آنوروز ( وردة السماء )– بداية أعياد الأكيتو في سومر وبابل
منذ الأف الرابع ق/م ،إحتفل الرافدينيون بأعياد رأس السنّة التي تبدأ في الأيام الأخيرة من أيارو، حتى الثاني عشر من نيشانو (نيسان) وتكون باكورتها الاحتفال بعيد الربيع (آنو روز أو نو روز – وردة السماء أو الوردة الجديدة) وقد أطلق على تلك الأعياد (أكيتو – القوت) .
ولما كانت الزراعة هي المهنة الأكثر احتراماً في الحضارة الرافدينية ، حيث الربيع يشكل بداية اعتدال الطقس وجني المواسم وجز الصوف وحصاد المحاصيل وولادة المواشي ،وما يتبع ذلك من مواسم الخطبة والزواج وما يتخللها من الأفراح ، لذا اشتق اسم تلك الأعياد (أكيتو) من (أكي ) السقّاء أو المزارع ، فتكون (عيد الزارعين أو المزارعين) بما في تلك التسمية من ايحاء يرتبط بمنتجي تلك الحضارة والتقدير العالي لهم .
استمرار الأعياد 12 يوماً ،يشير الى الأبراج الاثني عشر التي وضعها الرافدينيون القدماء ،وهي تبدأ من الحمل والثور ،وتنتهي بالدلو والحوت .
بعد سقوط بابل بيد كورش عام 539ق/م – انتقل عيد نوروز الى بلاد فارس بالتسمية والمناسبة ذاتها (عيد السنة الفارسية ) ثم اقتبسته الأقوام المجاورة الأخرى ،فظهر عند الكورد (نوروز) وعند المصريين (شم النسيم )وفي بلاد الشام (عيد الربيع) وهكذا ، ومازال اسم (روز- وردة ) شائعاً في الكثير من اللغات .
الكورد نقلوا ذلك العيد بعد أسطرته عن ثائر (كاوة الحداد) وقف بوجه الملك الضحاك الذي قيل بأنه كان يقتل شابين كرديين كل يوم للتداوي بمخيهما .
عادة إهداء الورود - وردة واحدة أو باقة - التي مازالت قائمة الى اليوم ،مأخوذة من ذلك العيد السومري /البابلي (آنو روز) من (آنو - سماء - كبير الآلهة في الحضارة السومرية - وروز - وردة ) أي وردة السماء وقد ارادوا في هذه التسمية الاشارة الى مباركة السماء بسنة جديدة مليئة بالخير - كما نلاحظ مايلي : اهداء وردة واحدة الى من نحب ، اهداء باقة ورد أو سلّة في الأعراس أو الزيارات أو عيادة المرضى ،وكلها تشير الى معنى مقدّس ،فهذه الورود تمثل هدايا الله للبشر كي تملأ ايامهم بالجمال والعطر - لذا نهديها تيمناً بهذا المعنى - أما وضع الأكاليل على قبر الميت ،فهي ايحاء مفاده :عسى الله أن يدخلك جنة ملأى بالزهور .
