المناقب لابن المغازلي
عن سليمان بن مهران الأعمش شيخ المقرئين والمحدثين، :
وجه إلي المنصور، فقلت للرسول:
لما يريدني أمير المؤمنين؟ قال: لا أعلم،
فقلت: أبلغه أني آتيه. ثم تفكرت في نفسي فقلت:
ما دعاني في هذا الوقت لخير،
ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛
فإن أخبرته قتلني!
قال: فتطهرت ولبست أكفاني وتحنطت ثم كتبت وصيتي ثم صرت إليه،
فوجدت عنده عمرو بن عبيد،
فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت:
وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة، فقال لي: ادن يا سليمان! فدنوت.
فلما قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله، وفاح مني ريح الحنوط،
فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة؟
والله لتصدقني وإلا قتلتك!
فقلت: يا أمير المؤمنين، أتاني رسولك في جوف الليل،
فقلت في نفسي:
ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي؛
فإن أخبرته قتلني، فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت!
فاستوى جالسا وهو يقول:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم قال:
أتدري يا سليمان ما اسمي؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ما اسمي؟
قلت:
عبد الله الطويل ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب،
قال:صدقت،
فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كم رويت في علي من فضيلة من جميع الفقهاء وكم يكون؟
قلت: يسير يا أمير المؤمنين،
قال: على ذاك، قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.
قال: فقال: يا سليمان لأحدثنك في فضائل علي (عليه السلام) حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء،
فإن حلفت لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدثتك بهما،
فقلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم....
ثم قال: يا سليمان سمعت في فضائل علي (عليه السلام) أعجب من هذين الحديثين؟
يا سليمان:
حب علي إيمان، وبغضه نفاق
لا يحب عليا إلا مؤمن،
ولا يبغضه إلا كافر
قلت: يا أمير المؤمنين! الأمان؟ قال: لك الأمان.
قال: قلت: فما تقول يا أمير المؤمنين فيمن قتل هؤلاء؟ قال: في النار لا أشك.
فقلت: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟
قال: فنكس رأسه ثم قال:
يا سليمان، الملك عقيم! ولكن حدث عن فضائل علي بما شئت.
قلت: فمن قتل ولده فهو في النار!
قال عمرو بن عبيد:
صدقت يا سليمان، الويل لمن قتل ولده!
فقال المنصور:
يا عمرو، أشهد عليه أنه في النار.
فقال عمرو: وأخبرني الشيخ الصدق - يعني الحسن - عن أنس:
أن من قتل أولاد علي لا يشم رائحة الجنة
، قال: فوجدت أبا جعفر وقد حمض وجهه.
قال:
وخرجنا فقال أبو جعفر:
لو لا مكان عمرو ما خرج سليمان إلا مقتولا
المناقب لابن المغازلي: ١٤٤
عن سليمان بن مهران الأعمش شيخ المقرئين والمحدثين، :
وجه إلي المنصور، فقلت للرسول:
لما يريدني أمير المؤمنين؟ قال: لا أعلم،
فقلت: أبلغه أني آتيه. ثم تفكرت في نفسي فقلت:
ما دعاني في هذا الوقت لخير،
ولكن عسى أن يسألني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؛
فإن أخبرته قتلني!
قال: فتطهرت ولبست أكفاني وتحنطت ثم كتبت وصيتي ثم صرت إليه،
فوجدت عنده عمرو بن عبيد،
فحمدت الله تعالى على ذلك وقلت:
وجدت عنده عون صدق من أهل النصرة، فقال لي: ادن يا سليمان! فدنوت.
فلما قربت منه أقبلت على عمرو بن عبيد أسائله، وفاح مني ريح الحنوط،
فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة؟
والله لتصدقني وإلا قتلتك!
فقلت: يا أمير المؤمنين، أتاني رسولك في جوف الليل،
فقلت في نفسي:
ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة إلا ليسألني عن فضائل علي؛
فإن أخبرته قتلني، فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت!
فاستوى جالسا وهو يقول:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم قال:
أتدري يا سليمان ما اسمي؟
قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: ما اسمي؟
قلت:
عبد الله الطويل ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب،
قال:صدقت،
فأخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كم رويت في علي من فضيلة من جميع الفقهاء وكم يكون؟
قلت: يسير يا أمير المؤمنين،
قال: على ذاك، قلت: عشرة آلاف حديث وما زاد.
قال: فقال: يا سليمان لأحدثنك في فضائل علي (عليه السلام) حديثين يأكلان كل حديث رويته عن جميع الفقهاء،
فإن حلفت لي أن لا ترويهما لأحد من الشيعة حدثتك بهما،
فقلت: لا أحلف ولا أخبر بهما أحدا منهم....
ثم قال: يا سليمان سمعت في فضائل علي (عليه السلام) أعجب من هذين الحديثين؟
يا سليمان:
حب علي إيمان، وبغضه نفاق
لا يحب عليا إلا مؤمن،
ولا يبغضه إلا كافر
قلت: يا أمير المؤمنين! الأمان؟ قال: لك الأمان.
قال: قلت: فما تقول يا أمير المؤمنين فيمن قتل هؤلاء؟ قال: في النار لا أشك.
فقلت: فما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟
قال: فنكس رأسه ثم قال:
يا سليمان، الملك عقيم! ولكن حدث عن فضائل علي بما شئت.
قلت: فمن قتل ولده فهو في النار!
قال عمرو بن عبيد:
صدقت يا سليمان، الويل لمن قتل ولده!
فقال المنصور:
يا عمرو، أشهد عليه أنه في النار.
فقال عمرو: وأخبرني الشيخ الصدق - يعني الحسن - عن أنس:
أن من قتل أولاد علي لا يشم رائحة الجنة
، قال: فوجدت أبا جعفر وقد حمض وجهه.
قال:
وخرجنا فقال أبو جعفر:
لو لا مكان عمرو ما خرج سليمان إلا مقتولا
المناقب لابن المغازلي: ١٤٤