جاروط
Well-Known Member
- إنضم
- 2 مارس 2016
- المشاركات
- 1,993
- مستوى التفاعل
- 542
- النقاط
- 113
رد: قالت العرب. متجدد
قالت العرب
ـــــــــــــــــ
الحال
قال:
الحال هو: الاسمُ المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات، نحو قولك:
" جاء زيدٌ راكباً " و " ركبتُ الفرسَ مسرجاً " و " لقيتُ عَبدَ الله راكباً " و ما أشبه ذلك.
و أقول: الحال في اللغة: " ما عليه الإنسان من خير أو شر ".
و هو في اصطلاح النحاة عبارة عن " الاسم، الفَضْلَة، المنصوب، المفسِّرُلما انبهم من الهيئات ".
و قولنا: " الاسم " يشمل الصريح مثل " ضاحكاً " في قولك: " جاء محمدٌ ضاحكاً " و يشمل المؤول بالصريح مثل " ضحَكُ " في قولك: " جاء محمدٌ يضحكُ " فإنه في تأويل قولك: " ضاحكاً "
و كذلك قولنا: " جاء محمدٌ مَعهُ أخوه " فإنه في تأويل قولك: " مصاحباً لأخيه ".
و قولنا: " الفَضْلَة " معناه أنه ليس جزءً من الكلام؛ فخرج به الخبرُ.
و قولنا: " المنصوب " خرج به الرفوع و المجرور.
و إنما ينصب الحال بالفعل و شبه الفعل: كاسم الفاعل، و المصدر، و الظرف، و اسم االإشارة.
و قولنا: " المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات " معناه أن الحال يُفَسِّر ما خفي و استتر من صفات ذَويِ العَقلِ أو غيرهم .
ثم إنه قد يكون بياناً لصفة الفاعل، نحو:
" جاء عبد الله راكباً " .
أو بياناً لصفة المفعول به، نحو:
" ركبتُ الفرسَ مُسرجاً ".
و قد يكون محتملاً للأمرين جميعاً، نحو:
" لقيتُ عبدَ اللهِ راكباً ".
و كما يجيء الحال من الفاعل و المفعول به فإنه يجيء من الخبر، نحو:
" أنت صديقي مخلصاً ".
و قد يجيء من المجرور بحرف الجر، نحو:
مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً ".
و قد يجيءَ من المجرور بالإضافة، نحو قوله تعالى:
( أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) فحنيفاً: حال من إبراهيم، و إبراهيم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، و هو مجرور بإضافة " ملة " إليه.
شروط الحال و شروط صاحبها
قال: و لا يكون إلا نكرة، و لا يكون إلا بعد تمام الكلام، و لا يكون صاحبها إلا معرفة.
و أقول: يجب في الحال أن يكون نكرة، و لا يجوز أن يكون معرفة، و إذا جاء تركيب فيه الحال معرفة في الظاهر، فإنه يجب تأويل هذه المعرفة بنكرة مثل قولهم:
" جاء الأميرُ وحدَهُ ".
فإن " وحده " حال من الأمير، و هو معرفة بالإضافة إلى الضمير، و لكنه في تأويل نكرة هي قولك:
" منفرداً "
فكأنك قلت: " جاء الأمير منفرداً "، و مثل ذلك قولهم:
" أرسَلَهَا العِرَاك "، أي: مُعتَركَةً
و " جَاءُوا الأوَّل فالأوَّل " أي مُترتِّبينَ.
و الأصل في الحال أن يجيء بعد استيفاء الكلام، و معنى استيفاء الكلام: أن يأخذ الفعل فاعله و المبتدأُ خبره.
و ربما وجب تقديم الحال على جميع أجزاء الكلام، كما إذا كان الحال اسم استفهام، نحو:
" كيفَ قَدِمَ علي "
فكيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من علي، و لا يجوز تأكيد اسم الاستفهام.
و يشترط في صاحب الحال أن يكون معرفة، فلا يجوز أن يكون نكرة بغير مُسَوِّغ.
و مما يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تتقدم الحال عليها، كقول الشاعر:
لِمَيَّة مُوحشا طلَل يَلُوحُ كأنمه خِلل
فموحشاً: حال من " طلل "، و طللٌ نكرة، و سوغ مجيء الحال منه تقدُّمها عليه.
ومما يسوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تُخَصَّصَ هذه النكرة بإضافةٍ أو وصفٍ.
فمثال الأول في قوله تعالى:
( فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً )
فسواء: حال من " أربعة "و هو نكرة، و ساغ مجيء الحال منها لكونها مضافة.
و مثال الثاني قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَاربِّ نُوحاً و استجبت لهُ في فُلُكٍ مَاخِرِ في اليمِّ مشحوناً.
