إنَّا تلاقينا … هنـــــــــا،قبل انتظارِك… واغترابي
هل تلمحين الذكرياتِ
تهزُّ أضلاعَ الترابِ؟
وطيوفَ مأساةِ الفراقِ،
تُعيدُ نوحَكِ وانتحابي
والأمسُ يرمقنا وفي،
نظراتِه خَجَلُ المتابِ
كيف اعتنقْنا للوداعِ
وبي من اللهفاتِ ما بي؟!
وهتفتُ لا تَتَوَجَّعـــــــي:
سأعودُ، فارتقبي … إيابي!
ورحلتُ وحدي، والطَّريق
دمٌ، وغابٌ، من حِرابِ
فنزلتُ حيث دمُ الهوى
يجترُّ، أجنحةَ الذُّبابِ
حيث البهارجُ والحُلى
سلوى القشورِ عن اللُّبابِ
فتريْن ألوانَ الطِّلاءِ
على الصُّدوعِ، على الخرابِ
والتسلياتُ، بلا حسابٍ
والملالُ، بلا حسابِ
والجوُّ محمومٌ، يئنُّ
وراء جدرانِ الضبابِ
كُمْ كُنتُ أبحثُ عن طِلابي
حيث ضيَّعني طِــــــلابي
واليومُ عُدتُ، وعاد لي
مرحُ الحكاياتِ العِذابِ
ما زلتُ أذكرُ كيفَ كُنَّا
لا ننافقُ، أو نُحابـــــي
نُفضي بأسرارِ الغرامِ
إلى المهبَّاتِ الرِّحابِ
والرِّيح تغزلُ من زهور
(البُنِّ)، أغنيةَ العتابِ
فتهزُّنا أرجوحـــــــةٌ
من خمرةِ الشفقِ المُذابِ
وكما تناءَيْنا التقينا
نبتدي صفوَ الشبابِ
ونعيدُ تأريخَ الصِّبا
والحبِّ، من بدءِ الكتابِ
أتريْن: كيف اخضوضرت
للقائنا مُقَلُ الشعابِ؟
وتلفَّتَ الوادي إليكِ
وهشَّ، يسألُ عن غيابي
ما دمتِ لي فكُوَيْخُنَا
قصرٌ، يعومُ على السَّحابِ
والشُّهبُ بعضُ نوافذي
والشَّمسُ، شُبَّاكي وبابي
.....
روائع البردوني