أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

إبراهيم طوقان.. شاعر سكن الوطن قصيدته

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600

إبراهيم طوقان.. شاعر سكن الوطن قصيدته

الصورة:

ننتقل اليوم من مصر إلى فلسطين، ونلتقي بواحدٍ من أهم شعرائها، وهو الشاعر إبراهيم طوقان، الذي ولد في نابلس عام 1905، وتوفي في القدس عام 1941، شاباً في السادسة والثلاثين من العمر.


وكعادتنا، في استحضار روح الشاعر ومناقشته، نكسر صمت القبور، نتحدث إليه، ونعرف ما نريد أن نعرفه عن حياته وشعره.

قلت: سلام عليك يا إبراهيم طوقان.

قال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.

قلت: وفاتك المبكرة.. صدمت الجميع، فهل هو المرض أم ماذا؟

قال: من لم يمت بالسيف مات بغيره

تعددت الأسباب والموت واحِــدُ

قلت: إذن فأنت لا تريد إثارة سبب الوفاة.

قال: وما أهمية أن أقول لك إنني منذ ولدت وأنا أعاني مجموعة من الأمراض، لا مرضاً واحداً.. وقد ظلت هذه الأمراض رفيقة دربي، وشريكة حياتي، حتى جاء اليوم الذي فرضت فيه هذه الأمراض نهايتي، وأنا على منصة الشرف، لأتسلم درجتي العلمية من الجامعة الأمريكية.

قلت: نهاية مأساويّة.

قال: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

قلت: أين تلقيت دروسك الابتدائية؟

قال: في المدرسة الرشيدية في القدس، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس أثناء الحكم العثماني.

قلت: والدراسة الثانوية؟

قال: في مدرسة المطران في القدس أيضاً، وكان ذلك في عام 1919، وتخرجت فيها بعد أربع سنوات، أي في عام 1923.

قلت: والجامعة؟

قال: في عام 1923، التحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت، ومكثت فيها ست سنوات، لأحصل على شهادة الجامعة في الآداب عام 1929.

قلت: خرجت من الدراسة بعمر أربعة وعشرين عاماً؟ فأين عملت بعد ذلك؟

قال: عدت لممارسة مهنة التدريس في مدرسة النجاح في نابلس، وفي عام 1931، استدعيت من الجامعة الأمريكية في بيروت لتدريس اللغة العربية، ولكنني عدتُ بعد سنتين إلى فلسطين.

قلت: في عام 1936، تسلمت القسم العربي في إذاعة القدس، وعُينت مديراً للبرامج العربية.

قال: ولهذا العمل قصة كبيرة.

قلت: هل تخبرنا بها؟

قال: إذاعة القدس كانت أهم وسائل الإعلام في ذلك الوقت، وكنت بين أمرين، الأول أن أوجه الإذاعة لخدمة التحرر من الاستعمار، ومن خطر احتلال بلادي، أو أن أطيع تعليمات القيادة الاستعمارية البريطانية، فأحقق الرضى، وأفوز بالمناصب والجوائز المالية.

قلت: وماذا اخترت؟

قال: أُقِلت من عملي من قبل سلطات الانتداب عام 1940.

قلت: لم ترضَ عنك السلطات الاستعمارية؟

قال: كيف ترضى وقصائدي كانت تشعل نيران الثورة، ليس في فلسطين وحدها، بل في الوطن العربي كله.

قلت: من له فضل عليك في اتجاهك إلى الشعر؟

قال: نشأت في بيئة ثقافية وفكرية، ومع أسرة متفتحة على الحياة والعمل، فجدي كان يقول الشعر والزجل، وأمي كانت تقرأ على مسامعي قصص عنترة وأبي زيد الهلالي وسيف بن ذي يزن وغيرهم.

قلت: وغير العائلة، هل كان لأحد تأثير في اتجاهك للشعر؟

قال: أتيحت لي الفرصة وأنا طالب في القدس، للالتقاء بالأستاذ الكبير نخلة زريق، وقد قربني، رحمه الله، من اللغة العربية والشعر القديم.