شرح الأجرومية
قالت العرب
ـــــــــــــــــ
الحال
قال:
الحال هو: الاسمُ المنصوبُ، المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات، نحو قولك:
" جاء زيدٌ راكباً " و " ركبتُ الفرسَ مسرجاً " و " لقيتُ عَبدَ الله راكباً " و ما أشبه ذلك.
و أقول: الحال في اللغة: " ما عليه الإنسان من خير أو شر ".
و هو في اصطلاح النحاة عبارة عن " الاسم، الفَضْلَة، المنصوب، المفسِّرُلما انبهم من الهيئات ".
و قولنا: " الاسم " يشمل الصريح مثل " ضاحكاً " في قولك: " جاء محمدٌ ضاحكاً " و يشمل المؤول بالصريح مثل " ضحَكُ " في قولك: " جاء محمدٌ يضحكُ " فإنه في تأويل قولك: " ضاحكاً "
و كذلك قولنا: " جاء محمدٌ مَعهُ أخوه " فإنه في تأويل قولك: " مصاحباً لأخيه ".
و قولنا: " الفَضْلَة " معناه أنه ليس جزءً من الكلام؛ فخرج به الخبرُ.
و قولنا: " المنصوب " خرج به الرفوع و المجرور.
و إنما ينصب الحال بالفعل و شبه الفعل: كاسم الفاعل، و المصدر، و الظرف، و اسم االإشارة.
و قولنا: " المفسِّرُ لما انبهم من الهيئات " معناه أن الحال يُفَسِّر ما خفي و استتر من صفات ذَويِ العَقلِ أو غيرهم .
ثم إنه قد يكون بياناً لصفة الفاعل، نحو:
" جاء عبد الله راكباً " .
أو بياناً لصفة المفعول به، نحو:
" ركبتُ الفرسَ مُسرجاً ".
و قد يكون محتملاً للأمرين جميعاً، نحو:
" لقيتُ عبدَ اللهِ راكباً ".
و كما يجيء الحال من الفاعل و المفعول به فإنه يجيء من الخبر، نحو:
" أنت صديقي مخلصاً ".
و قد يجيء من المجرور بحرف الجر، نحو:
مَرَرتُ بِهندٍ راكبةً ".
و قد يجيءَ من المجرور بالإضافة، نحو قوله تعالى:
( أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً ) فحنيفاً: حال من إبراهيم، و إبراهيم مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة، و هو مجرور بإضافة " ملة " إليه.
شروط الحال و شروط صاحبها
قال: و لا يكون إلا نكرة، و لا يكون إلا بعد تمام الكلام، و لا يكون صاحبها إلا معرفة.
و أقول: يجب في الحال أن يكون نكرة، و لا يجوز أن يكون معرفة، و إذا جاء تركيب فيه الحال معرفة في الظاهر، فإنه يجب تأويل هذه المعرفة بنكرة مثل قولهم:
" جاء الأميرُ وحدَهُ ".
فإن " وحده " حال من الأمير، و هو معرفة بالإضافة إلى الضمير، و لكنه في تأويل نكرة هي قولك:
" منفرداً "
فكأنك قلت: " جاء الأمير منفرداً "، و مثل ذلك قولهم:
" أرسَلَهَا العِرَاك "، أي: مُعتَركَةً
و " جَاءُوا الأوَّل فالأوَّل " أي مُترتِّبينَ.
و الأصل في الحال أن يجيء بعد استيفاء الكلام، و معنى استيفاء الكلام: أن يأخذ الفعل فاعله و المبتدأُ خبره.
و ربما وجب تقديم الحال على جميع أجزاء الكلام، كما إذا كان الحال اسم استفهام، نحو:
" كيفَ قَدِمَ علي "
فكيف: اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من علي، و لا يجوز تأكيد اسم الاستفهام.
و يشترط في صاحب الحال أن يكون معرفة، فلا يجوز أن يكون نكرة بغير مُسَوِّغ.
و مما يُسَوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تتقدم الحال عليها، كقول الشاعر:
لِمَيَّة مُوحشا طلَل يَلُوحُ كأنمه خِلل
فموحشاً: حال من " طلل "، و طللٌ نكرة، و سوغ مجيء الحال منه تقدُّمها عليه.
ومما يسوِّغ مجيء الحال من النكرة أن تُخَصَّصَ هذه النكرة بإضافةٍ أو وصفٍ.
فمثال الأول في قوله تعالى:
( فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً )
فسواء: حال من " أربعة "و هو نكرة، و ساغ مجيء الحال منها لكونها مضافة.
و مثال الثاني قول الشاعر:
نَجَّيْتَ يَاربِّ نُوحاً و استجبت لهُ في فُلُكٍ مَاخِرِ في اليمِّ مشحوناً.
شرح الأجرومية