " لا رجُلَ في الدارِ ولا امرأةٌ ".
و أقول: قد عرفت أن شروط وجوب عمل " لا" عملَ " إنَّ "أربعة، و هذا الكلام في بيان الحكم إذا اختل شرط من الشروط الأربعة السابقة.
و بيان ذلك أنه إذا وقع بعد " لا " معرفة وجب إلغاءُ " لا " و تكرارها، نحو: " لا محمدٌ زارني ولا بكرٌ " و إذا فصل بين لا و اسمها فاصلٌ ما وجب كذلك إلغاؤها و تكرارها نحو ? لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ? فغولٌ: مبتدأ مؤخر، و فيها: متعلق بمحذوف خبر مقدم، و " لا " نافية مهملة، و إذا تكررت " لا " لم يجب إعمالها، بل يجوز إعمالها إذا استوفت بقية الشروط، و يجوز إهماله؛ فتقول على الإعمال: " لا رجلَ في الدار و لا امرأةً "، و تقول على الإهمال: " لا رجلٌ في الدار و لا امرأةٌ " برفع رجل و امرأة.

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــــــ
المفعول له

قال: المفعول من أجله و هو:
الاسم، المنصوبُ، يَذكرُ بياناً لسبب وقوع الفعل، نحو قولك: " قام زيد إجلالاً لعمرو " و " قصدتك ابتغاء معروفك ".

و أقول: المفعول من أجله ـ و يقال " المفعول لأجله "، و " المفعول له " ـ هو في اصطلاح النحاة عبارة عن " الاسم، المنصوب، الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل " .
و قولنا: " الاسم " يشمل الصريح و المؤول به.
و لا بد في الاسم الذي يقع مفعولاً له من أن يجتمع فيه خمسة أمور:
الأول: أن يكون مصدراً.
و الثاني: أن يكون قَلبيّاً، و معنى كونه قَلبيّاً ألا يكون دالاً على عمل من أعمال الجوارح كاليد و اللسان مثل " فراءة " و" ضرب ".
و الثالث: أن يكون علة لما قبله.
و الرابع: أن يكون متحداً مع عامله في الوقت.
و مثال الاسم المستجمع لهذه الشروط " تأديباً " من قولك: " ضربتُ ابني تأديباً " فإنه مصدر، و هو قلبي؛ لأنه ليس من أعمال الجوارح، و هو علة للضرب، و هو متحد مع " ضربت " في الزمان، و في الفاعل أيضاً.
وكل اسم استوفى هذه الشروط يجوز فيه أمران:
النصب، و الجر بحرف من حروف الجر الدالة على التعليل كاللام.
و اعلم أن للاسم الذي يقع مفعولاً لأجله ثلاث حالاتٍ:
الأولى: أن يكون مقترناً بأل.
الثانية: أن يكون مضافاً.
الثالثة: أن يكون مجرداً من " أل و من الإضافة ".
و في جميع هذه الأحوال يجوز فيه النصب و الجر بحرف الجر، إلا أنه قد يترجح أحد الوجهين، و قد يستويان في الجواز.
فإن كان مقترناً بأل فالأكثر فيه أن يجرَّ دال على التعليل، نحو: " ضربت ابني للتأدب " و يقلُّ نصبُه.
و إن كان مضافاً جاز جوازاً متساوياً أن يجر بالحرف و أن ينصب، نحو: " زرتك محبة أدبِكَ " أو " زرتك لمحبَّةِ أدبِكَ ".
و إن كان مجرداً من " أل و من الإضافة " فالأكثر فيه أن ينصب، نحو: " قمتُ إجلالاً للأستاذ " و يقلُّ جره بالحرف.
و الله أعلم

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــــــ
المنادى

قال:
المنادى خمسة أنواع:
المفردُ العلم، و النطرة المقصودة، و النكرةُ غير المقصودةُ، و المضافُ، و الشبيه بالمضافِ.
و أقول: " المنادى في اللغة هو:
المطلوب إقباله مطلقاً.
و في اصطلاح النحاة هو: " المطلوب إقباله بيا أو إحدى أخواتها "، و أخواتُ " يا " هي الهمزة نحو: " أزيدُ أقبل ".
و " أي " " إبراهيمُ تَفهم ".
و " أيا " نحو:
أيَا شَجَرَ الخابُورِ مَالَكَ مُورقاً كأنك لم تجزع على ابنِ طريف.
و " هيا " نحو " هيا محمد تعالَ ".