قلت: وفي بيروت بمن التقيت؟

قال: التقيت بنخبة من الأدباء، مثل وجيه البارودي وحافظ جميل وعمر فروخ، وكوّنا معاً حلقة أدبية بعنوان دار الندوة.

قلت: ألم تكن لك صلة بشعراء لبنان الكبار؟

قال: كنت على صلة وثيقة بالشاعر الكبير بشارة الخوري، المعروف بالأخطل الصغير.

قلت: من عادة الشعراء حفظ القرآن الكريم، فهل تعلمت؟

قال: تعلقت بالقرآن الكريم منذ صغري، وكنت أدرك روعة بيانه وبلاغة آياته.

قلت: نعود إلى شعرك، هل تستطيع تحديد الموضوع الرئيس في شعرك؟

قال: الموضوع الرئيس هو الانتماء للوطن وحمل همومه.

قلت: كيف لا.. وأنت القائل

موطني موطني

الجـلالُ والجمالُ والسنـاءُ والبهاءُ في رُباكْ... في رُباكْ

والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ في هواك... في هواك

هل أراكْ... هل أراكْ

سالماً منعَّماً وغانماً مكرَّماً

هل أراكْ... في علاكْ

تبلغ السِّماكْ... تبلغ السِّماكْ

موطني... موطني

الشبابُ لن يكلَّ همُّه أن تستقـلَّ أو يبيدْ

نستقي من الـردى ولن نكون للعدا

كالعبيد... كالعبيد

لا نريدْ... لا نريدْ..

ذلَّنا المؤبَّدا وعيشَنا المنكَّدا لا نريدْ

بل نُعيدْ مجدَنا التليدْ... مجدَنا التليدْ

موطني.. موطني

وهنا، انطلق صوت الشاعر إبراهيم طوقان واللحن المعروف نفسه، وأكمل كلمات نشيده الخالد، قائلاً:

الحسامُ واليَراعُ لا الكلامُ والنزاعُ

رمزُنا... رمزُنا..

مجدُنا وعهدُنا وواجبٌ من الوَفا

يهزّنا... يهزّنا

عزُّنا.. عزّنا

غايةٌ تُشرِّفُ.. ورايةٌ تُرفرفُ

يا هَناكْ في عُلاكْ

قاهراً عداكْ... قاهراً عداكْ

موطني.. موطني

لم يبكِ إبراهيم طوقان وحده عند نهاية النشيد، بل شاركته تلك اللحظات المثيرة بكثير من الدموع، ثم تمالكت نفسي لأعود للحوار.

قلت: نشيد خالد، وما زال يذاع حتى الآن، ولكن..

قال: ولكن ماذا؟

قلت: لم يقتصر شعرك على الموضوع الوطني.. فأنت شاعر غزلي أيضاً.

قال: كل الشعراء نظموا في الغزل.

قلت: هل أحببت؟

قال: أحببت الكثير من الفتيات، ولكن لم أوفق.

قلت: والحب الأول؟

قال: فتاة فلسطينية كانت معي في الجامعة الأمريكية في بيروت، واسمها فوز، وعندما انتهينا من الدراسة، وحصلنا على الشهادات، ذهبت هي إلى بلدها، وأنا عدت إلى نابلس، وبعد أيام عرفت أنها تزوجت، وهنا عشت المأساة، وجسدت قصائدي هذه الكارثة، ومما قلته فيها:

يا فوزُ وَيْلِي مِنْكِ يَا قَاسِيَه

عَذَّبْتِنِي ظُلْماً، كَفَى ما بِيَّـه

أراكِ في اليَــوْمِ ثَـلاثـاً وَلاَ

أنَــالُ إلاَّ النَّظْــرَة الجَـافِيَـه

قلت: ولكن ما زال الجميع عندنا يذكرون قصيدتك التي عارضت فيها شوقي، الذي قال:

قُمْ لِلْمُعَلِّــمِ وَفّــهِ التَّبْجِيـــلا

كَادَ المُعَلِّمُ أنْ يَكُـونَ رَسُولاَ

قال: صحيح.. وهذه تجربة صعبة، خضتها مدرساً، وقلت فيها أبياتاً قريبة جداً إلى قلبي.

شوقي يقول وما درى بمصيبتي

شوقي يقولُ ومَا دَرَى بِمُصِيبَتِي

قُـــمْ لِلْمُعَلِّــمِ وَفّــهِ التَّبْجِيــــــلاَ

اقعد فديتك هل يكون مبجلاً

من كان للنشء الصّغيرِ خَلِيلاَ؟

ويكادُ يفلقني الأمِيـرُ بِقَـوْلِهِ

كَـادَ المُعَلِّـمُ أنْ يَكُــونَ رَسُــولا

لو جرّبَ التّعليمَ شَوْقي سَاعة

لَقَضَى الحَيَاة شَقَـاوَة وخُمُـولاَ

حسْبُ المُعلمِ غمَّــة وكــآبــة

مَرْآى الدّفاتِـرِ بُكْــرَةً وَأَصِيــلاَ

مئة على مئة إذا هي صلِّحت

وجدَ العمى نَحْوَ العُيُونِ سَبِيـلاَ

ولو ان في التَّصْلِيحِ نَفْعاً يُرْتَجَى

وأبيـكَ لمْ أَكُ بالعُـيُــونِ بَخِيــلاَ

لكِـنْ أصلّح غلطــةً نحــويـــةً

مثـلاً وأتخــذ الكتـــاب دليــــلاَ

مُسْتَشْهِـداً بالغُـرِّ مِنْ آيَــاتِــهِ

أو بالحَـدِيثِ مُفَصَّــلاً تَفْصِيـلا

وأغُوصُ في الشِّعْرِ القَدِيمِ فَأَنْتَقِي

ما ليسَ مُلْتَبِســاً وَلاَ مَبْـــذُولا

وأكادُ أبعثُ سِيبَوَيْه مِنَ البِلَى

وذَوِيهِ مِنْ أَهْلِ القُرُونِ الأُولَى

فأرى حِمَاراً بَعْــدَ ذلكَ كُلّه

رفَعَ المُضاف إليه والمَفْعُـولا

لا تَعْجَبُوا إنْ صِحْتُ يَوْماً صَيْحَة

وَوَقْعُتُ مَا بَيْنَ البُنُــوكِ قَتِيلاَ

يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحارَ وَجَدْتَهُ

إنَّ المُعَلِّـمَ لاَ يَعِـيشُ طَــوِيـلاَ

 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600

قيصر الحب

::اصدقاء المنتدى و اعلى المشاركين ::
إنضم
2 أغسطس 2016
المشاركات
369,137
مستوى التفاعل
3,187
النقاط
113
بدااااع راقي..

وفي منتهى الروعه والجمااال
كلمااااااااات من ذهب..
ومعطرة بعطور ساحرة..
لاعدمنا كل مايخطه قلمك لنا
تحياتي وعبير ودي
 

رقة الملائكة

السندريللا :: مشرفة قسم الصور العام ::
إنضم
19 فبراير 2013
المشاركات
176,520
مستوى التفاعل
55,893
النقاط
228
شكرا ع المجهود ..
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
يسعدني ويشرفني مروووووورك العطر
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
يسعدني ويشرفني مروووووورك العطر
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
يسعدني ويشرفني مروووووورك العطر
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
يسعدني ويشرفني مروووووورك العطر
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير
 

mohammed.shams

نائب الادارة
طاقم الإدارة
إنضم
31 يناير 2017
المشاركات
2,557,385
مستوى التفاعل
193,905
النقاط
2,600
يسعدني ويشرفني مروووووورك العطر
لك مني اجمل باقات الشكر والتقدير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )