تعود بي ذاكرتى الى أول كتاب قرأته. . كان كتابا قديما, مستعارا من أحد أصدقائي. . . أوراقه الصفراء جعلتنى بعدها أعشق كل الكتب الرثة ذات اللون العتيق. . . كان له رائحة خاصة . . . وأوراقه الكثيرة الكثيرة. .لم تنتهي !! وفي مثل سنى كان إلتهامه ونهايته مثابرة وجهد لا يعتاد عليه الصبية . . .لكننى لم أشعر بطول الكلمات ولم أمل منها . . كانت أول عزلة جمعتنى بالعالم الموازى . . أول هروب . .وأول لقاء مع غرباء إستوطنوا في مخيلتى لزمن. .!!!
شغف القراءة من ذاك الحين لم ينقطع. .وعشق السفر بين الأوراق البالية لم ينحصر . .لا نخرج بعد نهاية كل كتاب كما ندخل فيه. . . كل شيء فينا يتغير. . نظرتنا للحياة وللآخرين. . إحساسنا وأفكارنا. . شخصيتنا تستقيم على تجارب ليست لنا و نتعلم من كل تجربة درسا. . . هو حتما لنا !!!!