ثم المنادى على خمسة أنواع:
ظ، ـ المفردُ العلمُ، و قد مضى في باب " لا " تعريف المفرد، و مثاله: " يا محمد " و " يا فاطمة " و " يا محمدان " و " يا فاطمتان " و " يا محمدون " و " يا فاطمات ".
ظ¢ ـ النكرة المقصودة؛ و هي: التي يقصد بها واحدٌ معينٌ ممَّا يصحُ إطلاق لفظها عليه، نحو: " يا ظالمُ " تريد واحداً بعينه.
ظ£ ـ النكرة غير المفصودة؛ و هي: التي يقصد بها واحدٌ غير معين، نحو : قول الواعظ: " يا غافلاً تنبَّه "، فإنه لا يريد واحداً معيناً، بل يريد كل من يطلق عليه لفظ " غافل ".
ظ¤ ـ المضاف، نحو: " يا طالبَ العلمِ اجتهد ".
ظ¥ ـ الشبيه بالمضاف، و هو ما اتصل به شيء من تمام معناه، سواءٌ أكان المتصل به مرفوعاً به، نحو: " يا حميداً فعْلهُ "، أم كان منصوباً به نحو: " يا حافظاً درسَهُ " ، أم كان مجروراً بحرف جر يتعلق به نحو: " يا محباً للخير ".

قال: فأما المفرد العلم، و النكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين، نحو: " يا زيدُ " و " يا رجلُ " و الثلاثة الباقية منصوبة لا غير.

و أقول: إذا كان المنادى مفرداً أو نكرة مقصودة فإنه يُبنى على ما يرفع به؛ فإن كان يُرفع بالضمة فإنه يبنى على الضمة، نحو: " يا محمدُ " و " يا فاطمةُ " و " يا رجلُ " و " يا فاطماتُ " و إن كان يرفع باللف نيابةً عن الضمة ـ و ذلك المثنى ـ فإنه يبنى على الألف، نحو: " يا محمدان " و " يا فاطمتان " و إن كان يُرفع بالواو نيابة عن الضمة ـ و ذلك جمع المذكر السالم ـ فإنه يبنى على الواو نحو: " يا محمدون ".
و إذا كان المنادى نكرة غير مقصودة أو مضافاً أو شبيهاً بالمضاف فإنه ينصب بالفتحة أو ما ناب عنها نحو: " يا جاهلاً تعلّم " و " يا كسولاً أقبل على ما ينفعك " و نحو: " يا راغبَ المجدِ اعمل له " و " يا محبَّ الرِّفعةِ ثابر على السعي " و نحو " يا راغباً في السُّؤدُدِ لا تَضجر من العمل " و " يا حريصاً على الخير استقم ".

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــــ

المفعول معه

قال: المفعول معه و هو:
الاسمُ المنصوب الذي يُذكر لبيان من فُعِلَ مَعَهُ الفعل، نجو قولك: " جاء الأميرُ و الجيش " و " استوى الماء و الخشبة ".
و أقول: المفعول معه عند النحاة هو:" الاسم، الفضلة، المنصوب بالفعل أو ما فيه معنى الفعل و حروفه، الدّالُّ على الذات التي وقع الفعل بمصاحبتها، المسبوق بواو تفيد المعيةَ نصاً ".
فقولنا: " الاسم " يشمل المفرد و المثنى و الجمع، و المذكر و المؤنث و المراد به:
الاسم الصريح دون المؤول، و خرج عنه الفعل و الحرف و الجملة.
و قولنا: " الفضلة " معناه أنه ليس ركناً في الكلام؛ فليس فاعلاً، و لا مبتدأ و لا خبراً، و خرج به العمدة، نحو: " اشترك زيدٌ و عمروٌ ".
و قولنا: " المنصوب بالفعل أو ما فيه معنى الفعل و حروفه " يدل على أن العامل في المفعول معه على ضربين:
الأول: الفعل، نحو: " حضر الأمير و الجيش ".
الثاني: الاسم الدال على معنى الفعل المشتمل على حروفه، كاسم الفاعل في نحو: " الأمير حاضرٌ و الجيش ".
و قولنا: " المسبوق بواو هي نص في الدلالة على المعية " يخرج به الاسم المسبوق بواو ليست نصاً في الدلالة على المعية، نحو: " حضر محمدٌ و خالدٌ ".
و اعلم أن الاسم الواقع بعد الواو على نوعين:
ما يتعين نَصبُهُ على ذلك.
ما يتعين نصبه أو اتباعُه لما قبله في إعرابه معطوفاً عليه.
أما النوع الأول فمحله إذا لم يصحَّ تشريك ما بعد الواو لما قبلها في الحكم، نحو: " أنا سائرٌ و الجبل " و نحو: " ذاكرتُ و المصباح ".
فإن الجبل لا يصح تشريكه للمتكلم في السير، و كذلك المصباح لا يصح تشريكه للمتكلم في المذاكرة، و قد مَثّل المؤلف لهذا النوع بقوله: " استوى الماءُ و الخشبة ".
و أما الثاني فمحله إذا صح تشريك ما بعد الواو لما قبلها في الحكم، نحو: " حضر عليٌ و محمدٌ " فإنه يجوز نصب " محمد " على أنه مفعول معه، و يجوز رفعه على أنه معطوف على " علي "؛ لأن محمداً يجوز اشتراكه مع علي في الحضور، و قد مَثَّل المؤلف لهذا النوع بقوله: " جاء الأميرُ و الجيش ".

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المخفوضات من الأسماء

قال: المخفوضات من الأسماء ثلاثة أنواع، مخفوض بالحرف، و مخفوض بالإضافة، و تابعٌ للمخفوض.
و أقول: الاسم المخفوض على ثلاثة أنواع؛ و ذلك لأن الخافض له إما أن يكون حرفاً، من حروف الخفض التي سبق بيانها، في أوَّل الكتاب و التي سيذكرها الؤلف بعد ذلك، و ذلك نحو: " خالد " من قولك: " أشفقت على خالد "
فإنه مجرور بعلى، و هو حرف من حروف الخفض، و إما أن يكون الخافض للاسم إضافة اسم قبله إليه، و معنى الإضافة: نسبة الثاني للأول، و ذلك نحو: " محمد " من قولك: " جاء غلام محمد " فإنه مخفوض بسبب إضافة " غلام " إليه،
و إما أن يكون الخافض للاسم تبعِيَّتُه لاسم مخفوض: بأن يكون نعتاً له، نحو: " الفاضل " نحو قولك: " أخذت العلم عن محمد الفاضل " أو معطوفاً عليه، نحو: " خالد " من قولك: " مررت بمحمد و خالد " أو غير هذين من التوابع التي سبق ذكرها.
قال: فأما المخفوض بالحرف فهو: ما يخفضُ بمن، و إلى، و عن، و على، و في، و ربَّ، و الباءِ، و الكافِ، و اللام، و حُرُوفِ القسمِ، و هي: الواوُ، و الباءُ، و التاءُ، أو بواوِ رُبَّ، و بِمُدْ، و مُنذُ .
و أقول: النوع الأول من المخفوضات: المخفوض بحرف من حروف الخفض و حروف الخفض كثيرة.
منها " مِنْ " و من معانيها الابتداءُ، و تجر الاسم الظاهر و المضمر، نحو قوله تعالى:
(( وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ )) .
و منها " إلى " و من معانيها الانتهاء، و تجر الاسم الظاهر و المضمر أيضاً، نحو قوله تعالى:
(( إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ )).
(( إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً )).
و منها " عن " و من معانيها المجاورة، و تجر الاسم الظاهر و الضمير أيضاً، نحو قوله تعالى:
(( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ))
و قوله: (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )).
و منها " على " و من معانيها الاستعلاء، و تجر الاسم الظاهر و المضمر أيضاً، نحو قوله تعالى:
(( وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ )).
و منها " في " و من معانيها الظرفية، و تجر الاسم الظاهر و الضمير أيضاً، نحو قوله تعالى:
(( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ))
(( لا فِيهَا غَوْلٌ )).
و منها " رُبَّ " و من معانيها التقليل، و لا تجر إلَّا الاسم الظاهر النكرة، نحو قولك:
" رُبَّ رَجُلِ كريمٍ لَقِيتَهُ ".
و منها " الباء " و من معانيها التعديةُ، و تجر الاسم الظاهر و الضمير جميعاً، نحو قوله تعالى:
(( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ )).
و منها " الكاف " و من معانيها التشبيه، و لا تجر إلَّا الاسم الظاهر، نحو قوله تعالى:
(( مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ )).
و منها " اللام " و من معانيها الاستحقاق و المِلكُ، و تجر الاسم الظاهر و المضمر جميعاً، نحو قوله سبحانه و تعالى:
(( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ))
و قوله: (( لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )).
و منها حروف القسم الثلاثة ـ و هي: الباء، و التاءُ، و الواو ـ و قد تكلمنا عليها كلاماً مُستوفى في أول الكتاب؛ فلا حاجة بنا إلى إعادة شيء منه.
و منها واو " رُبَّ " و مثالُها قول امريء القيس:
" و ليلٍ كَمَوجِ البحرِ أرْخَى سُدُولهُ "
و قوله أيضاً:
" وَبَيْضَةٍ خِدْر لا يُرَامُ خِباؤهَا " .
و منها " مُذ " و " منذ " و يجرانِ الأزمانِ، و هما يدلان على معنى " من " إن كان ما بعدها ماضياً، نحو: " ما رأيتُه مُذْ يومَ الخميسِ ".
و " ما كلمتُهُ منذ شهر ".
و يكونان بمعنى " في " إن كان ما بعدهما حاضراً، نحو:
" لا أُكَلِّمُهُ مُذْ يَومِنا ".
و " لا ألقاهُ مُنذُ يومنا ".
فإن وقع بعد " مذ " أو " منذ " فعلٌ، أو كان الاسم الذي بعده مرفوعاً فهما اسمان.
قال: و أما ما يخفض بالإضافة، فنحو قولك: " غلامُ زيدٍ " و هو على قسمين:
ما يُقَدَّرُ باللام، و ما يُقَدرُ بمن.
فالذي يقدر باللام نحو:
" غلامُ زيدٍ "
و الذي يقدرُ بِمِن، نحو:
" ثوبُ خَزٍّ "
و " بابُ ساجٍ "
و " خاتَمُ حديد ".
و أقول: القسم الثاني من المخفوضات: المخفوض بالإضافة، و هو على ثلاثة أنواع، ذكر المؤلف منها نوعين:
الأول: ما تكون بالإضافة فيه على معنى " مِن ".
و الثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى اللام.
و الثالث: ما تكون اللإضافة فيه على معنى " في ".
أما ما تكون الإضافة فيه على معنى " مِنْ " فضابِطُهُ: أن يكون المضاف جزءاً و بعضاً من المضاف إليه، نحو: " جُبَّةُ صوفٍ " فإن الجبة بعض الصوف و جزء منه، و كذلك أمثلة المؤلف.
و أما ما لا تكون الإضافة فيه على معنى " في " فضابطهُ: أن يكون المضاف إليه ظرفاً للمضاف، نحو قوله تعالى:
(( بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ)) فإن الليل ظرفٌ للمكر و وقتٌ يَقعُ المكرُ فيه.
و أما ما تكون الإضافة فيه على معنى اللام؛ فكُلُّ ما لا يصلح فيه أحَدُ النوعين المذكورين، نحو: " غلامُ زيدٍ " و " حصيرُ المسجدِ ".

و قد ترك المؤلف الكلام على القسم الثالث من المخفوضات، و هو المخفوضُ بالتبعية، و عُذرُه في ذلك أنه قد سبق القول عليه في آخر أبواب المرفوعات مُفَصَّلا.
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أعزُّ و أكرم.

شرح الأجرومية
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــــ
الفزع في كلام العرب على وجهين:
أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر.
و الآخر الاستنجاد و الاستصراخ .
من ذلك قول سلامة بن جندل:

كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ
كان الصراخ له قرع الظنابيب

يقول:
إذا أتانا مستغيثٌ كانت إغاثته الجد في نصرته.
يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه إذا جد فيه و لم يفتر، و يشتق من هذا المعنى أن يقع" فزع" في معنى" أغاث" كما قال الكلحبة اليربوعي.
 

جاروط

Well-Known Member
إنضم
2 مارس 2016
المشاركات
1,993
مستوى التفاعل
542
النقاط
113
رد: قالت العرب. متجدد

قالت العرب
ـــــــــــــــــ
كلمة أبو بكر في مرضه لعبد الرحمن بن عوف

قال أبو العباس:
و مما يؤثر من حكيم الأخبار، و بارع الآداب، ما حدثنا به عن عبد الرحمن بن عوف و هو أنه قال:
دخلت يوما على أبي بكر الصديق رحمة الله عليه في علته التي مات فيها، فقلت له:
أراك بارئا يا خليفة رسول الله.
فقال: أما إني على ذلك لشديد الوجع، و لما لقيت منكم يا معشر المهاجرين أشد علي من وجعي. إني وليت أموركم خيركم في نفسي، فكلكم ورم أنفه أن يكون له الأمر من دونه، و الله لتتخذن نضائد الديباج، و ستور الحرير، و لتألمن النوم على الصوف الأذربي كما يألم أحدكم النوم على حسك السعدان، و الذي نفسي بيده لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يخوض غمرات الدنيا. يا هادي الطريق جرت، إنما هو و الله الفجر، أو البحر.
فقلت: خفض عليك يا خليفة رسول الله، فإن هذا يهيضك إلى ما بك، فوالله ما زلت صالحا مصلحا، لا تأس على شيء فاتك من أمر الدنيا، و لقد تخليت بالأمر وحدك فما رأيت إلا خيرا.

قوله: "نضائد الديباج" واحدتها نضيدة، و هي الوسادة و ما ينضد من المتاع، قال الراجز:
و قربت خدامها الوسائدا
حتى إذا ما علوا النضائدا
سبحت ربي قائما و قاعدا

و قد تسمي العرب جماعة ذلك النضد، و المعنى واحد، إنما هو ما نضد في البيت من متاع.
قال النابغة:
و رفعته إلى السجفين فالنضدظ،
(( ديوانه ظ¢ظ¤، و صدره:
خلت سبيل أتى كان يحبسه))

و يقال:
نضدت المتاع إذا ضممت بعضه إلى بعض، فهذا أصله.
قال الله تبارك و تعالى: {لها طلع نضيد} سورة ق ظ،ظ*.
و قال: {في سدر مخضود، وطلح منضود} سورة الواقعة ظ¢ظ©، ظ£ظ*

و يقال: نضدت اللبن على الميت.
و قوله: " على الصوف الأذربي" فهذا منسوب إلى اذربيجان، و كذلك تقول العرب.
قال الشماخ:
تذكرتها وهنا و قد حال دونها
قرى أذربيجان المسالح و الجال

(( المسالح: مواضع المخافة، و
الجال، ضبطت في الأصل بالفتحة و الكسرة، و كذلك في إحدى النسخ التي قابل بها "ريط" نسخته.
و قال المرصفى: "الجال: اسم لجماعة الخيل و الإبل، أضاف أذربيجان إليهما إشعارا بأنها مملوءة بهما". و انظر ديوان الشماخ ظ،ظ،ظ§، و معجم البلدان ظ،ظ¥ظ©: ظ،، و اللسان "سلح"، و تاج العروس"ذرب"، و المعرب للجواليقىظ£ظ¦.))
و قوله: "على حسك السعدان"، فالسعدان نبت كثير الحسك تأكله الإبل فتسمن عليه، و يغذوها غذاء لا يوجد في غيره، فمن أمثال العرب:
"مرعى و لا كالسعدان " تفضيلا له .
قال النابغة:
الواهب المائة الأبكار زينها
سعدان توضح في أو بارها اللبد
(( توضح: من قرى اليمامة))

و يروى في بعض الحديث
"أنه يؤمر بالكافر يوم القيامة فيسحب على حسك السعدان".
و الله أعلم بذلك.

قال أبو الحسن: السعدان: نبت كثير الشوك- كما ذكر أبو العباس- و لا ساق له، إنما هو منفرش على وجه الأرض.
حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني عن ابن الأعرابي، قال:
قيل لرجل من أهل البادية- و خرج عنها: أترجع إلى البادية ؟
فقال: أما ما دام السعدان مستلقيا فلا. يريد أنه لا يرجع إلى البادية أبدا، كما أن السعدان لا يزول عن الاستلقاء أبدا .

و قال أبو علي البصير و اسمه الفضل بن جعفر، و إن لم يكن بحجة، و لكنه أجاد فذكرنا شعره هذا لجودته لا للاحتجاج به يمدح عبيد الله بن يحيى بن خاقان و آله فقال:
يا وزراء السلطان
أنتم و آل خاقان
كبعض ما روينا
في سالفات الأزمان
ماء و لا كصدى
مرعى و لا كالسعدان

و هذه الأمثال ثلاثة.
منها قولهم:
"مرعى و لا كالسعدان" .
و " فتى و لا كمالك" .
و "ماء و لا كصدى" .
تضرب هذه الأمثال للشيء الذي فيه فضل و غيره أفضل منه، كقولهم:
"ما من طامة إلا فوقها طامة"، أي ما من داهية إلا و فوقها داهية.
و يقال: طما الماء و طم إذا إرتفع و زاد.

و مالك الذي ذكروا هو مالك بن نويرة، أخو متمم بن نويرة.

" و صداء يمد، وب عضهم يقول: صدى، فيضم أوله و يقصر، فأما أبو العباس محمد بن يزيد، فإنه قال: لم أسمع من أصحابنا إلا صدءاء يا فتى، و هو اسم لماء، معرفة، و هما همزتان بينهما ألف، و الألف لا تكون إلا ساكنة، كأنك قلت: صدعاع يا هذا. (( ما بين العلامتين لم يرد في الأصل، و أثبتناه عن ر، س.))
و قوله: "إنما هو و الله الفجر أو البجر"
يقول: إن انتظرت حتى يضيء لك الفجر الطريق أبصرت قصدك. و إن خبطت الظلماء، و ركبت العشواء هجما بك على المكروه، و ضرب ذلك مثلا لغمرات الدنيا، و تحييرها أهلها.
و قوله: "يهيضك" مأخوذ من قولهم: هيض العظم إذا جبر ثم أصابه شيء يعنته فآذاه فكسره ثانية، أو لم يكسره، و أكثر ما يستعمل في كسره ثانية.
و يقال: عظم مهيض، و جناح مهيض في هذا المعنى: ثم يشتق لغير ذلك، و أصله ما ذكرت لك، فمن ذلك قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما كسر يزيد بن المهلب سجنه و هرب، فكتب إليه:
لو علمت أنك تبقى ما فعلت، و لكنك مسموم، و لم أكن لأضع يدي في يد إبن عاتكه. (( زيادات ر: "هو يزيد بن عبد الملك بن مروان، و أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية، ولى الملك بعد عمر بن عبد العزيز، و لا يعلم أحد أعرق في الخلافة منه".))
فقال عمر: اللهم إنه قد هاضني فهضه. فهذا معناه.
و قوله: "فكلكم ورم أنفه"، يقول: امتلأ من ذلك غضبا، و ذكر أنفه دون السائر كما بقال: فلان شامخ بأنفه، يريد رافع، و هذا يكون من الغضب كما قال الشاعر:
و لا يهاج إذا ما أنفه ورما
أي لايكلم عند الغضب، و يقال للمائل برأسه كبرا: متشاوس، و ثاني عطفه، و ثاني جيده، إنما هذا كله من الكبرياء.
قال الله عز و جل: {ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله} (( سورة الحجظ©.))
و قال الشامخ(( زيادات ر: "يهجو الربيع بن علياء السلمى".)) :
نبئت أن ربيعا أن رعى إبلا
يهدي إلي خناه ثاني الجيد
و قوله: "أراك بارئا يا خليفة رسول الله" (( ر، س: "يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم".)) يكون من برئت من المرض و برأت، كلاهما يقال: فمن قال برئت يقول: أبرأظ¥ يافتى لا غير، و من قال: برأت قال في المضارع: أبرأ و أبرؤ، يا فتى، مثل فرغ و يفرغ. و الآية تقرأ على وجهين: {سنفرغ لكم أيها الثقلان} (( الرحمن: ظ£ظ،))، و {سنفرغ} : و المصدر فيهما" البرء" يا فتى.
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )